تقرير شبكة النبأ الدوري حول الحريات الإعلامية في العالم

ألف كاتب يقبعون في المعتقلات ومقتل 68 صحافيا في 2009

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: شهدت الأعوام القلية الماضية الكثير من حالات التضييق و الاستهدافات المنظمة تجاه الصحفيين في مختلف دول العالم، وسجل العام الحالي سقوط العشرات منهم قتلى الصراعات السياسية في بلدانهم، فيما كان لتصدي البعض منهم لحالات الفساد الادراي والمالي سببا مباشرا في فقدان الحياة.

وعلى الرغم من المطالبات والتنديدات المستمرة للمنظمات الصحفية والحقوقية المدافعة لتلك الانتهاكات، الا ان ذلك كما بدى لم يغير من واقع الامور شيء.

مقتل 68 صحافيا

حيث قتل عدد قياسي من 68 صحافيا حول العالم في العام 2009، من بينهم 31 في مجزرة في الفيليبين، على ما اكدت لجنة حماية الصحافيين.

واكدت اللجنة التي تتخذ مقرا لها في نيويورك انها الحصيلة السنوية الاسوأ على الاطلاق، موضحة انها تحقق في وفاة 20 صحافيا اخرين للتأكد من انها متعلقة بمهنة القتلى.

وقتل 42 صحافيا في عام 2008 بحسب اللجنة. ويعود الرقم القياسي السابق الى العام 2007 الذي شهد مقتل 67 صحافيا اغلبهم في اعمال عنف في العراق. وعلق مدير اللجنة جويل سايمن "كان هذا العام مدمرا بالنسبة الى عالم الاعلام، لكن العنف يؤكد كذلك توجها على المدى البعيد".

واوضح ان "اغلبية الضحايا كانوا صحافيين محليين يغطون الاحداث في مجتمعهم. وانطلق القاتلون من منطلق ان اعمال القتل السابقة بقيت دون عقاب. وسواء تمت الاغتيالات في العراق، او الفيليبين، او روسيا، او المكسيك، يكمن الحل الاساسي لتقليص هذه الحصيلة في تغيير هذا المفهوم".

وتفاقمت حصيلة 2009 بشكل خاص على اثر المجزرة التي وقعت في ولاية ماغينداو الفيليبينية في تشرين الثاني/نوفمبر، حيث قتل 57 شخصا من بينهم 29 صحافيا ومساعدين اثنين.

ولفتت المنظمة الى ان تلك الواقعة هي اسوأ اعمال العنف التي يتعرض اليها الاعلام وترصدها اللجنة، لكنها لم تكن مفاجئة نظرا الى "مناخ انعدام المحاسبة" السائد في الفيليبين. كما قتل تسعة صحافيين في الصومال في خلال العام، في اثناء تغطية نزاعات او نتيجة الاغتيال.

وقتل اربعة صحافيين محليين في العراق، وهي الحصيلة الادنى منذ الاجتياح الاميركي في اذار/مارس 2003. وقتل اربعة مراسلين في باكستان، وثلاثة في روسيا. وشملت حصيلة القتلى عام 2009 مراسلين غير محليين اثنين، وتسعة صحافيين مستقلين، بحسب لجنة حماية الصحافيين.

الصحفيو القطعة

 من جانب آخر قالت لجنة حماية الصحفيين إن عدد الصحفيين العاملين بالقطعة السجناء في أنحاء العالم تضاعف تقريبا في السنوات الثلاث الاخيرة ويعكس تغيرا عالميا في عمل المؤسسات الإخبارية.

وأوضح تقرير اللجنة أنه حتى أول ديسمبر كانون الاول الحالي كان 136 مراسلا ومحررا ومصورا صحفيا وراء القضبان بزيادة 11 صحفيا مقارنة بعام 2008. ونصف هذا العدد تقريبا من المتعاملين بالقطعة مع وسائل الاعلام.

وأفاد التقرير بأن عدد المتعاملين مع وسائل الاعلام بالقطعة السجناء ارتفع بعدما اتاحت شبكة الانترنت الفرصة لعدد كبير من الصحفيين للعمل بطريقة مستقلة وبدأت بعض المؤسسات الاخبارية تعتمد في تغطية الاخبار الدولية على المتعاملين بالقطعة بدلا من الموظفين المعينين لديها من أجل تقليل النفقات.

