
شبكة النبأ: تشير حدة التصريحات التي
تطلقها كل من إسرائيل وإيران الى في مضمونها إن الفترة الحالية سوف
تسودها أجواء من الاستقرار النسبي في المنطقة، خصوصا إن تلك التصريحات
دون شك تلفت نظر المحللين الى وجود صفقة بين الأطراف المتنازعة لضمان
امن المنطقة من أي خرق عسكري قد يقدم عليه احد الأطراف.
من جانب آخر تسعى كلا من إسرائيل وإيران لخطب ود القارة الجنوبية
الأمريكية من خلال تكثيف الحراك الدبلوماسي هناك، في سياق التأثير على
المواقف التي تتخذها تلك الدول من قضايا الشرق الأوسط بصورة عامة
والملف النووي الإيراني بصورة خاصة.
كلب ينبح
من جانبه قلل الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد من إمكانية شن هجوم
عسكري على بلاده من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة معتبرا إن "الأسلحة
والتهديدات هي شيء من الماضي".
وردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول مخاوفه المحتملة من هجوم مسلح
على إيران من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة، أجاب الرئيس الإيراني
إن "عصر الهجمات العسكرية انتهى حاليا، نحن في مرحلة حوار وتفاهم.
الأسلحة والتهديدات هي شيء من الماضي".
وبدون أن يخفي بسمة تهكمية، أضاف احمدي نجاد إن هذا الأمر واضح "حتى
للأشخاص المتخلفين عقليا".
وأضاف "الذين تشير إليهم (إسرائيل والولايات المتحدة) لا يتمتعون
بالشجاعة لمهاجمة إيران وهم حتى لا يفكرون بهذا الأمر".
كما وجه قيادي عسكري إيراني انتقادات ضمنية إلى روسيا، بسبب تأخرها
في صفقة صواريخ S300 المتقدمة التي ترغب طهران في الحصول عليها، حيث
قال إن بلاده "لن تنتظر الآخرين" لتوفير حاجاتها الدفاعية.
وقال العميد أمير حاجي زادة، قائد القوة الجوية والفضائية التابعة
للحرس الثوري، إن طهران قادرة على تدمير الطائرات الإسرائيلية من طراز
F15 وF16 بدفاعاتها الجوية، كما بوسعها ضرب المطارات التي تنطلق منها،
واعتبر تهديدات إسرائيل العسكرية لبلاده مجرد "حرب نفسية" لأن الكلب
الذي يمكنه أن يعض، لا ينبح،" بحسب تعبيره.
وكان حاجي يتحدث بالتزامن مع انطلاق المرحلة الثانية من مناورة "المدافعين
عن سماء الولاية" التي تجريها إيران حيث قال إن التدريبات "تقام لمدة
خمسة أيام وتتضمن منطقة واسعة في البلاد، ويتم خلالها اختبار الظروف
الحقيقية للحرب وتستخدم فيها جميع إمكانيات الدفاع الجوي وأنظمة الحرب
الإلكترونية." بحسب(CNN).
وتطرق حاجي إلى قضية صواريخ S300 التي لم تسلمها موسكو لطهران بعد،
بسبب ما يشاع عن ضغوط دولية، فقال إن توفير الأمن لأجواء إيران "لا
يعتمد على تسلم هذه المنظومة الصاروخية، ولو أن وزارة الدفاع تتابع
مسالة تنفيذ صفقة الشراء."
وذكر حاجي أن من خصائص هذه المناورة "مواجهة الطائرات التي تستهدف
من بعد وکذلك مواجهة صواريخ کروز التي تحلق في ارتفاعات منخفضة، کما
سيتم للمرة الأولى استخدام مدافع متوسطة المدى وبعيدة المدى للتصدي
لصواريخ کروز، بالإضافة للاستخدام الواسع لمنظومات (سام 6) التي جرى
تطويرها داخل البلاد.
