روسيا وأمريكا... صداقات الحاضر لا تمحو عداءات الماضي

معاهدة متعثرة تحيي الحرب الباردة من جديد

 

شبكة النبأ: باتت روسيا اكثر وضوحا امام المجتمع الدولي عامة والولايات المتحدة خاصة في الكشف عن تحفظاتها المستمرة تجاه سياسة الدارة الأمريكية وحلف الناتو الآخذة في الاتساع على حساب دول الاتحاد السوفيتي السابق.

حيث أعلنت موسكو مؤخرا اتخاذ العديد من الاحتياطات اللازمة لمواكبة التفوق العسكري الامريكي وتطوير ترسانتها بشكل يحافظ على التوازن المطلوب.

الى ذلك تسعى القوى الغربية تطويق مخاوفها عبر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي والموافقة على خطة عمل لتعزيز المعاهدة، بحيث يتعذر على دول مثل ايران وكوريا الشمالية أن تحصل على تكنولوجيا حساسة أو أن تكتسب القدرة على انتاج أسلحة نووية.

عام 2010 .. عام حاسم

حيث سيكون عام 2010 عاما حاسما في جهود منع الانتشار النووي على مستوى العالم وستسلط جميع الانظار على الولايات المتحدة وروسيا لمتابعة ما اذا كانت أكبر قوتين نوويتين ستستطيعان الوصول الى اتفاق لخفض ترسانتيهما.

في ابريل نيسان أعلن الرئيس الامريكي باراك أوباما في كلمة ألقاها في براج أن بلاده ملتزمة "بالسعي الى تحقيق الامن والسلام لعالم خال من الاسلحة النووية." وفي سبتمبر أيلول رأس اجتماعا لمجلس الامن الدولي أيد هذه الرؤية بالاجماع.

ويقول محللون وحكومات غربية ان قدرة أوباما على بدء تنفيذ وعده ستختبر العام القادم حين تستأنف موسكو وواشنطن التفاوض على اتفاق لخفض الاسلحة ومجددا في مؤتمر مهم تعقده الامم المتحدة عن الاسلحة النووية في مايو ايار. بحسب رويترز.

ويشيرون الى أن نجاح مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي الموقعة في عام 1970 سيتوقف الى حد بعيد على ما اذا كان المفاوضون الامريكيون والروس سيستطيعون اولا الاتفاق على اتفاقية تحل محل معاهدة خفض الاسلحة الاستراتيجية (ستارت 1).

وانتهى العمل في الخامس من ديسمبر كانون الاول بمعاهدة (ستارت 1) التي وقعها الرئيس الامريكي جورج بوش الاب والزعيم السوفيتي ميخائيل جورباتشوف عام 1991 .

وقال أوباما والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في كوبنهاجن انهما سيواصلان العمل من أجل الوصول الى اتفاق في عام 2010.

وقال مارك فيتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن "الاتفاق الذي سيخلف ستارت والذي يبدو الوصول اليه وشيكا لن يخفض ترسانتي الجانبين خفضا كبيرا لكنه سيكون اظهارا مهما للرغبة في الاتجاه نحو نزع السلاح."

وأضاف أن "الموعد النهائي الاخير" للوصول لاتفاق جديد هو مايو ايار حين يفتتح مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي في نيويورك والا "سيبدأ بفجوة عميقة".

وانتهى مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي الاخير في مايو 2005 بالفشل. وأنحى مندوبون كثيرون باللائمة في انهياره على الولايات المتحدة وايران ومصر حيث اتهموا هذه الدول بتشكيل تحالف سبب انقسام الوفود وأهدر الوقت في المشاحنات بشأن الاجراءات.

وقال المندوبون ان ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش ركزت اكثر من اللازم على التهديدات النووية المزعومة التي تمثلها ايران وكوريا الشمالية بينما اتهمت طهران ودول نامية أخرى واشنطن والقوى النووية الاربع الاخرى بالتراجع عن الالتزامات بنزع السلاح.

