انطلاق مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات

يعنى بحقوق الإنسان وتحقيق كرامته

عدسة وتقرير: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: آدم... تحت هذا التسمية قامت عدد من الشخصيات الحقوقية والاجتماعية الناشطة في مجال حقوق الإنسان بتأسيس مركز قانوني علمي يعنى بنشر ثقافة حقوق الإنسان، والتصدي للانتهاكات التي تقع في هذا المجال.

حيث أعلن في مدينة كربلاء المقدسة عن انبثاق مركز ادم للدفاع عن الحقوق والحريات، بحضور عدد من الشخصيات الأكاديمية والرسمية والدينية، فيما ضمت الهيئة المؤسسة للمركز عدد من أساتذة جامعة كربلاء وبعض الشخصيات الثقافية الناشطة في مجال الحريات وحقوق الإنسان في العراق.

ويهدف المركز بحسب القائمين الى رصد ودفع الانتهاكات التي تقع بحق شرائح وأفراد المجتمع العراقي، الى جانب تعميم الحقوق والحريات التي كفلها القانون، ونشر مبادئ حقوق الإنسان.

يقول الدكتور حسن المسعودي وهو احد المؤسسين ومدير المركز: نرى اليوم بشكل علني وواضح الانتهاكات المستمرة سواء في مجال حقوق الإنسان أو حريات العامة، سواء كان الأمر في العراق او أي جزء في العالم، حتى في الدول التي تدعي بالعراقة في مجال حقوق الإنسان.

ويضف المسعودي: بدورنا وانطلاقا من الآية الكريمة (ولقد كرمنا بني ادم) العظيمة في معناها ومدلولها وتقديسها للإنسان، محور هذا الكون بعد أن خلقه الباري وكرمه وسخر لها المخلوقات لخدمته ووضع للإنسان من الحقوق والحريات دستورا تنهل منه الإعلانات العالمية والدساتير الدولية والقوانين الوضعية.

وعن الدوافع الكامنة وراء تأسيس المركز  قال المسعودي: نظرا لانتشار ظاهرة الانتقاص للحقوق الإنسانية في معظم بقاع الأرض أخذنا على عاتقنا تأسيس هذا المركز والانطلاق بعمله ابتداء من هذا المؤتمر، كخطوة أولى في طريق إرساء مفهوم حفظ وصيانة الحقوق والحريات الإنسانية.

ويضيف: في هذا الوقت نحن بأمس الحاجة إلى وقفه حقيقية فاعلة تتمثل في حراك اجتماعي منظم لانتزاع الحقوق المستلبة او حماية الحريات المكتسبة، سيما إن اغلب نصوص الدساتير في العالم التي تراعي تلك الحقوق تم وضعها بشكل انيق وجذاب، الا انها بقت حبرا على ورق في معظم الاحوال، وبقت موادها معطلة بسبب قيود المصالح الشخصية  او السلطوية.

ويشير المسعودي: الكثير من المؤسسات الحقوقية في العراق تحاول الدفاع عن الحقوق، لكن مع الاسف كان هذا الارتكاز متموقفا على القول فقط.

وعن سبب تسمية المركز قال المسعودي: حري بنا ان نشير الى ان المقصود بالانسان وفق اهداف مركز ادم هو الانسان بجنسيه ذكر او انثى، ولعل هذا المفهوم واضح في قول الباري عز وجل لقد كرمنا بني ادم ولم يقل ادم وحواء، وهي اشارة واضحة لشمول التسمية للجنسين معا. 

وعن آلية عمل المركز قال المسعودي: حدود والية عملنا لن يبقى عند حدود التنظير انما عقدنا العزم في التركيز على الجانب الميداني ابتداء من المواطن البسيط لحفظ حقوقه وحرياته التي اقرها الدستور صعودا الى تشخيص مواطن الخلل والتقصير الموجودة في الدستور نفسه والعمل على معالجتها بالطرق المناسبة.

ويضيف المسعودي: لن يكون عملنا تقليديا أسوة بأغلب الجمعيات والمراكز الحقوقية، مثل عقد المؤتمرات والخروج بتوصيات فقط على سبيل المثال، بل سنعمل على تقديم بحوث ودراسات علمية ممكنة التطبيق على ارض الواقع تجمع بين الجانبين النظري والميداني معا.

