صناعة الطيران واختراقات الإرهاب المحتمَلة

طائرات الركاب لا تزال هدفا رمزيا واستراتيجيا

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: توضِّح محاولة هجوم على طائرة امريكية في يوم عيد الميلاد حاجة الطيران المستمرة لليقظة والحرص من المتطرفين الذين يحاولون باستمرار التحايل على الانظمة الدفاعية في تلك الصناعة لاحداث اضرار مدمرة.

واغراء ذلك القطاع كهدف بالنسبة للمتشددين كبير بدرجة تحتم على صناعة الامن التحديث دون توقف للبقاء متقدمة بخطوة. وحتى في ذلك الحين لا يمكن تحقيق الحماية الكاملة للمسافرين جوا بقدر اكبر من تحقيقه في اي وسيلة نقل اخرى.

وقال هنري ويلكينسون من مؤسسة جانوسيان لادارة المخاطر الامنية في لندن "انه سباق" مشيرا الى ان المتشددين يهتمون بشدة باجراء أبحاث لتحديد نقاط الضعف في امن الطيران واستغلالها.

واضاف "عند ادخال تحسينات أمنية نتيجة لهذه الواقعة الاخيرة سيحاول الارهابيون الخروج بطريقة ما للالتفاف عليها."

وفي الحادث الاخير قال مسؤولون امريكيون ان رجلا نيجيريا يعتقد ان له صلة بمتشددي القاعدة وضع رهن الاحتجاز يوم السبت بعدما حاول تفجير شحنة ناسفة على طائرة ركاب أمريكية لدى اقترابها من ديترويت.

وتغلب الركاب وطاقم الرحلة القادمة من امستردام على المشتبه به الذي اصيب بحروق شديدة. وهبط الركاب الذين أصيب اثنان منهم باصابات طفيفة بسلام من الطائرة التابعة لشركة دلتا ايرلاينز.

ويقول خبراء امنيون انه رغم تحسن الانظمة الدفاعية لتلك الصناعة في السنوات الاخيرة فانه ليس هناك تكنولوجيا منتشرة على نطاق واسع للتحذير بشكل تلقائي من وجود مهاجم يخفي متفجرات في احد تجاويف جسمه او يربطها حوله بدنه.

وقالت وكالة (المنسق الوطني لمحاربة الارهاب) الهولندية في بيان ان الرجل مر من الامن في مطار سخيبول لكنها اضافت انه لا يمكنها استبعاد امكانية الصعود باشياء خطيرة على متن الطائرة "خاصة تلك التي يصعب على التكنولوجيا الامنية الحالية مثل اجهزة الكشف عن المعادن رصدها."

وقال خبراء أمنيون ان من المهم التحقق من كيفية صعود الرجل بهذه الشحنة الى الطائرة ومدى معرفة مسؤولي مكافحة الارهاب به خاصة وانهم مكلفون بمراقبة الافراد الذين يحتمل ان يمثلوا خطرا.

وقال كريس ييتس من مجلة جينز افييشن المتخصصة في شؤون الطيران "هذه الحالة مثال على رغبة جماعات او افراد او كليهما في رصد نقاط الضعف في صناعة الطيران ."

واضاف ييتس "نحن بحاجة للتأكد مما حدث تحديدا. لكن هذه الواقعة لا تبعث على قلق كبير فيما يبدو.. فلا ينبغي ان يتمكن احد من حمل مواد معدنية خطيرة على متن طائرة."

وللمتشددين مبرر قوي لوضع الطيران في مرتبة مرتفعة على قائمة اولوياتهم المفضلة والعمل ببراعة فائقة لضمان النجاح في استهدافه. بحسب رويترز.

فببساطة يضمن المهاجم باختياره تفجير طائرة تجارية دعاية كبيرة. فاذا كان الهدف يتحرك في رحلة دولية فسيكون التأثير مضاعفا اذ ستنتشر انباء هذه العملية واثر الرعب المصاحب لها في انحاء العالم.

واذا كانت وجهة الطائرة الولايات المتحدة فمن المؤكد ان الهجوم - اذا كتب له النجاح- سيضر بأمريكيين وهم هدف كبير للمتشددين المناهضين للغرب مثل التابعين للقاعدة بزعامة اسامة بن لادن وشبكة فضفاضة من الجماعات المتحالفة يربطها فكر مشابه.

وقال المحلل الامني بول بيفر ان واقعة الجمعة اظهرت ان طائرات الركاب لا تزال هدفا يمثل رمزا ذا طابع غربي بسبب الجذور الغربية لصناعة الطيران التجاري.واضاف "هوجمت سفن قليلة جدا بالمقارنة (مع الطائرات). فمع السفن يصعب بدرجة اكبر الحصول على نفس التأثير الدعائي."

