
شبكة النبأ: يجهد التنين الصيني عملاق
الاقتصاد الأسيوي من خلال اختراقه الأسواق العالمية إيجاد موطئ قدم
يعزز من مكانتها السياسية في المجتمع الدولي بشكل أكثر تأثيرا.
إلا إن ملف الصين في مجال حقوق الإنسان لا يزال موضع نقد لمختلف
المنظمات والهيئات الدولية المعنية، حيث تفرض السلطات الصينية قيودا
صارمة على مواطنيها، وتنتهج أساليب القمع المنظم ضد أي حراك إصلاحي أو
معارضة سياسية.
حملة إعلانية
حيث تأمل الصين التي كانت مصدر تعريف العالم بمواد كيميائية ضارة
مثل الميلامين وداي ايثلين جليكول من خلال سلسلة فضائح متعلقة بسلامة
المنتجات في إنقاذ صورتها الآن من خلال حملة اعلانية.
وتظهر إعلانات مدة كل منها 30 ثانية تعرض مبدئيا على شبكة (سى ان ان)
الأمريكية صورا لأجهزة تشغيل موسيقي (ام بى 3) مكتوبا عليها "صنع في
الصين ومزودة بنظام تشغيل من وادي السيليكون" وملابس كتب على بطاقة
تصنيعها "صنعت في الصين بواسطة مصممين فرنسيين".
وتسمع في الخلفية موسيقى مرحة مع لقطات لأشخاص غربيين يركضون
ويأكلون ويرقصون ويقفون لالتقاط الصور الفوتوغرافية وينظرون عبر نافذة
طائرة الى محركها وقد كتب عليه "صنع في الصين مع مهندسين من جميع أنحاء
العالم". بحسب رويترز.
وتنتهي الإعلانات بتعليق صوتي ذا لكنة أمريكية يقول "حين يقال صنع
في الصين فهذا يعني بالفعل انه صنع في الصين .. صنع بواسطة العالم."
وقالت صحيفة تشاينا ديلي الرسمية الناطقة بالانجليزية إن هذه الحملة
"مصممة لتعزيز البضائع المصنعة في الصين بطريقة نزيهة وموضوعية لنقول
لعملائنا في الخارج ان الشركات الصينية تعمل مع شركات أجنبية في إخراج
منتجات ذات جودة."
وأضافت الصحيفة "الحملة تعكس توجه وطموح الشركات الصينية نحو توثيق
التعاون مع دول اخرى لتقديم منتجات ذات جودة للعملاء الأجانب."
وتسعى الصين التي كثيرا ما تسمى مصنع العالم الى إقناع المشاهد
المتشكك في أنحاء العالم انها انتصرت في معركة لتحسين معايير السلامة
بعد الفضائح الأخيرة التي شملت كل شئ بدءا من طعام الحيوانات الأليفة
ووصولا الى لعب الأطفال.
وأعدمت الصين شخصين لدورهما في قضية حليب ملوث قتل ستة أطفال على
الأقل وسمم نحو 300 ألف آخرين.
سجون سرية
من جهتها دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الصين الى اغلاق "سجونها
السرية" وانتقدت انتهاكات حقوق الانسان المنهجية في تلك الاماكن حيث قد
يعتقل المواطنون لاشهر عدة دون اي اجراء قضائي.
واعلنت صوفي ريتشاردسون المسؤولة في المنظمة غير الحكومية في اسيا
ان "وجود تلك السجون السرية في قلب بكين يطعن في مصداقية تصريحات
الحكومة الصينية حول تحسين حقوق الانسان واحترام القوانين". بحسب فرانس
برس.
واضافت ان "على الحكومة ان تتحرك بسرعة لاغلاق تلك الامكان والتحقيق
في من يديرونها وتقديم المساعدة لمن راح ضحيتها".
واوضحت هيومن رايتس ووتش في تقرير نشر الخميس ان اماكن الاعتقال تلك
-التي تنفي السلطات وجودها- توجد في فنادق تشرف عليها الدولة ومستشفيات
ومراكز علاج نفسي.
وفي تحقيق ميداني انجز في نيسان/ابريل وايار/مايو من السنة الجارية
في بكين ومدن اخرى افادت المنظمة ان معظم الاشخاص المحتجزين في تلك "السجون
السرية" من موقعي العرائض.
