حظر المآذن في سويسرا وتكريس صدام الحضارات

التعصب والجهل يهيمن على ذهنية أكثر الشعوب الأوربية تحضرا

إعداد: محمد حميد الصواف

شبكة النبأ: ركَز تصويت اجري في سويسرا على حظر بناء مآذن جديدة الضوء على الانقسامات الاجتماعية والسياسية القائمة في الدولة الواقعة في جبال الألب ويمكن أن يكون مقدمة لزيادة المشاعر الشعبوية المعادية للهجرة.

حيث يعزز التصويت غير المتوقع والإقبال الكبير في استفتاء حزب الشعب السويسري وهو قوة سياسية جديدة نسبيا هزت النظام القائم على تقاسم السلطة تقليديا في البلاد.

فيما يعكس القرار بالذات تنامي العداء الغربي للإسلام في دليل واضح عن مدى الجهل والتعصب الذي يغذي بعض تلك المجتمعات نتيجة تصعيد اللوبي المشبوه المجاهر بعدائه المستميت للدين الإسلامي الحنيف.

حظر المآذن

حيث يقول كلايف تشيرش وهو خبير في السياسة السويسرية من جامعة كنت "يمكن أن يكون بداية زيادة جديدة في قوة اليمين".

وتوجه الى حزب الشعب - الذي نما بسرعة منذ الثمانينيات ليصبح اكبر حزب في سويسرا - اتهامات بالعنصرية بسبب حملاته الصاخبة المعادية للمهاجرين بما فيها ملصق يظهر شاة بيضاء تركل شاة سوداء قبالة العلم السويسري.

وقام بحملة ضد حق مواطني الاتحاد الأوروبي في العيش والعمل بسويسرا وهي دولة ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي وهو ما وافق عليه الناخبون في فبراير شباط على الرغم من ملصقات حزب الشعب السويسري التي كانت تصور ثلاثة غربان تبعث على الشؤم وذات مناقير طويلة تنقر خريطة صغيرة لسويسرا.

وحصل حزب الشعب السويسري على اكبر حصة من الأصوات في الانتخابات العامة لعام 2007 ولكن نفوذه تقلص منذ ذلك الحين حيث انشق عليه فصيل ليكون حزبا آخر وفي احد الأوقات فقد كل مقاعده في الحكومة كما لم يحقق نجاحا كبيرا في الاستفتاءات.

وصور ملصق حزب الشعب في التصويت علما سويسريا مغطي بمآذن مثل الصواريخ وصورة امرأة ترتدي شادر ونقاب أسودين في مواصلة لأدبياته الانتخابية المستفزة.

وبينما تعد الطائفة المسلمة في سويسرا صغيرة نسبيا حيث لا تتجاوز 300 ألف شخص إلا إن هناك قلقا أوسع بشأن الهجرة في دولة يمثل فيها الأجانب أكثر من خمس سكانها الذي يبلغ تعدادهم 7.7 مليون نسمة. بحسب رويترز.

وكانت نسبة الإقبال على التصويت 53 في المئة وهي أعلى من النسبة المعتادة التي تتراوح بين 35 و45 وصوتت 22 من بين 26 من مقاطعات سويسرا او أقاليمها لصالح المبادرة. وتخالف نتيجة التصويت استطلاعات الرأي الأخيرة التي أشارت الى ان أغلبية بسيطة هي التي تعارض الحظر.

وكان هناك انقسام واضح بين المناطق الحضرية مثل زوريخ والمناطق التي تتحدث بالفرنسية والمقاطعات الريفية التي تتحدث بالألمانية مثل شافهاوزن حيث دعم نحو 70 في المئة من الناخبين المبادرة.

وقال خبير الشؤون السياسية والثقافية السويسرية جوناثان شتينبرج من جامعة بنسلفانيا "انها تمثل علامة انتصار ضد البلدات والأجانب والأقوياء والأفضل تعليما وغيره. ونمط التصويت يؤكد ذلك".

وتعاني سويسرا من أزمة هوية منذ جردت الحرب الباردة حيادها من القدر الأكبر من معناه مما ساعد على تغذية صعود حزب الشعب السويسري.

