خطة اوباما في افغانستان: مقامرة جريئة أم ضرورة ملحّة؟

اوباما: 30 ألف جندي لأفغانستان والانسحاب في 2011

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: يدرك المسؤولون الأميركيون التحدي المتمثل في حمل بعض المجنّدين التابعين لحركة طالبان على التخلي عن  صراعهم  المسلح ضد الحكومة الأفغانية والقوات الدولية، ولكنهم  يتوقعون بأن إستراتيجية الرئيس أوباما في أفغانستان وباكستان ستساعد على تحسن الوضع الأمني، وتحسين الفرص الاقتصادية، وجعل الأمر أكثر سهولة على مقاتلي طالبان غير الأيديولوجيين ليندمجوا من جديد في مجتمعاتهم.

وبالمقابل يقول خبراء ان خطة أوباما التي كشف عنها هي مقامرة جريئة اذ أنه يتعامل مع حكومة أفغانية ضعيفة وشكوك متزايدة من جانب حزبه الديمقراطي والرأي العام الامريكي بشأن ما اذا كانت الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات يمكن كسبها بأي حال.

الإستراتيجية قد تساعد على دمج عناصر من طالبان

وقال الرئيس أوباما في الخطاب الذي ألقاه يوم 1 كانون الأول/ديسمبر وحدد فيه الخطوط العريضة للإستراتيجية الجديدة "إن الولايات المتحدة "ستدعم الجهود التي تبذلها الحكومة الأفغانية من أجل فتح الباب أمام أعضاء طالبان الذين ينبذون العنف ويحترمون حقوق الإنسان لإخوانهم المواطنين." وأكد لأبناء الشعب الأفغاني بأن الولايات المتحدة "ليست لديها مصلحة في احتلال بلدكم."

وفي شهادة لها أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي يوم 3 من كانون الأول/ديسمبر، أبلغت وزيرة الخارجية هيلاري رودام كلينتون المشرعين الأميركيين أن حكومة أوباما تدرك أن بعض أولئك الذين يحاربون القوات الدولية وقوات الحكومة الأفغانية "لا يفعلون ذلك بدافع أيديولوجي أو عن قناعة، وإنما، بصراحة، بسبب الإكراه أو المال." بحسب موقع أميركا دوت غوف.

وقالت إن الولايات المتحدة تعتقد أن المقاتل العادي في حركة طلبان يتقاضى راتبا شهريا يفوق الراتب الشهري الذي يتقاضاه الجندي العادي الأفغاني أو ضابط الشرطة بنسبة تتراوح بين ضعفين أو ثلاثة أضعاف.

وأضافت أن معظم السكان الأفغان  "لا يرغبون في عودة حركة طالبان على الإطلاق"، مشيرة إلى أن الكثير من عناصر حركة طالبان لا يشاطرون  المتصلبين داخل الحركة هدفهم الإجمالي. وأوضحت أن حركة طالبان قد تحولت من جماعة وطنية أفغانية محلية وجماعة إسلامية نشأت بين أفراد الشعب ردّا على الغزو السوفيتي والفوضى التي شهدتها البلاد تحت حكم أمراء الحرب إلى تنظيم بات الآن ينادي بإقامة خلافة إسلامية موحدة في كافة أرجاء العالم الإسلامي.

وتابعت وزيرة الخارجية حديثها قائلة "إن الكثير من الأشخاص الذين تم تجنيدهم في صفوف حركة طالبان، في الواقع، ليس لديهم ولاء حقيقي" لها.

بيد أن العديد من الأفغان  أصبحوا مترددين بشكل متزايد بين دعم الحكومة أودعم تمرّد الطالبان. وأشارت إلى "أن الناس خائفة لأسباب مفهومة" حول النتائج التي يسفر عنها القتال وأي فريق يتعين عليهم وعلى عائلاتهم دعمه.

وأبلغ وزير الدفاع روبرت غيتس المشرعين أن الأفغان يخشون من أن يؤدي اختيار الطرف الغلط إلى مقتلهم. ولذا فهم "يتريثون ليروا أي فريق يتحول الزخم لصالحه".

وقال: "بصراحة، هذا التحول في الزخم هو الذي نعتقد أنه هام جدا، وهذا هو الهدف الأساسي وراء تلك الطفرة في عديد القوات لرد حركة طالبان إلى الوراء." وأضاف أن جزءا من الهدف هو خلق بيئة أكثر أمنا "يستطيع فيها هؤلاء الناس تقرير أي طريق يسلكونه."

