حياة الحيوان... حقائق تكتنفها الإسرار والغرائب

بيت عنكبوت هو الأقدم في العالم واسماك قرش تجري عملية قيصرية

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: كانت ويزال عالم الحيوان يشارك البشرية منذ الأزل بشكل مباشر ومؤثر على كوكب الأرض، حتى باتت تلك المخلوقات جزءا أصيلا من حياة الإنسان، لكن تبقى العديد من الحقائق والأسرار تكتنف حياة شركائنا على الأرض رغم انقضاء ردحا طويلا من التعايش المشترك.

أعماق البحار

أعماق البحار المعتمة والغارقة في البرد ليست قاحلة البتة ذلك ان الاف الانواع الحيوانية ومن بينها أنواع غريبة تعيش في كنفها في عمق يصل الى خمسة الاف متر، وفق ما جاء في أبحاث لفريق دولي من الباحثين.

وهذه الابحاث جزء من مشروع لاصدار دليل للحياة البحرية (سانسوس اوف مارين لايف) ساهم فيه اكثر من الفي عالم يتحدرون من ثمانين بلدا.

ومنذ اطلق المشروع في العام 2000، تم احصاء 17650 نوع من بينها انواع عدة من السلاطعين، والقريدس والدود فضلا عن كائنات حيوانية غريبة اخرى تعيش على عمق يتجاوز مئتي متر، وهو الحد الفاصل لبلوغ اشعة الشمس.

وتتأقلم معظم هذه الكائنات مع غذاء يتكون من غائط الحيوانات التي تعيش في المنطقة التي تنعم بالضوء اي في عمق يقل على مئتي متر. اما الانواع الباقية فتتغذى من البكتيريا التي تفكك الهيدروكربونات والكبريت وغاز الميتان وهياكل الحيتان العظمية ايضا التي تستقر في اعماق المحيطات. بحسب فرانس برس.

ومن اجل اتمام البحث عمد العلماء الى استخدام الكاميرات والات السونار وتقنيات حديثة اخرى من بينها غواصات صغيرة الية او تلك التي يحركها الخبراء وفي وسعها الهبوط الى عمق يصل الى خمسة الف متر.

ويشير ادوارد وادين بيرج الذي يشرف على "نظام معلومات الجغرافية الحيوية في المحيطات" (او بي اي اس) في "سانسوس اوف مارين لايف" الى انهم اكتشفوا، على ما توقعوا، تراجع عدد الانواع على نحو كبير مع ارتفاع العمق.

غير ان علماء الاحياء هؤلاء استطاعوا كما قال تصنيف 5722 نوعا الى اليوم متواجدة على عمق يزيد على الف متر.

ويشير العلماء الى ان هذه الابحاث سمحت بالاضاءة على غنى وتنوع وتوزع الثروة الحيوانية في اعماق المحيات التي اعتقد انها خالية.

ويلفت روبرت كارني من جامعة لويزيانا (جنوب) وهو المسؤول المساعد عن دراسة الثروة الحيوانية في اقاصي المسطحات القارية ان "غنى الحياة منوط بنوع الاغذية المتوفرة وانه يتقلص على نحو سريع مع الغوص اكثر في اعماق البحار".

ويقول "يجري الانتقال بين غنى الغذاء ومصدره التركيب الضوئي وبين تقشف الاعماق المحرومة من الضوء في المحيط عند هذه الهوامش النائية للمسطح القاري. يشير هذا الانتقال الى قدرة هذه الانواع المذهلة على التكيف وعلى ايجاد استراتيجيات للبقاء".

ويلفت الباحث الى صعوبة فهم هذا التنوع الحيواني ذلك ان الوحل الذي يغطي الاعماق يبدو متساويا وفقيرا بالغذاء. ليضيف "يعكس هذا التنوع الكبير للاعماق البحرية الاساليب المختلفة للتأقلم من اجل البقاء على قيد الحياة".

