تسونامي في ذكراه الخامسة... درس في غضب الطبيعة

الناجون يعانون مشاكل نفسية والشهرة تعود وبالا على الطفل المعجزة

إعداد: محمد حميد الصواف

شبكة النبأ: خمس سنوات مرت على كارثة تسونامي، امتزجت بطعم الموت والتشرد وفقدان الاحبة، بعد ان هرع الناس فزعين من منازلهم بسبب امواجا اطول من نخيل حدائقهم، ومياه المحيط التي كانت تتجاوز سرعة الطائرة النفاثة، عندما ضرب منطقتهم زلزال بلغت قوته 9.15 درجة، وعد ثاني اقوى زلزال تم تسجيله على الاطلاق وعادلت قوته 1500 مرة قوة قنبلة هيروشيما الذرية، مسح مدن ومناطق بشكل كامل، وخلف ما يربو عن 226 ألف قتيل بامتداد ساحل المحيط الهندي.

 لكن تبدو مدينة اتشيه الساحلية الان بشكل مغاير عما كان حالها في تلك الفترة، بعد ان هرعت العديد من المنظمات والدول الى تدارك الاضرار التي لحقت بها، ومد يد العون لمساعدة مواطنيها في اعادة بناء مدينتهم، التي بدت معالمها في الوقت الحاضر تخلو من اثار الكارثة.

لكن على الرغم من ذلك لا تزال الكثير من التداعيات النفسية والاجتماعية ماثله لاهالي المدينة كونها تخلف ذكرى مرعبة صعبة النسيان، وعادت وبالا على اغلب الناجين.

اتشيه تعود أفضل

حيث يرافق سكان محليون في باندا اتشيه السائحين لمشاهدة السفينة ابونج 1 التي تبلغ حمولتها 2600 طن للتذكرة بصباح يوم احد مشمس في 26 ديسمبر كانون الاول 2004 حين اهتزت الارض لمدة عشر دقائق تقريبا.

واضحت احدى السفن تبدو كجزء من الضاحية بعدما جرفتها المياه اميالا على البر اثر الزلزال. بحسب رويترز.

والان تشاهد من فوق سطح السفينة احياء جديدة نظيفة شيدت بجزء من مبلغ 6.7 مليار دولار قدم لاتشيه. ويلعب الاطفال على الاراجيح في حديقة (تعليم التسونامي) القريبة.

وعلى مقربة ايضا اقيم متحف (تسونامي) على هيئة سفينة وهو مبنى مكون من أربعة طوابق تكلف 7.2 مليون دولار.

وما من اثر مرئي للزلزال او امواج المد العاتية. وفي الظاهر يبدو انهم أعادوا البناء بشكل أفضل ولكن المظاهر تكون خادعة احيانا.

وسالاواتي واحدة ممن اعدن بناء حياتهن أفضل من كانت عليه من قبل في بعض الجوانب. وحين التقتها رويترز بعد ايام من اجتياح امواج المد العاتية كانت تعيش مع اسرتها الكبيرة في خيام اقيمت على انقاض مجمع كان يضم منازل الاسرة. ولقي اثنان من اطفالها الثلاثة حتفهم في الكارثة.

وكان الابن الذي ما زال على قيد الحياة يعاني من كوابيس متكررة خشية ان تأتي موجة عملاقة اخرى تقضي على الاسرة. غير ان هذه الكوابيس خفت حدتها الان.

واعاد برنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية بناء منازل الاسرة واخذت وكالة اعادة البناء الاندونيسية سالاواتي الى جاكرتا للتدريب في مجال صناعة الغذاء. وهي الان تنتج قطعا من السمك يحب الاندونيسيين تناولها مع الارز.

وتقول "انتاجي هو الاول في اتشيه. لدي حلم كبير للتصدير لجميع انحاء اندونيسيا بل وللعالم الخارجي" وتبرز شهادة تشهد على تفوق انتاجها من قطع السمك.

ولكنها ليست فخورة بمنزلها البالغة مساحتة 36 مترا مربعا فهو أصغر من منزلها القديم. ويبدو منزل اخر في المجمع الذي شيدته شركة بناء اندونيسية ايلا للسقوط ولهذا السبب لا يزال قريبها الذي كان يفترض ان ينتقل للاقامة فيه يعيش في منزل يستاجره.