مقامرة جريئة أم ضرورة ملحّة؟

وبالمقابل يقول خبراء ان خطة أوباما التي كشف عنها هي مقامرة جريئة اذ أنه يتعامل مع حكومة أفغانية ضعيفة وشكوك متزايدة من جانب حزبه الديمقراطي والرأي العام الامريكي بشأن ما اذا كانت الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات يمكن كسبها بأي حال.

وقال بروس ريدل المحلل السابق بوكالة المخابرات المركزية الامريكية ( سي.اي.ايه) الذي تابع مراجعة أوباما في مارس اذار الماضي للاستراتيجية الامريكية تجاه افغانستان وباكستان "انه علاج بالصدمة نوعا ما لافغانستان. انه أسلوب جريء ولا ضمان لنجاحه."

فارسال المزيد من الجنود أمر يصعب على أوباما اقناع الرأي العام الامريكي به وسط تنامي الضغوط من أجل تحديد جدول زمني لسحب القوات خاصة في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة الخروج من أسوأ ركود اقتصادي منذ الكساد العظيم.وقال ريدل "الحروب تستهلك الرئاسات وهذه الان حرب أوباما."

أوباما يوضح ان التزام الولايات المتحدة تجاه أفغانستان "ليس بلا نهاية" ورغم انه لم يعلن جدولا زمنيا لسحب القوات يقول المسؤولون ان الهدف هو بدء عودة الجنود الامريكيين الى ديارهم بحلول يوليو تموز 2011.

وقال العديد من المحللين ان الحديث عن اي خطة للانسحاب الان يعتبر لعبة خطرة.. فقد تحدث أثرا عكسيا بتشجيع حركة طالبان واغضاب باكستان التي تخشى من أن تنفض واشنطن يدها من الامر وتنسحب كما فعل السوفيت في أفغانستان. بحسب رويترز.

وقالت ليزا كرتيس من مركز دراسات هريتيج فاونديشن "اذا أمضى ( اوباما) أغلب الوقت في الحديث عن استراتيجية الانسحاب فانه يخاطر بفقد فوائد ارسال هذه القوات الاضافية."وأضافت "انه يوجه اشارة للعدو مفادها انها مسألة وقت وسنغادر."

ومع العمل على أن يكون في افغانستان نحو مئة ألف جندي أمريكي بحلول الصيف المقبل ينتهج أوباما كذلك سياسة متشددة مع الرئيس حامد كرزاي الذي اهتزت شرعية حكمه بسبب انتخابات شابها التزوير في أغسطس اب الماضي.

وقال مسؤولون أمريكيون منهم أوباما للرئيس الافغاني انهم يتوقعون منه بذل المزيد لمكافحة الفساد وتعزيز حسن الادارة وتسريع تدريب قوات الامن الافغانية لتتمكن من تولي المهام التي تقوم بها القوات الاجنبية.

وفي حديثه مع كرزاي قال أوباما ان الجهود الامريكية في افغانستان ستقاس بما تحقق من الاهداف على مدى عامين ومن المتوقع وضع خطوط ارشادية واضحة مع الرئيس الافغاني.

30 ألف جندي لأفغانستان والانسحاب منتصف 2011

وبعد ترقب طويل، أعلن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إرسال 30 ألف جندي أمريكي إضافي إلى أفغانستان في إطار إستراتيجية جديدة لكبح الزخم الذي اكتسبته مليشيات طالبان، على أن يبدأ انسحاب تلك القوات من هناك في منتصف 2011.

وحسم أوباما التكهنات الرائجة بشأن عدد القوات الإضافية التي سترسلها إدارته للمساعدة في استتباب استقرار أفغانستان، قائلاً إن نشر تلك القوات يجب أن يتسم بالسرعة على أن يبدأ ً في مطلع 2010.

وحدد الرئيس الأمريكي في كلمة بأكاديمية "ويست بوينت" العسكرية في نيويورك الثلاثاء ملامح إستراتيجيته الجديدة، وربط نجاحها بتعاون الجانب الباكستاني،  والأهداف الثلاث هي:

- حرمان تنظيم القاعدة من الملاذ الآمن

-  عكس الزخم الذي اكتسبته حركة طالبان المتشددة وتحجيمها بإفقادها القدرة على الإطاحة بحكومة أفغانستان.

- تعزيز قوات الأمن الأفغانية والحكومة.

وقال في كلمته: ليس هناك خطراً وشيكاً للإطاحة بالحكومة (الأفغانية) لكن طالبان اكتسبت زخماً.. والقاعدة لم تعاود الظهور بذات الكم العددي قبيل 11/9، إلا أنهم مازالوا يحتفظون بملاذهم الآمن على طول الحدود."