ومن بين الانواع المذهلة التي اكتشفتها البعثات المختلفة، يتوقف الباحثون عن نوع من الاسماك "غريب ومستطيل وبرتقالي اللون" من صنف يعرف علميا ب "نيوسييما" التقط في عمق يتراوح بين الفين والفين وخمسمئة متر، في العمق البحري في وسط المحيط الاطلسي. والى اليوم لم يتم التقاط سوى خمسة نماذج منه.

اما الحيوان الغريب الثاني فوجد في المنطقة عينها على عمق يتراوح بين الف وثلاثة الاف متر، وهو يذكر بالفيل الطائر "دامبو" الذي ابتكرته استوديوهات "ديزني" وذلك بسبب اذنيه التي يستخدمها كزعانف. وبلغ طول النموذج الذي التقطه افراد البعثة نحو مترين فيما كان يزن ستة كيلوغرامات.

وسيتم الافصاح عن المضمون النهائي لدليل "سانسوس" للانواع البحرية في العالم وهو ثمرة اكثر من مئتي بعثة، في الرابع من تشرين الاول/اكتوبر من العام 2010 في لندن.

لغز اختفاء النحل

من جانب آخر يسعى فيلم وثائقي جديد الى حل لغز اختفاء مليارات من النحل من خلايا عسل النحل في كل انحاء الولايات المتحدة حيث يخلص الى ان المشتبه به الرئيسي هو المبيدات الحشرية.

ويتتبع فيلم "اختفاء نحل العسل" "Vanishing of the Bees" والذي يطرح في عدد محدود من دور العرض في بريطانيا مصير مجموعة نحالين امريكيين تأثروا بفعل "مرض انهيار طائفة النحل" والذين تضرروا لاول مرة في 2004 وتصدر العناوين الرئيسية في الولايات المتحدة بعد ذلك بثلاثة أعوام. بحسب رويترز.

وهناك اعداد لاتحصى من النحل قد تختفي فجأة تاركة خلايا نحل فارغة لا يوجد بها سوى عدد قليل وهذه الظاهرة ترتبط بشكل متباين بالسوس والمرض والمحاصيل المعدلة وراثيا والهواتف الخلوية.

وبينما لم يتسن التأكد من هذا السبب بعد يوحي الفيلم بأن هناك صلة بالمبيدات الحشرية وخاصة تلك التي تضاف الى بذور خلافا لتلك التي ترش على النباتات.

واضاف الفيلم ان هناك ايضا عوامل اخرى قد تساهم ومن بينها حقيقة أن النحل يجري نقله الى مسافات طويلة لتلقيح محاصيل مفردة أو زراعات قائمة على محصول واحد وليس لانتاج العسل.

وهيمنة الزراعات ذات المحصول الواحد في الولايات المتحدة تعني ان المحاصيل تزهر مرة واحدة فقط كل عام وهذا لا يمكن ان يدعم الحشرات المتوطنة. ولذلك حدث دمار بسبب "مرض انهيار طائفة النحل" لدرجة ان النحالين بدأوا في شحن النحل من استراليا لتلبية الطلب الامريكي.

ويدفع المخرجان جورج لانجوورثي وماريام هينين ومقرهما الولايات المتحدة بأن المشكلة تتجاوز اختفاء هذه الحشرات. اذ ان ثلث كل ما نأكله ملقح بالنحل وبدونه قد تصبح الزراعة في حالة فوضى.

وقالت هينين في مقابلة في لندن "لقد كان واحد من اقدم حلفائنا. ونعتمد بالفعل على عسل النحل في الاكل وربما يكون انطلاقا من الانانية ان ذلك يرفع ذلك راية حمراء".

واضاف لانجوورثي "انها مسألة اوسع نطاقا تتعلق بنظام الزراعة. وسيتعين على الناس اعادة النظر فيها وربما لا يرغبون في ذلك.وحقيقة سيتعين علي ان اتلقى دفعة بفعل دعوة الرأي العام من اجل تغيير".