وقال جول سايمون المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين "ولت الايام التي كان الصحفيون يذهبون فيها في مهام خطيرة وهم يعلمون انهم يتمتعون بالدعم الكامل من مؤسساتهم الاعلامية بكل ثقلها."

واضاف في بيان "الان يعمل الصحفيون على الخطوط الامامية بطريقة مستقلة بدرجة متزايدة. الزيادة في عدد الصحفيين الذين يعملون باستخدام شبكة الانترنت فتحت الباب امام جيل جديد من الصحفيين لكن هذا يعني ايضا انهم في وضع ضعيف."

ووجد التقرير ان الصين هي البلد الذي يحتجز أكبر عدد من الصحفيين للعام الحادي عشر على التوالي وتحتجز 24 من العاملين في وسائل الاعلام تليها ايران وكوبا واريتريا وبورما.

وأفاد التقرير بأن معظم الصحفيين الثلاثة والعشرين المحتجزين في سجون ايران القي القبض عليهم خلال الحملة على المحتجين ووسائل الاعلام في أعقاب فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد في انتخابات الرئاسة في يونيو حزيران.

أما كوبا ففي سجونها 22 صحفيا منهم 20 سجنوا عندما استهدف الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو الصحافة المستقلة في عام 2003. وسجنت اريتريا 19 صحفيا في حين تحتجز بورما تسعة صحفيين في سجونها.

وأورد التقرير أسماء 21 دولة أخرى سجنت صحفيين من بينها الولايات المتحدة التي احتجزت لما يزيد على العام صحفيا عراقيا يعمل بالقطعة لدى رويترز.

واستمر عدد الصحفيين العاملين عن طريق الانترنت المحتجزين في السجون في الزيادة وبلغ 68 هذا العام وبلغ عدد المحتجزين من المراسلين والمحررين والمصورين العاملين في وسائل الاعلام المطبوعة 51 صحفيا أما الباقون فمن العاملين في محطات التلفزيون والاذاعة والافلام الوثائقية.

بعد احداث 11 سبتمبر 2001 

 من جانبه اكد رئيس منظمة (نادي القلم الدولي) جون رالستون سول ان التهديدات التي تواجه حرية التعبير تزايدت في اتجاهات جديدة بعد احداث 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.

واكد سول في بيان صحافي ان نحو الف كاتب يقبعون اليوم فى المعتقلات او انهم معرضين للخطر في مختلف انحاء العالم مشددا على أهمية ايجاد طرق جديدة من اجل وقف هجمة الانظمة الاستبدادية. بحسب وكالة الانباء الكويتية.

وقال ان المئات من اللغات والثقافات الخاصة بالاقلية والسكان الاصليين مهددة بالزوال مؤكدا ان هذه الظاهرة هي اكثر الظواهر التي تعوق حرية التعبير.

وقالت ممثلة المنظمة لدى الامم المتحدة الدكتورة فوزية اسعد في تصريح انه تم انتخاب سول رئيسا دوليا للقلم الدولي خلال الاجتماع السنوي للمنظمة الدولية في مدينة (لينز) في النمسا.

واضافت ان سول هو اول كندي يحتل هذا المنصب المرموق في الدفاع عن اصحاب القلم والفكر الحر وهو أديب متمرس له مؤلفات عديدة ويتولى رئاسة منظمة القلم الكندي وحصل على ميداليات دولية كثيرة ومن اشهر كتبه كتابه الاخير (انهيار العولمة).

ويتبوأ سول هذا المنصب الرفيع بعد سلفه جيري جروسا و آرثر ميللر و ماريا فارجس لوزا و ألبرتو مورافيا من بين اسماء اخرى.

وتأسست منظمة (نادي القلم الدولي) في لندن عام 1921 وهي جمعية تضم 12 ألف عضوا من الشعراء والقصاصين والكتاب يعملون من اجل دعم الانتاج الروائي في كل انحاء العالم والتعريف بحقوق الانسان وتعزيز حرية التعبير وتسعى الى زيادة التبادل الثقافي ولها 150 مركزا في 102 بلد.

