شبكة النبأ: تشابهت ردود الفعل
الأوربية بعد الإعلان عن نتائج الاستفتاء في سويسرا والتي ترفض بناء
المآذن فيها. عدد كبير من الناس في ألمانيا وهولندا وبريطانيا وكذلك في
فرنسا عبروا عن استيائهم من نتائج الاستفتاء، في وقت يتفهم فيه عدد من
الخبراء والسياسيين أسباب خلفية هذه النتائج التي تنطلق في رأيهم من
تخوفات المواطنين الأصليين في أن يسيطر الإسلام يوما ما على محيطهم
الأوربي فيصبحون مهمشين.
وفي غضون ذلك اعتبرت منظمة حقوقية في بيان أن التصويت في سويسرا على
حظر تشييد المآذن، يعكس تحاملا متزايدا ضد المسلمين في غرب أوروبا،
قائلة إنه ينتهك حقوق المسلمين الملتزمين في التعبير عن معتقدهم الديني
علناً. فيما أعربت ماليزيا عن استيائها من نتائج الاستفتاء العام في
سويسرا والذي خلص إلى حظر بناء مآذن المساجد ووصفته بأنه انتكاسة
لتعزيز التسامح الديني العالمي والتعايش السلمي. وانتقدت إندونيسيا
الموافقة على حظر بناء المآذن قائلة إن الخطوة لن تساعد في الجهود
الرامية إلى تعزيز التآلف الديني.
نقص في الثقة
وكتبَ الباحث بيتر فيليب مقالاً هاماً عن الموضوع قال فيه: المراقِب
يلاحظ أن حجم هذه التخوفات الأوروبية لا يتناسب مع نسبة المسلمين في
البلدان الأوروبية المختلفة. ففي فرنسا، توجد أكبر جالية مسلمة في
أوروبا في حدود أربعة ملايين مسلم فقط، أي حوالي 6 بالمائة من مجموع
سكان البلد، كما يشكل المسلمون في بريطانيا نسبة 3 بالمائة من السكان
وفي ألمانيا 5 بالمائة من مجموع السكان. وهو ما جعل المواطن اليهودي
ميشيل فريدمان، أحد نجوم البرامج التلفزيونية الألمانية، يتساءل عن سبب
هذا الخوف، ويرجعه إلى غياب الثقة بالنفس لدى الأغلبية المسيحية والتي
تتخوف من وجود 5 بالمائة فقط من المواطنين المسلمين في ألمانيا.
والسبب الحقيقي في هذا الوضع هو الخوف من المجهول، ويدخل في ذلك
الجهل بديانة الآخر وما يروج له المتطرفون لدى الطرفين عند الحديث عن
الإسلام، وخصوصاً منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول. وبسبب عدم
المعرفة بدين الآخر، يخلط البعض بين الإسلام و"الإسلاموية" دون
التفرقة بين المصطلحين، كما يوازي البعض بين الإسلام والإرهاب أو على
أقل تقدير بين الإسلام وخرق حقوق الإنسان إضافة إلى اتهام المسلمين
بالرغبة في "أسلمة" المجتمع الغربي تدريجياً.
ويتابع الكاتب بالقول،" غير أن الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين
في ألمانيا أيمن مزيك يعتقد أن الأسباب الحقيقية في هذه التخوفات لا
تعود بالأساس إلى المشاعر الدينية للأوربيين بل إلى التصورات التي
يعكسها هؤلاء على مواطنيهم المسلمين، حيث ينظر إليهم في رأيه
كـ"مبعوثين أو مرسلين من البلدان الإسلامية"، في حين أن هؤلاء المسلمين
هم أيضا مواطنون ألمان لهم نفس الحقوق والواجبات كما هو الأمر بالنسبة
للمواطنين المسيحيين واليهود أو غيرهم.