ويفتتح فيلم "اختفاء نحل العسل" البالغ مدته 90 دقيقة في مسارح بريطانية مختارة في التاسع من اكتوبر تشرين الاول. وقالت هينين انها تأمل في طرح الفيلم في أمريكا في الربيع المقبل.

بيت عنكبوت

على صعيد متصل أكد علماء أن شباك عنكبوت عثر عليها داخل قطعة كهرمان بشاطئ ساسكس الشرقية جنوب شرقي بريطانيا هي الأقدم حتى الوقت الراهن.

ويعود تاريخ قطعة الكهرمان، التي عثر عليها في بيكسهيل جيمي هيسكوك وشقيقه جوناثان وهما من هواة جمع الحفريات، إلى حوالي 140 مليون سنة أي إلى الحقبة الجيولوجية المعروفة بالكريستاسي.

وقال البروفيسور مارتن برازير الذي نشر تقريرا عن الموضوع في مجلة الجمعية الجيولوجية، إنها أقدم الشبكات العنكبوتية المعروفة لحد الآن.

وأضاف أستاذ بيلوجيا الحفريات في جامعة أوكسفورد قائلا: "إن قطعة الكهرمان هذه نادرة جدا. لقد جاءتنا من أعماق الحقبة الكريستاسي، ما يجعل منها أقدم القطع التي تحتوي على أحفورة."

وقال كذلك: "هذه العناكب متميزة، فقد خلفت قطرات لاصقة على طول الشبكة بغرض اصطياد فرائسها."

وخلصت الدراسة التي أجراها برازير إلى أن صنف العناكب الذي حاك الشبكة قريب جدا من عناكب الحدائق في وقتنا الراهن. بحسب رويترز.

ويعتقد العلماء أن الشبكة حصرت داخل مادة صمغية سالت من شجرة صنوبر أثناء حريق شب في غابة بالجوار.

عيون القريدس

من جهتهم قال علماء بريطانيون إن نوعا من القريدس (الروبيان) العملاق يعيش في الحاجز المرجاني الكبير باستراليا له عينان مدهشتان قد تضيئان السبيل نحو تطوير نوع جديد فائق الجودة من اجهزة تشغيل أقراص (دي.في.دي.).

ويتميز هذا النوع من القريدس الذي يسمى قريدس فرس النبي ويطلق عليه الغواصون "قاطع الابهام" بسبب مخالبه الحادة باكثر العيون تعقيدا في المملكة الحيوانية.

ويمكن لهذه الحيوانات ان ترى الالوان المكونة من 12 لونا أساسيا اي اربعة امثال البشر كما يمكنها ان ترصد انوعا مختلفة من استقطاب الضوء اي اتجاه التذبذب في موجات الضوء.

والان اظهر فريق من جامعة بريستول كيف يفعل القريدس ذلك باستخدام خلايا حساسة للضوء تدير مستوى الاستقطاب في الضوء وهو ينتقل خلال العين.

وتفعل اجهزة من صنع الانسان اشياء مماثلة في اجهزة تشغيل اقراص دي.في.دي. والاقراص المدمجة ولكنها تعمل بصورة جيدة بالنسبة الى لون واحد بينما تعمل عين القريدس بشكل يقرب من الكمال بالنسبة الى كل الوان الطيف المرئية من الاشعة فوق البنفسجية الى ما تحت الحمراء. بحسب رويترز.

ويمكن ان يسفر استخدام نفس القدرة المتعددة الالوان الى جهاز تشغيل دي.في.في. عن الة قادرة على التعامل مع معلومات تفوق كثيرا النوع العادي.

وقال الباحث نيكولاس روبرتس لرويترز "الالية التي عثرنا عليها في هذه العين غير معروفة للاجهزة التي يصنعها البشر. وهي تعمل بصورة افضل كثيرا من اي محاولات قمنا بها لصنع جهاز."

وهو يعتقد ان نظام العين "البسيط على نحو جميل" الذي يتألف من اغشية للخلايا ملفوفة على شكل انابيب يمكن تقليده في المعمل باستخدام البلور السائل. ونشرت تفاصيل بحث قريدس فرس النبي في دورية نيتشر فوتونيكس.

