نفط العراق.. بين وعود الرخاء وتشكيك التجارب السابقة

صفقات لتعزيز الانتاج وصولاً لـ 12 مليون برميل يومياً

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: يتوقع العراقيون أن تدر صفقات النفط عائدات وفيرة تنتشل البلاد من الفقر بعد سنوات من الصراع والفساد والحروب المتكررة لكن بعض شرائح المجتمع تبدي تشكيكاً نابعا من مرارة التجارب السابقة في قضية الاستفادة من الثروات النفطية الهائلة التي تحولت من نعمة الى نقمة في هذا البلد..

وقد اختتمت وزارة النفط جولة ثانية لترسية عقود تطوير حقول نفط عراقية مجزية. وأسفرت الجولتان عن عشر صفقات يتوقع المسؤولون أن تعزز طاقة انتاج العراق الى 12 مليون برميل يوميا، وهو ما يقترب من مستوى طاقة السعودية أكبر بلد مصدّر للخام في العالم.

وتظهر بيانات للحكومة الامريكية أن متوسط الدخل السنوي للفرد العراقي بلغ 3200 دولار عام 2008 في حين كان المتوسط السعودي 20 ألفا و500 دولار.

ويواجه العراقيون مصاعب يومية مع انقطاع الكهرباء. الرعاية الصحية متهالكة والصرف الصحي يصب في المجاري المائية ومرافق الخدمة العامة لا تكفي. كما أن الفساد متفش في العراق الذي تقول منظمة الشفافية الدولية انه من أشد الدول فسادا في العالم.

ويأتي ارساء عقود النفط قبل انتخابات السابع من مارس اذار التي ستكون اختبارا رئيسيا للديمقراطية في العراق قبل انسحاب القوات الامريكية في 2011.

وتقول الحكومة التي تعتمد على صادرات النفط في أكثر من 90 في المئة من دخلها ان الصفقات ستخلق مئات الآلاف من فرص العمل وتحقق عائدات اضافية قدرها 200 مليار دولار سنويا.

وقال سامي العسكري وهو نائب بالبرلمان يعتبر مقربا من رئيس الوزراء نوري المالكي الذي سيسعى لاعادة انتخابه ان نجاح مناقصات حقول النفط قد يساعد في الانتخابات.وأضاف أن أحدا لن ينظر الى العراق كبلد فقير بعد الآن. لكن استمرار العنف مع انسحاب القوات الامريكية من المدن ووعود الحكومة بمستقبل أكثر رخاء تثير السخرية والغضب بين العراقيين. بحسب رويترز.

وقال سائق سيارة أجرة يدعى عبد المنعم عبده (49 عاما) "حتى اذا صدروا مليارات البراميل من النفط يوميا فإن الاوضاع المعيشية للعراقيين لن تتحسن.. في الماضي كان نفط العراق يمول الحروب والآن يمول السواتر والاسلاك الشائكة."

وقال أحمد جواد (22 عاما) "نأمل أن تكون بداية جيدة وأن تصبح أوضاعنا المعيشية كما في دول الخليج.. الحكومة وعدتنا بأشياء كثيرة لكنها لم تحقق شيئا منها. سنتحلى بالصبر كما كنا دائما."

العراق يطمح الى عضوية نادي كبار منتجي النفط

ويتوقع العراق الخارج لتوه من نفق الحرب تعزيز انتاجه النفطي لينافس السعودية أكبر منتج للخام في العالم بعدما أرسى هذا الأسبوع بعض أكثر حقوله النفطية جاذبية على شركات طاقة عالمية.

وفي نهاية جولة ترسية عطاءات استمرت يومين لعدد عشرة عقود نفطية - وهي الجولة الثانية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 - حصلت بغداد على تعهدات من شركات النفط لتعزيز الانتاج 4.765 مليون برميل يوميا أي نحو مثلي الانتاج الحالي للعراق.

وقال وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني انه اذا أضيفت كل صفقات الجولتين وأخرى مطروحة على الطاولة الى الانتاج الحالي تصبح طاقة انتاج العراق 12 مليون برميل يوميا في غضون ست سنوات ليتفوق بذلك على روسيا ويقترب من السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم والتي تبلغ طاقتها الانتاجية 12.5 مليون برميل يوميا. بحسب رويترز.