وعن التهديدات الإسرائيلية الأخيرة لبلاده قال حاجي زادة إنها أکثر
ما تكون "حربا نفسية،" وأضاف: "نحن على ثقة من عجزهم عن القيام بأي
تحرك ضدنا لأنهم لا يمتلکون تصورا صحيحا عن رد فعلنا، وهم قلقون للغاية
من حجم ردنا وتداعيات الإجراء الذي يمکن أن يقوموا به،" وفقاً لوكالة
الأنباء الإيرانية.
وأشار المسؤول العسكري الإيراني بعد ذلك إلى المثل القائل بأن "الكلب
الذي يمكنه أن يعض، لا ينبح" وقال إن تحرك إسرائيل ضد إيران: "ستتبعه
تداعيات لا يمكن التكهن بها.. ومن المؤکد أن طائراتهم من طراز F1 وF16
التي يملكونها ستقع في فخ دفاعاتنا الجوية ومن ثم تدمر.. وإذا تمكنت
طائرات لهم أحيانا من الفرار فإن القواعد التي کانت قد انطلقت منها
ستصاب من قبل صواريخنا المدمرة."
وكان قائد الدفاع الجوي الإيراني، العميد أحمد ميقاني، قد أعلن
السبت عن مناورات مشتركة تشارك فيها قوات الدفاع الجوي في الجيش والحرس
الثوري الإيراني.
وتزامن الإعلان عن مناورات "المدافعين عن سماء الولاية" السنوية، مع
تحذير وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، للجمهورية الإسلامية
بشأن برنامجها النووي المثير لقلق الغرب.
وأوضح ميقاني أن أغلب وحدات الدفاع الجوي ستشارك في المناورات، التي
سيتم تنفيذها على مراحل، تمثل إحداها إحباط هجمات مفترضة على أهداف
إستراتيجية وحساسة، والرد عليها عبر منظومات الدفاع الجوي.
ويذكر أن إيران أجرت في سبتمبر/ أيلول الماضي مناورة صاروخية دفاعية
تحمل اسم "الرسول الأعظم 4"، أجرت فيها سلسلة من التجارب الصاروخية
قوبلت بانتقادات دولية قوية، وصفها البيت الأبيض بالاستفزازية، وقالت
فرنسا إنها تعزز مخاوف الدول المجاورة لإيران والمجتمع الدولي، فيما
أبدت روسيا قلقها ودعت لضبط النفس.
واختبرت قوات الحرس الثوري الإيراني بنجاح صواريخ "شهاب ـ 3" بعيدة
المدى من طراز "قدر ـ 1"، وصاروخ "سجيل"، الذي يعمل بالوقود الصلب،
وذلك في المرحلة الثالثة والأخيرة من مناورة "الرسول الأعظم 4."
وجاءت تلك المناورات قبيل أيام من محادثات إيران مع دول (5+1) بشأن
ملفها النووي، الذي يخشى الغرب من أن تكون له أبعاد عسكرية، إلا أن
طهران تقول إنه يقتصر فقط على أغراض سلمية.
مناورات المواقع النووية
من جهة اخرى اجرت القوات الجوية الايرانية الاحد مناورات تستمر خمسة
ايام تشتمل على التدريب على الرد على هجمات افتراضية تستهدف المواقع
النووية الايرانية، كما افاد تلفزيون برس (انكليزي) وتلفزيون العالم (عربي)
الحكوميان.
وتقع محطة بوشهر النووية التي لم يبدأ تشغيلها بعد في محافظة بوشهر
جنوبا، فيما توجد مواقع تخصيب اليورانيوم الايرانية الاخرى في اصفهان
وقرب طهران.
وتثير الطموحات النووية الايرانية المخاوف من استخدامها اليورانيوم
المخصب لانتاج قنبلة ذرية. وتصر طهران على ان برنامجها مدني. ولم
تستبعد الولايات المتحدة واسرائيل خيار شن ضربة عسكرية على منشآت ايران
النووية. بحسب فرانس برس.
وتجري ايران دوريا مناورات دفاعية وتجاهر باحراز انجازات في قدراتها
العسكرية لاظهار استعدادها لمواجهة اي تهديد عسكري حيال برنامجها
النووي. وهددت ايران باستهداف المصالح الاسرائيلية والاميركية في حال
تعرضها لهجوم.