وجزم بأن الالتزام الأمريكي ليس بلا نهاية مضيفاً: "يجب أن يكون واضحاً بأن الأفغان سيتولون مسؤولية أمنهم.. فأمريكا ليست مهتمة بخوض حرب بلا نهاية في أفغانستان."بحسب سي ان ان.

ورفض المقاربة بين الحرب الأمريكية في أفغانستان وحرب فيتنام التي قسمت الشعب الأمريكي إبان فترة الستينيات والسبعينيات: "على نقيض فيتنام.. يشاركنا تحالف واسع من 43 دولة يقر بشرعية عملنا، ونحن لا نواجه حركة تمرد شعبي واسعة النطاق، والأهم من ذلك، الشعب الأمريكي تعرض لهجوم شرس انطلاقاً من أفغانستان، ويبقى هدفاً لهؤلاء المتطرفين الذين يخططون على طول حدودها."

وقال أوباما لحشد من الطلاب العسكريين في "ويست بوينت" إن إستراتيجية الجديدة في أفغانستان تمخضت بعد مشاورات مستفيضة مع طاقمه من مسؤولي الأمن القومي، وأضاف: " بصفتي القائد الأعلى للجيش قررت أنه لأجل مصلحتنا الوطنية الحيوية أن أرسل قوات أمريكية إضافية قوامها 30 ألف جندي إلى أفغانستان، وبعد 18 شهرا ستبدأ قواتنا في العودة للوطن.

جوردون براون يدعو لدعم خطة أوباما في أفغانستان

من جانبه دعا رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة الى دعم خطط رئيسها باراك أوباما لارسال 30 ألف جندي اضافي الى أفغانستان. وقال براون "انني أدعو كل حلفائنا للوقوف خلف استراتيجية الرئيس أوباما."

وكان رئيس الوزراء البريطاني قد أكد يوم الاثنين أن بلاده سترسل 500 جندي اضافي الى أفغانستان لمواجهة العنف المتصاعد وتدريب القوات الافغانية ليصل بهذا عدد القوات البريطانيين هناك الى 9500 جندي.

وقال براون "ستستمر بريطانيا في القيام بدورها الكامل في اقناع الدول الاخرى بعرض قوات للمشاركة في الحملة بأفغانستان."بحسب رويترز.

وأضاف أن الخطوة المهمة القادمة ستكون عقد مؤتمر في لندن بشأن أفغانستان يوم 28 يناير كانون الثاني تدعى اليه كل الدول المشاركة في المهمة التي يقوها حلف شمال الاطلسي وعددها 43 دولة.

وقال ان المؤتمر سيتناول نقل بعض الاقاليم الى السيطرة الافغانية ودعم " التزامات الرئيس كرزاي بشأن الاصلاحات الافغانية لبناء قوات الجيش والشرطة الافغانية" وضمان تقديم مزيد من الدعم من الشركاء الدوليين.

الافغان في كابول غير متحمسين لخطة أوباما في بلادهم

وتلقّى المواطن الافغاني عصمت الله نبأ اعلان الرئيس الامريكي باراك أوباما عن ارسال 30 ألف جندي أمريكي اضافي الى أفغانستان بهزة استخفاف من كتفه.

وقال عامل البناء الشاب في أحد شوارع العاصمة الافغانية كابول "حتى لو جاءوا بأمريكا كلها لن يكون بوسعهم إعادة الاستقرار الى أفغانستان. نحن الافغان فقط الذين نفهم تقاليدنا وطبيعتنا الجغرافية وطريقة حياتنا."

ولم يثر فيما يبدو قرار أوباما ارسال هذه القوة الاضافية الكبيرة للحرب الافغانية المستمرة منذ ثمانية اعوام اعجاب أحد في العاصمة الافغانية. فقد تابع قليلون خطاب الرئيس الامريكي الذي بث على شاشات التلفزيون قبل الفجر كما يعتقد عدد أقل بأن زيادة القوات ستساعد.

وأعلن أوباما في كلمة القاها في وقت ذروة مشاهدة التلفزيون ان الهدف من هذه الزيادة هو مكافحة حركة طالبان وتأمين المراكز السكانية الرئيسية وتدريب قوات امن افغانية كافية حتى يمكنهم تولي مسؤوليات الامن في بلادهم.

وقال أوباما ان الهدف هو "تقويض وتفكيك والحاق الهزيمة" بالقاعدة في أفغانستان "وقلب قوة الدفع التي تملكها طالبان".