اما لماذا يحتاج القريدس الى مثل هذا المستوى المعقد من الرؤية فأمر غير معروف على الرغم من ان الباحثين يعتقدون ان له علاقة بالغذاء والتكاثر.

انقراض النمور

في سياق ذو صلة حذر خبراء من خطر انقراض النمور في الحياة البرية خلال عقدين ما لم يكثف العالم من جهود حمايتها لوقف التناقص المتواصل في أعدادها.

وقال الخبراء ومدافعون عن البيئة ان نحو 3500 نمر يعيشون في 12 دولة اسيوية وروسيا مقارنة بنحو 100 ألف قبل قرن من الزمان.

ويقتل الصيادون بصورة غير مشروعة النمور للاتجار في اعضائها وتعتبر اسيا سوقا للتجارة غير المشروعة في الحيوانات البرية والتي تقدر منظمة الشرطة الدولية (الانتربول) حجمها بما يزيد على 20 مليار دولار في العام. بحسب رويترز.

وتباع جلود النمور لاستخدامها كأبسطة ومعاطف ويمكن ان يباع جلد النمر في دولة مثل الصين بما يصل الى 20 ألف دولار.

ويقول محافظون على البيئة ان تدمير مواطن النمور والتعدي على مساحتها من المخاطر التي تهدد "الارث الاسيوي".

وقال ماهيندرا شريسثا مدير برنامج صندوق انقاذ النمور لرويترز على هامش مؤتمر لحماية النمور "اذا استمرت هذه التجارة كالمعتاد في محميات النمور فذلك سيقضي على النمور خلال ما بين 15 و20 عاما القادمة."

وصرح بان تشديد اجراءات الامن والنظام وتسيير دوريات لوقف عمليات الصيد الجائر والحفاظ على المواطن الحالية للنمور سيحسن الموقف.

وتعيش النمور في بنجلادش وبوتان وكمبوديا والصين والهند واندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار ونيبال وتايلاند وفيتنام بالاضافة الى روسيا.

وقال جون سيدينستيكر كبير العلماء في مركز الحفاظ على البيئة التابع لحديقة حيوان سميثسونيان بالعاصمة الامريكية واشنطن ان مواطن النمور تقلصت بنسبة 40 في المئة خلال العقد الماضي نتيجة لتدمير الغابات.

اندثار حيوانات كوالا

من جهة اخرى  حذر خبراء بيئيون، داعين الى تصنيف هذه الحيوانات التي تعد احد رموز استراليا، كنوع حيواني مهدد بالانقراض.

وقالت مؤسسة "استراليين كوالا فاونديشن" ان احدث الاحصاءات تشير الى انخفاض عدد الكوالا لأكثر من النصف خلال الاعوام الستة الماضية نتيجة التغير المناخي والامراض. وقالت رئيسة المؤسسة ديبورا تابارت ان الدراسة اظهرت انه يوجد 43 الف الى ثمانين الف كوالا في استراليا راهنا في حين كان عددها مئة الف في العام 2003.

وقالت تابارت لمحطة "اي بي سي" الاذاعية "ما نريد قوله هو ان عددها قد يكون 43 الفا كحد ادنى وثمانين الفا كحد اقصى". واوضحت تابارات ان عددا كبيرا من هذه الحيوانات قضى بسبب تفشي المتدثرة وهي كناية عن مرض يتم تناقله جنسيا، في حين تأثر عدد اضافي اخر بخسارة مواطنه الطبيعية نتيجة تقلص الغابات والتبدل المناخي.

وتحدثت ايضا عن الظروف المناخية ذلك ان الطقس صار حارا وجافا اكثر وهذا الامر ساهم في تقليص قيمة اوراق اوكاليبتوس الغذائية التي تعد مصدر قوت هذه الحيوانات الرئيسي مما يتسبب بسوء التغذية المؤدي الى الوفاة. وقالت "اظن ان التغير المناخي بدأ يؤثر فعلا في عدد حيوانات الكوالا".