ويضم (نادي القلم الدولي) العديد من اللجان التي تتبنى قضايا محددة من بينها لجنة الكتاب المسجونين (وهي أهم لجنة في النادي) ولجنة النساء الكاتبات ولجنة السلم ولجنة الترجمة والحقوق اللغوية.

وقفت الجمعية التي حصلت على اعتراف الأمم المتحدة وراء تضمين بند ينص على أن "لكل شخص الحق في حرية التعبير" في وثيقة الاعلان العالمي لحقوق الانسان.

عشرات الالاف يتظاهرون في روما

الى ذلك تجمع عشرات الاف المتظاهرين السبت في روما استجابة لدعوة اتحاد الصحافة واليسار الايطالي "للدفاع عن حرية الصحافة" والتنديد بامبراطورية سيلفيو برلوسكوني الاعلامية، كما.

وقال احد المشاركين من على منبر امام جمهور المتظاهرين الذين تجمعوا في ساحة بياتزا ديل بوبولو الكبيرة في قلب العاصمة "لقد احصينا جميع المشاركين ونقول اننا 300 الف" متظاهر.

وامام منبر يعلوه شعار "الحق في المعرفة، الحق في الاعلام"، تعاقب على الكلام منظمو التظاهرة ومسؤولون في الاتحاد الوطني للصحافة الذي يضم نقابات الصحافيين واكبر نقابة للعمال والحزب الديموقراطي. بحسب فرانس برس.

وتحت بالونات ضخمة بالوان العلم الايطالي، حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "برلوسكوني يضر بالصحة" و"حرية الصحافة".

ويحتج المتظاهرون على "صراع المصالح" في وسائل الاعلام مستهدفين خصوصا رئيس الحكومة سيلفيو برلوسكوني الذي يسيطر فعليا على قنوات التلفزيون العامة ويملك ثلاث قنوات خاصة.

وقد وصف برلوسكوني هذه التظاهرة ب"المهزلة التامة"، معتبرا ان "الحرية في ايطاليا اكبر بكثير منها في اي بلد اوروبي اخر".

منع صحافيي صوت اميركا

من جهة أخرى منعت السلطات في بونتلاند، المنطقة الصومالية التي اعلنت الحكم الذاتي من جانب واحد، ثلاثة صحافيين من اذاعة "صوت اميركا" من العمل، بحسب ما اعلنت لجنة حماية الصحافيين.

وعلقت السلطات في بونتلاند بشكل نهائي اجازات عمل الصحافيين نوح موسى ومحمد ياسين وعبدالقادر محمد بعد اتهامهم بتغطية اخبار بونتلاند بشكل "سلبي" وبزعزعة الاستقرار في المنطقة، بحسب اللجنة التي يقع مقرها في نيويورك.

ومنعت كل الاذاعات التي تتعامل مع "صوت اميركا"، وهي اذاعة اميركية تبث للخارج، من نقل برامجها. بحسب فرانس برس.

وتعود اسباب المنع الى نقل الاذاعة مقابلة مع رجل دين يدعى الشيخ سيد خليف كان فتح اخيرا ممثلية في بونتلاد لحركة صوفية جديدة تحمل اسم "اهل السنة والجماعة"، بحسب عبدالرحمن يابارو المسؤول عن مكتب "صوت اميركا" الصومال في والمقيم في واشنطن.

من جهته، قال طوم رودس، منسق اعمال لجنة حماية الصحافيين في افريقيا، ان "تعليق العمل هذا يشكل خرقا لدستور بونتلاند وانتهاكا خطيرا لحرية الاعلام في المنطقة".

اغتيال صحفيين  

 من جهتها قالت الشرطة في قازاخستان ان صحفيا معارضا بارزا من قرغيزستان توفي في مستشفى بعد ما يقرب من أسبوع من القائه من مبنى مرتفع في قازاخستان.

ودخل الصحفي جينادي بافليوك في غيبوبة بعد تعرضه لهجوم يوم 16 ديسمبر كانون الاول الجاري بينما كان في زيارة الى ألما أتا العاصمة المالية لقازاخستان على بعد نحو 250 كيلومترا شمالي بشكك عاصمة قرغيزستان التي كان يقيم فيها. وقال متحدث باسم شرطة قازاخستان ان وفاته يتم التعامل معها على أنها جريمة قتل.

