أخوة بالديناميت

محمد خليل كيطان

بعد جهد جهيد وعمل وكد وتعب لاشهر قليلة فقط حصل الرئيس الامريكي الافريقي الاندونيسي العربي البدوي المحظوظ باراك حسين اوباما على جائزة ألفريد نوبل للسلام.

بل ان الجائزة سارت اليه سيرا قبل بدء الاحتفال الرسمي وطرقت ابواب البيت الابيض الذي ما زال ساكنوه الجدد لم يألفوا طرقه ومسالكه وزواياه جيدا.. ورغم كل ذلك استحوذوا على جائزة عريقة منحت الى سلسلة طويلة من السياسيين والمشاهير منذ عام 1901 الى يوما هذا.

اوباما اول شخص يحصل على هذه الجائزة بناء على نواياه الحسنة فقط.. لا بل جاءته وقفزت في احضانه ليس من اجل ما حققه على ارض الواقع بل من اجل ما (سيفعله) مستقبلا للسلام والامن العالميين، وأملا بوفاءه لوعوده في انهاء الحروب والنزاعات والفواجع العالمية، ونثره الورود والرياحين على بؤساء ومتشردي ابناء هذه المعمورة .

ادعوكم وادعوا نفسي الى عدم الاستغراب ابدا، فمن الممكن ان تمنح الجائزة النوبلية في يوم ما الى جنين ما زال في بطن امه، بناء واستنادا على قوانين الهندسة الوارثية التي تؤكد بان هذا الجنين سيولد من ابوين يحملان جينات وراثية وديعة ومسالمة، مما يزيد من احتمالية انجابهم لشخص (خوش ادمي) يستحق الجائزة بجدارة.. وعليه فلا ضير ان تبقى الجائزة في صالة الولادة تنتظر وصول رجل السلام الموعود.

اما الان فادعوكم ونفسي ايضا الى الاستغراب هذه المرة.. فقد تبين ان جد الجائزة والاب الروحي لها الحاج نوبل السويدي هو من اخترع (الديناميت) ولا اعتقد ان هناك حاجة الى تفسير ما هو الديناميت؟؟.. غير ان هناك حاجة الى شرح عظمة الاثر الذي تركه نوبل في البشرية فلقد استطاع ان يوحد بين الكثير من شعوب المعمورة من خلال فائدة الديناميت في البناء والعمران وشق الطرق اضافة الى سبب مهم اخر يتمثل في ايجاده لصلة الاخوة بالديناميت.

نعم.. فشعبنا العراقي اليوم هو أخ بالديناميت للكثير من الشعوب في عالمنا المغلوب.. ومنها طبعا الشعب الافغاني والباكستاني والصومالي والشياشاني وغيرها من الشعوب التي ما زال اطفالها يرتشفون مستحلب الديناميت الاسود، ويصبحون ويمسون على اصوات السيارات المفخخة والعبوات الناسفة ويترحمون على (صفحة) ابو نوبل.

عموما فان اشهر الساسة العرب الذين حصلوا على جائزة نوبل للسلام هما الرئيسان الراحلان المصري محمد انور السادات والفلسطيني ياسرعرفات، فالاول حصل على الجائزة مناصفة مع رئيس وزراء اسرائيل مناحيم بيغن اما عرفات فقد تثالث الجائزة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحاق رابين ووزير خارجيته شمعون بيرس.. وحصل كل ذلك من اجل اثبات ان العرب والاسرائيليين هم اخوة بالديناميت ايضا وليسوا اولاد عم فحسب. 

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 15/كانون الاول/2009 - 27/ذو الحجة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م