وقالت نادجا بيرين التي حضرت حشدا يدعم الحظر "من المحتم اننا سنحتفل. انه لكي نظهر إننا لا نريد الإسلام السياسي في سويسرا. ليس لدينا مشكلة مع الأشخاص الذين يصلون في المساجد".

مفتى مصر يستنكر

على صعيد متصل أعرب على جمعة مفتي مصر عن شجبه واستنكاره لتمرير مبادرة حظر المآذن التي تقدم بها حزب العمل السويسري.

وقال جمعة في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية (أ.ش.أ): "لقد سمعنا بأسى بالغ عن هذه المبادرة التي لا تعتبر هجوما على حرية الاعتقاد فحسب، بل أيضا محاولة لإهانة مشاعر المجتمع الإسلامي داخل سويسرا وخارجها".

كما أعرب عن قلقه البالغ بشأن هذه السابقة الخطيرة التي يمكن أن تعمق من مشاعر الكراهية والتمييز ضد المسلمين لأنه لن يشمل إلا أماكن عبادتهم، في حين أن المباني التابعة لجميع الديانات الأخرى لم تتعرض لأي تقييد.

وأشار المفتى إلى أن هذا الإجراء مناقض لحرية الاعتقاد والضمير المضمونة من طرف الدستور الفيدرالي السويسري، حيث تنص المادة 15 من الدستور السويسري على أن "حرية الاعتقاد والفلسفة مكفولة، فكل واحد له الحرية فى اعتناق الأديان والعقائد وأن يمارسها سواء كان وحيدا أو داخل جماعة، وللجميع الحق فى الانضمام لأى جماعة دينية وأن يتبع التعاليم الدينية، ولا يجوز إكراه أحد على الانضمام لجماعة دينية أو ممارسة شعيرة دينية أو اتباع تعاليم دينية بعينها" وهذا الحق الدستوري لم يتغير وعلى الجميع أن يتذكر ذلك.

ودعا جمعة مسلمى سويسرا إلى استخدام "الحوار" والآليات القانونية والدستورية لمواجهة مبادرة حظر المآذن التى وصفها بـ"التصرف الاستفزازى".

كما دعا مفتى مصر المسلمين فى الخارج إلى عدم التأثر بـ"هذا الاستفزاز"، مطالبا جميع المنظمات والهيئات الإسلامية إلى التكاتف والتعاون وأن يتصرفوا فى إطار القانون والشرعية الدولية مبرزين وجه الإسلام المشرق.

وقال جمعة "إن من حق المسلمين أن يظهروا شعائر دينهم أسوة بالمسيحيين الذين يعلنون شعائرهم فى الكنائس"، داعيا الأوروبيين عامة والسويسريين خاصة لأن يكونوا متسامحين وأن يعاملوا المسلمين كما يعاملون اتباع الديانات الأخرى حتى يكسبوا محبتهم ويشعروهم بالأخوة والمساواة وحتى تتحقق مبادى الاندماج والمشاركة داخل المجتمعات الأوروبية.

ردود فعل أوروبية

الجدير بالذكر ان تعقيب الحكومة الألمانية على الاستفتاء السويسري بشأن حظر بناء المآذن، جاء متحفظا بشكل واضح.

وقال نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية كريستوف شتيجمانس في برلين: "لا يمكننا بالتأكيد إعطاء سويسرا نصائح من هنا".

وأكد شتيجمانس أن "الحكومة الاتحادية الألمانية على ثقة بأن حرية الأديان ذات قيمة عالية في سويسرا كما هو الحال في ألمانيا" مشيرا إلى أن الاستفتاء السويسري الذي رجح كفة حظر بناء المآذن ليس له تأثير على ألمانيا.

وأوضح متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية أن حرية الأديان في ألمانيا تشمل أيضا حق بناء المساجد وهو أمر أقره مؤتمر الإسلام في آذار/مارس الماضي دون التطرق إلى مسألة المآذن بشكل خاص.

 في الوقت نفسه أثارت نتيجة الاستفتاء جدلا واسعا في ألمانيا بشأن اندماج الأجانب والخوف من "أسلمة المجتمع".

وفي رد فعل على الاستفتاء قال رئيس لجنة الشئون الداخلية في البرلمان الألماني فولفغانغ بوسباخ إنه من الضروري أخذ القرار السويسري مأخذ الجد.

