حرب اليمن: منطقة عازلة تختزل ساحة المواجهة بين طهران والرياض

الملك السعودي يعلن تطهير بلاده والحوثيون يشكرون إيران

 

شبكة النبأ: في تصعيد جديد يمثل زيادة التوتر الإقليمي بسبب النزاع في اليمن، اتهمَ مسؤول عسكري إيراني رفيع السعودية بـ قتل الشيعة في اليمن، واصفاً دخول الرياض الحرب على الحوثيين بـ الإرهاب الوهابي.

ومن جانبه قال ملك السعودية عبدالله بن عبدالعزيز، إن الاعتداءات التي نفذها عناصر تنظيم الحوثيين اليمني على الأراضي السعودية تمت السيطرة عليها وتطهير أراضي المملكة من المتسللين، وذلك بعد أكثر من أسبوع على بدء المعارك بين الجانبين إثر استهداف المسلحين لموقع عسكري سعودي.

بالمقابل، أصدر يحيى الحوثي أحد زعماء المسلحين الحوثيين بياناً رحّبَ فيه بما وصفه "موقف مجلس الشورى الإسلامي الإيراني من العدوان السعودي. وقال "نرحب بالموقف الإسلامي والإنساني المشرف لمجلس الشورى الذي أدان فيه عدوان السعودية على شعبنا اليمني ووطننا العزيز، ونشكر لهم تلك الوقفة المشرفة التي غابت عن كثير من ذوي القربى العرب.

وقال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة في إيران اللواء حسن فيروز آبادي إن "قيام السعودية بقتل الشيعة في اليمن يمثل بداية للإرهاب الدولي الوهابي الذي يعتبر خطرا كبيرا على الإسلام والمنطقة."

 ونقلت وكالة مهر للأنباء الإيرانية شبه الرسمية عن فيروز آبادي قوله "لقد حذرت قبل عشرة أعوام تقريبا من أن تقوية طالبان ستوقع باكستان في مصاعب، واليوم نرى المجازر الكبيرة التي يتعرض لها الشعب الباكستاني المسلم على يد الإرهابيين الوهابيين."

وشنت السعودية هجوما على المسلحين الحوثيين في صعدة، شمال اليمن بعدما قالت إنهم توغلوا عبر الحدود في أراضيها، ما أدى إلى مقتل ضابطين من قوات حرس الحدود السعودي.

ويقول الحوثيون إن الرياض تساند صنعاء في حربها ضدهم، في حين تقول الحكومة اليمنية إن المسلحين الزيديين يتلقون دعما من إيران، وإن هذه الأخيرة تؤجج الصراع الداخلي في البلاد.

وحذر اللواء فيروز آبادي، المسؤولين في المحافل العربية وخاصة في اليمن والسعودية من أن "ترك يد الوهابيين مفتوحة في قتل شيعة اليمن سوف لن تقتصر عواقبها على هذا البلد فقط.. حيث أنها ستطال حماة الإرهاب الوهابي بالدرجة الأولى."

الملك السعودي يعلن تطهير بلاده والحوثيون يشكرون إيران  

من جانبه قال العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، إن "الاعتداءات" التي نفذها عناصر تنظيم الحوثيين اليمني على الأراضي السعودية "تمت السيطرة عليها وتطهير أراضي المملكة من المتسللين،" وذلك بعد أكثر من أسبوع على بدء المعارك بين الجانبين إثر استهداف المسلحين لموقع عسكري سعودي.

وعرض الملك عبدالله، في جلسة لمجلس الوزراء، موقف دول مجلس التعاون الخليجي التي أيدت موقف الرياض بالتعامل مع ما يجري على حدودها، في وقت وجه فيه الحوثيين الشكر لإيران بسبب المواقف التي استنكرت من خلالها طهران العمليات العسكرية السعودية.

وكان الملك السعودي قد ترأس جلسة لمجلس الوزراء، حيث عرض "فحوى الرسائل والاتصالات والمشاورات التي تمت خلال الأسبوع، مثمناً ما عبر عنه قادة الدول الشقيقة والصديقة من تضامن مع المملكة واستنكار للاعتداءات على حدودها من بعض المتسللين المسلحين،" وفق ما نقل عنه وزير الإعلام عبدالعزيز خوجة.

وأضاف خوجة أن أن جميع الذين جرى إجلاؤهم من القرى التي تدور قربها المعارك حصلوا على الرعاية اللازمة، مثمنا ما عبرت عنه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من تضامن مع السعودية "ودعم لحقها في المحافظة على سلامة أراضيها وأمن مواطنيها وأن أي مساس بأمن واستقرار المملكة هو مساس بأمن وسلامة كافة دول المجلس."

