
شبكة النبأ: تعهدت طهران وبغداد
بالسعي الى حل دبلوماسي لنزاع حدودي رغم اتهام ايران بأن قواتها استولت
على بئر نفط داخل الأراضي العراقية.
وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية في بغداد لرويترز
ندعو الى عدم القلق وسيتم حل هذا الأمر بطريقة هادئة وبعيدة عن أي
تصعيد عسكري.
وتقول ايران التي تملك حقولاً نفطية بالقرب من هذه المنطقة ان البئر
موضوع النزاع يقع في أراضيها. ونقلت قناة العالم التلفزيونية الايرانية
الناطقة بالعربية عن بيان عسكري قوله، نفى الجيش الايراني أن يكون قد
استولى على بئر نفط داخل العراق.
وارتفعت أسعار النفط بعد التقرير الذي أفاد بسيطرة الجنود
الايرانيين على بئر في حقل الفكة بمحافظة ميسان. والنزاعات الحدودية
بين البلدين مُستمرة بعد أكثر من 20 عاما على انتهاء الحرب العراقية
الايرانية التي قتل فيها ما يقدر بنحو مليون شخص واستمرت ثمانية أعوام.
وطالب العراق بالسحب الفوري لعشرات الافراد من القوات الايرانية
يقول انهم استولوا على البئر لكنه خفف من مطالبه مع تطمينات بأنه لا
يسعى الى الحرب.
واستدعت الحكومة العراقية التي عقدت اجتماعا أمنيا طارئا يوم الجمعة
السفير الايراني في بغداد حسن كاظمي قمي لمناقشة هذا الامر معه.
وقال متحدث باسم السفارة ان السفير أبلغ الجانب العراقي أن لجنة
مشتركة تضم مسؤولين نفطيين وعسكريين من البلدين مسؤولة عن تسوية مثل
هذه المشاكل.واضاف "سنحل هذه القضية بطريقة دبلوماسية."
وربما عكس الحرص في الخطاب العراقي رغبة الحكومة العراقية في تفادي
أي ضرر دائم لعلاقتها الحساسة مع ايران.
كما قد تشير الى أن العراق يرغب في تفادي اضافة المزيد من المخاوف
الى تقييمات خطر الاستثمار في العراق حيث يتواصل العنف بعد ست سنوات من
الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق بينما تعمل الحكومة العراقية
على تأمين اتفاقات نفطية مع شركات أجنبية.
وقال الدباغ ان هذا الحدث لن يؤثر على الصناعة النفطية ولا يؤثر على
انتاج النفط العراقي ولن يؤثر على انتاج وتصدير النفط العراقي الذي بلغ
1.9 مليون برميل يوميا الشهر الماضي. وينتج حقل الفكة حاليا نحو عشرة
الاف برميل يوما وهو حقل صغير حسب المعايير العراقية.
ولكن تطوير الحقل جزء من خطة العراق لزيادة قدرة البلاد الانتاجية
الى أكثر من أربعة أمثالها لتصل الى 12 مليون برميل يوميا خلال ستة أو
سبعة أعوام مما يجعل العراق أحد أكبر منتجي الطاقة في العالم.
القوات الايرانية تنسحب جزئيا من عند بئر
الفكة
ولاحقاً قال مسؤولون عراقيون وايرانيون إن القوات الايرانية انسحبت
جزئيا من منطقة نفطية متنازع عليها بين طهران وبغداد مما قد ينزع فتيل
خلاف حدودي يوتر العلاقات الحساسة بين البلدين.
وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية إن مجموعة صغيرة من
القوات الايرانية التي كانت سيطرت على بئر نفطية في منطقة نائية على
الحدود بين البلدين الاسبوع الماضي لم تعد مسيطرة على البئر التي
يعتبرها العراق جزءا من حقل الفكة النفطي.وتابع "جرى انزال العلم
الايراني. تراجعت القوات الايرانية 50 مترا لكنها لم تعد
أدراجها."واستطرد "الحكومة العراقية طلبت من القوات العودة الى حيث
كانت."
وقال مسؤول حدودي في ايران إن القوات الايرانية عادت الى مواقعها
الاصلية بعد تفكيك حاجز اقامته القوات العراقية بالقرب من بئر النفط
المتنازع عليها. بحسب رويترز.
وقال المسؤول لتلفزيون برس تي. في. الايراني الحكومي شريطة عدم
الكشف عن هويته "القوات العراقية كانت قد اقامت الحاجز المفكك الان
بالقرب من البئر النفطية رقم 4 في الفكة".
وتسبب هذا النزاع في عقد اجتماعات طارئة ومحادثات هاتفية ثنائية
ودعت بغداد الى انسحاب فوري للقوات الايرانية لكنها سعت أيضا الى
احتواء أي ضرر ربما يلحق بالعلاقات مع ايران المجاورة.
وجاءت الانباء في الوقت الذي يستعد فيه العراق للتوقيع على عقود مع
شركات نفطية عالمية بارزة في اطار جهوده لتحسين قطاعه النفطي وتوفير
العملة الصعبة رغم أعمال العنف والعقبات الاخرى أمام الاستثمار.