مشدداً في حديث مع صحيفة "برلينر تسايتونغ" على أن نتيجة هذا الاستفتاء الشعبي تعطي إشارة على اتساع نطاق الخوف من "أسلمة المجتمع" والتي وصلت في رأيه إلى ألمانيا أيضا.

وأضاف أنه يجب أن يكون هناك حوار مفتوح وصريح قبل كل مشروع لبناء مسجد، مشيراً إلى أن القوانين الألمانية تسمح بإيجاد تسوية مرضية للجميع.

وفي مقابلة مع صحيفة هامبورغر أبندبلات أكد بوسباخ أن نتيجة التصويت لم تفاجئه، وقال إنه يلاحظ منذ سنوات تباعداً كبيراً بين الآراء التي يتم نشرها في وسائل الإعلام والرأي العام حيال هذا الموضوع.

وفي تصريح لصحيفة "برلينه تسايتونغ"، وصف سيباستيان إيداتي، خبير شؤون السياسة الداخلية لدى الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض، نتيجة الاستفتاء السويسري بالـ"إشكالية".

وقال إن من يرغب ضمان الحرية الدينية عليه أن يتيح لمعتنقي مختلف الديانات إمكانية بناء دور العبادة.

من ناحية أخرى، أكد إيداتي أن مثل هذه النتيجة التي جاء بها الاستفتاء السويسري ستكون في نظره في ألمانيا مخالفة للدستور الألماني، نافيا في ذات الوقت أن يكون لها انعكاس سلبي على الجدل الدائر في ألمانيا حول الاندماج.  

 أما السياسية في حزب الخضر الألماني كاترين جورينج ¬ ايكارت فقد أعربت عن صدمتها من نتيجة الاستفتاء وقالت في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني (زد دي اف) (ZDF): "لا يجب أن تخضع الحرية الدينية لاستفتاء"، مضيفة في هذا السياق: "قيل أن الأمر يتعلق بالمآذن فحسب ولكنه يتعلق في الحقيقة بحرية الأديان".

وأعربت ايكارت أيضا عن شعورها بالصدمة، إذ أن نتيجة الاستفتاء تعني في نظرها أن المسلمات والمسلمين غير مرحب بهم في سويسرا، كما انتقدت بشدة اللوحات الدعائية التي كانت تحث المواطنين على المشاركة في الاستفتاء والتي ظهر فيها علم سويسرا وفوقه مآذن سوداء وامرأة منقبة ووصفته بـ"العنصري".

ووجهت ايكارت في الوقت نفسه نقدا شديدا لتصريحات بوسباخ وقالت إن عليه أن يفكر في الأشياء التي يقولها، وأضافت:"الحقيقة في ألمانيا هي أن الاندماج قليل للغاية عندنا".

من جانبه، وجه الاتحاد الأوروبي انتقادات شديدة لنتيجة الاستفتاء السويسري الذي رجح كفة منع بناء مآذن المساجد في البلاد.

وقالت وزيرة العدل السويدية التي تترأس بلادها الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، بياتريس أسك في بروكسل على هامش اجتماع وزراء عدل وداخلية دول الاتحاد الأوروبي:"أؤمن بالحرية ولا أعتقد أن بوسعنا بناء أوروبا جديدة دون حق حرية التعبير".

وفي فرنسا، صرح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أنه "صدم قليلا" بتصويت السويسريين لصالح حظر المآذن، معتبرا أن هذا الأمر "يعبر عن عدم التسامح". وقال الوزير الفرنسي لإذاعة "ار تي ال" إنه "إذا كنا لا نريد بناء مآذن فهذا يعني أننا نقمع ديانة".

 وفي سويسرا، قالت ايفيلين فيدمر شلمبف، وزيرة العدل السويسرية، إن نتيجة الاستفتاء تعكس الخوف من الأصولية الإسلامية لكن الحظر "ليس وسيلة مجدية للتصدي للميول المتطرفة".

وأضافت في مؤتمر صحفي في بيرن: "أعتقد أن علاقاتنا التجارية مع دول أخرى ستصبح أكثر صعوبة... سنرى التبعات في قطاع التصدير وربما في مجال السياحة" ولاسيما في القطاع السياحي الذي شهد خلال السنوات الأخيرة نمو عدد السياح القادمين من دول الخليج.