وأبلغ وزير الخارجية هوشيار زيباري رويترز في البحرين بعد اتمام الجولة أن العراق قوة رئيسية في المنطقة وسيسترد مكانته المستحقة.

واستغل العراق احتياطياته الهائلة وذات تكاليف الاستخراج الرخيصة لإبرام صفقات بأسعار بخسة مع كبرى شركات الطاقة في العالم.

ولم تأبه نحو 30 شركة نفط أجنبية لمخاطر العنف والهجمات وجاءت الى العراق رغم كل المخاوف الأمنية وذلك بعد أيام فحسب من تفجيرات بسيارات ملغومة أودت بحياة 112 شخصا في بغداد.

في المقابل بدت شركات النفط الرئيسية من الولايات المتحدة غير مهتمة بالحقول المعروضة في الجول الثانية وذلك على خلاف التوقعات بأن تستحوذ على نصيب الأسد من قطاع النفط العراقي في أعقاب الحرب.

وربما لايزال الوضع الأمني مشكلة. فسلسلة التفجيرات التي وقعت يوم الثلاثاء هي ثالث هجوم كبير على أبنية حكومية في بغداد على مدى أربعة أشهر وقد كانت تذكيرا دمويا بهشاشة الوضع الأمني في وقت يستعد العراق لإجراء انتخابات عامة في مارس اذار.

ونشر آلاف الجنود ورجال الشرطة العراقيين في شوارع العاصمة لحماية جولة العطاءات بينما حلقت طائرات الهليكوبتر العسكرية في سماء بغداد. وتنقل مسؤولو شركات النفط في قوافل من العربات المدرعة وبصحبة حراس مسلحين.

وقال الشهرستاني للتلفزيون العراقي أن "الارهابيين" حاولوا توجيه رسالة الى الشركات عن طريق التفجيرات بأن العراق غير مستقر وأن المخاطر ستطغى على الاستثمار. لكنه أضاف أن الرسالة لم تصل ولم تخدع أحدا اذ كانت الشركات حاضرة وقدمت عروضا تنافسية فاجأت صناعة النفط العالمية.

وفي خضم منافسة حامية فازت مجموعة بقيادة شركة الطاقة الروسية العملاقة لوك أويل بعقد لتطوير المرحلة الثانية من حقل نفط غرب القرنة الذي يعد من أضخم الحقول غير المستغلة في العالم باحتياطيات تبلغ 12.9 مليار برميل.

شِل تفوز بعقد تطوير حقل مجنون العراقي العملاق

وأعلنت وزارة النفط العراقية فوز ائتلاف شركتي "شل" و"بتروناس" بعقد تطوير حقل "مجنون" النفطي الضخم جنوب العراق، الذي تصفه التقارير بأنه أحد أكبر الحقول في العالم، مع ترجيح وصول مخزونه إلى أكثر من 21 مليار برميل. ورحبت شركة "شل" بالقرار العراقي التي قالت إنه سيمنحها حق "تقديم المشاركة التقنية في تطوير الحقل."بحسب رويترز.

وذكرت الشركة أنها ستعمل وفق قواعد الجولة الثانية من تراخيص النفط والغاز العراقية، التي تشير إلى ضرورة حصول الحكومة العراقية على 25 في المائة من الحقوق الناجمة عن التراخيص، بينما ستنال "شل" 45 في المائة، مقابل 30 في المائة لـ"بتروناس" الماليزية، كما أشار بيان على موقعها الإلكتروني.

ولم يشر الائتلاف الفائز أو وزارة النفط العراقية عن السعر المقدر للعرض في حقل "مجنون" الذي يبلغ إنتاجه اليومي حالياً ألف برميل، لكن "شل" قالت إنها تأمل برفع الإنتاج إلى 1.8 مليون برميل.

وكانت المنافسة على تطوير الحقل تدور بين الائتلاف الفائز، وآخر ضم "توتال" الفرنسية ومعها شركة CNPC الصينية.