وثمة اتجاه عام لرفض هذه المنازل في اتشيه. ويبدي الجميع اعجابه بالطرق والمكاتب والمدارس والمساجد التي شيدت. ولكن من يكنون اعجابا لمنازلهم مهما بدت انيقة ليسوا كثيرين.

ويقدم ميمون الذي يقيم في منزل شيدته جمعية خيرية في الضاحية التي تقبع فيها السفينه تفسيرا قائلا "لا بأس بمنزلي ولكن كان سيصبح أفضل كثيرا اذا شيدته بنفسي."

ويتفق كونتورو مانجكوسوبروتو رئيس وكالة اعادة البناء الاندونيسية الذي اشرف على جهود الاعمار مما اكسبه اعجابا شديدا مع هذا الشعور وذكر في مقابلة انه كان سيدع سكان اتشيه يساعدون في اعادة بناء منازلهم اذا عاد به الزمن للوراء.

وأضاف مانجكوسوبروتو وهو حاليا مسؤول عن الاصلاح في مكتب الرئيس الاندونيسي "حين كانوا يقيمون في احياء مؤقتة كانوا يحصلون على الغذاء والحليب والادوية مجانا .. ولكن حين حصلوا على منازل تساءلوا "لما علينا سداد قيمة الكهرباء والمياه"."

وجربت الحكومة الاسلوب الجديد عقب زلزال مدمر قرب يوجيكارتا في عام 2006. وقدمت منحا مباشرة لمن شردوا مع معلومات عن المعايير التي يجب الالتزام بها عند اعادة بناء منازلهم وتشير المسوح لدرجة رضى مرتفعة عن النتائج رغم الشكوك بشأن جودة أعمال البناء.

وشيدت جمعية الصليب الاحمر في تركيا مباني نظيفة بحدائق جميلة في مدينة لامبوك المعروفة بانها المكان بلغت فيه امواج المد لابعد مسافة على البر حيث بلغ مداها سبعة كيلومترات حتى اصطدمت بسفوح جبال ظهرت عليها علامات تبين ان ارتفاع الامواج وصل الى عشرة امتار.

وفي ذلك اليوم مر طابور طويل من عربات رفع الانقاض في الشارع الرئيسي الذي تغير اسمه الى "شارع بيل كلينتون/جورج بوش" وشيدت طرق جديدة ومكاتب جديدة في القري ومدرسة وعيادة ومتجر للهدايا ومتجر للسلع.

والمنازل مزودة بدورات مياه ومياه جارية واعيد ترميم المسجد ويبدو الناس هنا أفضل حالا من أماكن كثيرة زرتها في اندونيسيا.

ورغم ازالة الانقاض لا يزال البعض يعاني دمارا عاطفيا. ويشعر حفنة من الشبان يجلسون على مقهى تقليدي على جانب الطريق بشيء من عدم الامان. وجميعهم تقريبا لا يعمل ولم يتزوج اي منهم.

وادت امواج المد لمقتل عدد أكبر من النساء نظرا لقلة عدد من يجدن السباحة كما عرقلت حركتهن الملابس التي يرتدينها ومحاولتهن بلا طائل التشبث بايدي اطفالهن اثناء فرارهن من الامواج.

ويقول اندي رحمن (30 عاما) وهو يبتسم "ساعدتنا وكالات الاغاثة على بناء المنازل وقامت الحكومة بتدريبنا على العمل ولكن لم يأت احد بنساء لمساعدتنا."

وقادت المشاهد التلفزيونية الصادمة لظاهرة لم يسبق ان شهدها احد تقريبا والتي جاءت بعد يوم من الاحتفال بعيد الميلاد وراح ضحيتها الاف من السائحين الغربيين على شواطيء مشمسة لتدفق غير مسبوق للاعانات الخيرية من جميع انحاء العالم.

وتعهدت حكومات ووكالات معونة وافراد بتقديم 7.1 مليار دولار لاندونيسيا وحدها ومن اللافت للنظر انه تم سداد 6.7 مليار دولار من المبلغ واستخدم بشكل يتسم بفعالية حسب جميع المشاهدات في دولة تحتل مرتبة متدنية في التصنيف العالمي للفساد.