وقالت شركة بي.اف.سي. انيرجي التي تعمل في دراسات الطاقة ان الحادث
يمكن ان يكون له تأثير مستمر على التعامل مع الشركات الاجنبية ولاسيما
تلك المرتبطة بالحقول التي تقع على الحدود العراقية الايرانية او
بالقرب منها.
وقالت في تحليل لها في 18 ديسمبر كانون الاول "سواء كان الحادث
عارضا او مدبرا سيرفع توغل ايران المخاطر المرتبطة بهذه
الاستثمارات..ومن المتوقع ان يكون حل النزاعات الحدودية ملحا للشركات".
لجنة حدودية فنية لتنفيذ التوافقات الثنائية
وفي نفس السياق بحث وزيرا خارجية إيران والعراق في اتصال هاتفي
بينهما على ضرورة مواصلة المشاورات المشتركة حول سبل تنمية وتعزيز
العلاقات الثنائية وإيجاد أرضية لتعزيز التعاون المشترك، كما بحثا
التطورات في منطقة فكة.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية إن الجانبين أكدا على ضرورة تشكيل
جلسة للجنة الحدودية الفنية بين البلدين لتنفيذ التوافقات الثنائية.
هذا وكان السفير الإيراني لدى العراق، حسن كاظمي قمي، قد أوضح في
وقت بأن الاتصالات التي جرت على مدى اليومين الماضيين بين الخارجية
الإيرانية ومكتب رئيس الوزراء العراقي أسفرت عن اتفاق بمناقشة قضية
آبار النفط المشتركة بين البلدين قريبا من خلال لجنة مشتركة.
ويتهم المسؤولون الإيرانيون ما أسمته "بعض وسائل الإعلام الأجنبية"
بإثارة ضجة لتوتير العلاقات بين إيران والعراق، زاعمين أن "هذه الأنباء
تفتقر إلى المصداقية"، بحسب ما أكده السفير الإيراني في العراقي.
وكان المسؤولون في إيران قد تجنبوا نفي أو تأكيد ما إذا كانت مجموعة
من القوات الإيرانية قد استولت بالفعل على بئر للنفط في حقل "الفكة"،
الذي تقول بغداد إنه يقع داخل الأراضي العراقية، حيث اقتصرت ردود الفعل
الصادرة من طهران السبت، على تأكيد أن القوات الإيرانية لم تدخل
الأراضي العراقية.
وفيما نقلت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أن المتحدث باسم
الخارجية، رامين مهمان برست، نفى "المزاعم التي تُطرح من قبل بعض وسائل
الإعلام الأجنبية، بشأن احتلال إيران لبئر نفطية عراقية"، واصفاً إياها
بأنها "ألاعيب إعلامية"، فقد ذكر المتحدث نفسه أن "أسباب القضية
الحدودية قد تعود لسوء فهم في ترسيم حدود البلدين."
ووصف مهمان برست، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"،
العلاقات بين إيران والعراق بأنها "جيدة"، وقال إن "الذين يرتاحون
للمساس في العلاقات بين البلدين، يستخدمون الخدع الإعلامية والتعابير
التي توحي بوجود خلاف بين طهران وبغداد."
وتابع المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قائلاً إن "استخدام مثل هذه
التعابير، لا هدف له سوي المساس في العلاقات الجيدة بين البلدين،
ومصدرها خارجي"، كما أفاد بأن التقارير الواردة بشأن هذا الموضوع هي "قيد
الدراسة من قبل وزارة الخارجية والأجهزة ذات الصلة."
لجنة العلاقات الخارجية النيابية تجتمع ا
بخصوص بئر الفكة
وفي هذه الغضون قال عضور لجنة العلاقات الخارجية عن التحالف
الكردستاني، ان اللجنة ستجتمع يوم الاربعاء لبحث موضوع سيطرة القوات
الايرانية على بئر الفكة بميسان، مبينا ان الموضوع “غير متوقع” و”خطير”
الى حد ما.
واوضح عبد الباري زيباري لوكالة أصوات العراق ان لجنة العلاقات في
مجلس النواب “ستجتمع يوم الاربعاء المقبل لبحث موضع سيطرة القوات
الايرانية على بئر الفكة في محافظة ميسان”، مشيرا الى ان “هذا التطور
مفاجئ وغير متوقع وخطير ويظهر ان هناك عدم وضوح للرؤيا حوله”.
واعرب زيباري عن اعتقاده ان “هذا القرار لم يتخذ بالاجماع في ايران
ويظهر ان هناك قرارات ظهرت في مؤسسة معينة على حساب المؤسسة الاخرى”.
ورأى انه “على الحكومة العراقية ان تتخذ موقف واضح وصريح على مسالة
ترسيم الحدود مع كافة الدول المجاورة”، مشيرا الى ان “مشكلة العراق هو
ان النظام السابق قد ابرم عدة اتفاقيات مع دول الجوار بما فيها ترسيم
الحدود وهذه الاتفاقات معضمها سرية لا يعلمها حتى الشعب العراقي، لذا
“اعتقد انها اشارة واضحة على ضرورة اعطاء الاولوية على هذا الموضوع”.
