
شبكة النبأ: رغم مرور أكثر من ثماني
سنوات على غزو الولايات المتحدة لأفغانستان والإطاحة بنظام طالبان، لا
يزال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة احد ابرز المطلوبين دوليا بعد
نجاحه في التخفي والإفلات من الملاحقات المستمرة، بحسب أجهزة المخابرات
الأمريكية.
فيما تثار الشكوك حول اماكن تواجده كشف النقاب مؤخرا عن تواجد عدد
كبير من افراد عائلة ابن لادن في ايران، بعد نجاح احدى بناته في الهروب
من الحراس قبل ان تصل الى السفارة السعودية في طهران.
الامر الذي يثير اكثر من علامة استفهام عن سبب اخفاء السلطات
الايرانية احتجازها لعائلة زعيم تنظيم القاعدة كل تلك الفترة.
ابنة زعيم القاعدة
حيث لجأت إيمان ابنة زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، إلى
السفارة السعودية في العاصمة الإيرانية طهران، بعد أن نجحت بالفرار من
الحراسة المفروضة عليها، وفقاً لما كشفته صحيفة الشرق الأوسط الصادرة
من لندن.
وبحسب الصحيفة، كشفت إيمان في اتصال هاتفي مع شقيقها عبد الله،
المقيم في السعودية، أنها و5 من إخوانها محتجزون لدى السلطات الإيرانية
منذ الغزو الأميركي لأفغانستان في نهاية عام 2001، فيما صرح عمر بن
لادن للصحيفة بأنه، إلى جانب إيمان وإخوانه الخمسة، فإن زوجة أبيه "أم
حمزة" محتجزة كذلك لدى السلطات الإيرانية.
وناشد عمر، الابن الرابع لأسامة بن لادن البالغ من العمر 29 عاماً
والمقيم في قطر، السلطات الإيرانية الإفراج عنهم. بحسب (CNN).
وقال في حديث هاتفي ورسالة الكترونية تلقتها صحيفة 'الشرق الأوسط'
إن عائلة بن لادن المكونة من زوجته الأولى نجوى، وهي سورية تقيم في
العاصمة دمشق، كانت تجهل أن ابنتها إيمان وبقية إخوتها على قيد الحياة
طيلة السنوات الماضية، إلى أن اتصلت بعائلتها منذ ما نحو شهر.
وقال عمر إنها المرة الأولى منذ هجمات سبتمبر/أيلول 2001، التي يمكن
فيها الجزم بمكان أشقائه، حيث يوجد خمسة في السعودية وثلاثة في سورية.
وأضاف قائلاً: "حتى قبل أربعة أسابيع لم نكن نعرف مكان بقية الأشقاء،
وهم سعد الذي يبلغ من العمر الآن نحو 29 عاما، وعثمان 25 عاما، وفاطمة
22 عاما، وحمزة 20 عاما، وإيمان 17 عاما، وبكر 15 عاما."
ونقلت عن عمر قوله إن إيمان بشقيقها عبد الله، المقيم في السعودية،
فطلب منها اللجوء إلى السفارة السعودية في طهران فوراً، ومنذ ذلك الحين
لا تزال الاتصالات جارية للسماح لها بمغادرة إيران لكن دون جدوى.
وكشف أن شقيقته إيمان تمكنت من الهرب من الحراس المرافقين لها
ولزوجة أبيها خيرية أو "أم حمزة"، أثناء جولة تسوق لهما، حيث قالت إن
السلطات الإيرانية تسمح لهم بجولة تسوق واحدة كل ستة أشهر.
وأوضح أن "إيمان تقيم منذ أكثر من 25 يوما داخل السفارة السعودية في
غرفة زودها بها المسؤولون هناك، الذين أكرموا وفادتها، وأننا نعمل على
استكمال أوراقها للسماح لها بالسفر إلى السعودية أو سورية، ويجب القول
إن سورية كانت كريمة مع أمي وشقيقي واثنين من أشقائي يعيشون هناك."