وقال جوستن كرامب رئيس قسم الارهاب ومخاطر الدول في مؤسسة ستيرلنج اسينت للاستشارات الامنية ان هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 التي خطف فيها مهاجمون انتحاريون طائرات كانت ابرز مثال لولع المتشددين بالطيران.واضاف "الطيران غربي.. رمز للتجارة العالمية.. رمز للاتصالات العالمية.. ومن شأن هجوم ناجح ان يكون بالغ التدمير وأن يزيد من صعوبة الحياة على الجميع من خلال الاجراءات الامنية الاضافية."

أمريكا تكثف احتياطات الأمن على الطائرات

وشددت الولايات المتحدة الاجراءات الامنية على متن الطائرات وسط تساؤلات متزايدة حول الطريقة التي تمكّنَ بها رجل نيجيري يزعم أن له صلات بمتشددين من تهريب متفجرات الى متن رحلة عبر المحيط الاطلسي ومحاولة تفجيرها.

وكانت الادارة الامريكية لأمن النقل قد قالت انها كثفت اجراءات التفتيش قبل الصعود على متن الطائرات في الولايات المتحدة وأوروبا. كما تحدث ركاب عن قيود جديدة على متن الطائرات منها حظر الدخول للمرحاض دون مرافقة ووضع الركاب أي شيء على حجورهم قبل الهبوط بساعة.

وقالت جانيت نابوليتانو وزيرة الامن الداخلي ان الادارة الامريكية تتحرى عما اذا كان تنظيم القاعدة على صلة بعمر فاروق عبد المطلب النيجيري المتهم بمحاولة تفجير طائرة تابعة لشركة نورث وست ايرلاينز المتجهة من أمستردام الى ديترويت يوم عيد الميلاد.

وكان اسم عبد المطلب قد اضيف الشهر الماضي الى سجل مركزي أمريكي يحتوي على أسماء 550 ألفا ممن يزعم تعاطفهم مع الارهاب بعد أن حذر والده السفارة الامريكية بزعم انتمائه للمتطرفين.

وصرح روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الابيض بأن الرئيس الامريكي باراك أوباما أمر بمراجعة الطريقة التي يتم بها اضافة الاسماء الى قوائم مراقبة الارهابيين ملمحا الى احتمال تغيير الاجراءات المتبعة.

وقال جيبز لقناة (سي.بي.اس) التلفزيونية "أعتقد رغم ذلك أن هذا النظام نجح في جوانب كثيرة...علينا فقط أن نواصل تطويره ونظل سابقين لما يحاول الارهابيون فعله."

ونقلت شبكة (سي.ان.ان) التلفزيونية عن مصدر لم تكشف النقاب عنه "على علم بالتحقيق" قوله ان المشتبه به كان يحمل مادة ناسفة تكفي لاحداث ثقب في الطائرة حال انفجارها.

واكد مسؤول امريكي طلب عدم ذكر اسمه تقارير اخبارية قالت ان عبد المطلب ابلغ المحققين ان اعضاء بالقاعدة في اليمن اعطوه الشحنة الناسفة واوضحوا له طريقة تفجيرها.

الإرهابي يخترق الفحص الامني في نيجيريا بلا مشاكل

وذكر مسؤول كبير في قطاع الطيران بنيجيريا أن الشاب النيجيري الذي حاول تفجير طائرة ركاب أمريكية يوم السبت الماضي مرّ من التفتيش الامني المعتاد عندما بدأ رحلته في لاجوس وأنه كانت بحوزته تأشيرة صادرة من لندن تمكنه من دخول الولايات المتحدة عدة مرات. 

واتهم عمر فاروق عبد المطلب (23 عاما) يوم السبت بمحاولة تفجير طائرة من طراز ايرباص 330 تابعة لشركة دلتا ايرلاينز أثناء اقترابها من ديترويت قادمة من أمستردام وعلى متنها نحو 300 شخص.

وقالت وكالة (المنسق الوطني لمحاربة الارهاب) الهولندية ان عبد المطلب بدأ رحلته في لاجوس حيث ركب طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الهولندية (كيه.ال.ام) الى أمستردام قبل أن يمر عبر نقطة تفتيش أمنية أخرى أثناء توقفه في مطار سخيبول. بحسب رويترز.

وطلبت الولايات المتحدة من المطارات وشركات الطيران في أنحاء العالم تشديد اجراءات الامن بعد محاولة الهجوم التي أثارت تساؤلات حول كيفية تمكن عبد المطلب من ركوب الطائرة بمواد ناسفة رغم تشديد الامن في أنحاء العالم منذ هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 بطائرات ركاب مخطوفة.

وقال هارولد ديمورين رئيس هيئة الطيران المدني في نيجيريا ان عبد المطلب مر من اجراءات الفحص المعتادة في مطار لاجوس قبل أن يركب طائرة الخطوط الجوية الهولندية.