هل يسعى المسلمون حقاً إلى السيطرة الدينية
على أوربا؟
رفض بناء المآذن في سويسرا ومن قبل ذلك الجدل الكبير حول بناء
المساجد في ألمانيا يشير ولاشك إلى مدى انزعاج بعض الناس عند رؤية
أماكن للعبادة فقط بسبب أشكالها الهندسية المختلفة. وكلما كانت بنايات
المساجد أكبر، كلما ازدادت مشاعر الخوف من أن يستحوذ الإسلام كاملا على
أوروبا. وتأخذ هذه التصورات أشكالا مشوهة عندما يعلن مسلمون متطرفون في
عدد من البلدان الإسلامية عن رغبتهم في نشر الدين الإسلامي في أوروبا
وتطبيق قوانين الشريعة الإسلامية فيها كبديل عن الديمقراطية. مثل هذه
التصريحات يتم نشرها وتوظيفها كاملا من الجهات المتطرفة الرافضة
للإسلام والمسلمين. غير أن الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين مزيك
يشير أن التصريحات المتطرفة لبعض المسلمين لا تغدو أن تكون محاولة من
طرف بعض المغامرين لتوظيف الدين لأهداف معينة. ومن ثم، فإنه ينتقد أيضا
أولئك الذين يعملون على الترويج لتلك التصريحات "رغم أنها تعبر عن موقف
أقلية ضئيلة".
التوظيف السياسي للإسلام ينعكس أيضا على المواقف اليمينية المتطرفة
في أوروبا، حيث يحذر رئيس حزب الحرية اليميني في هولندا ، غيرت فيلدرس،
من "مخاطر الإسلام" على القارة الأوروبية بسبب ارتفاع عدد المسلمين
فيها وهو يدعو الآن إلى أخذ "تدابير وقائية" قائلا إنه "يجب طرد الذين
يرفضون القوانين والقيم والدستور في البلدان الأوروبية، حتى وإن اقتضى
الأمر نزع الجنسية عن هؤلاء الأوروبيين الجدد".
هذه التصريحات القوية التي يزداد الترحيب بها في أوروبا بشكل أكبر
لا تأخذ بعين الاعتبار الجذور التاريخية للمسلمين مثلا في بريطانيا
وفرنسا وهولندا أو ألمانيا، خصوصاً وأنهم أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من
المجتمع الأوروبي، كما اعترف بذلك وزير الداخلية الألماني السابق
فولفغانغ شويبله، عندما قال بشكل واضح: "الإسلام أصبح يشكل في ألمانيا
جزءاً من هذا البلد، كما أن على المسلمين أن يشعروا بانتمائهم لبلدنا
ألمانيا". غير أنه يضيف في كل مناسبة أنه يجب على هؤلاء المواطنين
المسلمين أيضا احترام المحيط الاجتماعي السائد في ألمانيا والقوانين
القائمة بما في ذلك المساواة بين المرأة والرجل.
حظر المآذن يعكس تحاملا متزايدا ضد المسلمين
من جانب آخر، اعتبرت منظمة حقوقية في بيان أن التصويت في سويسرا على
حظر تشييد المآذن، يعكس "تحاملا متزايدا ضد المسلمين في غرب أوروبا،"
قائلة إنه "ينتهك حقوق المسلمين الملتزمين في التعبير عن معتقدهم
الديني علناً."
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان في بيان
بعثته بالبريد الإلكتروني إلى CNN بالعربية، إن "الحظر على المآذن يحرم
المسلمين من الحق في التعبير عن معتقدهم الديني وهو حظر تمييزي."
وأضافت "الحق في تعبير المرء عن دينه علناً، عبر العبادة والتعليم
والممارسة ومراعاة شعائر الدين، هو جزء لا يتجزأ من الحق في حرية
المعتقد الديني، وتكفله مواثيق حقوق الإنسان الدولية، مثل العهد الدولي
الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان."
ليبراليون بسويسرا يفكرون في استفتاء جديد
وذكرت صحف ان الليبراليين في سويسرا يبحثون اجراء استفتاء جديد
لالغاء الحظر على بناء مزيد من الماذن في البلاد في الوقت الذي حذر فيه
الزعيم الليبي معمر القذافي من ان الحظر يصب في مصلحة الارهابيين.
وتعتزم مجموعة نادي هلفتيك التي تضم أكثر من 20 مفكرا سويسريا وضع
خطة عمل لالغاء الحظر الذي أثار انتقادات على نطاق واسع في الخارج ودفع
المئات للخروج الى الشوارع في مطلع الاسبوع في زوريخ وبازل وبرن.
وقال جورج مويلر وهو محام دستوري لصحيفة زونتاج ان اطلاق "مبادرة
جديدة هو أكثر السبل ديمقراطية لبلوغ هذا (الهدف)."بحسب رويترز.
