كان أحد اصدقاء عبد الزهرة طبيبا ممارسا, وكان هذا الطبيب يستقبل في
اليوم الواحد بعيادته الخارجية أكثر من تسعين مريضا, وأجور فحصه للمريض
الواحد حين ذاك ثلاثة دنانير,, ’تلحق بها اجورا اخرى فيكون وارده’
اليومي ثلثمائة دينار!!؟؟ وهو مبلغ رهيب يوم كان راتب الموظف من الدرجة
الاولى مئتي دينار في الشهر, نعم في الشهر, وليس في اليوم كما هو الحال
بالنسبه للدكتور صديق عبد الزهرة؟!!!
ويتسائل عبد الزهرة دوما عن الاموال الطائلة التي يحصل عليها صديقه
؟ومجهولية مصيرها؟؟ بجانب البخل والتقتير اللائي يتمتع بهما الطبيب
المذكور!!! وشظف الحياة التي يعيشها!!.فمثلا سيارته قديمة ومستعملة وقد
مضى على صنعها اكثر من عشر سنوات,, وسعرها لايتجاوز الايراد المتحقق
لعيادة الطبيب في أربعة أيام.
ليس هذا فحسب ,,,, عيادة الدكتور متواضعه وقذرة في الشتاء ليس فيها
غير مدفأة واحدة... ويكفي أنفاس المرضى والمراجعين المزدحمين.وشهيقهم
وزفيرهم لتجعل من الغرفة الصغيرة المكتظة بهم جحيما في فصل الشتاء
القارس.
أما في الصيف فهناك مروحة سقفية يتيمه وبها صرير مزعج والجو في
الداخل اكثر حرارة من الجحيم الامر الذي يجعل المراجعين يلجئون الى
الشارع لينتظروا دورهم ,, فالشارع على ما به من حرارة وسموم أرحم لهم
من صالة الانتظار في عيادة الطبيب ,
لكن عبد الزهرة يذكر للامانة أن صديقه’ الطبيب يرفض رفضا قاطعا
استيفاء اجور الفحص منه’ عند مراجعته العيادة حيت تلم’ به وعكة صحية،
فللصداقة قدسيتها على حد قول الطبيب!!. ولكن عبد الزهرة يقول ان هناك
مشكلة بعد انتهاء الفحص وتشخيص الحالة المرضية, الا وهي العثور على
قصاصة الورق التي يكتب عليها صديقي الطبيب الدواء لي, رغم وجود دفتر
الوصفات أمامه,, فانه مادام قد فحصني مجانا, فهو لايكتب لي الدواء
بوصفه منه حتى لو قامت الساعة ,,لأنه يشعر قد خسر مرتين الاولى, عند
فحصي بدون إستيفاء اجرة الفحص والثانية هو ان ثمن ورقة الوصفة يساوي
خمسين فلسا وهو رسم ضريبة نقابة الاطباء..
وفي احدى زياراتي والحديث لعبد الزهرة عصت قصاصة الورق علينا نحن
الثلاثة انا والدكتور والفراش. فاضطر صديقي الدكتور جزاه الله خيرا ان
’يملئ علًيً اسم الدواء عدة مرات حتى احفظه واطلبه من الصيدلي.
M_burghol@yahoo.com |