وأضاف ديمورين في بيان نشرته الصحف النيجيرية يوم الاحد مستشهدا بتغطية بثتها قناة سنترال تشاينا التلفزيونية "لم تكن مع الراكب أي حقائب لكنه رصد بحقيبة على الكتف. خضع لعملية الفحص المعتادة لدى الدخول."

وقال ان عبد المطلب كانت معه تأشيرة تمكنه من دخول الولايات المتحدة عدة مرات صدرت في لندن في 16 يونيو حزيران 2008 وتنتهي في يونيو 2010 وتم فحصها عبر نظام المعلومات الخاصة بالركاب دون أن تصدر أي اشارة تثير الريبة.

وتابع قائلا "وبعد ذلك مر عبر فحص أمني خاص بالطيران اذ عبر من جهاز رصد المعادن وجهاز فحص الحقائب بالاشعة السينية. وتوجه الى بوابة الصعود الى الطائرة حيث خضع لفحص ثانوي كما أكد مسؤولو الخطوط الجوية الهولندية."

خبراء يفتشون طائرة لشركة لوفتهانزا في ايسلندا

وكانت طائرة تابعة لشركة لوفتهانزا قد هبطت اضطراريا في ايسلندا السبت الماضي بينما كانت في رحلة من فرانكفورت الى ديترويت بعد ان تبين وجود حقائب لم يصعد صاحبها على متن الطائرة.

وقال متحدث باسم مطار كيفلافيك الدولي القريب من ريكيافيك عاصمة ايسلندا ان مجموعة من خبراء المفرقعات فتشت الطائرة وهي من طراز اير باص 300- 380 في الوقت الذي ظل فيه الركاب على متنها ثم قاموا بانزال الأمتعة.

وقال فريدثور ايدال المتحدث باسم المطار لرويترز "لم يكن هناك ما يدعو للريبة في أمتعته..يبدو ان الراكب المشار اليه لم يلحق بشكل ما بالطائرة بعد تسليم أمتعته بالمطار."

وجاءت المخاوف في أعقاب حادث وقع على متن طائرة لدى اقترابها من ديترويت يوم الجمعة وهو الحادث الذي تم خلاله القاء القبض على رجل نيجيري بعد ان حاول تفجير عبوة ناسفة وفقا لما ذكرته السلطات الامريكية.

وقال متحدث باسم شركة لوفتهانزا في ألمانيا عن التوقف الذي استمر لمدة ساعتين في ايسلندا "السلطات الامريكية احيطت علما بذلك. كانت مصادفة مؤسفة."وأقلعت الطائرة مرة أخرى متوجهة الى ديترويت فور انتهاء عملية التفتيش.

تحقيقات دولية رباعية بمحاولة تفجير الطائرة الأمريكية

وتوصلت التحقيقات الأولية التي تجريها السلطات الأمريكية، بمعاونة السلطات الأمنية في كل من هولندا ونيجيريا وبريطانيا، بشأن محاولة تفجير طائرة ركاب تابعة لشركة "نورثويست"، قبل قليل من هبوطها في مطار ديترويت بولاية ميتشغان، قادمة من مطار العاصمة الهولندية أمستردام، إلى أن "المهاجم المفترض" كان على الأرجح يتصرف بشكل منفرد.

وفيما كشفت مصادر مطلعة لـCNN أن المشتبه به، وهو نيجيري الجنسية يُدعى عمر فاروق عبد المطلب، يبلغ من العمر 23 عاماً، مسجل على لوائح حظر السفر الأمريكية، إلا أنه لم يتضح كيف صعد على متن الطائرة دون أن يظهر اسمه بقوائم الممنوعين، في الوقت الذي أكدت فيه السلطات الهولندية أن عبد المطلب دخل إلى الطائرة عبر إجراءات الأمن المعتادة.

وأفادت المصادر بأن المشتبه به وصل إلى مطار "سخيبهول" في أمستردام على متن طائرة تابعة لشركة KLM قادمة من مدينة لاجوس بنيجيريا، ولم يتضح أنه مسجل على أي قائمة "الممنوعين من السفر جواً"، رغم أن قاعدة البيانات الأمريكية تظهر أن اسمه مدرج بقائمة الأشخاص المحظور سفرهم، لوجود شبهات بأنهم ربما على صلة بتنظيمات متشددة.

إلا أن المشتبه به، الذي يخضع للعلاج من حروق أُصيب بها في فخذيه، من الدرجتين الثانية والثالثة، بعدما اشتعلت النيران في بنطاله، ذكر للمحققين، خلال تحقيقات استمرت عدة ساعات، أنه ينتمي لإحدى الجماعات المتشددة، مشيراً إلى أن العبوة الناسفة "حصل عليها من اليمن، كما حصل على تعليمات خاصة بكيفية استخدامها، ومتى تحديداً يمكنه تفجيرها."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 30/كانون الاول/2009 - 13/محرم/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م