بالمقابل، أصدر يحيى الحوثي، أحد زعماء المسلحين الحوثيين، بياناً رحب فيه بما وصفه "موقف مجلس الشورى الإسلامي الإيراني من العدوان السعودي."

وقال الحوثي: "نرحب بالموقف الإسلامي والإنساني المشرف لمجلس الشورى الذي أدان فيه عدوان السعودية

على شعبنا اليمني ووطننا العزيز، ونشكر لهم تلك الوقفة المشرفة التي غابت عن كثير من ذوي القربى العرب، مؤكدين للمجلس الكريم المذكور وللقيادة والشعب الإيراني الكريم أن العدوان السعودي قد جاء كمساعدة للنظام العميل في صنعاء والحفاظ عليه ومنعه من وقف الحرب التي كان أوشك على إيقافها."

 وزعم الحوثي أن الرياض لم ترد على دعوات تنظيمه للحوار إلا بـ"عبارات الاستعلاء والغطرسة،" خاتماً البيان بتوجيه الشكر لمجلس الشورى والشعب الإيراني.

وكان المتمردون الحوثيون قد أعلنوا الأحد أنهم قصفوا قاعدة عسكرية سعودية بصواريخ الكاتيوشا، فيما أدان نواب مجلس الشورى الإسلامي الإيراني ما وصفوه بـ"المجازر الوحشية التي يتعرض لها المسلمون في اليمن،" بينما أفادت تقارير سعودية بمقتل الناطق باسم الحوثيين، بعد استهداف مركزهم القيادي والإعلامي في جبل رازح.

مقتل الناطق باسم الحوثيين

وفي نفس السياق، نفى المتحدث الإعلامي الرسمي بوزارة الداخلية، اللواء منصور التركي، اعتقال القيادي عبدالله أحمد عبدالملك الحوثي، لكنه أكد مقتل الناطق الإعلامي للحوثيين وثلاثة من معاونيه في غارات جوية على مقرهم الإعلامي المعروف، باسم القلعة في جبل رازح.

وأفادت صحيفة الرياض بأن طائرات سعودية شنت غارات على جبل رازح مستهدفة المركز القيادي والإعلامي للحوثيين، الذي يديره المتحدث الإعلامي للمتمردين محمد عبدالسلام، الذي يكنى بـ'أبو ياسر'، ما أدى إلى مقتله مع ثلاثة من معاونيه.

من جانبها، نقلت صحيفة الجزيرة السعودية، نقلاً عن مصدر أمني يمني، تأكيده "أن الشرطة العسكرية اليمنية في منطقة سفيان قد داهمت ورشة تابعة لـ"عناصر الإرهاب والتخريب تستخدم في عمليات تصنيع الألغام والمتفجرات، ومخازن إعادة تصنيع للذخيرة بسفيان، وعثرت على كميات كبيرة من قطع الغيار المستخدمة في عمليات التصنيع."

وقالت المصادر نفسها، إن الوحدات العسكرية والأمنية اليمنية في محور سفيان ألحقت خسائر فادحة في صفوف من وصفتهم بـ"العناصر الإرهابية والتخريبية، وطاردت فلولهم الهاربة، في حين ذكر شهود عيان "أن العناصر الإرهابية قامت قبل هروبها بدفن جثث قتلاها بينهم الإرهابيان عمار يزدان وبكيل سويدان."

وفي إيران، تطرق رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، إلى ما وصفه بـ"الأوضاع المزرية باليمن، التي ازدادت سوءا خلال الأسبوعين الماضيين."

وأدان لاريجاني في كلمته، "تدخل الحكومة السعودية في اليمن ومشاركة مقاتلاتها في قصف المناطق الآمنة باليمن" مؤكداً أن مقاتلات 'ترنادو وإف 15' السعودية تشارك في قصف المناطق التي يعيش فيها مسلمون عزل، إضافة إلى ذلك الدعم الذي تعلنه أمريكا لمثل هذه الممارسات"، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية.

علماء دين سعوديون يتهمون ايران بدعم الحوثيين

وقد اتهم علماء دين سعوديون المتمردين الحوثيين اليمنيين بالعمل مع ايران على نشر المذهب الشيعي. وقال الشيخ عبد العزيز ال الشيخ مفتي السعودية إن التعاون الايراني مع الحوثيين في اليمن هو تعاون على الاثم والعدوان.