وكان رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، قد افتتح الجمعة الماضي الجولة الثانية لمنح عقود خدمة في عشرة حقول نفطية عراقية، من المقرر أن يتم منح خمس منها الجمعة ومثلها السبت، علماً أن إجمالي الاحتياطي للحقول العشرة المطروحة في المزاد يفوق 41 مليار برميل.

يشار إلى أن "BP" البريطانية كانت قد حازت مؤخراً إلى جانب "أكسون" الأمريكية وعدداً من شركات النفط الدولية على عقود لتطوير حقول الرميل والزبير وغرب القرنة، في أول عطاءات ما بعد الحرب لتطوير قطاع النفط في يونيو/حزيران.

وقال وزير النفط العراقي، حسين الشهرستاني آنذاك: "الإنتاج  الإجمالي المتوقع للحقول الثلاثة سيتجاوز 6 ملايين برميل في اليوم، وهذا أعلى من ما كنا نأمل به من ثمانية حقول في الجولة الأولى للعطاءات."

وقدر إنتاج العراق الشهر الماضي بـ2.45 مليون برميل يومياً، مما يضعها في المرتبة الثالثة بعد السعودية وإيران، من حيث الإنتاج، علماً أن إنتاج البلاد لم يتعد 3 ملايين برميل يومياً منذ عام 2000.

ومؤخراً، منح العراق الذي يملك ثالث أكبر احتياط نفط في العالم، مناقصات لشركات دولية لتطوير قطاع النفط والغاز المتهالك بعد سنوات من الإهمال جراء الحظر الدولي الذي فرض على نظام الدكتاتور الراحل صدام حسين.

الشهرستاني: طاقة الانتاج ستصل الى 12 مليون برميل

من جانب اخر قال وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني ان طاقة انتاج العراق من النفط ستصل الى 12 مليون برميل يوميا من كل العقود التي يتفاوض عليها مع شركات أجنبية بالاضافة الى جهوده الذاتية. وأوضح أن الانتاج المتوقع من جولة ترسية العطاءات الثانية التي عقدت 4.765 مليون برميل يوميا.

وأضاف الشهرستاني أنه لايزال لدى العراق "عشرات" الحقول بعضها ضخم وبعضها فائق الضخامة لعرضها على شركات النفط العالمية.

وأبلغ علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية رويترز أن جولة العطاءات الثانية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 حققت "نجاحا كبيرا".

ومن جانبه قال مسؤول لدى شتات أويل ان الشركة النرويجية وشريكتها الروسية لوك أويل ستحققان ربحا من مشروع المرحلة الثانية لحقل نفط غرب القرنة العراقي العملاق حتى في ظل الرسوم المنخفضة التي جرى الاتفاق عليها.

ووافق الشريكان على رسوم قدرها 1.15 دولار للبرميل مقابل تطوير الحقل وهو أدنى سعر في جولتي ترسية العطاءات اللتين عقدهما العراق هذا العام وشملتا بعضا من أضخم حقوله النفطية.

وتعهدت شتات أويل ولوك أويل بتعزيز الانتاج الى مستوى مستهدف يبلغ 1.8 مليون برميل يوميا. وتقدر احتياطيات المرحلة الثانية من غرب القرنة بنحو 12.9 مليار برميل من النفط.

ويصبح هامش الربح ضئيلا جدا بعد خصم 25 في المئة من الارباح نصيب شركة النفط الوطنية العراقية وضريبة شركات قدرها 35 في المئة.

وقال تورجاير كيدلاند نائب الرئيس الاول لشؤون التنقيب والانتاج في الشرق الاوسط لدى شتات أويل "درسناها (الارقام) بتأن وما قررنا التقدم اليه هو مشروع سيكون مربحا لنا. "اننا سعداء بالفوز.. الحصول على موطيء قدم في العراق مهم للشركة. لدينا الان موطيء قدم في أحد أضخم الحقول في العالم وفي واحدة من أغنى المناطق بالنفط في العالم."