من جانبه أكد القائم بالأعمال السعودي في طهران، فؤاد قصاص،
لـ"الشرق الأوسط"، لجوء إيمان ابنة أسامة بن لادن للسفارة السعودية منذ
أكثر من 25 يوماً.
وأشار القصاص إلى أن السفارة تبذل جهوداً دبلوماسية "لترحيلها معززة
مكرمة إلى أهلها وذويها."
وكشف عمر بن لادن أن أشقاءه لم يتلقوا أي تعليم منذ احتجازهم في
2001، موضحاً أنهم يريدون العودة إلى ذويهم سواء في السعودية أو سورية.
وأكد عمر بن لادن أن شقيقه سعد، حي يرزق رغم ما تردد من أنه قتل قبل
عام ونصف العام بهجوم صاروخي أمريكي على في الشريط القبلي.
إيران بدون ادلة
في ذات السياق ذكر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رامين
مهمانبرست، أن المملكة العربية السعودية لم تقدم لطهران حتى الساعة ما
يثبت أن المرأة التي لجأت لسفارة الرياض في إيران هي بالفعل ابنة زعيم
تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.
وقال مهمانبرست إن السفارة السعودية "زعمت بأن ابنة بن لادن موجودة
في السفارة إلا أنه لم تثبت هوية هذه المرأة لمسؤولي وزارة الخارجية
الإيرانية حتى الآن."
وأضاف مهمانبرست، في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية: "وفقا للمصادر
الحدودية الإيرانية لم يدخل أي شخص الحدود الإيرانية بهذه المواصفات
إلا في حال دخوله بشكل غير قانوني."
ولفت الناطق الإيراني أن السفارة السعودية بعثت بمذكرة إلى دائرة
الرعايا الأجانب في إيران، أشارت فيها إلى أن ابنة بن لادن موجودة
لديها وهي بحاجة لإصدار مستندات تسمح لها بالمغادرة لأنها دخلت الأراضي
الإيرانية بشكل غير قانوني. بحسب (CNN).
وتابع بأن دائرة الرعايا الأجانب طلبت من السفارة السعودية تأكيد
هوية المرأة تمهيداً لإصدار الوثائق، لكن السفارة لم ترد على الطلب،
معتبراً أن القضية "بقيت في إطار ادعاء فقط."
وكانت تقارير صحفية قد كشفت لجوء إيمان، ابنة بن لادن، إلى السفارة
السعودية في العاصمة الإيرانية طهران، بعد أن نجحت بالفرار من الحراسة
المفروضة عليها.
من جانبه أكد القائم بالأعمال السعودي في طهران، فؤاد قصاص، للشرق
الأوسط"، لجوء إيمان ابنة أسامة بن لادن للسفارة السعودية منذ أكثر من
25 يوماً، مشيراً إلى أن السفارة تبذل جهوداً دبلوماسية "لترحيلها
معززة مكرمة إلى أهلها وذويها."
ضعف الثقة والتنسيق
من جانل آخر يقول خبراء ان اسامة بن لادن مازال مطلق السراح بعد
ثماني سنوات من هروبه من القوات الامريكية في أفغانستان بسبب انعدام
الثقة ونقص التنسيق بين واشنطن واسلام اباد.
ويبدو الرئيس الامريكي باراك أوباما على وشك الاعلان عن ارسال مزيد
من القوات الى أفغانستان.
وقال أوباما انه يريد تركيز الجهود على تفكيك تنظيم القاعدة بزعامة
ابن لادن المسؤول عن هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 التي فجرت الحرب.
واثار تقرير للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ كشف النقاب عنه
الاهتمام مجددا بقضية هروب ابن لادن من كهوف تورا بورا الافغانية أواخر
عام 2001. وألقي التقرير باللوم على عدم تنسيق الجهود بين ادارة الرئيس
السابق جورج بوش والقادة العسكريين الامريكيين مما سمح بهروب ابن لادن.