وأقر الناخبون الحظر في استفتاء أجري قبل أسبوع متحدين الحكومة
والبرلمان اللذين حذرا من أن مبادرة اليمين تمثل انتهاكا للدستور
السويسري ولحرية العبادة والتسامح التقليدي الذي تعتز به البلاد. وقالت
زونتاج ان شكويين تطعنان في شرعية الحظر قدمتا بالفعل للمحكمة
الاتحادية في سويسرا.
ونقلت وكالة الانباء السويسرية عن الزعيم الليبي معمر القذافي قوله
ان الحظر خدمة جليلة لمتشددي تنظيم القاعدة الذين سيستغلونه لتجنيد
أعضاء جدد في جهاد ضد أوروبا.
وأوردت الوكالة قوله ان هذا الحظر يعطي القاعدة الذريعة لان تقول
انها كانت على حق عندما قالت للمسلمين ان الاوروبيين أعداء لهم وانه
يتعين على المسلمين الانضمام للقاعدة واعلان الجهاد ضد أوروبا.
وكان ساسة من حزب الشعب السويسري وهو أكبر الاحزاب في البلاد وحزب
الوحدة الديمقراطي الاتحادي قد جمعوا توقيعات كافية لفرض اجراء استفتاء
على مبادرة مناهضة لما أسمته "أسلمة سويسرا".
وظهر في الصورة الخاصة بحملة المبادرة علم سويسرا تغطيه ماذن تشبه
الصواريخ وصورة امرأة ترتدي التشادور الاسود والنقاب.
ونقلت زونتاج عن كريستوف بلوخر نائب رئيس حزب الشعب السويسري قوله
ان مجموعة نادي "هيلفتيك جماعة من الخاسرين الاشرار."
ونددت الامم المتحدة في الاسبوع الماضي بالحظر الدستوري في سويسرا
على بناء الماذن واصفه اياه بأنه "مثير للانقسام بشدة" و"تمييزي بشكل
واضح" ويتعارض مع التزامات البلاد بموجب القانون الدولي.
ماليزيا تعرب عن استيائها من حظر بناء المآذن
أعربت ماليزيا عن استيائها من نتائج الاستفتاء العام في سويسرا
والذي خلص إلى حظر بناء مآذن المساجد ووصفته بأنه انتكاسة لتعزيز
التسامح الديني العالمي والتعايش السلمي.
ونقلت وكالة الأنباء الماليزية عن وزير الخارجية حنيفة أمان قوله "أن
ماليزيا تأمل في أن تسعى الحكومة السويسرية جاهدة لتغيير ذلك القرار
الذي يعد نموذجا من نماذج التعصب الذي قد يولد عواقب سلبية على المجتمع
لاسيما الإسلامي نتيجة لهذا الاستفتاء". بحسب كونا.
وتابع أن حظر بناء المآذن ضربة خطيرة للحريات الدينية وانتهاك لحقوق
اقلية تمارس دينها في سويسرا.
وذكر أمان أن هذا القرار ولد تناقضا صارخا مع اعتقاد المستفتين في
سويسرا بان هذه المبادرة قادرة على منع التطرف والاسلمة.
وأكد أن بلاده تؤمن بان هذا القرار من شانه ان يعزل المسلمين عن
المجتمع السويسري ويضر بالجهود العالمية الرامية الى تعزيز التسامح
الديني والتعايش السلمي.
وأوضح امان ان ماليزيا تعرب عن قلقها من هذا الاستفتاء الذي حدث في
عصر العولمة وفي دولة دابت على دعم حقوق الانسان وتدعو باستمرار الى
السلام والحوار بين الديانات في العالم.
ساركوزي يدافع عن حظر المآذن في سويسرا
وتنقل صحيفة الجارديان عن ساركوزي قوله إنه أصيب بالدهشة من
الانتقادات الواسعة التي استهدفت نتيجة الاستفتاء حيث أيد 57% من
الناخبين حظر بناء مزيد من المآذن في بلادهم التي تضم 400 ألف مسلم
ولديها أربع مآذن بالفعل.
وأضاف " كيف لا يدهش المرء من ردة الفعل التي ولدها القرار "السويسري"
في بعض الدوائر السياسية والإعلامية في بلادنا، بدلا من إدانة
السويسريين بشكل تلقائي، علينا أن نحاول فهم ما أرادوا التعبير عنه
وبماذا يشعر الكثيرون في أوروبا بما فيها الناس داخل فرنسا".
وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير من أوائل المنتقدين لحظر
بناء المآذن، ووصفه بالفضيحة وعبر عن صدمته لنتيجة الاستفتاء مطالبا
بالعدول عنها.
غير أن الرئيس الفرنسي، الذي يعيش في بلاده 6 مليون مسلم وهو العدد
الأكبر للمسلمين في دولة أوروبية، طالب المسملين بالتوصل إلى طريقة
للاندماج في المجتمع الفرنسي " دون التصادم مع ميثاقنا الاجتماعي
والمدني".
كما طالب المسيحيين واليهود والمسلمين، وكل المعتقدين بغض النظر عن
دينهم بتجنب الاستفزاز والمباهاة في ممارسة ديانتهم.
الديلي تليجراف نشرت تعليقات ساركوزي تحت نفس العنوان: ساركوزي
يدافع عن حظر المآذن في أوروبا.
لكن التليجراف تلفت النظر إلى أن مشروع ساركوزي عن النقاش بشأن
الهوية الوطنية الفرنسية بعد قرار حظر النقاب قد تلقى دعما من نتائج
الاستفتاء السويسري، وهو ما يقول منتقدو الرئيس إنه يؤدي إلى تهميش
مسلمي فرنسا.
وتنقل التليجراف عن الرئيس الفرنسي قوله " إن سكان أوروبا متسامحون
ومضيافون، لكنهم لا يريدون لطريقة تفكيرهم وعلاقاتهم الاجتماعية ان
تتشوه".
وقد جاءت تعليقات ساركوزي في اللوموند قبل ساعات من افتتاح البرلمان
نقاشا حول الهوية الوطنية بعد أسابيع من نقاش مماثل في مجالس البلديات،
كما استقطب موقع حكومي حول القضية ذاتها 40 ألف تعليق، حُذف 10% منها
لأنها احتوت تهجما عنصريا على المسلمين.
إيسيسكو تحذّر من مغبة تنفيذ قرار منع بناء
المآذن
وحذر عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الاسلامية
للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) سويسرا من مغبة اعتماد قرار منع
بناء المآذن فيها ملوحا لمقاطعة الدول الاسلامية لها تجاريا وسياحيا
وسحب الارصدة المالية من بنوكها.
وأقر الناخبون السويسريون اقتراحا مدعوما من اليمين بحظر بناء
المآذن في خطوة مفاجئة يمكن ان تضر بعلاقات سويسرا الاقتصادية مع
المسلمين.
وقال التويجري في تصريحات صحفية في تونس "سنحاول بالطرق الدبلوماسية
اقناع سويسرا بعدم قانونية استفتاءها وبأن ما قامت به يمس بحقوق
المسلمين الذين لهم الحق كل الحق في ان يؤدوا عباداتهم في مساجدهم طبقا
للمبادئ الاساسية لحقوق الانسان."لكنه حذر من ان الاصرار على تنفيذ هذا
القرار قد يدفع الايسيسكو الى "حث دول العالم الاسلامي الى مقاطعة
سويسرا تجاريا وسياحيا وحتى سحب الارصدة المالية من بنوكها".وعبر عن
أمله في ان تتراجع سويسراعن قرارها حتى لا يتم اتخاذ مثل هذه الاجراءات.
ويمكن ان تسبب نتيجة التصويت احراجا كبيرا للحكومة السويسرية
المحايدة التي حذرت من ان تعديل الدستور لحظر بناء المآذن يمكن ان "يخدم
مصالح الدوائر المتطرفة".
ورفضت كل من الحكومة والبرلمان في سويسرا المبادرة باعتبارها
انتهاكا للدستور ولحرية الديانات والتسامح الذي تتمسك به البلاد. ولكن
الحكومة قالت انها ستحترم قرار الشعب ولن يسمح بعد الآن ببناء مآذن
جديدة.
