الانترنت والأخلاق: تحديات الجهل والإستغلال والإباحيّة

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: في وقت أعلنت السلطات الصينية أنها اعتقلت آلاف الأشخاص خلال عام 2009 لضلوعهم في الترويج للأفلام والصور والمواقع الإباحية على شبكة الإنترنت ضمن حملة شنتها لهذا الغرض. تتزايد من جهة ثانية أخطار ومساوئ المواضيع والمحتويات الجنسية على الانترنت حيث أظهرت دراسة أن المراهقات اللواتي يعرضنَ صور مغرية لأنفسهن على الشبكات الاجتماعية هن أكثر عرضة للوقوع في شراك الذئاب البشرية من مغتصبي الفتيات أو الذين يستغلونهن جنسيا.

وفي مثال بشع على تداخل القيم مع تاثيرات التكنولوجيا الحديثة عرضَتْ مراهقة في هونغ كونغ عذريتها للمزايدة على الانترنت لاحتياجها للمال في فترة أعياد الميلاد، وتلقّتْ عرضاً قدره 60 ألف دولار هونغ كونغ إلا أن السلطات الأمنية حذّرت بأن الطرفين قد ينتهي بهما المطاف في السجن.

الصين ومكافحة الإباحية على الإنترنت

وأعلنت السلطات الصينية، أنها اعتقلت آلاف الأشخاص خلال عام 2009، لضلوعهم في الترويج للأفلام والصور والمواقع الإباحية على شبكة الإنترنت، ضمن حملة شنتها لهذا الغرض.

ونفذت الحكومة الصينية منذ بدء العام حملة ضد "البذاءة والخلاعة والإباحية،" على شبكة الإنترنت، لكن عددا من جماعات حقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية يقول إن ذلك يأتي ضمن جهود الحكومة لإحكام الرقابة على الإنترنت.

وقالت الشرطة الصينية إن الإجراءات "تستهدف الإباحية على الانترنت،" وأدت خلال العام الماضي إلى اعتقال ما يزيد على خمسة آلاف شخص، وهي امتداد لحملة انطلقت في 2008، واعتقل على أساسها نحو ثلاثة آلاف آخرين. بحسب سي ان ان.

وتعد الصين أكبر دولة فيها مستخدمين للإنترنت يزيد عددهم على 360 مليون شخص، ويقول منتقدو السياسة الحكومية إن هناك شعور متنام بالقلق من الفلتان الأمني الذي قد تسببه الرقابة غير المحكمة على الشبكة الدولية.

وحظرت الصين عددا من المواقع الشعبية وخدمات الانترنت ومن بينها موقع Youtube التابع لشركة غوغل، وTwitter، و Facebook ومواقع اجتماعية صينية، لمشاركة الملفات والصور والمعلومات.

وفي مارس/آذار الماضي، واجهت الصين اتهامات بأنها تقف وراء شبكة تجسس إلكترونية، مقرها بكين وتخترق قرابة 1300 جهاز كومبيوتر في 103 دول مختلفة حول العالم، لكن المسؤولين نفوا ذلك بشكل قطعي.

مراهِقة تعرض عذريتها للمزايدة في الإنترنت

وعرضت مراهقة في هونغ كونغ عذريتها للمزايدة على الانترنت لاحتياجها للمال في فترة أعياد الميلاد (الكريسماس). وتلقت عرضاً قدره 60 ألف دولار هونغ كونغ، إلا أن السلطات الأمنية حذرت بأن الاثنين قد ينتهي بهما المطاف في السجن.

وكانت الفتاة قد أعربت في إعلانها عن حاجتها الماسة إلى المال قبيل 17 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وبيع عذريتها لأعلى سعر  يبدأ من 10 ألف دولار هونغ كونغ.

وبدأت الشرطة تحقيقاً في هذا الشأن بعد ظهور الإعلان على موقع اجتماعي على الإنترنت يستهدف طلاب المدارس الثانوية، وفق صحيفة "ذا ستنادرد" التي تصدر في هونغ كونغ.