وستنضم القوات الامريكية الاضافية و5000 جندي اخرين متوقعين من حلف شمال الاطلسي الى 110 الاف جندي من الدول الغربية يحاربون بالفعل في أفغانستان في مسعى لقلب موازين المكاسب التي حققها الاسلاميون المتشددون الذين هم في أقوى أحوالهم منذ اسقاط حكومة طالبان عام 2001 .

وبالنسبة لكثيرين من الافغان تعني الزيادة في القوات شيئا واحدا..سقوط مزيد من القتلى المدنيين.وقال أحمد شاه أحمدضاي رئيس الوزراء الافغاني السابق لرويترز "المزيد من الجنود معناه مزيد من الاهداف لطالبان ومن المؤكد ان القوات ستقاتل والقتال سيوقع بالتأكيد قتلى بين المدنيين."ووقوع قتلى بين المدنيين سيوجه ضربة أخرى لصورة الولايات المتحدة وسيزيد من السخط بين الافغان."

ومن المنتظر ان تصدر الحكومة الافغانية في وقت لاحق ردا رسميا على بيان أوباما. وكان الرئيس الافغاني حامد كرزاي قد أبدى تفضيله من قبل لزيادة حجم القوات الغربية رغم انه يريد ان تتولى القوات الافغانية المسؤولية الامنية عن البلاد في غضون خمسة أعوام.

وقال الجنرال ستانلي مكريستال قائد القوات الامريكية وقوات حلف الاطلسي في أفغانستان يوم الاربعاء بعد اجتماعه مع الرئيس الافغاني في كابول ان كرزاي يؤيد قرار الرئيس الامريكي بارسال 30 ألف جندي اضافي الى افغانستان.وأضاف أن الرئيس الافغاني أكد أيضا ضرورة تفسير زيادة القوات لشعبه. وقال للصحفيين في كابول "كان أمرا ايجابيا بحق. الرئيس متفائل للغاية."

النقاط الرئيسية في استراتيجية أوباما الجديدة

أعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما استراتيجية جديدة للحرب في افغانستان، في خطاب مهم القاه في معهد وست بوينت العسكري. وفيما يلي النقاط الرئيسية من استراتيجية اوباما الجديدة، بحسب رويترز:

* ارسال تعزيزات قوامها 30 الف جندي اضافي «من مصلحتنا القومية الحيوية ارسال ثلاثين الف جندي اضافي الى افغانستان».

«لم اتخذ هذا القرار بخفة.. ولو لم اكن واثقا من ان امن الولايات المتحدة وامن الامريكيين على المحك، لكنت اصدرت، وبكل بسرور، اوامر بعودة كل الجنود اعتبارا من الغد».

«ان نهجنا الجديد في افغانستان سيكلفنا حوالي ثلاثين مليار دولار خلال هذه السنة (المالية).. وسأعمل بشكل وثيق مع الكونغرس حول مسألة هذه الكلفة في وقت نسعى لخفض عجزنا».

* بدء الانسحاب في منتصف 2011 «بعد 18 شهرا تبدأ قواتنا بالعودة الى الديار» اي اعتبارا من منتصف 2011.

«هذه هي الموارد التي نحتاج اليها للامساك بالمبادرة، في وقت يتم بناء القدرات الافغانية التي ستسمح بخروج قواتنا بشكل مسؤول من افغانستان».

* القاعدة لا تزال تشكل خطرا

افغانستان وباكستان هما «مركز التطرف العنيف الذي تخوضه القاعدة. من هناك تمت مهاجمتنا في 11 سبتمبر وهناك يجري التحضير لاعتداءات جديدة في اللحظة التي اتكلم فيها اليكم».

«لن يكون في وسعنا اعتقال او قتل جميع المتطرفين الموجودين في الخارج.. علينا ان نتصدى للقاعدة وحلفائها حيثما يسعون للتمركز سواء في الصومال او في اليمن او في اماكن اخرى، من خلال ممارسة ضغوط متزايدة واقامة شراكات متينة».

* باكستان تلعب دورا جوهريا «اننا ندرك بشكل كامل ان نجاحنا في افغانستان على ارتباط عضوي بشراكتنا مع باكستان».

«نحن في افغانستان لمنع السرطان من الانتشار مرة جديدة في هذا البلد. لكن السرطان ذاته تجذر في المنطقة الحدودية في باكستان. لذلك يترتب علينا اعتماد استراتيجية تعمل من جانبي الحدود».