ويتيح نظام العرائض الموروث عن عهد الامبراطورية، لسكان الاقاليم
مخاطبة السلطات "المركزية" والتوجه الى بكين لدى ادارة خاصة عندما
يعتبرون انهم تعرضوا الى مظالم.
ونفى الناطق باسم الخارجية الصينية كين غانغ وجود مثل اماكن
الاعتقال هذه. وقال للصحافيين "يمكنني ان اؤكد لكم عدم وجود سجون سرية
في الصين".
واضاف "اذا كان الناس غير راضين عن عمل الحكومة فيمكنهم التعبير عن
الظلم عبر قنوات مشروعة فيما ستعالج السلطات المختصة هذه الحالات وفقا
للقانون بهدف حماية حقوق ومصالح الشعب".
وافاد شهود في ذلك التقرير ان حراس تلك السجون السرية يستخدمون
العنف والسرقة كما يرفضون تقديم الغذاء والادوية للمعتقلين وحتى انهم
في بعض الاحيان يحرمونهم من النوم.
واكد ثلثا المعتقلين السابقين في رد على هيومن رايتس ووتش انهم
تعرضوا لاعمال عنف حتى ان بعضهم اوضح انهم تلقوا تهديدات بالتعرض للعنف
الجنسي. وقالت المنظمة ان حتى القاصرين اعتقلوا في تلك السجون.
واقامت السلطات المحلية تلك "السجون السرية" لاعتراض رافعي العرائض
عندما يتوجهون الى كبرى المدن لمنعهم من التعبير عن اعتراضاتهم.
واكدت ريتشاردسون ان "الصين لديها قوانين تحدد كيف يجب ان تتم
عمليات التوقيف والاعتقال لكن الحكومة تتجاهلها صراحة في حالة السجون
السرية والمعتقلين فيها".
استهدف الخصوم السياسيين
حيث تعهد نائب وزير الامن العام الصيني يانغ هوان نينغ بشن "هجمات
استباقية" ضد تهديدات لسيطرة الحزب الشيوعي في خطاب نشر بعد ايام من
الحكم بسجن ابرز المعارضين في البلاد لانتقاده الحزب.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن يانغ قوله ان الصين
واجهت مخاطر غير قليلة للاستقرار برغم النمو الاقتصادي القوي.
وفي خطاب القاه يوم 18 ديسمبر كانون الاول امام مسؤولي الامن نشر
فقط اشار يانغ الى التهديدات المتوقعة من الخصوم السياسيين للحزب
الشيوعي الحاكم بما في ذلك النزعة الانفصالية بمناطق اقصى غرب البلاد
في التبت وشينجيانغ. بحسب رويترز.
وقال يانغ في خطابه "ان مخططات القوى الغربية المناهضة للصين والتي
تسعى الى فرض النمط الغربي وتقسيمنا والخلاف والنزاعات بين الدول
والقوى المعادية التي تثير الفوضى والتخريب ... ما تزال عوامل رئيسية
تؤثر على أمننا الوطني واستقرارنا الاجتماعي.
"سنضرب بيد من حديد ضد القوى المعادية في الداخل والخارج. وسنسعى
جاهدين لتوقع ومنع وشن هجمات استباقية."
و"القوى المعادية" هو مصطلح صيني شامل للتهديدات السياسية المحتملة
لحكم الحزب الشيوعي.
ونشر خطاب يانغ حول عمل الشرطة بعد ان اصدرت محكمة في بكين يوم
الجمعة حكما يقضي بسجن ليو شياو بو ابرز منتقدي الحزب الحاكم في البلاد
لمدة 11 عاما بتهم "التحريض على تقويض سلطة الدولة."
ويشير الحكم على ليو وتحذير يانغ الى ان قادة الصين سيواصلون اتخاذ
اجراءات صارمة لتقييد المعارضة السياسية والسيطرة على الانترنت واخماد
الاضطرابات العرقية في التبت وشينجيانغ.
اضطرابات شينجيانغ
على صعيد متصل اعدمت السلطات الصينية تسعة اشخاص صدرت بحقهم احكام
بالاعدام على خلفية الاضطرابات الاتنية التي اندلعت في تموز/يوليو في
اقليم شينجيانغ الصيني، كما اعلنت السلطات المحلية.
وقال المتحدث باسم حكومة شينجيانغ (شمال غرب الصين) هو حانمين
لوكالة فرانس برس ان "المجموعة الاولى المؤلفة من تسعة اشخاص صدرت
بحقهم مؤخرا احكام بالاعدام قد اعدموا بعد موافقة المحكمة العليا". ولم
يعرف حتى الساعة متى نفذت احكام الاعدام.