وقالت تابارات ان النتائج التي استندت الى احصاءات شملت حوال الفي موقع في الغابات، اشارت الى اندثار كامل للكوالا خلال السنوات الثلاثين المقبلة في حال عدم اتخاذ اي خطوة حكومية. بحسب فرانس برس.

وحاولت منظمات المحافظة على البيئة ولكن من دون جدوى، جعل الحيوانات تصنف انواعا معرضة للخطر في العام 2006، ولفتت تابارات الى ان المعلومات الجديدة قدمت الدليل "على حدوث تراجع كبير جدا في الاعداد". وقالت "خلال اعوام طويلة كان ثمة معارضة شديدة لمبدأ حماية حيوانات كوالا واظن ان الامر لا يزال ساريا".

واكد الباحث بيل اليس انه وجد الدليل على حالات اندثار محددة جغرافيا وعلى حدوث "انحسار ملحوظ في عدد هذه الحيوانات" وذلك على امتداد الساحل الشرقي.ومن المفترض ان تصدر لجنة الانواع المهددة الحكومية توصيتها في منتصف العام 2010.

عملية قيصرية لسمكة قرش

في ذات السياق ذكرت صحيفة "نيوزيلاند هيرالد" أن العاملين في متحف كيلي تارلتون "عالم تحت الماء" بمدينة أوكلاند، ساورهم الشك في بادئ الأمر عندما أسرع بعض زوار المتحف وأخبروهم أن أسماك قرش صغيرة تخرج من جرح في معدة إحدى أسماك القرش بعد أن عضتها سمكة قرش أخرى.

إلا أنه عندما تحقق العاملون في المتحف من الأمر وجدوا سمكة القرش وبها جرح غائر في المعدة وحولها أربع من أسماك القرش الصغيرة تسبح في الحوض.

وقالت فيونا ديفيس المسئولة عن الحوض إنه من الشائع أن تهاجم أسماك القرش بعضها البعض إلا أنها لم تسمع مطلقا عن أي شيء مثل تلك العملية القيصرية الناجحة التي تم خلالها إنقاذ حياة أسماك القرش الصغيرة, وأضافت أن العاملين لم يكونوا على دراية بأن الأم كانت حبلى، وأضافت أنها إذا وضعت أطفالها الأربعة بشكل طبيعي ، على الأرجح خلال الليل ، فربما كانوا سيتعرضون للهجوم والالتهام من قبل أسماك القرش الكبيرة وأسماك الراي اللساع قبل أن تتاح للعاملين الفرصة لإنقاذهم.

وقالت ديفيس إن سمكة القرش التي ساعدت في عملية الولادة القيصرية نجحت بغرابة في قضم السمكة الحبلى من جزء معين من معدتها لإخراج صغارها دون أن تقتلهم أو تقتل الأم.

وتم نقل أسماك القرش الصغيرة إلى حوض مخصص للأسماك الصغيرة حيث يمكن للزوار رؤيتهم قبل أن يتم إطلاقهم في البرية.

اكتشاف فصائل جديدة

من جهتهم كشف علماء أن أعماق البحار يعج بآلاف الأنواع من المخلوقات البحرية الغريبة تعيش في ظلام دامس لم تر ضوء الشمس مطلقاً.

واستخدم العلماء المختصون كاميرات وأجهزة السونار وتقنيات أخرى لاستكشاف أعماق المحيطات السحيقة، التي لا يمكن للإنسان بلوغها، حيث كشفوا عن وجود 17650 فصيلة جديدة من المخلوقات البحرية، تأقلمت على العيش في المياة المظلمة والباردة على عمق 3 أميال في باطن المحيطات.

ويشارك في "مشروع إحصاء الحياة البحرية" آلاف العلماء من مختلف أنحاء العالم على مدى عقد كامل.

وتقتات معظم تلك المخلوقات على نمط غذائي يعتمد على بقايا ومخلفات الحيوانات البحرية التي تعيش في طبقات المياه الأعلى، ويعتمد بعض منها على الكبريت أو الميثان في قوته.