وكانت المهمة الاكبر اعادة بناء منازل دائمة لنحو 635384 ممن شردتهم كارثة 26 ديسمبر وزلزال عنيف اخر ضرب غرب سومطرة بعد ثلاثة أشهر.

وبعد نحو عام كان لا يزال عشرات الالاف يعيشون في مخيمات بالية او احياء مؤقتة.

وواجهت جهود اعادة البناء تحديات ضخمة نظرا لان اتشيه كانت منطقة صراع تعاني من تمرد استمر ثلاثة عقود راح ضحيته 15 الف شخص معظمهم من المدنيين. وكان الاقليم يخضع للاحكام العرفية والعلاقات بين السكان والحكومة المركزية متوترة.

وعالجت اتفاقية سلام ابرمت في أغسطس اب عام 2005 الامر وانتخب المتمردون السابقون لتولي السلطة في الحكومة المحلية التي منحت حكما ذاتيا خاصا.

وقال جوناثان بابوليدس المستشار الخاص لمكتب الامم المتحدة للتنسيق في اتشيه "اتفاقية السلام أفضل شهادة على اعادة البناء بشكل أفضل. لا يمكن التأكيد على ذلك بشكل كاف."

وأتاحت اتفاقية السلام تنفيذ أعمال اعادة البناء دون قيود. وقدمت نحو 900 منظمة اعانات مالية او نفذت اعمالا وتوافدت أعداد كبيرة من راغبي المساعدة من المتقاعدين والدعاة على الاقليم الذي كان حتى ذلك الحين محظورا على جميع الزائرين.

ويقول خبراء المعونة ان ماحدث بعد الكارثة لا يقل عن معجزة صغيرة في ضوء تلك الظروف.

ورغم شيوع الفوضى في بعض الاحيان بين جماعات الاعانة الكثيرة وجداول الاعمال المتباينة شيد أكثر من 140 ألف منزل و1700 مدرسة و996 مبنى حكوميا و36 مطارا وميناء و3800 دار للعبادة و363 جسرا وطرقا بطول 3700 كيلومتر.

وحصل اكثر من 155 ألف شخص على تدريب على كيفية تدبير امور حياتهم وتم استصلاح نحو 70 ألف هكتار حسب بيانات وكالة اعادة البناء الاندونيسية.

المجتمعات مستعدة للمستقبل

من جهته قال الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون ان المجتمعات التي دمرتها أمواج المد العاتية التي اجتاحت سواحل دول مطلة على المحيط الهندي عام 2004 "أعيد بناؤها بشكل أفضل" وتعلمت دروسا للتغلب على اثار أي كوارث قد تواجهها في المستقبل.

وقال كلينتون الذي عمل مبعوثا خاصا للامم المتحدة لاعادة البناء بعد أمواج المد ان اعادة بناء منازل دائمة كانت بمثابة أكبر تحد بعد المد الذي حدث في 26 ديسمبر كانون الاول عام 2004 وأودى بحياة نحو 226 ألف شخص معظمهم في اندونيسيا والهند وتايلاند وسريلانكا والمالديف.

واستعاد كلينتون ذكرياته حين زار مخيما باندونيسيا لايواء الناجين بعد الزلزال الذي وقع تحت قاع المحيط بقوة 9.15 درجة وأحدث أمواج المد العاتية التي أسقطت 166 ألف قتيل في اقليم اتشيه الاندونيسي وحده. بحسب رويترز.

وقال "ظل الناس يعيشون في خيام شديدة الحرارة وغير مريحة على الاطلاق لشهور بعد الموعد الذي ظننا أنهم سينتقلون فيه الى مساكن دائمة... كان هذا هو أكثر ما أزعجني.

"لذا تعلمنا أنه اذا حدث هذا فعلينا أن نبدأ في التو بخطة للاسراع (بتسكين المنكوبين) والا سيظل هذا دائما اخر شيء يتم فعله."

وكان الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان قد كلف كلينتون بالاشراف على جهود اعادة الاعمار خلال الفترة من 2005 الى 2007 .

وقال كلينتون أيضا ان من الامور التي "كان ينبغي أن نفعلها بطريقة أفضل" اشراك السكان بصورة أكبر في جهود اعادة البناء.