وأدانت المعارضة في قرغيزستان الهجوم على بافليوك وقالت انه كان محاولة من الرئيس كرمان بك باقييف لاسكات المعارضين في الدولة السوفييتية السابقة الفقيرة. وكان بافليوك معارضا قويا لحكومة قرغيزستان. وقال عمر بك تكباييف زعيم المعارضة "السلطات...كانت تخشى من بافليوك." بحسب رويترز.

واتهمت المعارضة باقييف باحكام قبضته على السلطة منذ الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في يوليو تموز. ويقول مكتب باقييف انه ملتزم بتشجيع الديمقراطية وحرية الصحافة.

وقال ألمظ توردوماماتوف أحد المتحدثين باسم الرئيس "يجب أن تحقق السلطات فيما اذا كان (الهجوم) مرتبطا بأنشطته (بافليوك) المهنية."

وكان بافليوك يجهز لافتتاح صحيفة معارضة جديدة الشهر المقبل في الدولة الجبلية التي تقطنها أغلبية مسلمة. ولم يتضح ما الذي جاء ببافليوك الى الما أتا.

كما ذكرت الشرطة أن الصحفي الذي غطى اغتيال  جينادي بافليوك عثر عليه ميتا في قازاخستان.

وقالت الشرطة ان صايات شوليمباييف (27 عاما) وهو مواطن من قازاخستان يعمل لحساب موقع (ستان دوت تي في) STAN.TV التلفزيوني القرغيزستاني على الانترنت طعن في شقته في الما اتا العاصمة المالية لقازاخستان.

وعبرت الولايات المتحدة عن قلقها ازاء القضية ووصفتها منظمة الامن والتعاون في أوروبا بأنها "أزمة أمنية" بالنسبة لصحفيي قرغيزستان.

وقالت منظمة الامن والتعاون ان العنف ضد الصحفيين يتزايد في البلاد مضيفة أن صحفيين قرغيزستانيين اخرين قتلا كما تعرض سبعة لهجمات خلال العام المنصرم. وتابعت أن أيا من تلك القضايا لم يتم حل لغزها.

وموقع (ستان دوت تي في) STAN.TV مقره قرغيزستان ويعمل عبر منطقة اسيا الوسطى التي كانت تنتمي للاتحاد السوفيتي السابق. وقال الموقع ان المهاجمين قتلوا أيضا صاحب المنزل الذي يقيم فيه شوليمباييف الذي كان يعيش في نفس الشقة.

ولكنه أضاف أنه يستبعد أن يكون للهجوم علاقة بعمل شوليمباييف.

وقال ميخائيل باك المسؤول بالموقع لرويترز بالهاتف "تصادف فقط أن يكون في المكان الخطأ وفي التوقيت الخطأ."

مقتل صحفي تركي

من جانبه قال اتحاد الصحفيين في تركيا إن مقتل رئيس تحرير صحيفة تركية باطلاق النار عليه في وضح النار وهو في طريقه الى عمله يظهر المخاطر التي يواجهها الصحفيون هناك.

وقتل جيهان هايرسيفنير وهو رئيس تحرير صحيفة محلية في بانديرما بشمال غرب تركيا بعد أن أطلق مسلح مجهول الرصاص عليه في حادث يعيد للاذهان مقتل هرانت دينك الكاتب التركي من أصل أرمني الذي قتله متطرف قومي بأحد شوارع اسطنبول عام 2007.

وقال ظافر اتاي أمين عام اتحاد الصحفيين في تركيا "الصحفيون ليسوا امنين ولا أحرار." وأضاف اتاي ان هايرسيفنير كان أول صحفي بعد دينك يقتل بسبب ما كتبه مضيفا ان الصحفي تلقى تهديدات بالقتل بعد أن كتب عن احتجاز أشخاص متهمين بالفساد في عطاء لعملية بناء.

وأصبحت حرية الصحافة في تركيا تحت المجهر من جديد منذ تصاعد حدة التوتر العام الماضي بين رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وأكبر مجموعة اعلامية في البلاد.

وتواجه مجموعة دوجان ياين التي تملك سلسلة من الصحف الشهيرة من بينها صحيفة حريت اليومية ومحطة سي.ان.ان. التركية غرامة مالية قياسية بنحو 3.3 مليار دولار لتهربها من الضرائب في قضية يقول منتقدون انها ذات دوافع سياسية. بحسب رويترز.