وقال التقرير "الفشل في انجاز المهمة يمثل فرصة ضائعة غيرت للابد
مسار الصراع في أفغانستان ومستقبل الارهاب الدولي."
وتعتقد أجهزة المخابرات على نطاق واسع ان ابن لادن يعيش منذ ذلك
الحين في مخبأ بمكان ما في باكستان وانه يفلت من الاعتقال بسبب عدم
وجود تنسيق جيد بشكل كاف بين واشنطن واسلام اباد.
وقال كامران بخاري المحلل البارز بشركة ستريتفور التي تعمل في مجال
المخابرات ان باكستان تؤكد انها لاتملك معلومات مخابراتية قوية بشأن
أماكن وجود زعماء القاعدة وانها تركز على جهود مكافحة التطرف على
أراضيها. وأضاف "هناك أيضا عدم ثقة متبادل بين الولايات المتحدة
والمخابرات الباكستانية."
وقال أحمد راشد وهو صحفي مقره باكستان متخصص في الكتابة عن طالبان
والقاعدة انه يعتقد ان ابن لادن يختبيء على الجانب الباكستاني من
الحدود مع افغانستان وتحديدا في مناطق خارجة عن سلطة اسلام اباد.
واضاف "أصبح الامساك بابن لادن الان أكثر صعوبة لان هذا الحزام
القبلي بأكمله في أيدي طالبان الباكستانية." بحسب رويترز.
وقال بخاري انه يعتقد ان ابن لادن قد يكون ابتعد عن المنطقة
الحدودية الى عمق الاقليم الحدودي الشمالي الغربي لباكستان حيث يمكنه
العثور على المزيد من الاماكن للاختباء.
وأضاف ان ابن لادن قد يفضل الابتعاد عن الحدود لانه يدرك أن فكرة
توغل القوات الامريكية في عمق الاراضي الباكستانية أمر غير مرجح الى حد
كبير. وتابع بخاري ان الطائرات الامريكية دون طيار تشن ضربات على طول
الحدود الباكستانية مع افغانستان الا أن توغلها أكثر في الاراضي
الباكستانية سيكون أمرا غير مقبول من جانب اسلام اباد.
وقال راشد انه بينما اعتقل الجيش الباكستاني أو قتل الكثير من قادة
وأعضاء تنظيم القاعدة الا أن اسلام اباد لم تلتزم قط باعتقال ابن لادن.
وأضاف راشد مشيرا الى الحكومة الباكستانية "ليس هناك تصريح أو
التزام علني بأن الحكومة أو الجيش مشارك في مطاردة ابن لادن."
وقال بخاري انه في ظل تشظي وعدم وضوح هيكل القاعدة كتنظيم فان القبض
على ابن لادن لن يؤدي الى انهيار الجماعة لان دوره القيادي محدود
للغاية.
وأضاف "اسامة بن لادن في تقديري ليس زعيما ميدانيا فعالا بل ان
العمليات اليومية من فعل أتباعه."
واذا كان الهدف النهائي هو تحقيق الاستقرار في افغانستان فان القضاء
على ابن لادن لن يحقق الكثير في نهاية المطاف.
وقال بخاري ان قضية "أفغانستان ترتبط بطالبان". واضاف ان طالبان
أفغانستان تزعم انها مختلفة عن طالبان باكستان والقاعدة.
ضياع الفرصة
الى ذلك أفاد تقرير أعد للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ
الامريكي بأن القوات العسكرية الامريكية كان بمقدورها القبض على أسامة
بن لادن أو قتله في عام 2001 اذا شنت هجوما منسقا على مخبأه في
أفغانستان.
وقال التقرير الذي كتبه العاملون لدى الاغلبية الديمقراطية باللجنة
ان هروب زعيم تنظيم القاعدة كان فرصة ضائعة غيرت مسار الحرب ومهدت
الطريق لحركات التمرد في أفغانستان وباكستان.
وأضاف التقرير "كان من شأن ازاحة زعيم القاعدة من ساحة القتال منذ
ثماني سنوات مضت أن يقضي على تهديد المتطرفين في كافة أنحاء العالم.