وحذرت الشرطة من أن الفتاة ربما تكون قاصراً رغم أنها لم تكشف عن سنها في الإعلان الذي نشر في التاسع من الشهر الحالي. بحسب سي ان ان.

واستجاب نحو  100 شخص للإعلان، وطلب البعض رؤية صور فوتوغرافية للفتاة قبل تحديد عروضهم،  وجاء أعلى عرض من شخص يطلق على نفسه اسم "هستيريك."

وأثار عرض مشابه تقدمت به أمريكية، 22 عاماً، في سبتمبر/أيلول الماضي، جدلاً ساخناً حول الجنس والقيم، عندما وضعت عذريتها للمزايدة لتغطية تكاليف دراستها.

وفي آذار/مارس، باعت الرومانية ألينا بركي، 18 عاماً، عذريتها بموقع على الانترنت، أيضا لدفع تكاليف تعليمها، لقاء ما يعادل 110،800 دولار هونغ كونغ، رجل أعمال إيطالي، 45 عاماً.

موقع إلكتروني يبيع حيوانات منوية لمشاهير

ويبدو أن حمّى تقليد المشاهير وتأثيرهم على الناس لم تعد تقتصر على تسمية الأولاد تيمنا بهم أو محاولة التشبه بشكلهم، إذ وصل الأمر إلى محاولة الوصول إلى أطفال يشبهونهم، وهو ما تجلى عندما قام أحد بنوك الحيوانات المنوية الأمريكية بإتاحة المجال أمام زبائنه لاختيار أبنائهم، عبر موقع إلكتروني، وفقا لشبه المتبرعين بأحد نجوم السينما وشخصيات المجتمع.

وقال سكوت براون، مدير قسم الاتصالات ببنك كاليفورنيا سيروبنك، إن الموقع الجديد يتيح المجال أمام الأشخاص الراغبين بالحصول على حيوانات منوية، معرفة كيف سيبدو طفلهم، إضافة إلى أنه يمنحهم الفرصة لمعرفة شكل تقريبي للمتبرع بالحيوان المنوي، الذي سيتم استخدامه، نظرا لأن القوانين بالبلاد تحظر الإفصاح عن هويته. بحسب سي ان ان.

وأشار براون "لم يكن الهدف أن نقول بالضرورة إن الطفل الذي سيتم إنجابه عبر هذه الطريقة، سيشبه نجما كبيرا مثل جورج كلوني، ولكنه بالدرجة الأولى معني بأن يظهر للأشخاص أقرب تصوير ممكن لشكل المتبرع بالحيوان المنوي."

وبيّن براون أن الموقع الذي أطلقه البنك لهذه الغاية، يمنح الفرصة للقيام بعملية تفتيش عليه الموقع لرؤية المتبرعين بحيواناتهم المنوية وتصوير أشكالهم على هيئة صور للنجوم، الذين شملوا كوكبة من كبار المشاهير مثل نجوم السينما، كالممثل رسل كرو وهو صغير، أو حتى وهو قد كبر بالسن، إضافة إلى أبطال رياضيين مثل أسطورة لعبة الغولف، تايغر وودز.

وأشار براون إلى أن العاملين بالبنك، استمروا لعدة أسابيع وهم يحاولون مطابقة صور بعض النجوم مع المتبرعين بشكل تقريبي، حيث يشير الموقع في بعض الحالات، إلى وجه الشبه بين المتبرع وعدد من المشاهير في الوقت نفسه، كأن يقول إن ذقن المتبرع يشبه المغني مايكل جاكسون، وعيناه تطابقان عيني الممثل البريطاني جود لو، وهو طويل مثل لاعب كرة السلة مايكل جوردان.