وشهدت اورومتشي، عاصمة شينجيانغ، شمال غرب الصين، على اقصى حدود
آسيا الوسطى، والتي تعيش فيها غالبية من المسلمين الاويغور الناطقين
بالتركية اضطرابات في الخامس من تموز/يوليو، قتل خلالها 197 شخصا على
الاقل وفق المصادر الرسمية ومعظمهم من اتنية الهان التي تشكل غالبية في
عموم الصين. وفي الايام التالية، قام الهان باعمال انتقامية استهدفت
الاويغور. بحسب فرانس برس.
وبعد الاضطرابات نظمت الشرطة حملة اعتقالات كثيفة شملت المئات من
الاويغور، واحيلت اعداد كبيرة منهم الى القضاء.
واتهمت السلطات "الانفصاليين الاتنيين" بالوقوف وراء اعمال العنف،
دون ان تقدم دليلا على ذلك.
ويؤكد العديد من الاويغور انهم ضحية التمييز الثقافي والديني
والسياسي وحملات تكثيف مكافحة الارهاب التي يقولون ان بكين استغلتها
لزيادة الضغط عليهم.
في السياق ذاته ذكرت وثيقة للحكومة الصينية ان العنف والاضطراب الذي
يثيره الانفصاليون المطالبون باستقلال اقليم شينجيانغ أضر بشدة
بالتنمية الاقتصادية في هذه المنطقة الواقعة في أقصى غرب الصين.
وتعرضت منطقة شينجيانغ الغنية بمصادر الطاقة وموطن المسلمين اليوغور
ذات الموقع الاستراتيجي في آسيا الوسطى في الأعوام الأخيرة لتفجيرات
وهجمات وأعمال شغب حملت بكين مسؤوليتها للانفصاليين اليوغور الذين
يطالبون باقامة دولة "تركستان الشرقية" المستقلة.
وفي الخامس من يوليو تموز لقى 197 شخصا من الهان وهم أغلبية في
الصين حتفهم حينما قام اليوغور بأعمال شغب في أورومتشي عاصمة الاقليم.
ولم تهدأ التوترات في أورومتشي منذ ذلك الحين. وتظاهر مواطنون من
الصينيين الهان في أوائل هذا الشهر مطالبين باستقالة أمين الحزب
الشيوعي في الاقليم بعد حالة من الرعب أشاعتها مزاعم للشرطة عن وقوع
هجمات في المدينة.
وقالت الحكومة في الوثيقة البيضاء "قوات (تركستان الشرقية) سببت
ضررا فادحا للتنمية الاقتصادية في شينجيانغ. لقد قوضوا مناخ الاستثمار
والدليل على ذلك تراجع الاستثمارات بشدة في شتى أنحاء البلاد."
ويقول منتقدو سياسات الحكومة الصينية في شينجيانغ ان القليل جدا من
الاستثمارات يصل الى اليوغور أصلا وان عدم المساواة هذا يثير عداوات
عرقية.
وبلغ متوسط الدخل العام الماضي للعائلة في ريف شينجيانغ حيث يعيش
غالبية اليوغور 3503 يوانات (513 دولارا) بالمقارنة مع المتوسط القومي
الذي يتراوح ما بين 4761 و11440 يوانا في المركز المالي المزدهر في
شنغهاي.
وبينما أنفقت الحكومة مليارات اليوانات في الأعوام القليلة الماضية
على الطرق والسكك الحديدية والمدارس والمستشفيات ومشروعات أخرى في
البنية التحتية لمحت الوثيقة الى ان الانفاق على الامن غير اتجاه "موارد
ثمينة".
وقالت الوثيقة "الكثير من الموارد البشرية والمادية والمالية كان
يجب ان تخصص لمواجهة جرائم الارهاب والعنف لحفظ الامن في البلاد وتحقيق
الاستقرار الاجتماعي."
ويستاء كثير من اليوغور من القيود التي تفرضها الحكومة على دينهم
وثقافتهم والتدفق الكثيف للصينيين الهان الذين جعلوهم في بعض المناطق
أقلية في أراضيهم.
وتقول جماعات حقوقية ونشطاء يوغور أيضا ان بكين تبالغ في التهديد
الذي يشكله المتشددون لتبرير قبضتها المشددة.