"الا أن القرارات التي فتحت الباب أمام هروبه الى باكستان سمحت لابن
لادن أن يظهر كشخصية رمزية قوية لا تزال تجتذب تدفقات مستمرة للاموال
وتلهم المتعصبين في كافة أنحاء العالم." بحسب رويترز.
وشنت القوات الامريكية وقوات افغانية هجوما واسع النطاق على جبال
تورا بورا في عام 2001 سعيا وراء بن لادن الذي كان يعتقد انه يختبئ في
المنطقة مع مؤيديه بعد الاطاحة بحكومة طالبان.
وسمح القادة العسكريون الامريكيون للميليشيات الافغانية بقيادة
الهجوم وتمكن بن لادن من الفرار.
وأشار التقرير الى أن القادة الامريكيين رفضوا طلب مزيد من القوات
لشن هجوم سريع في المنطقة واعتمدوا بدلا من ذلك على الضربات الجوية
وعلى الميليشيات الافغانية لقيادة الهجوم وعلى حرس الحدود الباكستاني
لاغلاق طرق الهروب.
وقال التقرير "جرى تهميش مجموعة واسعة من القوة العسكرية الامريكية
بداية من فرق القناصة وحتى أكثر الاقسام قدرة على الحركة بسلاح مشاة
البحرية والجيش."
وانتقد التقرير بشكل خاص القادة العسكريين في عهد الرئيس السابق
جورج بوش بمن فيهم وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد وقائد القيادة
المركزية الامريكية الجنرال المتقاعد تومي فرانكس.
وقال السناتور الديمقراطي جون كيري رئيس اللجنة ان ادارة بوش أضاعت
فرصة القبض على ابن لادن وكبار مساعديه في تورا بورا بعد أشهر قليلة من
هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة. وخسر كيري أمام بوش في انتخابات
الرئاسة الامريكية عام 2004.
وصدر التقرير قبل أيام قليلة من اعلان متوقع من جاب الرئيس أوباما
بارسال الولايات المتحدة قوات اضافية قوامها نحو 30 ألف جندي لتأمين
المراكز السكانية وتدريب قوات الامن الافغانية.
وهناك نحو 68 ألف جندي أمريكي و42 ألف جندي من قوات التحالف في
أفغانستان.
واشنطن تجهل مكان بن لادن
من جهتهم اعلن مسؤولون في الادارة الاميركية ان الولايات المتحدة
تجهل مكان وجود زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، لكنها ستستانف
الجهود من اجل العثور عليه. الى ذلك، اكد هؤلاء المسؤولون ان واشنطن لن
تلاحق متمردي طالبان في باكستان.
وقال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس لشبكة +ايه بي سي+
التلفزيونية "لا نعلم مكان وجود اسامة بن لادن. ولو كنا نعلم لكنا
ذهبنا للبحث عنه". واضاف ان الولايات المتحدة لم تحصل "منذ سنوات" على
معلومات موثوق بها تتيح معرفة مكان وجود بن لادن.
من جهته، قال مستشار الامن القومي في البيت الابيض الجنرال جيمس
جونز ردا على سؤال لشبكة +سي ان ان+ عما اذا كانت واشنطن تنوي معاودة
بذل جهودها لاعتقال بن لادن، "اعتقد ذلك". بحسب فرانس برس.
واوضح جونز ان التقارير الاستخباراتية الاخيرة تشير الى ان بن لادن
"موجود في مكان ما في وزيرستان الشمالية، احيانا في الجانب الباكستاني
من الحدود واحيانا اخرى في الجانب الافغاني، وانه يختبىء في منطقة
جبلية نائية" لا تخضع لسيطرة الحكومة.
واضاف "علينا ان نهتم مجددا بهذا الموضوع بحيث يكون (بن لادن)، وهو
رمز مهم لما تدافع عنه القاعدة، مجبرا على الهروب او ان يتم اعتقاله".
