فجأة ومن دون سابق إنذار.. ولا أحم ولا دستور.. اجمع معظم
الإعلاميين والمثقفين والفنانين وقادة الرأي من الأخوة المصريين على
قول ( مافيش أمة عربية).
كل ذلك كما يعلم الجميع جاء على خلفية لعبة بكرة القدم مع الأشقاء
الجزائريين جرت في عاصمة القطر السوداني (الشكيك) رافقها أعمال شغب
خرجت عن إطار العرف والمألوف ووصل الأمر إلى تهديد للسفارات
والدبلوماسيين والجاليات وحرق الإعلام، وضرب المصالح المتبادلة بين
البلدين الشقيقين ايضا.
ولا ادري لماذا عندما يتخاصم العرب بينهم يتحولون إلى كائنات غريبة
ويقسون بشدة تجاه بعضهم البعض؟ بل ويتسابقون في السب والشتم والقتل
والتنكيل كسباقهم في الكرم والمروءة وإغاثة الملهوف.
لقد هاجم بعض الصحفيين المصريين الكثير من الدول العربية ووصفوا
شعوبها وحكوماتها على أنها ناكرة للجميل، وسخر احدهم من الشعب العراقي
تحديدا وقال لو كنا قد لعبنا في العراق ما حصل لنا الذي حصل في السودان،
على فرض أن أخينا بالعروبة هو على دراية تامة بما يحدث في العراق، ذلك
البلد الذي ظل طوال سنوات وسنوات فاتحا ذراعية للجلابيات والدشاديش
والعكل والشراويل العربية.
ترى ماذا كان سيحدث لو أن احد المتشددين التكفيريين كان قد اندس بين
جموع المتفرجين المصريين وفجر نفسه بأسم الجهاد وقتل قرابة ألف مواطن
لا سامح الله؟ ثم ماذا سيكون موقف الفنانين والمثقفين المصريين عندما
يعلموا أن أهل واصدقاء ذلك المجرم أقاموا له في بلده مأتماً أشبه
بالعرس تلقوا خلاله أجمل التهاني والتبريكات ثناءاً على بطولة وبسالة
ابنهم البار؟؟ هل كانت الآلة الإعلامية المصرية حينها ستجبر حكومتها
وشعبها على خوض حرب ضروس مع الجزائر، الذي عاب عليه الصحفيون المصريون
عدم امتلاكه قناة فضائية واحدة، وكأن كثرة الفضائيات يمكن ان تمثل
سلاحا يحق لك اشهاره بوجه اخيك متى واين ما شئت؟؟
نحمد الله على عدم اشتراك مصر والجزائر بحدود جغرافية برية بين
البلدين وإلا لكانت قد زمجرت الدبابات وهدرت المدافع وصدحت الحناجر (
يا اهلا بالمعارك) ولتطور الامر إلى ما لا تحمد عقباه.
لقد تحملنا نحن أبناء العراق خلال سنوات الحكم السابق الويل والثبور
نتيجة لاثارة المشكلات المتكررة مع الجيران الاجانب والاخوان على حد
سواء بسبب قيادة سياسية متغطرسة رافقتها ماكنة اعلامية فاشلة ومحرضة لم
تبق لنا اخ او صديق.
ثم واجهتنا وما زالت ويلات اخرى في اعقاب دخول القوات الأمريكية إلى
بلادنا.. الا أن الذي آلمنا أكثر هي خناجر وسكاكين الأخوان الذي لم
يتأخروا عن غرسها في ظهورنا وتجنيد الشراذم والجهلة والدجالين
والمشعوذين وتسهيل دخولهم إلى العراق لينفذوا مئات العمليات الإجرامية
ويزهقوا أرواح ألاف مؤلفة من الأبرياء، ولم تعنا طوابير الفضائيات
العربية، بل انها مارست وما زال بعضها يمارس ابشع صور التدمير والتشوية
الفكري والثقافي تجاه ابناء العراق، حتى امسى المواطن العربي الذي يسمع
بخبر انفجار سيارة مفخخة وسط بغداد يتعامل معها وكأنها قد انفجرت وسط
اتل ابيب.
أنها دعوة اخوية إلى وسائل الأعلام المصرية الى وقف حملتها ضد الشعب
الجزائري والشعوب العربية الاخرى والتوقف عن الاساءة الى الشعب المصري
الطيب المحب المضياف، وعدم مضاعفة الضغائن أكثر لتأخذ مديات قد تضر
ملايين المواطنين وتجر ويلات اقتصادية وسياسية وامنية كان الجميع في
غنى عنها..
اقولها للاخوة المصريين ( سايق عليكم النبي ماتشعللوش حرب عربية ـ
عربية ، اخرى).
Mohamed_kliel@yahoo.com |