وكررت الوثيقة الاتهامات بأن المتشددين لهم صلات بجماعات في الخارج
ويشكلون تهديدا لامن الحدود.
ودافعت الوثيقة عن دور الحكومة فيما وصفته بحماية دين وثقافة
شينجيانغ مشيرة الى مشروعات تجديد المساجد ومبان أخرى وتشجيع لغات
الاقلية. (الدولار يساوي 6.827 يوان)
ارتفاع معدلات جرائم العنف
في سياق متصل قال مسؤول تجاري صيني ان السرقات وجرائم العنف الاخرى
ضد الصينيين في أنجولا ارتفعت بشكل كبير مما أجبر العديد منهم على
مغادرة البلاد وأصبح يهدد بتعطيل الاعمال بين البلدين.
والجريمة من المشكلات الخطيرة في أنجولا وبينما تحدث معظمها بين
السكان المحليين فان الاجانب يتعرضون للهجمات بين الحين والاخر.
وقال خو نينج رئيس المجلس التجاري الصيني في لواندا ان السرقات
المسلحة وجرائم الاغتصاب وحتى القتل جعلت الحياة صعبة بالنسبة للصينيين
خصوصا هؤلاء الذين يعيشون في العاصمة لواندا.
وقال نينج الذي تمثل منظمته 40 شركة صينية في أنجولا "في الماضي كنا
نسمع عن تعرض صيني للسرقة مرة كل شهر لكن ذلك يحدث الان كل يوم."
وقال "هذه الجرائم تزداد عنفا الان ومن الواضح أن ذلك يضر بالاعمال
بين أنجولا والصين." بحسب رويترز.
وتعرض ثلاثة عمال صينيون للسرقة الشهر الماضي على أيدي عصابة في
منطقة كاكواكو على أطراف لواندا. وقال نينج ان اللصوص صبوا الماء
المغلي على ضحاياهم.
وفي الرابع من سبتمبر أيلول قتل خو تونجو وهو رجل أعمال صيني من
اقليم شيجيانج بالرصاص في منطقة فيانا بعد أن حاول مقاومة السرقة.
وفي اليوم نفسه اقتحم ستة مسلحين موقعا للبناء تابع لشركة جيانجسو
الدولية الصينية في لواندا مستخدمين البنادق. وهاجموا العاملين
بالهراوات قبل أن يفروا هاربين بعد أن استولوا على ثلاثة حواسب وكمية
من النقود.
وقال نينج "هذه مجرد قمة الجبل الجليدي. هناك الكثير من الجرائم تقع
نسمع عنها ولا يتم الابلاغ عنها."
العلاقات الصينية الافريقية
ربما لم تشهد العلاقات بين الصين وافريقيا حالا افضل مما هي عليه
الان اذ تقدم الصين للقارة السوداء قروضا قيمتها عشرة مليارات دولار
لكن مجموعة من المسائل الشائكة مثل اختلال التوازن التجاري تمثل تحديا
كبيرا.
لكن المنافسة القادمة من المؤسسات الصينية التي تصنع منتجات منخفضة
التكلفة والشعور بأن قدرة الصين على العطاء لا نهاية لها فضلا عن تدفق
المهاجرين على افريقيا من اكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان يمكن
أن تعكر صفو العلاقات.
وفي قمة انعقدت بمدينة شرم الشيخ المصرية واختتمت يوم الاثنين تعهد
رئيس وزراء الصين وين جيا باو بتقديم قروض ميسرة قدرها عشرة مليارات
دولار لافريقيا على مدى الاعوام الثلاثة القادمة وأشاد بالصداقة
الطويلة والعميقة بين الصين وافريقيا.
غير أن الكلمات الطيبة وحدها لا تكفي. ويظهر بحث أجرته مؤسسة
روكفيلر مؤخرا أن 15 دولة فقط من مجمل 53 دولة افريقية لها فائض تجاري
مع الصين.
ويقول ادريان ديفيز رئيس قسم شؤون الصين بوزارة التنمية الدولية
البريطانية "يتمثل التحدي الحقيقي في اختلال الميزان التجاري كما أن
التوسع أفاد بالاساس حفنة من الدول معظمها من الدول الغنية بالموارد."
وقال محمود محيي الدين وزير الاستثمار المصري انه يشعر بالقلق ازاء
اختلال الميزان التجاري مع الصين مضيفا أن واردات مصر من الصين تزيد 11
مرة عن صادراتها اليها.