وعن أهداف المركز تحدث المسعودي: الاهتمام بالحقوق والحريات وحفظها وصيانتها، ورصد الانتهاكات والخروقات التي يتعرض لها الأشخاص، ونشر الوعي والثقافة القانونية في المجتمع وتقديم المشورة والدعم القانوني، التشجيع على ممارسة الحقوق والحريات القانونية من خلال الطرق السلمية، وأخيرا الدعوة إلى رفع الحيف الذي يلحق بالحقوق والحريات.

الى جانب ذلك تخلل المؤتمر إلقاء بعض الكلمات والمداخلات للمشاركين، ابتدأت بورقة علمية للدكتور صلاح البصيصي احد أعضاء المركز بعنوان الحقوق والحريات في الدستور العراقي.

فيما ألقى أيضا الدكتور ضياء عبد الله الجابر وهو احد أعضاء مركز ادم كلمة بعنوان حقوق الإنسان والقانون الجنائي تناول خلالها ابرز نقاط الاشتراك بين حقوق الإنسان والقوانين الموضوعية والإجرائية الجنائية، وعلاقة هذا المرفق بالتشريعات الوطنية العراقية، سيما بالقوانين والنصوص التي شرعها مجلس النواب العراقي فيما يتعلق بقانون مكافحة الإرهاب.

ثم القى الاستاذ عادل كاظم احد اعضاء المركز كلمة حول حرية التعبير والتحول الديمقراطي.

ليختم الاستاذ عقيل مجيد السعدي اوراق المؤتمر بكلمة تناولت الفساد المالي والاداري وتأثيراته على حقوق الانسان.

من جهته أشاد الشيخ ناصر الاسدي ممثل حوزة كربلاء الدينية بتأسيس المركز مطالبا في الوقت نفسه إلى نشر وتعميم ثقافة حقوق الإنسان في العراق، حيث قال خلال مداخلة له: نحتاج إلى خلق وعي ثقافي مرتكز على مبادئ حقوق الإنسان في مختلف أوساط المجتمع العراقي سيما في هذه الأوقات الاستثنائية، والعمل على تأسيس قواعد نخبوية ترصد الانتهاكات التي تحدث، وتشدد في الوقت نفسه من مطالب حفظ الحقوق، لضمان تطبيق القانون بالشكل الأمثل ورفع الحيف والظلم الذي قد يلحق بالمواطن العراقي.

الى ذلك اعتبر الدكتور عباس الحسيني عميد كلية القانون في جامعة كربلاء مبادرة أعضاء مركز ادم الى تأسيس هذا المركز الحقوقي مبادرة ايجابية تصب في مصلحة المجتمع العراقي وهي إشارة إلى تنامي الوعي الثقافي في مجال حقوق الإنسانية والاجتماعية، حيث قال: ان تأسيس المركز ينبع من شعور كبير بالمسؤولية لدى المؤسسين، وهي من البوادر الصحية داخل المجتمع العراقي، مشيرا في الوقت نفسه إلى ضرورة نجاح المؤسسين في جهودهم عبر وضوح منهج المركز وقابلية أعضائه على تطبيق العدل في التعامل مع القضايا المطروحة.

كما أكد الحسيني أيضا على ضرورة الحياد وعدم الانجرار وراء بعض العناوين السياسية والدينية كي لا يتهم بالانحياز أو تبنى أجندة غير تشوبها أهداف بعيدة عن منطلقه الإنساني الصرف حيث قال: من الضروري لنجاح المركز الاستقلال عن أي ارتباط سياسي أو ديني.

من جهته اشار السيد جواد العطار العضو السابق في الجمعية الوطنية الى أهمية فصل ملف حقوق الانسان عن الحكومة في العراق، حيث يقول: ان اغلب الانتهاكات او سلب الحريات يتأتى من الجهات التي تملك السلطة او المال او الإعلام هي عوامل تجتمع طبيعيا في الحكومات بشكل عام.

ونوه قائلا: يجب عزل وزارة حقوق الإنسان عن الحكومة، وتحويلها إلى هيئة مستقلة معنويا وماديا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 20/كانون الاول/2009 - 3/محرم/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م