واذا كانت روسيا والولايات المتحدة تستطيعان ارسال اشارة واضحة للعالم تفيد بأنهما جادتان بشأن نزع السلاح النووي من خلال وضع اتفاقية جديدة لتقليص مخزوناتهما التي ترجع الى الحرب الباردة فان معاهدة منع الانتشار النووي قد تحصل على فرصة جديدة للحياة حين يجتمع الموقعون عليها وعددهم 189 لبحث سبل سد ما يعتبره البعض ثغرات خطيرة.

وللولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وضع خاص في اطار معاهدة منع الانتشار النووي اذ يسمح لها بالاحتفاظ بأسلحتها لكنها تعهدت ببدء مفاوضات لنزع السلاح وهو الوعد الذي قالت بعض الدول التي لا تملك أسلحة نووية انه لم ينفذ.

لكن الدول الغنية والفقيرة على خلاف منذ سنوات. وتتهم الدول الفقيرة القوى الكبرى باحتكار التكنولوجيا النووية وتريد وضع حد لهذا.

أما الدول الغنية فتشعر بالقلق من التهديد الذي تمثله سباقات التسلح النووي في اسيا والشرق الاوسط حيث يعتقد على نطاق واسع أن اسرائيل تمتلك ترسانة نووية وان كانت لم تعترف بهذا. وتخشى هذه الدول من حدوث نهضة في مجال الطاقة النووية على مستوى العالم على نحو يزيد من خطر الانتشار النووي.

كما يود الكثير من الموقعين على معاهدة منع الانتشار النووي أن يدعو المؤتمر الذي ستتم مراجعتها خلاله الى تطبيق المعاهدة على الجميع مما يعني أنه يجب أن يتم الضغط على اسرائيل وباكستان والهند للتوقيع والتخلص من أي رؤوس حربية تمتلكها. وكانت كوريا الشمالية قد انسحبت من معاهدة منع الانتشار النووي عام 2003 وأجرت تجارب على معدات نووية في عام 2006 وفي وقت سابق من العام الحالي.

ويقول بعض المحللين انه سيكون من المفيد لادارة أوباما أن تعيد تقديم معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية لمجلس الشيوخ ليصدق عليها قبل بدء مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي.

وقال جو سيرينسيون رئيس مؤسسة بلافشيرز فاند وهي مؤسسة للسلم والامن مقرها الولايات المتحدة ان غالبية الدول تعتبر التصديق على المعاهدة "المؤشر على التزام الولايات المتحدة بوقف انتشار الاسلحة النووية."

وكان مجلس الشيوخ الذي هيمن عليه الجمهوريون قد رفض المعاهدة الشاملة لحظر التجارب النووية عام 1999.

ولم تعد ادارة بوش طرحها قط لانها لم ترغب في الاشتراك بمعاهدة تحد من خياراتها على صعيد التجارب المستقبلية وهو الموقف الذي اتخذ أوباما نقيضه.

وقال مسؤول أمريكي ان أوباما بدأ بالفعل جس نبض أعضاء مجلس الشيوخ لحشد الدعم لمعاهدة منع التجارب النووية ويعتقد أن موافقة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بدأت تظهر لصالح التصديق عليها.

وقال تيبور توث رئيس منظمة معاهدة منع التجارب النووية في فيينا لرويترز ان تصديق الولايات المتحدة سيبعث باشارة قوية الى الدول الثماني الاخرى التي تحتاج الى التصديق على المعاهدة حتى يبدأ سريانها وهي الصين ومصر والهند واندونيسيا وايران واسرائيل وكوريا الشمالية وباكستان. وأضاف "تصديق الولايات المتحدة سيغير دفة الامور."

الدرع الصاروخية الامريكية

من جهته قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان خطط الولايات المتحدة لاقامة نظام دفاعي صاروخي تعرقل المحادثات بشأن معاهدة جديدة للحد من ترسانتي البلدين النووية التي ترجع الى حقبة الحرب الباردة.

وقال بوتين للصحفيين في مدينة فلاديفوستوك في أقصى شرق روسيا ان خطط الولايات المتحدة لاقامة درع صاروخية في أوروبا ستدمر التوازن الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وروسيا وان بلاده ستضطر الى تطوير اسلحة هجومية جديدة.