إندونيسيا: حظر بناء المآذن عقبة أمام التآلف
بين الأديان
وانتقدت إندونيسيا استفتاء سويسريا أسفر عن الموافقة على حظر بناء
المآذن قائلة إن الخطوة لن تساعد في الجهود الرامية إلى تعزيز التآلف
الديني. وأثارت نتيجة تصويت جرى يوم الأحد الماضي بتأييد حظر بناء
المآذن العالية المتصلة بالمساجد انتقادات في مختلف أنحاء العالم
الإسلامي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاندونيسية تيكو
فايزاسياه في مؤتمر صحفي "تأسف إندونيسيا بشدة لأي إجراءات تتعارض مع
تعزيز التآلف الديني." وأضاف "هذا الاستفتاء يقنعنا أنه مازال هناك
اعتقادات خاطئة وآراء شائعة ضد دين معين."
وأثار التصويت بشأن المآذن الدهشة لدى كثيرين داخل وخارج سويسرا
وترك الكثير من السويسريين يخشون من أن القرار سيجعل بلادهم تبدو
وكأنها متعصبة. وانتقدت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان
نافي بيلاي الحظر ووصفته بأنه "تمييزي ومسبب للخلاف بشكل كبير وخطوة
غير ملائمة تماما اتخذتها سويسرا."
القذافي: سويسرا أعطت أكبر خدمة للقاعدة
والمسيحية "ديانة وثنية"
من جهته شنَّ الزعيم الليبي، معمر القذافي، هجوماً عنيفاً على
سويسرا التي وصفها بأنها "مافيا العالم،" وذلك بسبب الاستفتاء الذي
أسفر عن الموافقة على حظر بناء المآذن في البلاد، فقال إن هذه الخطوة
ستفتح أبواب مقاطعة سويسرا اقتصادياً، كما سيعطي مبرراً للقاعدة لتأكيد
صحة آرائها حول الغرب.
ولم يوفر القذافي الديانة المسيحية من هجومه، فقال إنها "وثنية"
لأنها تقوم على "عبادة الصليب" ولوح بأن تقوم الدول الإسلامية بحظر
بناء الكنائس على أراضيها رداً على الخطوة السويسرية، كما دافع عن موقف
ليبيا في عيد الأضحى الأخير، عندما قامت بالاحتفال بالعيد قبل يوم من
سائر الدول.
ودعا القذافي إلى القول بأن الغرب "متقدم وليس متحضراً" وشرح
قائلاً: "يعني تقدموا جداً في الفضاء وفي الطب، لكن من الناحية
الإنسانية هم صفر، من الناحية الاجتماعية هم لا شيء فحياتهم ليس لها أي
قيمة.. ذلك أنهم هم الذين بتقنيتهم خلقوا ما يبيد الإنسانية، هم الذين
صنعوا قنابل ذرية وكيماوية وجرثومية، وصنعوا فيروس الإيدز، والفيروس
الذي يحكون عنه الآن.. الخنازير."بحسب سي ان ان.
وتابع: "عندما هاجموا النبي، هل نحن نهاجم عيسى أو موسى؟! غير ممكن،
لأننا بعد ذلك نكفر ونصبح كفارا.. الآن كيان مصطنع اسمه سويسرا، مافيا
العالم، خطر لهم أن قالوا سنعرض على الناس قرارا بمنع مآذن المساجد..
نحن نرد عليهم بأن المئذنة هذه هي أساس الجامع ولا يمكن فصلها عنه."
وورأى القذافي أن السويسريين يتبعون ديانة "وثنية" لأنهم "يعبدون
الصليب الذي هو عبادة وثنية لا قال بها المسيح ولا قال بها الله.. إذن
الذي لم يمش مع محمد ومع الدين الإسلامي هو في الآخرة من الخاسرين، نحن
نتمنى أن يكونوا من الخاسرين،" وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الليبية.
وحذر القذافي من أن الدعوة إلى حظر المآذن والتخويف من "الأسلمة" هو
"لعب بالنار، وسينقلب عليهم،" وتوعد برد فعل إسلامي قائلا: "هذا يعطينا
مبررات حتى نحن نلغي هذا التسامح الذي عملناه معهم وسمحنا في العالم
الإسلامي بالكنائس وبالصلبان التي هي أوثان."وأضاف: "نحن قبل هذا كنا
ساكتين على الدين المسيحي .. نحن نعرف أنه ملغي بعد أن جاء الإسلام ..
وإذا جاءت الحقيقة نستطيع أن نقول لهم إن الكنيسة غلط، والصليب غلط،
وهذه كلها عبادة وثنية." |