 أما ميشلين كالمي ري، وزيرة الخارجية السويسرية، فقالت إنها " مصدومة" و"آسفة للغاية" لنتيجة الاستفتاء التي يجب النظر إليها في ظل العولمة والأزمة الاقتصادية.

وقالت للصحفيين "لقد تم اللعب على المخاوف والقلق". وأضافت أن سفراء سويسرا في الدول الإسلامية سيعملون على توضيح أن التصويت نتيجة للديمقراطية السويسرية وأن سياستها الخارجية التي تشجع الحوار لن تتغير.

الفاتيكان ينتقد

من جانبه أعلن الفاتيكان انه "على الخط نفسه مع الأساقفة السويسريين" الذين أعلنوا أن تصويت السويسريين في استفتاء لصالح حظر بناء المآذن في بلادهم يشكل "ضربة قاسية لحرية المعتقد".

فقد قال رئيس المجلس البابوي للمهاجرين، المونسنيور انتونيو ماريا فيليو، إنه متفق مع "الخط الذي تبناه الأساقفة السويسريون" الذين أعربوا عن"قلقهم العميق" لما وصفوه بأنه "ضربة قاسية للحرية الدينية وللاندماج بشكل عام" وفقاً لما نقلته وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء.

وبحسب الوكالة فقد أكد المونسنيور فيليو مجدداً: "نحن المسيحيون لا يمكن أن نقبل منطق الاستبعاد، إذا كان أحد يريد أن يكون كاثوليكيا فيجب أن يكون منفتحاً على الآخرين."

وكان الأمين العام لمجلس الأساقفة السويسريين، المونسنيور فيليكس غمور، عبر في مقابلة إذاعية عن استياء الأساقفة السويسريين لموضوع حظر بناء المآذن في سويسرا. بحسب (CNN).

وربط غمور بين هذا القرار والحكم الصادر عن المحكمة الأوروبية حول منع وضع الصلبان في إيطاليا "كلا الموقفين يقومان على أساس الاعتقاد الخاطئ بأن الدين ينبغي أن يكون مجرد مسألة خاصة، وبالنسبة للمسيحي فهذا غير ممكن.. علينا أن نفتح نقاشاً واضحاً، لأن المجتمع مضطرب، وهناك تناقض في كافة المجتمعات الأوروبية."

التصويت لن يتكرر

الى ذلك يعتبر تصويت سويسرا على حظر بناء المآذن تعبير صريح عن بواعث القلق الأوسع نطاقا من الإسلام في أوروبا لكن من غير المرجح تكرار الخيار السويسري باجراء نقاش وطني واستفتاء حولها في أماكن أخرى.

وتزين المآذن بالفعل مئات المساجد التي بنيت في أنحاء القارة في العقود الأخيرة حيث زادت الهجرة من أعداد السكان المسلمين زيادة كبيرة ويقدر عددهم الان بما بين 15 و18 مليون نسمة الى حد أن الديانة الإسلامية باتت ثاني اكبر ديانة من حيث عدد من يعتنقونها في بعض الدول.

بينما هناك آلاف المساجد الأخرى بلا مئذنة او تعلوها مجرد مئذنة رمزية أما لان تلك المساجد أقيمت في مبان موجودة بالفعل أو لان السلطات المحلية وضعت حدا لارتفاع المآذن.

وتنبع أهمية المآذن اعتبارها إعلانا عن هيمنة المسلمين. وليس الاستماع الى صوت الآذان مألوفا سوى لقلة قليلة في أوروبا. بحسب رويترز.

وتستغل أحزاب الاقلية اليمينية المتطرفة قضية الماذن لاذكاء المخاوف الشعبية لكن مسؤولين اوروبيين كثرا أصبحوا يتقبلونها ما دامت ملائمة لمحيطها المحلي.

وفي فرنسا التي توجد بها أقلية مسلمة من خمسة ملايين نسمة وهي اكبر جالية اسلامية في اوروبا أفسح الجدل المحتدم بشأن المساجد في العقود الاخيرة في معظم الاحيان الطريق لاتفاقات براجماتية بشأن ارتفاع الماذن. وهناك مساجد مركزية كبيرة تحت الانشاء في العديد من المدن.