وقال مجتبي زلنور ممثل المرشد الاعلى علي خامنئي داخل الحرس الثوري
كما نقلت عنه الاحد وكالة الانباء الايرانية الرسمية "اذا هاجم الاعداء
ايران، فان صواريخنا ستضرب عمق تل ابيب".
ما بعد بعد حيفا
في سياق متصل و رداً على ما وصف بأنه تهديدات إسرائيلية جديدة
للبنان، أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، أن الرد
على الحرب المقبلة سيبدأ هذه المرة من "بعد ما بعد حيفا"، وذلك في كلمة
له بمناسبة "يوم الشهيد المركزي."
واعتبر الأمين العام لحزب الله، أن التهديدات الإسرائيلية للبنان
حمّالة أوجه، مؤكداً في الوقت ذاته استعداد" المقاومة" لتدمير كل الفرق
الإسرائيلية التي قد تحاول الاعتداء على لبنان، وفقاً للكلمة التي
نقلها تلفزيون المنار اللبناني، التابع للحزب.
وشدد نصرالله على أن الحرب القادمة يمكن أن "تبدأ من ما بعد بعد
حيفا"، وقال مخاطباً الإسرائيليين إن عليهم أن يفهموا أن تهديداتهم "لا
طائل منها، وأن حربه الجديدة على لبنان ستؤدي إلى وقفة لبنانية شاملة
وليس انقساماً، وأنه علينا أن نفهمه أننا جميعاً سنكون سوياً في الدفاع
عن أرضنا ومقاومتنا وشعبنا." بحسب (cnn).
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال غابي أشكنازي، قد قال في
وقت سابق إن حزب الله يمتلك في ترسانته عشرات الآلاف من الصواريخ،
بعضها قادر على ضرب العمق الإسرائيلي.
وقال: "يسود الهدوء في الوقت الراهن على الحدود الشمالية والجنوبية..
لكنه هدوء مضلل.. فوراء هذه الحواجز الجماعات الإرهابية تكتسب المزيد
من القوى."
أما نصرالله، وردا على تصريحات اشكينازي، قال: "نحن مثل عادتنا لا
نؤكد ولا ننفي، وليتحدثوا هم، فإذا كان صحيحا فهذا أمر جيد، وإذا لم
يكن صحيحا فهو يكون بذلك يعمل حربا نفسية على نفسه وجيشه وشعبه دون أن
نتحدث بأي كلمة."
وتطرق الأمين العام لحزب الله إلى إدارة الرئيس الأمريكي باراك
أوباما، معبراً عن فشلها فيما يتعلق بإجراء تحول في سياساتها تجاه
العرب والمسلمين، الأمر الذي أحبطهم واصفاً ما حصل بـ"سقوط الأوهام"،
خصوصاً في الأسابيع القليلة الماضية.
وأوضح أن "المحصّلة المتوقعة لإدارة أوباما في السنوات المقبلة من
حكمه، هي التزام أمريكي مطلق لإسرائيل ومصالح إسرائيل وبشروط إسرائيل
وبأمن إسرائيل.. التزام مطلق لا يراعي ولم يعد يداري كما حاول في خطابه
في القاهرة.. لا يداري ولا يراعي أي كرامة أو مشاعر أو أحاسيس للشعوب
العربية والإسلامية ولدولها ولحكوماتها."
وطالب نصرالله من العرب "أن يراجعوا خطاب أوباما الذي توجه به إلى
المحتشدين في الساحة التي اغتيل بها اسحاق رابين، وأقيمت فيها ذكراه
السنوية قبل أيام ـ لنستمع إلى الالتزام 'الأوبامي' الصارخ والقاطع
والحازم بإسرائيل وبأمن إسرائيل."
وشدد نصرالله على أن الأمريكي يأتي للمرة الأولى منذ قيام إسرائيل
ليكون شريكاً ميدانياً فعلياً في أي مواجهة قد تفرضها إسرائيل على
لبنان أو غزة أو سوريا أو إيران، مشيراً إلى أن هذا الأمر لم يُعهد مع
إدارة بوش، حيث سيبقى جزء من القوة الأميركية في إسرائيل لمساعدتها في
أي مواجهة.