وتابع “نعتقد ان الحكومة العراقية ايضا ستكون لها مواقف بهذا الشان
ولجنة العلاقات الخارجية وهي الجهة المعنية في مجلس النواب العراقي
سيكون لها موقف واضح بعد اجتماع يوم الاربعاء القادم”.
وحول مسالة الحقول المشتركة بين العراق وايران، قال زيباري ان
“المعتاد دوليا عندما تكون هناك ابار قريبة جدا من الحدود في العرف
الدولي المتداول عليه ان تكون هناك اتفاقيات مشتركة، ذلك ان بعض
الحالات يكون البئر على هذا الجانب او في الطرف الاخر”، منوها الى انه
“في هذه الحالة يقتضي ان يكون هناك اتفاق مشترك بين الدولتين المعنيتين
حول طريقة الاستفادة من هذه الابار”.
وشدد الزيباري “هناك ابار على الحدود المشتركة للطرفين بين العراقي
مع ايران والكويت”، الا ان “المسالة الاساسية هو يجب في هذه الحالة ان
تجرى اتفاقيات خاصة بين العراق وهذه الدول في كيفية الاستفادة من هذه
الابار”.
المؤتمر الاسلامي تدعو لاحترام سيادة العراق
من جانب آخر شدد ممثل منظمة المؤتمر الاسلامي في العراق حامد التني،
على ضرورة التعامل مع العراق من قبل دول الجوار وفق احترام السيادة
العراقية.
وقال التني لوكالة أصوات العراق إن “منظمة المؤتمر الاسلامي تنطلق
من المبادئ التي تتبناها بعدم تدخل دول جوار الدول الاعضاء ومن بينها
العراق في الشأن الداخلي، خاصة وأن العراق يحظى بالسيادة الكاملة على
أراضيه بعد توقيعه الاتفاقية الامنية بين حكومة العراق والولايات
المتحدة الامريكية”.
وبين التني أن “المنظمة تأخذ على عاتقها ضرورة حث جميع الدول على
عدم التدخل في شؤون اعضائها والتعامل معهم وفق سيادة واحترام الدول
الاعضاء”.
وأضاف ممثل منظمة المؤتمر الاسلامي ببغداد أن هناك امكانية “لحل
مشكلة تداخل الحدود بين العراق ودول الجوار، وخاصة ايران بالطرق
الدبلوماسية من خلال الجلوس على طاولة الحوار”.
وكان رئيس لجنة الطاقة في مجلس محافظة ميسان عامر نصر الله ذكر في
وقت سابق أن القوات الايرانية انسحبت صباح اليوم من حقل الفكة شرقي
مدينة العمارة.
يذكر أن مصادر اعلامية ذكرت أن قوات ايرانية قامت باحتلال بئر الفكة
في محافظة ميسان فجر الجمعة 18/12/2009 ورفعت العلم الايراني كما منعت
اي عراقي من الاقتراب من البئر.
وفي اعقاب ذلك، دعا مجلس الأمن الوطني العراقي، بعد عقده إجتماعا
طارئا برئاسة رئيس الوزراء نوري الماكي، إيران إلى سحب مجموعة مسلحة
ايرانية قامت باقتحام بئر نفطي في حقل الفكة بمحافظة ميسان، عادا ذلك
بأنه “خرق للحدود وتجاوزا على سيادة العراق وأراضيه”.
رؤية الصحف البريطانية
صحيفة الاندبندنت التي تناولت قضية استيلاء القوات الايرانية على
البئر الرابع من حقل الفكة العراقي قالت تحت عنوان "ايران تبحث عن حل
دبلوماسي للخلاف الحدودي مع العراق" ان الحكومة العراقية تتخذ نفس
الموقف وتدعو الى حل دبلوماسي لهذا الخلاف وتفادي اي تصعيد عسكري مع
الجانب الايراني.
وتنقل الصحيفة عن السفير الايراني في العراق حسن كاظمي قمي والذي
التقى بالمسؤولين العراقيين انه اخبر الجانب العراقي ان لجنة مشتركة
تضم خبراء نفط ومسؤولين عسكريين من البلدين يجب ان تتصدى لمثل هذه
المسائل وايجاد حلول لها.
اما صحيفة الديلي تليجراف التي تناولت نفس الشأن فقالت ان الخلاف
العراقي الايراني قد دفع اسعار النفط في الاسواق العالمية الى الارتفاع
وسط مخاوف من احتمالات تفاقم الخلاف بين البلدين الجارين اللذين خاضا
حربا ضروسا استمرت ثماني سنوات.
ونقلت الصحيفة عن احد المسؤولين المحليين ان القوات الايرانية ما
تزال داخل حقل الفكة وان وفدا من محافظة ميسان التي يقع فيها الحقل
سيتوجه الاحد الى الحقل.
وتضيف الصحيفة ان الخلاف الحدودي بين البلدين مازال مستمرا رغم توقف
الحرب بينمها منذ نحو عشرين عاما. |