وقال كيدلاند ان الشركتين ستعملان مع اسكون موبيل ورويال داتش شل اللتين وقعتا اتفاقا مبدئيا لمشروع المرحلة الاولى من غرب القرنة والتي تبلغ احتياطياتها 8.7 مليار برميل. وقال "من مصلحة التحالفين العمل سويا لتطوير الحقل بأفضل السبل."

وقال أندري كوزيايف رئيس الانشطة الخارجية في لوك أويل ان الشركة الروسية كانت تسعى للفوز بالمرحلة الثانية من غرب القرنة منذ عام 1997. وقال "اننا سعداء. أمامنا طريق طويل" مضيفا أن العمل في المشروع سيبدأ العام القادم.

العراق قد يقيّد الانتاج بالتنسيق مع أوبك

وكان العراق عضوا مؤسساً في منظمة اوبك عام 1960 لكنه العضو الوحيد في المنظمة الذي ليس له حصة انتاجية محددة. وكانت اوبك أعفت بغداد من نظام الحصص في عام 1998 بعد سنوات من الحرب والعقوبات.

ويتوقع العراق الخارج لتوه من نفق الحرب تعزيز انتاجه النفطي لينافس السعودية أكبر منتج للخام في العالم بعدما قام هذا الاسبوع بترسية عقود لبعض أكثر حقوله النفطية جاذبية على شركات طاقة عالمية.

وفي نهاية جولة ترسية عطاءات استمرت يومين قال الشهرستاني ان الانتاج الفعلي للعراق في غضون ستة أعوام أو سبعة أعوام سيتوقف على ما يمكن لسوق النفط استيعابه.

وفي نهاية جولة ترسية العطاءات -وهي الجولة الثانية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 - حصلت بغداد على تعهدات من شركات النفط لتعزيز الانتاج 4.765 مليون برميل يوميا أي نحو مثلي الانتاج الحالي للعراق.

وقال الشهرستاني انه اذا أُضيفت كل صفقات الجولتين وأخرى مطروحة على الطاولة الى الانتاج الحالي تصبح طاقة انتاج العراق 12 مليون برميل يوميا في غضون ست سنوات ليتفوق بذلك على روسيا ويقترب من السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم والتي تبلغ طاقتها الانتاجية 12.5 مليون برميل يوميا.

وقال الشهرستاني "لا يعني هذا ان العراق سينتج أكثر مما تستطيع السوق استيعابه. العراق عضو نشط جدا في اوبك. وسوف نقوم بالتنسيق مع جهودها للعمل من أجل ان يستطيع العراق وكل الدول الأخرى تعظيم عائداتهم من مبيعات النفط."

مجموعة جازبروم تفوز بعقد حقل نفط بدرة

وقال الشهرستاني ان مجموعة شركات طاقة عالمية بقيادة جازبروم الروسية فازت بعقد لتطوير حقل نفط بدرة العراقي. وتستهدف المجموعة انتاج 170 ألف برميل يوميا من الحقل وقد وافقت على رسوم تعويض قدرها 5.50 دولار للبرميل.

ويقدر حجم احتياطيات بدرة بنحو 100 مليون برميل من النفط. ويضم الكونسورتيوم أيضا شركة البترول التركية (تي.بي.ايه.أو) وكوجاز الكورية وبتروناس الماليزية.

توتال غير راضية

من جانب اخر قال الرئيس التنفيذي لشركة توتال النفطية الفرنسية ان الشركة مستاءة لخسارتها في جولة ترسية عقود تطوير حقول النفط العراقية لكنه قال ان الشركة ليست مستعدة لان تغير من طريقتها في تقديم العطاءات للفوز بصفقات في بعض من أكبر الحقول في العالم.

وقال كريستوف دو مارجيري لرويترز في مقابلة "ما خسرناه هو فرصة للاستثمار... ولهذا فانني لست سعيدا. ولكنني لم أكن مستعدا لدفع الثمن."

وكانت توتال من أبرز الشركات المرشحة للفوز بحقل مجنون في جولة ترسية العقود التي استمرت يومين على بعض من أكبر الموارد النفطية العراقية. وتفاوضت الشركة على الحقل إبان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي أطيح به.

