|
في مؤتمر نظمته احدى الجمعيات المهتمة بتطهير الالغام تحدث مسؤول
كبير في الدولة العراقية الى الحاضرين عن مخاطر الالغام الارضية التي
نتجت عن حروب ومشاكل عاشها العراق خلال الثلاثين سنة الماضية، وتحديدا
منذ انطلاق جولة الصراع العسكري مع ايران ومن ثم الكويت وحرب التحالف
في 1991 وصولا الى عام 2003 والغزو الامريكي..
المسؤول الكبير حذر من مغبة ترك تلك الالغام لتهدد حياة المزارعين
والرعاة والسكان واشار الى قرية في الجنوب تسمى (قرية البتران) لكثرة
من بترت منه الساق او القدم او اطراف اخرى فيها جراء انفجار لغم ارضي
في حقل على جانب طريق او عند رعي الحيوانات او البحث عن الكلأ في
المناطق القصية..
لا ادري ان كانت قرية البتران حظيت بخدمات الماء والكهرباء والصحة
والطرق ام ان اعمدة الكهرباء بترتو لم تعد الاسلاك الناقلة تجد ما
تعتمده من الاعمدة ؟
والماء لا يجد الانابيب في ارض مزروعة بالالغام ؟ الله اعلم..
احدى المنظمات المعنية بشؤون الالغام اتفقت مع عدد من الفنانين
التشكيليين للافادة من بعض المخلفات الحربية البائدة لصنع نماذج من
الاعمال كالفراشات والطيور والبيوت والالعاب.. ورئيس المنظمة قدم لي
مجموعة من الطلبات من منظمات دولية كالامم المتحدة لاقامة معارض متنقلة
لتلك الاعمال.
اكثرما بعث في نفسي الاسف ان البعض من المتنفذين يعمل على تحقيق
مكاسب من خلال الصراع للاستحواذ على بعض المنظمات المعنية بمعالجة
مخلفات الحروب دون التفكير بمصلحة البلاد وادى ذلك الى تأخير مشاريع
تطهير الاراضي الوطنية من الالغام والمخلفات الحربية.
من المعلومات المثيرة للحزن ان عمليات الاستثمار الصناعي والتجاري
والزراعي وبناء المنشأت الخدمية والرياضية تصطدم بعقبة الالغام في حقول
ممتدة لعشرات الكيلو مترات في مواضع استخراج النفط الذي يشكل الداعم
الوحيد للاقتصاد الوطني..
وكيف ونحن نحتفظ بما يقارب من 22 مليون لغم ارضي وهي كالاشباح تتربص
بالمواطنين والفقراء ممن لا يجدون كثير اهتمام بمصائرهم وكلها عوائق في
طريق الاستثمار الموعود خاصة في المناطق المشبعة بالنفط.
كنت افكر بمصير فراشة صنعت من بقايا سلاح بائد وخير لي ان افكر
بمصير 22 مليون انسان خصصت لكل واحد منهم (قنبلة) قد تنفجر في موضع من
الارض وتاخذ معها ساقا او يدا او عمرا ضاع هباءا؟.. ايه يا قنابل.
[email protected] |