وقال على هامش القمة "يجب ان نعالج هذه المسألة تحديدا." وأضاف "يجب
أن نشجع على مزيد من الاستثمار من الجانب الصيني وعلى مزيد من التعاون
في مجال الاستثمار... الطريقة الثانية للتعامل مع مسألة اختلال الميزان
التجاري هي التشجيع على المزيد من التجارة في الخدمات." بحسب رويترز.
ويشعر اخرون بالقلق بسبب افتقار الدول الافريقية للتخطيط طويل المدى
حين تواجه أنواع الاستثمارات الصينية الضخمة في الموارد الطبيعية مثل
النفط أو الخشب او المعادن والتي تتصدر عناوين الصحف في كل انحاء
العالم.
وقال دبلوماسي افريقي بارز في بكين "عندما تنفد الموارد الطبيعية
ماذا سيحدث لنا.. يجب ان نفكر لمدى يتجاوز الاعوام الخمسة والعشرين او
الثلاثين القادمة."
وهناك مشكلة أخرى هي الحاجة الى تقليل حجم التوقعات الافريقية بشأن
كم المساعدة التي تستطيع الصين صاحبة ثالث اكبر اقتصاد في العالم أن
تقدمها.
قال كريس الدن خبير الشؤون الافريقية بكلية الاقتصاد بجامعة لندن "أعتقد
أن هناك حاجة الى أن نكون واقعيين تجاه ما تستطيع الصين توفيره.
"حجم الاقتصاد وحده لا يعني أنه لا يواجه تحديات داخلية خطيرة جدا.
وينبغي للدول الافريقية أن تدرك حدود ما تستطيع الصين تقديمه." حتى وين
سعى الى وضع الامور في نصابها.
وقال للصحفيين "فيما يتعلق بالتنمية في مجال الطاقة.. فان الصين
ليست اكبر مستورد للطاقة والموارد من افريقيا. وواردات الصين من الطاقة
والموارد من افريقيا لا تمثل الا 13 في المئة من اجمالي صادرات افريقيا."
وأضاف "استثمارات الصين في النفط والغاز بافريقيا تمثل 1/16 فقط من
اجمالي الاستثمار هنا."
وتحرص الصين على ابراز أنها تقدم مساعدات "بلا شروط" في تلميح الى
أنها لا تربط معوناتها بالشروط التي يطالب بها المانحون الغربيون
احيانا مثل ضرورة احترام الديمقراطية وحقوق الانسان.
لكن دنكان اينيس كير المحلل المتخصص في شؤون الصين بوحدة المعلومات
الاقتصادية في بكين يرى في هذا سوء فهم.
وقال "لنكن واضحين تماما... الاموال الصينية تأتي بشروط مثل تشغيل
عدد كبير من الصينيين."
وصاحب الطفرة في التجارة بين الصين وافريقيا تدفق أعداد كبيرة من
الصينيين الى القارة اما للعمل في مشاريع البنية التحتية او لانشاء
أعمال خاصة بهم.
وأفاد هذا افريقيا في مجالات عديدة مثل الحصول على الاستثمارات التي
تحتاجها بشدة او توفير سلع استهلاكية رخيصة لكن الامر لم يخل من
المشاكل.
في الجزائر تفاقمت التوترات في اغسطس اب باحدى ضواحي العاصمة حين شب
عراك استخدمت فيه السكاكين والهراوات بين نحو 100 من السكان المحليين
والمهاجرين الصينيين بعد أن احتدم الغضب من الهجرة الصينية.
ورغم ندرة مثل هذه الاحداث يقول خبراء ان الحكومة الصينية بحاجة الى
أن تعير هذه المسألة مزيدا من الاهتمام.
وقال تشين هاو هوانج الباحث بمعهد ستوكهولم الدولي لابحاث السلام
والذي يكتب عن العلاقات بين الصين وافريقيا "ينتشر مقاولون صينيون
وشركات من القطاع الخاص وأخرى مملوكة لحكومة الصين في أنحاء القارة."
ومضى يقول "البعض يشير الى أن الصينيين ينتزعون فرص العمل من التجار
الافارقة. أعتقد أن هذا امر يجب أن تبحثه الحكومة الصينية بحرص شديد."