وسأله أحد الصحفيين عن المشكلة الكبرى التي تواجه المحادثات فقال بوتين "ما المشكلة؟ المشكلة هي ان شركاءنا الامريكيين يبنون درعا صاروخية ونحن لا نفعل."

وكشفت تصريحات رئيس وزراء روسيا القوي عن فداحة المشاكل التي تعطل التوصل لمعاهدة بديلة لستارت 1 كما أبرزت شعور موسكو بعدم الارتياح ازاء خطط الدفاع الصاروخي لواشنطن.

وفي سبتمبر ايلول الماضي أعلن أوباما ان الولايات المتحدة ستلغي بعض اجزاء خطة الصواريخ التي تبناها الرئيس الامريكي السابق جورج بوش في خطوة فسرت على انها محاولة لتهدئة مخاوف الكرملين من ان يشكل النظام خطرا مباشرا على روسيا.

وأصبح خفض الالاف من الاسلحة النووية التي تكدست لدى الدولتين خلال فترة الحرب الباردة محور جهود أوباما "لاعادة ضبط" العلاقات مع روسيا التي تريد واشنطن تعاونها بالنسبة لايران وأفغانستان.

وظل زعماء الكرملين قلقين من خطط أوباما الصاروخية المعدلة التي تقوم على نشر صواريخ اعتراضية في البحر والارض في أوروبا.

وقال بوتين "اذا لم نطور درعا صاروخية مضادة للصواريخ حينها سيكون هناك خطر من ان يشعر شركاؤنا من خلال هذه المظلة بالامان الكامل وحينها يسمحون لانفسهم ان يفعلوا ما يريدون مما يخل بالتوازن فتزداد العدائية على الفور."

وأضاف "للحفاظ على التوازن...علينا ان نطور أنظمة الاسلحة الهجومية" مكررا تعهدا لميدفيديف بتطوير جيل جديد من الاسلحة النووية الاستراتيجية.

وتابع بوتين أن بلاده ترغب في الاطلاع على مزيد من المعلومات بشأن خطط الدفاع الصاروخي الامريكية وستربط هذا المطلب بالمعاهدة النووية الجديدة.

وأعربت روسيا عن قلقها من جيل جديد من أسلحة أمريكية غير نووية لها نفس القدرة التدميرية لبعض الاسلحة الذرية كما اعربت عن تحفظاتها ازاء الخطط الامريكية لتطوير درع مضاد للصواريخ تنشر على السفن.

وانتقد بوتين من قبل الخطة الامريكية الاصلية لوضع الصواريخ المضادة للصواريخ في بولندا والنظام الراداري في جمهورية التشيك لكنه لم يربط بصراحة من قبل بين المحادثات المتواصلة الخاصة بستارت واعادة النظر في خطة الدرع الصاروخية.

ضربة نووية أولى

على صعيد متصل أبلغت روسيا الممثلين العسكريين لمختلف دول العالم بأن العقيدة العسكرية الجديدة التي تبناها مجلس الأمن القومي الروسي، وأحيلت للرئيس دميتري ميدفيديف مؤخراً، تخوّل روسيا حق القيام بالسبق في توجيه الضربة النووية الأولى عندما تتعرض الدولة الروسية لخطر يهدد بتدميرها.

أعلن ذلك رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الجنرال نيقولاي ماكاروف، الذي قام بإبلاغ ممثلي دول العالم العسكريين لدى روسيا. بحسب(CNN).

كما أعلن عن إنجاز جملة مهام يطرحها الإصلاح العسكري خلال عام 2009، في مقدمتها جعل جميع وحدات القوات المسلحة في حالة جاهزية دائمة للقتال.

يذكر أن كل منطقة عسكرية روسية يوجد فيها حالياً مستودعات لحفظ العتاد العسكري المطلوب لمزيد من الوحدات في حال انتشارها.

وحول الالتزامات الدولية، قال ماكاروف إنه من المفروض أن توقع روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في بداية العام 2010 اتفاقية جديدة لمواصلة تخفيض الأسلحة الإستراتيجية الهجومية، مشيراً إلى "أننا نريد عقد اتفاق لحفظ أمن الدولتين بصورة متكافئة."