ودعا الأمين العام لحزب الله اللبناني إلى تقارب سعودي إيراني
لإطفاء الحرائق في المنطقة، وقال: "فلتكن هناك مبادرة إيرانية باتجاه
السعودية أو مبادرة سعودية باتجاه إيران، أو مبادرة من أي مكان عربي أو
إسلامي لإيجاد تواصل بين هذين البلدين الكبيرين والمهمين في العالم
الإسلامي، أن يكون هناك تعاون لإطفاء الحرائق."
كذلك رحب نصرالله بالدور الايجابي الذي تقبل عليه تركيا في المنطقة،
وقال: "نحن مع تركيا السنية إذا كانت تريد أن تدافع عن فلسطين وعن غزة
وعن المسجد الأقصى قبل أن نكون مع إيران الشيعية، بل أكثر من ذلك نحن
مع فنزويلا الشيوعية التي تقف إلى جانب فلسطين ولبنان."
وتطرق نصرالله إلى "مراهنة البعض على المفاوضات مع العدو" ( إسرائيل)،
مشيراً إلى أنه "كلام أحد الفلسطينيين المفاوضين" الذي أكد خوض 18 سنة
من المفاوضات الفاشلة مع إسرائيل.
وأجرى مقارنة قائلاً: "في المقابل خضنا 18 عاماً من المقاومة في
لبنان من 1982 إلى 2000 كان نتيجتها تحرير لبنان من الاحتلال الصهيوني
بعزة وكرامة ودون منة من أحد في هذا العالم."
داخلياً، عبر الأمين العام لحزب الله عن أمله في أن تكون الحكومة
اللبنانية الجديدة حكومة تضامن وتماسك، وألا تكون حكومة متاريس، وتسجيل
نقاط، مشيراً إلى أن من أهم أسباب التأخير في تشكيل الحكومة كان
المزايدات وتسجيل النقاط. وشدد نصر الله على أن نجاح هذه الحكومة
برئيسها ووزرائها هو "مصلحة لنا وللبنان."
نجاد في البرازيل وفنزويلا
الجدير بالذكر ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بدأ جولة تشمل
خمس دول من بينها البرازيل وفنزويلا في مسعى لتعزيز العلاقات مع هاتين
الدولتين اللتين تملكان اكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية وتدعمان
برنامج بلاده النووي.
ومنذ توليه السلطة في عام 2005 سعى احمدي نجاد الى اقامة علاقات مع
قادة اميركا الجنوبية اليساريين اضافة الى "علاقته الاخوية" بالرئيس
الفنزويلي المعادي للولايات المتحدة هوغو تشافيز.
وستشمل الجولة التي تستمر خمسة ايام كذلك بوليفيا البلد اليساري
الاخر في اميركا الجنوبية. كما سيزور كلا من السنغال وغامبيا في غرب
افريقيا، بحسب موقع الرئاسة الايرانية على الانترنت.
وصرح احمدي نجاد قبل مغادرته طهران ان "دولا مثل ايران والبرازيل
وفنزويلا وغامبيا والسنغال لديها القدرة على وضع نظام عالمي جديد".
وفي اشارة الى العلاقات التي تزداد قوة مع البرازيل، قال احمدي نجاد
ان "ايران والبرازيل لديهما رؤية مشتركة حول الوضع في العالم، وهما
مصممتان على تطوير التعاون بينهما".
وتثير العلاقة بين ايران وعدد من الدول التي تناصب الولايات المتحدة
العداء في اميركا الجنوبية، قلق واشنطن وحليفتها اسرائيل، وسط تكهنات
بان فنزويلا وبوليفيا ربما تقومان بتزويد ايران باليورانيوم اللازم
لبرنامجها النووي المثير للجدل.
واعرب الرئيس البرازيلي لويس اناسيو لولا دا سيلفا عن دعمه لبرنامج
ايران النووي طالما هو سلمي، فيما تسعى البرازيل الى تعزيز مكانتها
الدبلوماسية في العالم بلعب دور الوسيط في الشرق الاوسط.
