قراء في كتاب: العقل العربي والبحث عن مفاتيح انتاج المعرفة

مظاهر الأزمة واقتراحات بالحلول- الجزء الاول

 

 

 

 

الكتاب: العقل العربي ومجتمع المعرفة-الجزء الاول

المؤلف: الدكتور نبيل علي

الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب- الكويت

عدد الصفحات: 346 صفحة متوسطة القطع

عرض: صباح جاسم

 

 

 

 

شبكة النبأ: تُعرف المعرفة على انها،" مغزى المعلومات، وجوهر الثقافة، وغاية التربية وركيزة اللغة ورسالة الإعلام". وهي التي أسبغت على المجتمع المعاصر صفته الأساسية متمثلة في مجتمع المعرفة.

ويواجه العرب في صدد ذلك عصراً جديداً تماماً بعقل قديم غاية في القِدم، وقد أوضحَتْ مطالب اللحاق بركب هذا العصر مدى العجز الذي أصبح السمة الغالبة للمجتمع المعاصر، وأبرزت مدى قصور أدواتنا الذهنية ووسائلنا التقنية في مواجهة ظاهرة الانفجار المعرفي التي تتفاقم حدّتها يوما بعد يوم.

ورغم كل ماقيل وسيقال في شأن هذا الوضع المتردي فإن الاقتناع لايزال راسخاً أن لدى العرب من الدوافع والموارد ما يمكّنهم من اللحاق ولو بآخر ركب مجتمع المعرفة، شريطة استغلال هذه الدوافع للمشاركة في هذه الموارد، وترشيد استغلالها على اساس من ادراك عميق للفرص الكثيرة التي تتيحها تكونولوجيا المعلومات والاتصالات لإسهام عربي فعال في انتاج المعرفة وهو مايتطلب-اول ما يتطلب- ضرورة التخلص من أسر خطاب التنمية المعرفية الراهن.

وقد جاء في كتاب "العقل العربي ومجتمع المعرفة" لمؤلفه الدكتور نبيل علي، والصادر ضمن سلسلة كتب ثقافية شهرية يطلقها المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب في الكويت، دراسة لمظاهر الأزمة المعرفية في العالم العربي واقتراحات بشكل حلول وضعت لها أهدافاً منها:

- بلورة أجندة مقترحة عن فرص الإسهام العربي الممكن في مجالات المعرفة المختلفة، بقدر من التحديد يكفي لصياغتها في صورة استراتيجيات وخطط اجرائية.

- كسر احتكار المتخصصين لمجالات معرفية عدّة أصبحَ الإلمام بمفاهيمها المحورية مطلباً أساسياً في تكوين عقل المثقف العربي العام.

- إبراز الدور المهم الذي يمكن ان تؤديه اللغة العربية في انتشال العقل العربي من كبوته الحالية، وتنمية مهارات تفكيره، وزيادة قدرته على الانتاج المعرفي.

أما محتويات الكتاب الذي جاء في 346 صفحة متوسطة القطع، فقد استُهلّت بفصل تمهيدي عن الموقف العربي العام من السباق الحضاري الذي نشهده حالياً، وذلك من خلال ثنائية الدوافع التي تحرك مسيرة تطور المجتمع الانساني قدماً، والكوابح التي تعوق هذه المسيرة.

وتتناول الفصول الثلاث التالية شق المعرفة من ثلاثية صناعتها. أما الفصل الرابع فيستعرض بصورة مكثفة الفصول المختلفة لما أُطلق عليه " شجرة معارف المعرفة" بعد أن اصبحت المعرفة في ذاتها إشكالية تحتاج هي الاخرى لتضافر عدة معارف لتناولها.

وبعد هذا التأسيس تكون الساحة قد أُعدت لطرح التصورات عن كيفية اسهام العرب في مجالات المعرفة المختلفة، والتي شملت العلوم الطبيعية والعلوم الانسانية والصورية التكنولوجية.

وقد تم تناول هذه الخماسية المعرفية بصورة تؤكد الاهمية المتزايدة لتكامل المعرفة، حتى يتضح للقراء مغزى التوجه العابر للحدود التي كانت تفصل فيما مضى بين فروع المعرفة المختلفة.

وبهذا الفصل ينتهي الجزء الاول من هذا الكتاب المعرفي القيّم للغاية، والذي سيصدر جزؤه الثاني لاحقاً ليتم توضيح سلسلة الأهداف المرسومة التي يمكن ان تصل بالمجتمع العربي ومؤسساته المختلفة الى منصّة انتاج المعرفة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 17/كانون الاول/2009 - 29/ذو الحجة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م