ويعتبر معظم الخبراء ان بن لادن يختبىء في المناطق القبلية الباكستانية
حتى لو كان البعض يعتقد ان اي مدينة باكستانية كبرى يمكن ان تكون
الملجأ الامثل.
لكن الامر الوحيد المؤكد هو انه فر اواخر 2001 من افغانستان ودخل
الى باكستان عبر ولاية وزيرستان الشمالية، احدى المناطق القبلية التي
تتمتع بحكم ذاتي والتي تسكنها قبائل الباشتون المعارضة تقليديا للسلطة
المركزية.
وبحسب تقرير للجنة في مجلس الشيوخ الاميركي نشر مع نهاية تشرين
الثاني/نوفمبر، فان الولايات المتحدة كانت قادرة على قتل بن لادن او
اعتقاله في كانون الاول/ديسمبر 2001 في تورا بورا بشرق افغانستان، لكن
ادارة الرئيس السابق جورج بوش اختارت عدم تكثيف هجماتها انذاك ما اتاح
لزعيم القاعدة الفرار الى باكستان.
من جهة اخرى، اعلن غيتس في مقابلة اخرى مع شبكة +سي بي اس+ ان
الولايات المتحدة لن تلاحق قادة طالبان داخل باكستان. وقال غيتس ان "باكستان
دولة ذات سيادة. لدينا شراكة معهم. اعتقد ان على الجيش الباكستاني ان
يتعامل مع هذه المشكلة".
وياتي هذا التاكيد في حين سمح البيت الابيض، بحسب ما ذكرت صحيفة
نيويورك تايمز الجمعة، لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي
ايه) بتكثيف استخدام طائراتها من دون طيار في باكستان بحثا عن عناصر
حركة طالبان وتنظيم القاعدة وضربهم. ولم تكشف الصحيفة مصادرها.
وحل غيتس مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، ضيفا على
العديد من البرامج السياسية التي خصصت لمناقشة الاستراتيجية الاميركية
الجديدة في افغانستان التي اعلنها الرئيس باراك اوباما الثلاثاء
ومحورها ارسال ثلاثين الف جندي اميركي اضافي الى هذا البلد.
وكرر غيتس دفاعه عن قرار الرئيس الاميركي البدء بانسحاب من
افغانستان في تموز/يوليو 2011، وقال لشبكة +ان بي سي+ "علينا ان نوصل
للافغان فكرة ان عليهم بشكل ملح تسلم مسؤولياتهم".
ورفض الانتقادات الصادرة خصوصا من نائب الرئيس السابق ديك تشيني
الذي اعتبر ان اعلان موعد بدء الانسحاب سيشجع متمردي طالبان. وقال
متسائلا "ما الذي سيفعلونه؟ هل سيصبحون اكثر عدوانية مما هم عليه
بالفعل؟ لا اعتقد ان لديهم الوسائل".
وفي مقابلة مع شبكة +سي ان ان+ الاميركية، اعتبر الرئيس الافغاني
حميد كرزاي الاحد ان الافغان يريدون تسلم المسؤوليات الامنية في بلادهم
"في اقرب وقت". لكنه اوضح ان القوات الافغانية تحتاج الى عامين من
التدريب لتصبح قادرة على تنفيذ عمليات في مختلف مناطق البلاد.
كذلك، طلب الرئيس الافغاني من الدول الغربية دعمه في سعيه الى "التفاوض"
مع زعيم طالبان الملا عمر لاحلال السلام في افغانستان.
ودافع كرزاي عن حكومته، معتبرا ان الانتقادات الغربية في هذا الاطار
تعكس رؤية "مبالغا فيها" حول تلك الظاهرة، لكنه وعد بجعل الادارة
الافغانية اكثر شفافية.
في المقابل، شددت كلينتون وغيتس على ان بلادهما لن تقدم مساعداتها
الا للسلطات الافغانية التي قامت ب"عمل جيد" ولم تغرق في الفساد.