ولكن شركة رويال داتش شل وبتروناس الماليزية المملوكة للدولة عرضتا سعرا أقل لتخرجا توتال الفرنسية من السباق.

وتقدمت توتال بعرض للفوز بحقل عملاق آخر في مشروع تطوير المرحلة الثانية من حقل نفط غرب القرنة لكنها خسرته لصالح شراكة بين لوك أويل الروسية وشتات أويل النرويجية.

وقال دو مارجيري ان لوك أويل وشتات أويل ستعانيان من أجل تغطية رسوم قدرها 1.15 دولار للبرميل عرضت الشركتان دفعها.

وقال "لا يمكن أن يكون لديك سياسة تطوير تتوافر لها مقومات البقاء عند رسوم قدرها 1.15 دولار للبرميل." ومضى يقول "انها لا تغطي تكاليفك على المدى البعيد كمستثمر. هذه ليست استراتيجيتنا فاستراتيجيتنا لا تقضي بأن نقدم عرضا عند تلك المستويات."

ولم تخرج توتال خالية الوفاض من جولة ترسية العطاءات وهي فرصة نادرة للحصول على منفذ لاحتياطيات النفط الرخيصة في الشرق الاوسط.

وكانت الشركة ضمن كونسورتيوم تقوده شركة سي.ان.بي.سي الصينية الذي فاز بصفقة حقل الحلفاية العملاق. ولن تدير توتال الحقل لانها مشارك صغير تبلغ حصته 25 في المئة من الكونسورتيوم.

شركة الحفر العراقية تحفر 180 بئر نفط في 2010

وفي اطار الجهود الذاتية قال مدير شركة الحفر العراقية الحكومية ان الشركة تعتزم حفر 180 بئرا نفطية عام 2010 وانها ستكون قادرة على حفر اكثر من 250 بئرا جديدة كل عام اعتبارا من 2011.

وقال ادريس الياسري في مقابلة مع رويترز، ان 30 من الابار المزمع حفرها في 2010 ستكون في حقول النفط الشمالية و150 في الجنوب لتضيف نحو 360 الف برميل من النفط يوميا لطاقة الانتاج العراقية.

وتابع يقول ان عدد الابار الجديدة في العام القادم سيتجاوز اجمالي عدد الابار التي تم حفرها منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق قبل ست سنوات ونصف.

وأضاف الياسري في المقابلة التي أجريت معه يوم الخميس أن التقديرات تشير الى أن كل بئر ستضيف 2000 برميل يوميا ولذلك فسيبلغ اجمالي انتاج الابار الجديدة 360 ألف برميل يوميا مما سيضيف ايرادات بمليارات الدولارات للعراق.وتابع أن طاقة شركة الحفر العراقية في 2011 ستبلغ 250 بئرا سنويا.

وينتج العراق حاليا نحو 2.5 مليون برميل يوميا ويواجه صعوبة لزيادة الانتاج بسبب الحالة المتداعية للبنية التحتية النفطية بعد سنوات من الحرب والعقوبات وقلة الاستثمارات.

الا أن ذلك قد يتغير قريبا حيث أن العراق بصدد توقيع اتفاقات بمليارات الدولارات مع شركات نفط عالمية من شأنها أن تزيد الانتاج الى نحو ثلاثة أمثاله ليبلغ نحو سبعة ملايين برميل يوميا وترفع العراق الى المرتبة الثالثة بين أكبر منتجي الخام في العالم.

وأبرم الاتفاق الاول مع بي.بي البريطانية وسي.ان.بي.سي الصينية لتطوير حقل الرميلة أكبر حقول العراق. وكان ذلك هو العقد الوحيد الذي تم ارساؤه في جولة العطاءات الاولى بشأن اتفاقات نفطية في يونيو حزيران.

وأدت مفاوضات تالية الى اتفاقات مبدأية مع تحالف تقوده ايني لتطوير حقل الزبير واخر تقوده اكسون موبيل لتطوير المرحلة الاولى من حقل غرب القرنة. ومن المقرر عقد جولة ثانية بشأن عشرة حقول أغلبها غير منتج في 11-12 ديسمبر كانون الاول. وبرنامج الحفر الذي تحدث عنه الياسري منفصل على ما يبدو عن تلك الاتفاقات.