ويعارض الرئيس البرازيلي، الذي استضاف نظيره الاسرائيلي شيمون بيريز
هذا الشهر، بشدة فرض عقوبات على ايران بسبب تحديها المجتمع الدولي بشان
برنامج النووي، ويدعو الى الدبلوماسية والفاوضات.
ولم تستبعد اسرائيل والولايات المتحدة مطلقا اللجوء الى الخيار
العسكري لاحباط تطلعات ايران النووية.
ولا تزال الدول الغربية تأمل في رد ايجابي من ايران على الاتفاق
الذي تم التوصل اليه بوساطة الامم المتحدة لتبديد المخاوف من امكانية
ان تستخدم طهران اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة.
وقال لولا انه يعتقد ان موجة الانتقادات التي تقودها الولايات
المتحدة ضد ايران تذكر بالتبريرات التي سيقت للحرب على العراق والتي
ثبت عدم صحتها فيما بعد.
واضاف "حتى اليوم، ان هؤلاء القادة الذين ايدوا حرب العراق لم
يتمكنوا من توضيح الاسباب التي دفعتهم الى غزو ذلك البلد اذا لم تكن
هناك اية اسلحة كيميائية. وانا ارى نفس الشيء يحدث حيال ايران".
وفرضت على ايران ثلاث مجموعات من العقوبات بسبب رفضها تعليق عمليات
تخصيب اليورانيوم.
وقبيل الزيارة رحب احمدي نجاد بدعم البرازيل لحق بلاده في برنامج
نووي سلمي. وقال في بيان "بينما يدور جدل غير منصف في الدول الغربية ضد
برنامج ايران النووي السلمي، فان الشعب البرازيلي يقف مع الشعب
الايراني".
واضاف الرئيس الايراني "اذا اتحد الشعب البرازيلي والشعب الايراني
بشان قضايا مثل الهجوم الوحشي للنظام الصهيوني على سكان غزة العزل، فان
ذلك سيظهر رغبة مشتركة" في السلام.
ويتوقع ان يناقش الرئيس الايراني خلال زيارته البرازيل التعاون بين
البلدين في عدة مجالات من بينها التكنولوجيا وانتاج النفط واستكشاف
الفضاء.
وخلال زيارته بوليفيا، التي تمتلك ثاني اكبر احتياطي من الغاز في
اميركا الجنوبية، سيعقد الرئيس الايراني ونظيره البوليفي ايفو موراليس
لقاء خاصا ويوقعان اتفاقيات ثنائية، حسب الرئاسة البوليفية.
وفي فنزويلا يتوقع ان يلقى احمدي نجاد ترحيبا حارا نظرا لعلاقاته
الجيدة مع تشافيز، حيث يعرف الزعيمان بسياستهما الاقتصادية الشعبوية
وانتقاداتهما للولايات المتحدة.
وقد زار تشافيز، الذي يدعم برنامج ايران النووي، ايران عدة مرات.
وواجه احمدي نجاد انتقادات داخل بلاده تشكك في جدوى السعي للحصول على
دعم حلفاء في اميركا الجنوبية البعيدة جغرافيا عن ايران.
وتجمع الف شخص امام شاطئ ايبانيما السياحي في ريو دي جانيرو للتظاهر
ضد زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى البرازيل.
وينتمي المتظاهرون الذين ارتدوا ملابس بيضاء الى جمعيات يهودية
واخرى معادية للعنصرية، وجمعيات للدفاع عن حقوق المثليين، والجماعات
الانجيلية، واتباع طوائف افريقية برازيلية وجمعيات بيئية، وهتفوا "يا
برازيل، اي ضيف هذا؟"
وصرح ارليكس استيفيز (40 عاما) المنتمي الى جماعة مناصرة لاسرائيل "البرازيل
رمز التنوع، السلام، التسامح، والتعايش بين الشعوب. وزيارة احمدي نجاد
تمثل عكس ما ترمز اليه البرازيل".