الزراعة والبنى التحتية
من جهته اعلن وزير التجارة الصيني تشن ديمينغ ان الصين ستستمر في
اعتبار الزراعة والبنى التحتية اولوية في استثماراتها ومساعداتها
لافريقيا.
وقال الوزير الصيني امام وفود نحو خمسين دولة افريقية تشارك في
منتدى الصين-افريقيا في شرم الشيخ في مصر "ان الحكومة الصينية تتعهد
(...) بالقيام بكل ما في وسعها لمساعدة الدول الافريقية في تحسين
انتاجها الزراعي وبناها التحتية".
واضاف "تواصل الصين اعتبار البنى التحتية اولوية في التعاون الصيني
الافريقي"، موضحا ان بلاده ستكثف تعاونها مع افريقيا في بناء المدارس
والمستشفيات والملاعب وكذلك السكك الحديد والمطارات ومشاريع في مجال
الطاقة.
وقال تشن ان بلاده سترسل 250 خبيرا ومحترفا زراعيا الى افريقيا
سنويا خلال السنوات الثلاث المقبلة "لنقل (...) التكنولوجيا الزراعية"
وتدريب الفي محترف افريقي.
وخلص الى القول ان الصين مصممة على "نقل التكنولوجيا والخبرة" الى
افريقيا. وبكين التي يزداد حضورها المطلوب في القارة الافريقية، متهمة
باستغلال الموارد الطبيعية الافريقية من دون نقل مهارتها اليها.
واعلن رئيس الوزراء الصيني وين جياباو الاحد تقديم قروض ميسرة بقيمة
عشرة مليارات دولار الى افريقيا، رافضا الاتهامات الموجهة الى الصين
بانتهاج سياسة "استعمار جديد" تجاه القارة.
الاطفال رفاهية صعبة المنال
بكين (رويترز) - "اعمل كثيرا والعب قليلا".. هذه هي القاعدة في حياة
معظم أطفال الصين الذين يضطرون وسط المنافسة الشرسة على الوظائف
وطموحات الاباء لقضاء ساعات طويلة بصحبة الكتب المدرسية وليس الاصدقاء.
وفي ظل سياسة "طفل واحد لكل أسرة" وجد الابناء أنفسهم أمام ضغط هائل
للنجاح وباتت في بكين الان أعداد هائلة من الاثرياء المستعدين لدفع
عشرات الالاف لالحاق أبنائهم بمؤسسات تعليمية راقية.
وقال لي هونجيان الذي يدير روضة أطفال ام.اي.جي الدولية للغات والتي
تبلغ مصاريفها الدراسية 68 ألف يوان (9960 دولارا) سنويا "هناك ضغوط
هائلة على الاطفال كي يكون أداؤهم جيدا. وهناك مثل صيني يقول.. كل أب
يريد أن يصبح ابنه تنينا وابنته عنقاء."
ولكن وسط حصص الرياضيات واللغات وغيرها نادرا ما يتاح للتلميذ وقت
للعب الذي ترى جماعات حقوق الاطفال أنه أساسي للنمو الصحي.
وقالت كريستين دي مارتينو رئيسة ادارة حماية الطفل في صندوق الامم
المتحدة للطفولة (يونيسيف) بالصين "هذا هو ما نطلق عليه عادة تعبير (
الحق المنسي) لان الكبار يظنون أن حق اللهو ربما كان رفاهية ولا يدركون
أنه ضرورة بالفعل."
وأضافت أن الاطفال يتعلمون من خلال اللعب كيفية الاندماج في المجتمع
والتواصل والمشاركة الى جانب حل الصراعات وهي مهارات يتعذر تعلمها من
مطالعة كتاب.
وفي الفصل التجريبي للاطفال الموهوبين في المدرسة الثانوية رقم 8 في
بكين التي يتخرج منها "عباقرة" اعتاد الطلاب أن يدرسوا سبعة أيام في
الاسبوع.
ويبدأ معظم الطلاب الصينيين المرحلة الثانوية وهم في السادسة عشرة
لكن بضع عشرات تتراوح أعمارهم بين التاسعة والعاشرة يلتحقون بالجامعة
بعد دراسة منهج مكثف وفق ما يقوله مدير الفصل.
ويقول كثيرون في هذا الفصل انهم يخصصون للهو 30 دقيقة فقط في
الاسبوع.
وعندما سئلوا عن "الحق في اللعب" هز معظم الاطفال رؤوسهم وسألوا "ما
هو.."