اختراق القاعدة
في سياق متصل قال رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون إنه يتعين على
باكستان المساعدة أكثر في اختراق وقصم ظهر القاعدة والعثور على زعيمها
أسامة بن لادن.
ففي مقابلة أجرتها معها بي بي سي، قال براون: يجب طرح أسئلة من قبيل
لماذا لم يتمكن أحد بعد من العثور على زعيم تنظيم القاعدة، أو اعتقاله،
أو الاقتراب من مكان تواجده.
وأضاف رئيس الوزراء البريطاني قائلا إنه يريد أن يرى المزيد من
التقدم في الجهود الرامية إلى إخراج بن لادن والرجل الثاني في التنظيم،
أيمن الظواهري من المنطقة.
وقال براون إنه في حال بذل المزيد من الجهود لتحقيق الأمن
والاستقرار في أفغانستان، فإنه يتعين على باكستان أن تكون قادرة على
إظهار أنها قادرة على تحدي القاعدة.
لكن براون اقر بأن باكستان قد حققت تقدما أكبر ضد حركة طالبان في
إقليم جنوب وزيرستان، قائلا: على باكستان أن تنضم إلينا في الجهد
الكبير المبذول والذي يسخِّر العالم من أجله المصادر والإمكانيات
الكبيرة، فالهدف ليس فقط عزل القاعدة، بل اختراقها وقصم ظهرها في
باكستان.
من جهته قال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني انه لا يعتقد
أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة مختبيء في بلاده وطالب بمزيد من
التوضيحات بشأن خطط الولايات المتحدة لزيادة أعداد القوات في افغانستان.
وقال "أشك في صحة المعلومات التي توردونها لانني لا أعتقد أن اسامة
بن لادن في باكستان."
مجندين من الامريكيين العرب
من جهة اخرى تسعى وكالة المخابرات المركزية الامريكية التي تعاني من
حاجة ملحة الى ضباط يتحدثون العربية بطلاقة أعلنت على نحو غير مألوف عن
سعيها للتجنيد في ديربورن أكثر المدن الامريكية كثافة من حيث تعداد
سكانها العرب.
ونشرت الوكالة اعلانات على صفحات كاملة في الصحف الصادرة باللغة
العربية وتذيع اعلانات في التلفزيون لإغراء الامريكيين العرب
والامريكيين الايرانيين بالعمل كجواسيس.
لكن سكان ديربورن يقولون ان الوكالة ستجد صعوبة في تجنيد عرب هناك
رغم ضعف الاقتصاد وارتفاع مستوى البطالة.
ويرى كثيرون ان السياسة الامريكية في الشرق الاوسط مضللة والغضب
عارم بسبب ما يعتقد أنه سوء معاملة للامريكيين العرب. ويضيفون أنه
سيكون من الصعب كسب التعاطف والتأييد في ديربورن.
وقال شحادة وهو عامل ديكور وأثاث هاجر من لبنان قبل 21 عاما " اذا
ذهب أحد فإنه سيذهب من أجل المال فقط وليس عن اقتناع."
يقول المسؤولون عن التجنيد لوكالة المخابرات المركزية ان الوكالة في
أمس الحاجة الى متحدثين بالعربية ولغات أخرى بسبب الهجمات المسلحة التي
تتزايد حدتها في أفغانستان والاحتلال الامريكي المستمر للعراق.
وقال هنري ميدينا المسؤول عن التجنيد للمخابرات المركزية في الغرب
الاوسط "من الواضح أن ذلك حقا على شاشات الرادار الامريكية مع استمرار
الحروب في الشرق الاوسط."
وقال ميدينا في تصريحات لصحفيين عرضت عليهم الاعلانات الجديدة التي
أعدتها الوكالة "سنجند تلك المعرفة وتلك اللغة وتلك الالسن والفوارق
الثقافية الدقيقة الحاسمة في فهم الخصوم والاعداء بشكل كامل."