نشر صواريخ إسكندر

هذا وكان الرئيسان الروسي والأمريكي قد وجها معدي الاتفاقية الجديدة في الصيف الماضي بتضمينها بنداً يدعو إلى تقليص مخزون الدولتين من الرؤوس النووية إلى 1500 - 1675 قطعة.

وعلى صعيد الإصلاح العسكري في روسيا، فإنه يقضي بتخفيض عدد الجنرالات في الجيش، حيث انخفض العدد حالياً إلى 780 جنرالاً، وذلك من أصل 1200 جنرال، كانوا يشغلون وظائف مخصصة لضباط القوات المسلحة.

أما عدد الضباط في القوات المسلحة الروسية حالياً فيصل إلى 150 ألف ضابط، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي."

ومن مطالب الإصلاح العسكري إيجاد ضباط مؤهلين للخدمة في صفوف القوات المسلحة التي تتجاوب مع متطلبات العصر، الأمر الذي عمل على تحويل عشر أكاديميات تابعة لأفرع القوات المسلحة الروسية إلى مراكز تعليم عسكري من المفروض أن تقوم بتخريج الضباط المطلوبين.

كما يدعو الإصلاح العسكري إلى تجديد وتحديث أسلحة القوات المسلحة الروسية وهو أمر صعب ومكلف يتطلب سنوات طويلة حتى عام 2020 وفقا لما أعلنه الجنرال ماكاروف.

وفي الأثناء، تلقت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي مسودة قرار يدعو دول الناتو والاتحاد الأوروبي إلى الامتناع عن بيع السلاح والعتاد العسكري إلى روسيا.

وتقول مسودة القرار التي أعدها نواب الحزب الجمهوري: "لا يجوز لفرنسا وغيرها من أعضاء حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي أن يبيعوا أنظمة تسليحية هامة وغير ذلك من العتاد العسكري الهجومي إلى روسيا."

وقد بدأت روسيا مع فرنسا المباحثات المتعلقة بإمكان شراء سفينة إنزال من طراز "ميسترال" والحصول على الترخيص لإنتاج 4 أو 5 سفن مماثلة في روسيا.

عسكرة الفضاء

من جانب آخر أطلقت روسيا قمراً صناعياً جديداً للأغراض العسكرية، هو الأول ضمن شبكة الاستطلاع اللاسلكي "ليانا"، في خطوة قد تشعل الصراع باتجاه "عسكرة" الفضاء، حيث يأتي إطلاق هذا القمر بعد نحو أسبوع على إطلاق قمر عسكري آخر، لحساب الجيش الروسي.

وأفادت مصادر رسمية بالعاصمة الروسية موسكو بأن صاروخاً من طراز "سيوز - أو"، نجح في وضع القمر "كوزموس 2455" في مداره حول الأرض، مشيرة إلى أن القمر تم يُطلق عليه أيضاً اسم "لوتوس - س"، تم تصنيعه في مدينة سانت بطرسبرغ. بحسب(CNN).

وذكرت وكالة "نوفوستي" للأنباء أن شبكة الاستطلاع العسكرية "ليانا"، صُممت في بداية تسعينيات القرن الماضي، لتحل محل شبكة الاستطلاع البحري "ليغيندا"، التي كانت القوات الروسية تعتمد بشكل كبير عليها في اكتشاف حاملات الطائرات الأمريكية.

كما نقلت عن صحيفة "ارغومينتي نيديلي" أن خبراء روسيا تمكنوا من التكهن بتوقيت وصول القوات البريطانية إلى مسرح حرب فوكلاند، بين بريطانيا والأرجنتين عام 1982، استناداً إلى المعلومات التي أوردتها الأقمار الصناعية التابعة لشبكة "ليغيندا."

وأضافت وكالة الأنباء الروسية الرسمية قائلة: "الآن حان لروسيا أن توجد بديلاً لشبكة الاستطلاع المتقادمة، لاسيما وأن الأقمر الصناعية التابعة لها والتي تعرف باسم (تسيلينا 2)، تصنع خارج روسيا في مصنع (يوغماش) الأوكراني."