ونقلت "ساينسديلي" عن الباحث روبرت كارني من "جامعة لويزيانا": "عادة ما ينظر إلى أعماق البحار بشيء من اللامبالاة، كصحراء أو أرض جرداء.. ولكن ما وجدناه في عملنا هو أن هناك تنوعاً هائلاً من الفصائل تأقلمت على الحياة هناك بشكل لافت فشلنا في فهمه حتى اللحظة."

ومن بعض المخلوقات المكتشفة "دودة النفط" oil worm وتقتات على الكيماويات الناجمة عن تحلل النفط، وعثر عليها على عمق 990 متراً تحت البحر، و"آكل عظام الحوت" whale bone eater ويعرف علمياً بـ"أوسيداكس" واكتشف على عمق 500 متراً قرب نيوزلندا، إلى جانب "خيار البحر الشفاف" enypniastes، وتعيش على عمق 1.7 ميلاً.

وبدوره قال الباحث كريس جيرمان من "معهد وودز هول لعلوم المحيطات"، إن أعماق البحار "هي أكبر نظام إيكولوجي مستمر وأكبر موطن للحياة. وهو أيضا الأقل دراسة."

وقال الباحثون إن عينة من غلة الرواسب كشفت عن فصائل جديدة أكثر من تلك المعروفة وأن فائدة تلك الفصائل المكتشفة حديثاً تتجاوز كونها معجزة عملية محضة.

وشرح بول سنيلغروف، عالم المحيطات من "جامعة نيوفاوندلاند التذكارية" في كندا، قائلاً: ثمة اهتمام كبير بالتنقيب هناك.. شركات الأدوية مهتمة حقاً بما قد تقدمه حيوانات أعماق البحار.. لأنها غالبا ما تنتج مركبات غير عادية." بحسب (CNN).

وأجمع الباحثون على أن تغير المناخ والتغيرات في حموضة المحيطات "أدلة على زحف الملوثات أعمق وأعمق في المحيط، تنصب جميعها في إطار واحد هو أن الفصائل المكتشفة حديثاً قد  تكون عرضة للتغييرات التي يسببها الإنسان."

انتقام ثعبان

في خبر غريب انتقمت حية من نوع "الكوبرا" من جزار صيني في محافظة "هينان" قام بقطع رأسها بأن قفزت الرأس المفصولة وقامت بلدغه.

وأكد "هيو"، 58 عاماً، الذي يعمل في ذبح الثعابين منذ أكثر من عقد، إنه تعرض للدغ الحية، ويبلغ طولها متراً واحداً،  بعد أكثر من عشرة دقائق من "جز عنقها" حسب "تشاينا ديلي." وهرع "هيو" إلى المستشفى حيث سارع الأطباء لإنقاذ حياته.

ويشار إلى أن حمى أكل الثعابين التي اجتاحت الصين في وقت سابق هددت بانقراض أنواع كثيرة من الثعابين والتحذير من تأثير تراجع أعدادها على المزراع.

وحسب التقاليد الصينية الشائعة فإن جلد الأفعى وأجزاء أخرى منها تعود بالنفع على الصحة وتقوي القدرات الجنسية.

ونقلت تقارير محلية  أن 43 نوعاً من ثعابين الصين البالغ عددها 209، مدرج في القائمة الحكومية للحيوانات البرية المهددة بالانقراض، تحديداً الثعبان المعروف بملك الكوبرا وأفعى الحفرة وأنواع أخرى قد تنقرض تماما إذا لم توفر لها الحماية.

ومؤخراً، أوقفت شرطية صينية امرأة حامل بعد الاشتباه في هيئتها المريبة، لتكتشف أنه رجل يلف ثعباناً حول خصره. بحسب (CNN).

وقال الرجل إنه لف الثعبان وربطه حول بطنه للتظاهر بأنه امرأة حامل، خوفاً من الاعتقال لأنه لا يملك رخصة لنقل الحيوانات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 26/تشرين الثاني/2009 - 28/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م