وتنفي الحكومة ذلك وتقول ان مجموعة دوجان تعمل مثل حزب معارض بتغطيتها الاعلامية النقدية. وكان اردوغان قد حث مؤيديه على عدم شراء الصحف المملوكة لدوجان.

باكستان

الى ذلك امرت السلطات الباكستانية بتوفير أمن "يصعب اختراقه" للصحفيين في كل انحاء البلاد بعد يوم من هجوم انتحاري على ناد صحفي في مدينة بيشاور شمال غرب البلاد.

وكان الهجوم الاحدث في موجة من هجمات المتشددين في بيشاور بدأت عندما شن الجيش هجوما على مقاتلي طالبان الباكستانية في معقلهم بوزيرستان الجنوبية على حدود أفغانستان في اكتوبر تشرين الاول.

وتعرض صحفيون للهجوم والقتل في مناطق البشتون القبلية على الحدود الافغانية ومناطق اخرى ولكن انفجار يوم الثلاثاء كان الاول على ناد للصحفيين في المدينة.

وقالت وزارة الداخلية ان الانفجار اشار الى نزعة جديدة في الهجمات الارهابية وفرض تهديدا خطيرا.

وقالت الوزارة في امر لادارات الداخلية المحلية "من أجل تجنب مثل هذه الهجمات في المستقبل يجب ضمان ترتيبات أمنية يصعب اختراقها لكل الاندية الصحفية وكل الاعلاميين الكبار."

وفجر مهاجم انتحاري يرتدي سترة ناسفة نفسه امام بوابة النادي عندما حاول حارس الشرطة منعه من الدخول مما اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص واصابة 17 اخرين.

واصدر النادي لقطات للهجوم عبر دائرة تلفزيونية مغلقة تظهر رجلا يرتدي سترة سوداء فوق رداء تقليدي فضفاض وسروال فضفاض يتحدث مع الحارس وعلى مقربة منهما ثلاثة رجال اخرين داخل مبنى النادي.

والنادي مكان اجتماع للصحفيين في مدينة بيشاور التي تعد مدخلا لممر خيبر ومحورا تجاريا قديما بين سهول جنوب اسيا وجبال أفغانستان.

وخلال الثمانينات كانت المدينة مركزا للاسلاميين المتشددين ومن بينهم اسامة بن لادن الذين حاربوا المحتلين السوفيت في افغانستان المجاورة.

وادانت المنظمة الدولية لحرية الصحافة (مراسلون بلا حدود) الهجوم. وقالت المنظمة "التهديدات ضد وسائل الاعلام الباكستانية والاندية الصحفية ليست بجديدة ولكن من المهين ان تستهدف حرية الصحافة بهذه الطريقة."

والامن مشدد للغاية بالفعل في بيشاور واماكن اخرى مع وجود نقاط تفتيش شرطية على الطرق وحراس على بوابات المباني العامة.

ولكن محللين يقولون انه يكاد يكون من المستحيل منع المهاجمين الذين يسيرون على الاقدام او في سيارات والمستعدين لتفجير انفسهم لدى اعتراضهم.

وتزامن تدهور الامن خصوصا في الشمال الغربي مع تصاعد الاضطرابات السياسية المحيطة بالرئيس اصف علي زرداري وحكومته.

ويواجه زرداري ارمل رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو دعوات للتنحي منذ ان اسقطت المحكمة العليا عفوا يحميه كما يحمي عددا من مساعديه وعدة وزراء في الحكومة والافا اخرين من الملاحقة بتهم فساد.

ورفض زرداري الذي لا يتمتع بشعبية والمقرب من الولايات المتحدة دعوات الاستقالة. وقال هو وحزبه ايضا ان الوزراء لن يستقيلوا في مواجهة "حملة ضد المنشقين."

وتلاحق زرداري اتهامات بالكسب غير المشروع منذ التسعينات عندما كانت بوتو رئيسة للوزراء لفترتين. ويقول ان الاتهامات لها دوافع سياسية.

وتصاعدت المشكلات السياسية والامنية في باكستان وسط تزايد الضغط الامريكي على حليفتها النووية حتى تزيل وجود طالبان الافغانية من منطقة الحدود التي ينطلق منها المقاتلون لشن هجمات داخل أفغانستان على القوات الغربية التي تقودها الولايات المتحدة.