ورفعت يافطة تقول "من ينكر حقيقة المحرقة ينكر ايضا حقيقة العبودية
في البرازيل". ونددت يافطات اخرى "بكره المثليين" و"بانكار وجود دولة
اسرائيل". كما طلبت يافطة اخرى من الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا
دا سيلفا "ان يوضح" للرئيس الايراني ان "العنصرية جريمة". وفي ختام
التظاهرة اطلق المشاركون بالونات كتب عليها "حرية" او "حقوق الانسان".
بيريز في الارجنتين
من جانبه وصل الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الى الارجنتين، المحطة
الثانية بعد البرازيل من جولة قصيرة في اميركا اللاتينية لاحتواء "التسلل
الايراني" في المنطقة.
وخلال لقاء الاثنين مع الرئيسة الارجنتينية كريستينا كيرشنر، سيناقش
بيريز ايضا قضية السلام في الشرق الاوسط، قبل اسبوع من زيارة رئيس
السلطة الفلسطينية محمود عباس الى بوينوس ايرس.
وهذه اول زيارة منذ 20 عاما لرئيس اسرائيلي الى الارجنتين، التي
تستضيف اكبر جالية يهودية في اميركا اللاتينية (300 الف شخص). بحسب
فرانس برس.
وتؤكد اسرائيل والبلدان الغربية ان ايران تسعى الى حيازة السلاح
النووي، لكن ايران تنفي ذلك.
وتجرى هذه الجولة فيما قطع بلدان آخران من القارة، هما فنزويلا
وبوليفيا في كانون الثاني/يناير، علاقاتهما الدبلوماسية مع اسرائيل،
احتجاجا على الهجوم العسكري الاسرائيلي على غزة في كانون الاول/ديسمبر
2008-كانون الثاني/يناير 2009.
وفي ايار/مايو الماضي، اقامت وزارة الخارجية الاسرائيلية ايضا رابطا
بين فنزويلا وبوليفيا والبرنامج النووي الايراني. لكن هذين البلدين
نفيا ذلك.
وسيرأس بيريز ايضا الاحتفال الذي سيقام لقتلى الهجوم على السفارة
الاسرائيلية في بوينوس ايرس في 17 آذار/مارس 1992 (29 قتيلا).
وفي 1994، استهدف هجوم بالقنابل مقر الهيئة اليهودية-الارجنتينية في
بوينوس ايرس واسفر عن 85 قتيلا.
ويشتبه القضاء البريطاني بتورط ايران في الاعتداء الثاني وطالب
باعتقال عدد من كبار المسؤولين الايرانيين في تلك الفترة ومنهم احمد
وحيدي الذي عين وزيرا للدفاع في ايلول/سبتمبر الماضي.
كما وصف الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في حديث نشرته صحيفة
لافنغوارديا الاسبانية ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد «ليس له
مستقبل».
وصرح بيريز للصحيفة خلال الزيارة الرسمية التي قام بها الى البرازيل
«بالتأكيد ان الحديث هنا يجري كثيرا حول ايران»، لكن «لا اظن ان
لرئيسها مستقبلا».
واضاف «لا يكفي في تلك المنطقة وغيرها انفاق مئات ملايين الدولارات
لشراء النفوذ والمواقع والناس».
وتابع «لا بد من رسالة ايجابية لشعبه وللعالم. انه رئيس يدعو الى
تدمير بلد آخر وينكر المحرقة، بينما لايزال هناك آلاف وآلاف من الناجين
منها على قيد الحياة في اسرائيل وقد حفر على ذراعهم رقم النازية».
وقال ايضا ان «ايران تدمر لبنان بدعمها حزب الله وتقسيمها البلاد.
انها تزود حماس بالاسلحة في قطاع غزة وتحاول تدمير حكومة السلطة
الفلسطينية للرئيس (محمود) عباس».
ويغادر بيريز الاحد البرازيل ليواصل جولته في الارجنتين.
وهي اول زيارة يقوم بها الرئيس الاسرائيلي الى البرازيل منذ 34 سنة،
في جولة تهدف في الاساس الى احتواء النفوذ الايراني في المنطقة، قبل
اسبوعين من وصول محمود احمدي نجاد الى برازيليا. |