ولقيت الكارثة استجابة دولية ضخمة واستقطبت تعهدات بنحو 13.5 مليار دولار لتمويل اعادة البناء غير أن تقريرا بشأن جهود اعادة الاعمار قدم الى الامم المتحدة في أبريل نيسان وجد أن الحاجة الى تسليم المعونات بسرعة تسببت في خلل في توزيعها بشكل عادل.

وجاء في التقرير الذي طلبت سريلانكا واندونيسيا وتايلاند والهند والمالديف اعداده أن ضحايا الصراعات الدائرة في اندونيسيا وسريلانكا في ذلك الوقت لقوا تجاهلا وأن بعض ضحايا أمواج المد وجدوا صعوبة في الحصول على المساعدات بسبب نوع الجنس أو العمر أو العرق أو الطبقة أو الدين.

وقال كلينتون انه تم اعادة بناء مساكن أكثر أمانا وأصبحت الدول الان أكثر وعيا بدور البيئة الطبيعية في الحد من أضرار الكوارث في المستقبل.

رضيع نجا من أمواج المد

 من جانب آخر حققت تلك المأساة شهرة عالمية للرضيع 81 لكن والدي هذا الرضيع الذي كان عمره شهران ونجا بأعجوبة من الامواج يقولون ان هذه الشهرة كانت وبالا.

وعثر على الرضيع أبهيلاش جياراج وسط الانقاض التي خلفتها أمواج المد وأصبح ظاهرة بعد أن قالت وسائل اعلام دولية أن تسعة أزواج تقدموا ليطالبوا بأحقيتهم فيه.

ونقله أحد سكان القرى الى المستشفى بعد أن عثر عليه وبما أنه لم يكن لديه ما يثبت هويته فقد أطلق عليه اسم ورقم البند الذي دخل بموجبه للمستشفى وهو.. الرضيع 81 .

بعد أن خرج أبواه المصابان من مستشفى اخر بعد يومين وذهبا ليطالبا بضمه ثارت عاصفة اعلامية أجبرت أبوي أبهيلاش في نهاية الامر على التوجه الى الشرطة والمحاكم لاستعادة ابنهما. بحسب رويترز.

بل ألقي القبض عليهما عندما حاولا اقتحام المستشفى لاستعادة ابنهما ولم يتمكنا من العودة به للمنزل الا بعد أن قدم الوالد عينة من الحمض النووي بعد ستة أسابيع من أمواج المد.

أظهرت تغطية لاحقة أن القصة الحقيقية تم تضخيمها بشكل غير مناسب اذ لم يكن هناك أي أزواج اخرين يحاولون المطالبة بالطفل.

لكن بالنسبة لموروهابيلاي جياراج والد أبهيلاش فان العاصفة الاعلامية التي انطلقت بلا هوادة بسبب سوء فهم كبير كانت تجربة شخصية أسوأ تقريبا من تجربة أمواج المد ذاتها.

وصرح أثناء جلوس أبيهالاش (5 سنوات) في حجره "كنت أتمنى لو لقينا حتفنا جميعا في أمواج المد... لست مضطرا لسرد تلك القصة مرارا وتكرارا. ما من أحد سيصدق أنه ليس ثمة تغيير في حياتنا."

نقل أبهيلاش وأسرته الى الولايات المتحدة للقيام برحلة تستغرق 13 يوما وأجريت معهم مقابلة مع برنامج صباح الخير يا أمريكا الذي تبثه قناة (ان.بي.سي) بعد فترة ليست طويلة من وقوع أمواج المد. ويصر جياراج على أنه لم يدفع لهم شيء قط مقابل ظهورهم على شاشة التلفزيون.

وأطلق فريق غنائي يدعى (بلاك ريبيل موتورسايكل كلوب) على ألبومهم الصادر في 2007 اسم الرضيع 81 وباعوا منه 14 ألف نسخة خلال الاسبوع الاول.

وأردف جياراج الذي يعمل حلاقا قائلا ان الشيء الذي كان من المفترض أن يكون مصدر عون لهم كان سبب معاناتهم.