وترفض باكستان الدعوات وتقول انه ليس بوسعها فتح العديد من الجبهات في نفس الوقت.

جائزة بيتر ماكلير

على صعيد ذو صلة منحت جائزة بيتر ماكلير التي تكافئ على الشجاعة والاخلاق في مهنة الصحافة الجمعة للمرة الاولى في واشنطن الى الصحافي السريلانكي ج.س. تيسايناياغام الذي حكم عليه في آب/اغسطس بالسجن 20 عاما.

وفي غيابه تسلمت زوجته رونات الجائزة. وقالت "شأنه في ذلك شأن بيتر كان زوجي يشجع دائما الذين يريدون تعلم هذه المهنة وقد ساعد الكثيرين. واليوم يستمر في تلقيني الشجاعة. بالنسبة له ومهما كانت الظروف يجب معاملة البشر بكرامة".

وتيسايناياغام الذي ادين بتهمة "دعم الارهاب" هو صحافي تاميل مرموق كان يعمل لمجلة "نورث ايسترن مانثلي ماغازين" والاسبوعية السريلانكية "صنداي تايمز". وقد اسس كذلك موقع "اوتريشل.كوم" الذي اغلق. وقد اوقف العام 2008.

وكان بيتر ماكلير رئيس التحرير الاقليمي لوكالة فرانس برس في منطقة اميركا الشمالية عندما توفي بشكل مباغت من ازمة قلبية في العام 2008.

وكان يعتبر من اكبر صحافيي الوكالة على مدى 30 عاما واضطلع بدور اساسي في تطوير خدمتها باللغة الانكليزية معززا موقع وكالة فرانس برس كاحدى اكبر ثلاث وكالات انباء عالمية.

والى جانب شغفه الكبير بالصحافة اسس بيتر ماكلير منظمة لا تبغي الربح "غلوبال ميديا فوروم" لتعليم الصحافة عبر العالم وتدريب الاطفال على المبادئ الكبرى لهذه المهنة.

وتمنح هذه الجائزة التي اعتمدت لتكريم ذكراه بالاشتراك بين "غلوبال ميديا فوروم" والفرع الاميركي لمنظمة "مراسلون بلا حدود".

وخلال تسليم الجائزة شدد رئيس التحرير الدولي لصحيفة "واشنطن بوست" ماركوس بروكلي على اهمية الجائزة موضحا ان "يكون المرء رائدا في مجال الصحافة يتطلب الشجاعة وغالبا ما يؤدي ذلك الى شعور الشخص بالعزلة".

في السياق ذاته حازت وكالة انباء فيليبينية مستقلة متخصصة في التحقيقات الصحافية في احدى اكثر الدول خطورة على المراسلين، على جائزة كيت ويب التي تمنحها وكالة فرانس برس.

ويواجه المركز الفيليبيني للتحقيقات الصحافية منذ عشرين عاما صعوبات في اجراء تحقيقات في بلد يعاني من فساد مزمن.

وقد ظهر خطر ممارسة هذه المهنة في الفيليبين مرة جديدة الشهر الماضي مع المجرزة التي راح ضيتها 57 مدنيا بينهم 31 صحافيا في جنوب الفيليبين في اطار خصومات سياسية.

وقالت مالو مانغاهاس مديرة الوكالة ان "الاغتيالات الاخيرة التي طالت صحافيين مرتبطة بشكل عام بالفساد والنشاطات الاجرامية" التي تشهدها البلاد.

والوكالة الفيليبينية هذه هي الفائز الثاني بالجائزة التي تكافئ سنويا صحافيا من منطقة آسيا المحيط الهادئ تكريما لذكرى كيت ويب الصحافية في وكالة فرانس برس التي تميزت بشجاعتها الكبيرة في تغطية الكثير من النزاعات في المنطقة.

وقد توفيت ويب في العام 2007 جراء مرض السرطان في سن الرابعة والستين.

وتكافئ جائزة كيت ويب صحافيين او مصورين يمارسون مهنتهم في مناطق خطرة. وهي مرفقة بخمسة الاف يورو يستخدمها الفائز لتمويل تقرير صحافي في الخارج.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 2/كانون الثاني/2010 - 16/محرم/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م