وإذا حققت تجربة هذا الجهاز الفضائي الجديد النجاح، فسوف يجري إطلاق المزيد من الأقمار الصناعية من هذا الطراز، ثم أقمار "بيون- ن ك س" الصناعية، التي ستحل محل الأقمار الصناعية التابعة لشبكة الاستطلاع اللاسلكي "ليغيندا"، بحسب نوفوستي.

وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، كشفت السلطات الروسية عن إطلاق قمر صناعي جديد للأغراض العسكرية إلى الفضاء، ضمن سلسلة أقمار "كوزموس" التي تطلقها موسكو لحساب وزارة الدفاع الروسية، منذ عام 1962، قبل تفكك الاتحاد السوفيتي.

وقال المتحدث باسم قوات الفضاء الروسية، المقدم الكسي زولوتوخين، إن قاعدة "بليسيتسك" الفضائية شهدت عملية إطلاق للصاروخ الفضائي من الفئة المتوسطة "سويوز- أو"، الذي ينقل قمراً صناعياً من سلسلة "كوزموس" لصالح وزارة الدفاع الروسية.

فشل اطلاق بولافا

الى ذلك اعترفت روسيا بفشل تجربة أخرى لاطلاق صاروخها بولافا العابر للقارات وذلك بعد رصد أضواء غير مألوفة في النرويج عبر الحدود من موقع الاطلاق.

ويروج لصاروخ بولافا الذي يطلق من غواصات والذي يعني اسمه الصولجان باللغة الروسية على أنه أحدث تقدم تكنولوجي جذري تحرزه روسيا لدعم قوتها للردع النووي غير أن الفشل المتكرر لتجارب اطلاقه يمثل حرجا للكرملين.

وذكرت صحيفتا فيدوموستي وكومرسانت اليوميتان الروسيتان نقلا عن مصادر في المجمع الصناعي العسكري أن التجربة الثالثة عشرة لاطلاق الصاروخ باءت بالفشل.

وبعد ذلك بساعات اعترفت وزارة الدفاع بفشل تجربة الاطلاق وقالت ان الاطلاق تم من الغواصة النووية ديمتري دونسكوي من موقع تحت سطح البحر الابيض. بحسب رويترز.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع "تبين... أن أول مرحلتين من اطلاق الصاروخ مرا بشكل طبيعي غير أن عطبا فنيا حدث في المرحلة التالية أي الثالثة في مساره."

وقالت صحيفتا فيدوموستي وكومرسانت ان خبراء نرويجيين ذكروا رؤيتهم لشيء في الغلاف الجوي بالقرب من البحر الابيض حيث أطلقت صواريخ بولافا السابقة.

وعرضت شبكة تلفزيون رين الروسية لقطات لضوء أبيض يتحرك في خط حلزوني قالت المحطة انها التقطت أمس الاربعاء في النرويج. وأظهرت اللقطات أيضا لونا ابيض ساطعا ذا ذيل طويل أزرق اللون يمتد في الافق.

وباء ما لا يقل عن ست تجارب بالفشل من بين 11 تجربة سابقة أعلن عنها بما في ذلك تجربة أجريت في 15 يوليو تموز عندما دمر الصاروخ نفسه ذاتيا بعد حدوث خلل في المرحلة الاولى لاطلاقه من البحر الابيض.

وقالت وسائل اعلام فيما بعد انه كان هناك أيضا محاولة لاطلاق الصاروخ في أكتوبر تشرين الاول غير أنها ألغيت في اللحظات الاخيرة بسبب مشاكل فنية.

والصاروخ الذاتي الدفع العابر للقارات المعروف في الجيش الروسي باسم بولافا 30 يبلغ وزنه 37 طنا وطوله 12 مترا ويستطيع حمل عدة رؤوس حربية لمدى يصل الى 8000 كيلومتر. وتقول بعض المصادر ان الصاروخ يستطيع حمل ما يصل الى ستة رؤوس حربية في حين تزيد تقديرات البعض الى عشرة رؤوس.

ووصف الكرملين الصاروخ بأنه سلاح فريد قادر على اختراق أي دفاع جوي وأنه سبيل لدعم أسطول الغواصات الروسي الذي كان مهيبا يوما ما.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 2/كانون الثاني/2010 - 16/محرم/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م