11 مليون وظيفة جديدة
(رويترز) - نقل التلفزيون الصيني يوم الاربعاء عن زانج بينج رئيس
لجنة التنمية والاصلاح الوطني قوله ان الصين أوجدت أكثر من 11 مليون
وظيفة جديدة بحلول نهاية العام الحالي.
ويتجاوز ذلك الرقم الذي استهدفته الحكومة للوظائف الجديدة هذا العام
والبالغ 9 ملايين وظيفة.
وقدر مسؤولون ان أكثر من 20 مليون عامل فقدوا وظائفهم بسبب اثار
الازمة المالية العالمية على الاقتصاد الصيني وهو ما يجعل خلق الوظائف
أولوية للحكومة في خطتها التحفيزية للانفاق.
حملة ضد الاباحية
(رويترز) - قالت وسائل الاعلام الرسمية الصينية يوم السبت ان
الشرطة الصينية اعتقلت نحو 3470 شخصا حتى الان هذا العام خلال حملة
صارمة ضد الاباحية عبر الانترنت كما اغلقت الاف المواقع الاباحية على
الانترنت.
وفي اغسطس اب تخلت الصين رسميا عن خطة للتحميل المسبق لبرامج ترشيح
للانترنت على كل اجهزة الكمبيوتر الجديدة التي تباع في البلاد بعد غضب
محلي ودولي .
لكن الحكومة تواصل رقابة صارمة على الانترنت قائلة انه يتعين عليها
عمل ذلك لحماية النشء من التأثيرات السيئة. ويقول ناشطون انها تتصل
بشكل اكبر بالانتقادات الخانقة للحزب الشيوعي الحاكم.
ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة شينخوا عن وزارة الامن العام القول
ان أكثر من 1.25 مليون مادة من المحتويات البذيئة على الانترنت ونحو
سبعة الاف موقع اباحي تقريبا وعمود" ازيلت من الانترنت هذا العام.
وقال شينخوا دون اسهاب "اتخذت الشرطة اجراءات صارمة ايضا ضد اكثر من
3500 حالة جنسية".
وقال التقرير ان هدف الحملة هو "تطهير البيئة الاجتماعية وحماية
الصحة العقلية للاحداث".
وبالرغم من التصريحات والاجراءات الصارمة مازال الوصول الى الاباحية
سهل نسبيا في الصين وبشكل رئيسي في صورة اسطوانات "دي في دي" منسوخة
تباع في الشوارع.
حرق نفسه احتجاجا
(رويترز) - تعرضت الاحكام الصينية للازالة القسرية للمنازل للهجوم
بعد ان أحرق رجل في العاصمة بكين نفسه احتجاجا على مصادرة منزل أسرته.
وبعد ان أنعش سوق العقار النشط في الصين شهية المستثمرين لشراء
الاراضي سمحت تلك الاحكام للحكومات المحلية بمصادرة المنازل وانتزاع
الاراضي مما فجر احتجاجات ومطالب بالعدول عن هذه السياسة.
وقالت الصحف الصينية انه في أحدث واقعة للفت الانتباه الى هذه
المشكلة أغرق رجل نفسه بالبنزين عند مشارف بكين ثم أشعل النار في نفسه
بعد ان أخذ مسؤولون يضغطون على أسرته للتخلي عن منزلها.
وأبلغ مسؤولون صحيفة الشعب الرسمية ان الرجل واسمه شي شينتشو اصيب
بحروق شملت عشرة في المئة من جسمه وانه يرقد في المستشفى.
وقال شقيقه في اتصال هاتفي "جربنا كل شيء لاثارة مسائل قانونية بشأن
الازالة بالطرق المعتادة لكن لم يتحرك أحد." وكشف ان شقيقه أصيب الشهر
الماضي حين حاول بلطجية اخراج الاسرة من منزلها.
وأضاف الشقيق "لقد فعل ما فعل لشعوره بالعجز واليأس لان هذه الاحكام
هي مجرد مبرر للاستيلاء على الارض."
ويشكو سكان يواجهون خطر ازالة منازلهم من ان التعويض الذي تقدمه
الحكومة يقل كثيرا عن الثمن الفعلي.
كما يشكون من ان المسؤولين يتواطأون مع المستثمرين للاستيلاء على
الاراضي تحت مسمى الخدمات العامة مثل شق الطرق ثم يسلمونها بعد ذلك
للمستثمرين التجاريين الذين يجنون ارباحا طائلة. |