* عبء ينبغي تقاسمه «هذا العبء ليس مترتبا علينا وحدنا. ليست هذه حرب امريكا فحسب.. وبما انه مجهود دولي، فقد طلبت من حلفائنا مشاركتنا التزامنا بتقديم مساهمات. وبعضهم قد قدم قوات اضافية واننا على ثقة بان مساهمات اخرى ستقدم في الايام والاسابيع المقبلة».

* لن يكون هناك شيكات على بياض للسلطات الافغانية «ان زمن الشيكات على بياض (لافغانستان) ولى. سنعرض بوضوح ما ننتظره من اولئك الذين نساعدهم.. نتوقع منهم ان يلاحقوا من يثبتون عن عدم فاعلية او من يطاولهم الفساد».

«لم نخسر افغانستان، لكنها تراجعت في السنوات الاخيرة. ليس هناك خطر آني باطاحة الحكومة (الافغانية) لكن طالبان وسعت نفوذها».

«سوف نوضح للحكومة الافغانية - والاهم من ذلك للشعب الافغاني - انها ستكون مسؤولة في نهاية المطاف عن بلدها» والتعزيزات العسكرية «ستسمح لنا بتسريع نقل المسؤوليات الى القوات الافغانية».

* تأييد العفو عن عناصر طالبان

البيت الابيض «سيدعم الجهود الافغانية لاعادة دمج عناصر طالبان الذين ينبذون القاعدة ويسلمون سلاحهم وينخرطون في العملية السياسية».

* افغانستان ليست فيتنام جديدة «ثمة من يوحي بان افغانستان هي فيتنام جديدة.. هذه المزاعم مبنية على قراءة خاطئة للتاريخ».

«خلافا لفيتنام، اننا متحالفون مع ائتلاف واسع يضم 43 دولة.. وخلافا لفيتنام، لا نواجه حركة تمرد تلقى دعما واسعا من الشعب». 

والاهم من ذلك انه خلافا لفيتنام، وقع الامريكيون ضحية اعتداءات فظيعة جاءت من افغانستان وما زالوا هدفا للارهابيين انفسهم.

تسليم السلطة لقادة محليين لا للجيش الافغاني

من جانب آخر قال روبرت جيتس وزير الدفاع الامريكي إن الجيش الامريكي قد يسلم المسؤولية الامنية في بعض المناطق الافغانية الى الزعماء المحليين وميليشياتهم لا الى الجيش الافغاني التابع للرئيس حامد كرزاي الذي دربته الولايات المتحدة.

وتبرز هذه الاستراتيجية الشكوك الامريكية في كرزاي وأيضا في امكانية تدريب قوات كافية للجيش الوطني في بعض مناطق أفغانستان بما يسمح بانتقال سلس للمسؤولية الامنية في اطار الجدول الزمني الامريكي الجديد. وتضررت مكانة كرزاي الدولية بعمليات التزوير التي حدثت في انتخابات الرئاسة وتفشي الفساد في حكومته.

وتدار معظم المناطق في أفغانستان من خلال السلطات المحلية لا الحكومة المركزية لكرزاي في العاصمة كابول ويعتقد المسؤولون الامريكيون ان التحالف مع زعماء القبائل المحلية قد يكون مفتاحا لتوسيع نطاق الامن وتهميش طالبان.

وبالاضافة الى ارسال 30 ألف جندي أمريكي اضافي الى أفغانستان أمر الرئيس الامريكي باراك أوباما بأن تبدأ القوات الامريكية في نقل المسؤولية الامنية للقوات الافغانية منطقة تلو منطقة واقليما تلو الاخر بحلول يوليو تموز عام 2011 .

وقال جيتس خلال جلسة للكونجرس الامريكي "جزء من استراتيجية الرئيس هي العمل مع مجلس القبائل العمل مع شيوخ القرى العمل مع الحكام الاقليميين وزعماء الاقاليم أيضا."في واقع الامر جزء من هذا الامن الذي قد يأتي مع هذا الانتقال (يوليو 2011) هو الامن المحلي الشرطة المحلية كما شهدناه يحدث في اقليم وردك" مشيرا الى منطقة خارج العاصمة الافغانية.وأضاف "ولهذا ليس من الضروري ان نسلم المسؤولية الامنية الى الجيش الوطني الافغاني بل الى السلطات المحلية...التي أستعادت السيطرة على مناطقها من طالبان."

وتتصور وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان يجري نقل السلطة في أفغانستان على غرار النموذج العراقي حيث سلم الجيش الامريكي المسؤولية الى قوات الامن العراقية ثم بدأ الانسحاب تدريجيا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 8/كانون الاول/2009 - 20/ذو الحجة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م