السويديون أصحاب المظهر الأجمل في العالم

وأعلن موقع مواعدة إلكتروني أن نتيجة البحث عن الأشخاص «الأقل جاذبية» لطردهم منه، أظهرت ان كل مستخدميه يصنفون الرجال السويديين في خانة أصحاب المظهر الأجمل في العالم. ونقلت صحيفة «ذي لوكال» السويدية عن موقع «بيوتيفل بيبول» (أشخاص جميلون) الإلكتروني، الذي يسمح لأعضائه الحاليين باختيار أي من المتقدمين الجدد جميل المظهر بما يكفي لينضم إليهم، ان 65% من طلبات الرجال السويديين تقبل مقارنة مع 9% من الرجال الروس أو البولنديين. وأشار الموقع إلى ان 45% من الرجال البرازيليين الذين يتقدمون بطلب للانضمام إليه يقبلون في حين ان 40% من الرجال الدنماركيين مرحب بهم.

وأكد ان قرابة مليوني شخص رفضوا منذ انطلاق الموقع في العام 2002. وقال مدير الموقع غريغ هودج «قد يبدو الأمر خطأ أخلاقياً بالنسبة إلى نقادنا لكن نجاحنا المستمر هو الحقيقة الجميلة».

صور الإغراء تعّرض فتيات لخطر الاغتصاب

وفي تزايد لأخطار ومساوئ المواضيع والمحتويات الجنسية على الانترنت، أظهرت دراسة أن المراهقات اللواتي يعرضن صور مغرية لأنفسهن على الشبكات الاجتماعية هن أكثر عرضة للوقوع في شراك الذئاب البشرية من مغتصبي الفتيات أو الذين يستغلونهن جنسيا.

وأفادت الدراسة، التي ستنشر في شهر يونيو/حزيران القادم بمجلة Pediatrics الطبية الأمريكية، أن المراهقات اللواتي تعرضن للاستغلال الجنسي، كن ممن عرضن صورا مغرية لهن على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل Facebook، أو تعرضن لتجربة اعتداء جنسي في طفولتهن.

وبالنسبة إلى الأماكن التي يتواجد فيها الأفراد الذين من شأنهم استغلال براءة المراهقات، أكدت الدراسة، التي أجراها فريق من الباحثين، بقيادة جيني نول، الطبيبة في مركز طبي للأطفال والمراهقين بولاية أوهايو، أنهم يكثرون "على مواقع التواصل الاجتماعي، التي توفر المجال الملائم للشباب المنحرف كي يقوم بإغواء الفتيات الصغيرات بالسن."بحسب سي ان ان.

ولاحظت الدراسة أن الصور المغرية من شأنها أن تعطي انطباعا سيئا عن المراهقة التي وضعتها، كأن تعطي صورة أنها "صيد سهل،" وأنها مرحبة بأي علاقة جنسية.

وتكمن المشكلة الأساسية، بحسب الدراسة، في أن المواقع الاجتماعية، مثل Second Life الفرصة الملائمة للمراهقة كي ترسم لنفسها الشكل الذي تريد.

بحيث تلون شعرها وعيونها وتهندس قوامها بالصورة التي تراها مغرية، وهو الأمر الذي سيلفت انتباه الشباب المتعطش لخداع الصبايا، اللواتي يبحثن في بعض الأحيان عن الحب البريء.

وعلاجا لهذه المسألة، رأى واضعو الدراسة ضرورة أن يقوم الأهل بمراقبة بناتهم، وكيفية استعمالهن للإنترنت، والصور التي يضعنها لأنفسهن عليها، وذلك كي لا يقعن في شراك من يستغلهن جنسيا أو يغتصبهن.

ويذكر أن الدراسة رأت أن هذا الخطر المحدق يتجاوز أخطارا أخرى على الانترنت، مثل إزالة البراءة الجنسية للمستخدمين عبر المشاهد الإباحية التي يرونها على بعض المواقع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 4/كانون الثاني/2010 - 18/محرم/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م