ويظهر في أحد الاعلانات التلفزيونية حفل عشاء في بيت أحد الامريكيين
العرب مع صوت مذيع يقول "دولتك.. عالمك. انهما جديران بالحماية.. وظائف
في وكالة المخابرات المركزية الامريكية."
وتلتقط الكاميرا مشاهد مركزة لتظهر أن حفل العشاء مقام في مبنى عصري
شاهق ثم لقطة للولايات المتحدة من الفضاء.
وفي اعلان اخر يظهر خمسة من المهنيين العرب هم بالترتيب مهندس وعالم
واقتصادي ومحام وأستاذ جامعي ثم يظهرون معا وهم يقولون "نعمل في وكالة
المخابرات المركزية الامريكية."
وقالت زهرة روبرتس التي تعمل في التجنيد في الوكالة "نحاول ازالة
الغموض المحيط بالوكالة. لا نريد أن ترى الناس الوكالة فقط كما نراه في
الافلام أو روايات الجاسوسية."
ورفضت وكالة المخابرات المركزية الكشف عن تكلفة حملة الاعلانات أو
تفاصيل عن أعداد المجندين من الامريكيين العرب الذين تؤيد تعيينهم.
وقال زعماء الجالية العربية في ديربورن انهم بينما يرحبون بالمسعى
لجعل وكالة المخابرات المركزية أكثر شمولا الا أنهم يقولون ان الناس
باتوا أكثر حذرا من استخدام الحكومة للتنصت والمرشدين في وسط الجالية
العربية.
ويضيفون أن التطبيق الصارم لقوانين الهجرة على الامريكيين العرب
والتأخير الذي يتعرضون له في المطارات والنقاط الحدودية أدت أيضا الى
ردة فعل عكسية.
ويقول أسامة سيبلاني ناشر صحيفة أراب أميركان نيوز التي تصدر في
ديربورن وهو مولود في لبنان "كان يقال للناس.. أنت تدعى محمد أو تدعى
أحمد فانك ارهابي." واستطرد قائلا "كيف تلحق الناس بالحكومة عندما
يتعرضون لقدر كبير من التمييز."
وأضاف "يجب أن يكون هناك اقتناع بأن المرء يفعل الصواب وإلا فإنه
يتحول الى بندقية للايجار."
والتقى سيبلاني الذي تنشر صحيفته اعلانات وكالة المخابرات المركزية
مع ليون بانيتا مدير الوكالة أثناء زيارة لديربورن في سبتمبر أيلول
الماضي. وقال "قلت عاملونا كأمريكيين... نحب أمريكا ولكن هل أمريكا
تحبنا."
ويوافق داود وليد رئيس فرع مجلس العلاقات الامريكية الاسلامية في
ولاية ميشيجان على أن كثيرا من الامريكيين العرب ممزقون بين مشاعر
الوطنية والاستياء من السياسة الامريكية في الداخل والخارج.
وقال وليد "اعتقد أن الشفافية ستكون أكثر فائدة من الاعلانات
التلفزيونية. هناك قدر كبير من الخوف وانعدام الثقة في الحكومة."
ويشكل المنحدرون من أصول شرق أوسطية أكثر من ثلث سكان ديربورن
البالغ عددهم 100 ألف وبدأ تدفقهم على المدينة قبل مئة عام عندما وظف
هنري فورد مهاجرين لبنانيين للعمل في مصنع ريفر روج القريب. وفي الآونة
الأخيرة استقر أيضا كثير من اللاجئين العراقيين في المدينة.
وقال سكان اخرون في شارع وارن الرئيسي حيث يفوق عدد اللافتات
المكتوبة بالعربية عدد اللافتات بالانجليزية ان لديهم شكوكا في أن
وكالة المخابرات ستجد كثيرا من المجندين العرب في ديربورن.
وقال محمد (24 عاما) وهو طالب من أصول ليبية يدرس في المرحلة بعد
الجامعية رفض الاعلان عن لقبه "ليس في الامر نقص في الحس الوطني..
وانما المسألة مسألة سياسة خاطئة." |