النفط المكتشف بكردستان واحتمالات النزاع مع بغداد

من جانب آخر نفى تود كوزيل، المدير التنفيذي لشركة "غلف كيستون" التي أحدث إعلان قبل أيام عن اكتشاف حوض نفطي يحتوي على ما بين 10 و15 مليار برميل من النفط  في مناطق كردستان العراق، وجود خلافات على توزيع العوائد المنتظرة لهذا الحوض بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم المتمتع بحكم ذاتي شمالي البلاد.

وقال كيستون، في حديث لبرنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" إن شركته لن تستمر طويلاً في المشاريع التي تستثمر فيها بالجزائر، وذلك بعدما أثبتت مشاريع كردستان أنها أكثر ربحية بالنسبة لها، مضيفاً أن الحصول على تمويل لتوسيع نشاطاتها بات سهلاً.

وتحدث كوزيل عن الاكتشافات التي حققتها شركته في كردستان العراق بالقول: "ما وجدناه هو عبارة عن حلم لكل عامل في قطاع النفط، فهذا النوع من الاكتشافات انتهى منذ مطلع القرن العشرين."

وتابع بالقول: "أن نجد في هذه المنطقة المرتفعة كميات مؤكدة تعادل 2.5 مليار برميل، مع إمكانية وصولها إلى ما بين 10 و15 مليار برميل يمثل حدثاً غير مسبوق، وهذا رفع قيمة شركتنا السوقية من 45 مليون جنيه إسترليني إلى أكثر من 600 مليون جنيه."

وعن كيفية إدارة الشركة للفترة التي ارتفعت خلالها أسهمها بقوة إثر الإعلان عن الاكتشاف قال كوزيل: "كان علينا الانتباه خلال عمليات الاستخراج، وذلك عبر اعتماد الشفافية وإطلاع السوق على كميات النفط المكتشفة وقطع دابر الشائعات، كما قمنا بتوظيف طرف ثالث لتقييم الكميات الموجودة في الحقل كي تكون كل البيانات التي نوفرها للسوق دقيقة وحقيقية."

وحول إمكانية ظهور خلافات بين حكومة كردستان والحكومة المركزية حول الجهة التي يعود لها حق الحصول على عوائد النفط قال كوزيل: "لا أرى أن هناك انقساما في وجهات النظر حول ملكية النفط، ما أفهمه هو أن الأكراد ينظرون إلى النفط على أنه ثروة عراقية وسينالون حصة من أرباح مبيعاته، بينما ستذهب حصة أخرى للحكومة المركزية."

 وعن خطط انسحاب الشركة من استثماراتها في الجزائر قال: "نحن كشركة نفط نوازن أهدافنا ونحدد المكان الذي نستفيد منه، في كردستان اكتشفنا بئر يمكننا أن ننتج منها 25 مليون برميل يومياً، بعد استثمار 30 مليون دولار فقط، لذلك فإن الاكتشافات والاستثمارات في كردستان أجدى مالياً بالنسبة لنا."

وذكر المدير التنفيذي لشركة "غلف كيستون" أن الاحتياجات المادية المقدرة بـ120 مليون دولار لبدء الإنتاج من حقل كردستان ستتوفر بسهولة بعدما عززت الاكتشافات موقع الشركة ورفعت قيمة أسهمها، مضيفاً أن التمويل سيأتي من المساهمين المؤسساتيين.

يذكر أن شركة "غلف كيستون" مملوكة لـ"بترول رأس الخيمة" وذلك منذ عام 2007، في صفقة بلغت قيمتها 413 مليون دولار، وقد دخلت الشرطة السوق العراقية منذ ذلك الحين، وأعلنت قبل أسابيع عن اكتشاف حوض نفطي في كردستان، قبل أن تعود خلال الأيام الماضية لتعلن أن الكميات الموجودة فيه تتراوح بين 10 و15 مليار برميل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 17/كانون الاول/2009 - 29/ذو الحجة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م