وتابع "أصبح أبهيلاش مصدر رزق لكل وسائل الاعلام.. مجرد التقاط صورة له أو رؤيته ثم يحققون دعاية. لكن تلك الدعاية كانت بلا فائدة له أو لنا."

افترض البعض أنه يحصل على المال مقابل تلك الدعاية وبدأوا يلاحقونه. لم يتمكن من الحصول على مساعدات من الداخل لان الجمعيات الخيرية كانت تعتقد أنه تلقى أموالا مقابل رحلة نيويورك. ونقل الاسرة من قريتهم في كالموناي الى مدينة باتيكالوا على الساحل الشرقي لسريلانكا.

وبخلاف الكثير من الناجين من أمواج المد الذين منحتهم الحكومة منازل ما يزال أبهيلاش وأسرته يقيمون في منزل من غرفتين لم يستكمل بناؤه أقيم على أرض احدى القريبات.

وبالنسبة للولد نفسه فانه يقول انه ما زال لا يعرف ما الذي حدث له أو لماذا تبحث عنه وسائل الاعلام في ذكرى أمواج المد.

وعلى الرغم من أنه لم يعد هناك الكثير من المظاهر الفعلية للدمار الذي سببته أمواج المد في المجتمعات الساحلية فان بعض الناجين مثل أسرة جياراج ما زالت تحاول التعافي من الاثار النفسية المدمرة.

يمثل الاطفال الثلث على الاقل من قتلى أمواج المد. كما أن مئات الالاف من الاطفال الناجين تعين عليهم التكيف في حياتهم مع فقد ذويهم أو معلميهم أو أصدقائهم.

كذلك فان أعدادا هائلة من النساء لقين حتفهن مما جعل قرى بأكملها بلا نساء يسعى فيها الرجال جاهدين لادارة شؤون منازلهم.

كما أن الامهات اللاتي شعرن بالذنب بسبب نجاتهن دون أبنائهن أصبن بالاكتئاب. ولجأ بعض الصيادين الى احتساء الخمور بدلا من مواجهة البحر مرة أخرى.

لكن مقابل كل قصة تدور حول المرارة واليأس فهناك عشر قصص أخرى تشهد على الامل والتفاؤل.

كان كوشيل جوناسيكيرا يعتزم تقديم منح دراسية للتلاميذ من لاعبي الكريكيت الواعدين بالمدارس الابتدائية في 26 ديسمبر 2004 في مؤسسته التعليمية الصغيرة بقرية سينيجاما على بعد مئة كيلومتر الى الجنوب من العاصمة السريلانكية كولومبو.

بدلا منذ ذلك قادهم بطل الكريكيت السابق للفرار من أهوال أمواج المد التي تسببت في مقتل أكثر من 150 شخصا في القرية.

بعد ذلك بدأ في رعاية عشرات الناجين في منزل العائلة المترامي الاطراف الذي يقطن فيه.

أصبح وحده مجموعة "اغاثة فورية" بأكملها وكانت مؤسسته بين عشرات من المؤسسات الخيرية الصغيرة التي أقامها الهواة عقب واحدة من أكبر الكوارث في عصرنا.

ساعدت اللقطات التلفزيونية لهذه الظاهرة التي لم يشهدها من قبل أحد يذكر وحجم الكارثة الهائل على تدفق غير مسبوق من المساعدات من أنحاء العالم بعضها توجه الى مؤسسة جوناسيكيرا التي كانت تعتمد على النذر اليسير.

وسرعان ما بدأ تدريب الناس على كيفية كسب قوت يومهم.

ويتيح مشروع "القرية النموذجية" الذي أقامه سلسلة من الخدمات المجانية لاكثر من 20 ألف شخص في المنطقة بداية من الخدمات الصحية ورعاية الاسنان الى دروس التصوير والغوص وحتى أكاديمية رياضية للشباب.

وقال جوناسيكيرا "لا شك أن هذا المشروع لم يكن ليخرج للنور قبل أمواج المد لانه كان من الصعب الحصول على تمويل."

ومضى يقول "يصعب علي قول ذلك.. لكن من هذا الحدث المأساوي تحققت فائدة... كان حب الناس للخير هائلا وتغلبت أمواج التعاطف على أمواج الدمار."

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 19/كانون الاول/2009 - 2/محرم/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م