وقال سعيد برانين رئيس تحرير موقع أمة على الانترنت في باريس وهو موقع اخباري إسلامي "فكرة إجراء استفتاء على بناء الماذن في فرنسا غير واردة... لكن اليمين المتطرف سيحاول استغلال التصويت السويسري سياسيا."

وقال باتريك هايني وهو سويسري متخصص في الديانة الإسلامية لصحيفة لوموند الفرنسية "الملمح السويسري يكمن في نظام الاقتراع الذي يدعو الناخبين لاتخاذ قرارات لا تطرح بهذه الطريقة في أماكن أخرى."

وقال ستيفانو ألييفي وهو اختصاصي في علم الاجتماع من ايطاليا في تقرير صدر مؤخرا ان الصراعات بشأن الاسلام يمكن أن تزيد حين تصبح أوروبا أكثر تنوعا لكن الاتجاه على المدى الأطول كان نحو مزيد من التكامل.

ويبدو هذا واضحا في فرنسا حيث تدرس لجنة برلمانية حظرا مقترحا لارتداء النقاب لكن رئيسها اعترف قبل أسبوعين بأنها لن توصي بحظره قانونيا.

في الوقت نفسه استغلت مارين لوبان نائبة زعيم حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف التصويت السويسري لتقول إن الأوروبيين "يرفضون العلامات التفاخرية والتي كثيرا ما تكون مستفزة (التي تدل على) الجماعات السياسية الدينية المسلمة."

وقال برانين ان الجبهة الوطنية ستؤكد هذا في حملتها للانتخابات الإقليمية في مارس آذار لاستعادة تأييد الناخبين المحافظين الذين ساندوا موقف نيكولا ساركوزي الصارم من قضية القانون والنظام في حملته الانتخابية قبل عامين.

وأشار الييفي في تقريره الى أن بناء المساجد أصبح اشبه بالروتين في فرنسا. وأعطت مرسيليا مؤخرا الضوء الاخضر لبناء مسجد كبير وقد وضع البناؤون قبة فوق مسجد ستراسبورج الكبير الاسبوع الماضي.

وكتب يقول ان تأكيد بريطانيا على التعددية الثقافية والحقوق الدينية "أسهم في خلق مناخ ادى الى وجود الاسلام بوضوح."

ويقول ألييفي ان عدد المساجد في المانيا اكبر من عددها في اي دولة اوروبية أخرى لكن البوسنة كانت منفتحة نسبيا على اقامة الماذن.

وكان هناك العديد من الاحتجاجات والمناقشات الحامية لليمين المتطرف بشأن مسجد كبير كان من المخطط بناؤه في كولونيا لكن المشروع الذي شمل مئذنتين رفيعتين على الطراز العثماني طول الواحدة منها 55 مترا يمضي الان قدما بدعم من حكومة المدينة.

وأصبح العداء المتزايد للإسلام أكثر وضوحا بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 من خلال الجدل الذي ثار حول المساجد في دول أوروبية أخرى حيث الجاليات المسلمة أحدث عهدا.

ويحظر بناء المآذن في إقليمين بالنمسا لكنه مباح في مناطق أخرى. ونظم حزب رابطة الشمال بايطاليا سير خنازير على مواقع بناء مساجد لتدنيسها.

وكتب ألييفي أنه على الرغم من زيادة في المشاعر المعادية للمسلمين فان هولندا "تظل دولة منفتحة على مجموعة متنوعة من أماكن العبادة بما في ذلك الاماكن الخاصة بالمسلمين." واليمين المتطرف في بلجيكا قوي لكنه يتبع سياسات براجماتية فيما يتعلق بالمساجد.

وأضاف "الصراع أقل قوة ويتكرر بمعدل أقل حيث يتمتع المسلمون بمزيد من الحقوق واكثر قوة ويتكرر بمعدل اكبر حيث يتواجد المتعهدون السياسيون لرهاب الاسلام."

غير أن الحديث عن "صدام الحضارات" بين الاسلام والغرب "يتناقض تناقضا غريبا مع الاتجاهات للوجود الاسلامي على المدى الطويل وهو تحرك تدريجي نحو الاندماج واضفاء طابع مؤسسي."

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 3/كانون الاول/2009 - 15/ذو الحجة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م