وشنت الرياض هجوما على المتمردين الحوثيين في اليمن قبل 12 يوما بعد توغلهم في الاراضي السعودية وقتلهم اثنين من أفراد قوات حرس الحدود السعودية.

وأضاف الشيخ ان المتسللين الحوثيين دخلوا الاراضي السعودية ولذلك فمن الواضح أنه ينبغي محاربتهم دفاعا عن النفس.

وقال الحوثيون إن السعوديين كانوا يسمحون للقوات اليمنية بمهاجمتهم من المناطق الجبلية التي سيطروا عليها داخل السعودية.

وتستخدم القوات السعودية المقاتلات والمدفعية لقصف مخابئ المتمردين وانشاء منطقة عازلة تمتد لمسافة عشرة كيلومترات على الجانب اليمني من الحدود.

وفي بيان صدر في مطلع الاسبوع قال نحو 40 من علماء الدين السعوديين ان ايران تزعزع استقرار الدول الاسلامية من خلال زرع عملائها وتمويلهم وتسليحهم بهدف نشر المذهب الشيعي في اشارة مباشرة للمتمردين الحوثيين.

هل تحوّلَ اليمن الى منطقة صراع بين ايران والسعودية؟ 

تحول اليمن على خلفية النزاع الذي نشب بين الحوثيين والقوات اليمنية من جهة ومع الجيش السعودي من جهة اخرى الى منطقة صراع غير مباشر بين ايران التي تبحث عن نفوذ اكبر في الخليج والسعودية التي تحاول مواجهة المد الإيراني في المنطقة.

تعيش كل من السعودية واليمن منذ عدة أيام حالة تأهب قصوى بسبب النزاع الحدودي الذي نشب بين متمردين حوثيين يتخذون من شمال اليمن مقر ا لهم، والقوات العسكرية السعودية. وفيما يبدو أنها المرة الأولى التي تقع فيها مثل هذه المواجهات الدامية، تخشى الرياض ودول المنطقة أن تكون بداية صراع عسكري وجيوسياسي غير مباشر مع إيران، التي يقول المحللون إنها تساند الحوثيين بصورة غير مباشرة.

وبينما تدعو الصحف السعودية إلى مواجهة إيران في اليمن و"إشعال ألف حريق في بلاد فارس لأنهم لا يفهمون سوى هذه اللغة"، يعتقد الكاتب السعودي محمد الرطيان أن "الهلال الإيراني قد اكتمل وأصبح دائرة تتسع رقعتها يوم بعد يوم".

المحلل السياسي عبد الرحمان الراشد كتب من جانبه في جريدة "الشرق الأوسط" أن ما حدث على الحدود اليمنية السعودية من مناوشات وقتال لا ينبغي النظر إليه كحادث منفصل وعابر، بل كمسألة إقليمية خطيرة ستدوم في الزمان، لأن ما تريده طهران في الحقيقية هو استنساخ حزب الله في اليمن لإيجاد نفوذ لها في منطقة الخليج حيث يعيش فيها أعداد كبيرة من المواطنين الشيعة".

الحلّ لا يكمن في إقصاء الحوثيين من دوائر القرار

ونفى برهان غليون احتمال وقوع مواجهة عسكرية مباشرة بين السعودية وإيران، موضحا أن في حال قيامها، ستكون وخيمة النتائج لكل المنطقة. كما اعترف بالوضع غير الجيد الذي يعيش فيه المواطنون الشيعة في بلدان الخليج وكونهم ضحية الإبتزازات. وقال "الحل النهائي وطويل الأمد للأزمة يكمن في إدماج المواطنين الشيعيين في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لبلدان الخليج وليس إقصائهم من دوائر القرار، لأن ذلك سيدفعهم من دون شك إلى إيران"، مضيفا "يجب قطع الطريق أمام تدخلات إيران التي تحاول الاستفادة من التناقضات القائمة بين الشيعة والسنة".

وبينما أعدت السعودية العدة لدحر المسلحين الحوثيين، رفضت الحكومة اليمنية أي وصاية على شعبها، كما رفضت أيضا فكرة التعاون التي اقترحتها طهران في خطوة لاستعادة الأمن في المنطقة وتسوية النزاع بين صنعاء والحوثيين.

صراع سياسي وأيديولوجي بين السعودية وإيران

وإلى ذلك، اعتبر اوسان القاطبي وهو صحفي ومحلل سياسي يمني في حوار هاتفي مع فرانس 24 أن ما يجري في اليمن، ما هو إلا صراع سياسي وأيديولوجي بين إيران والسعودية، منوها أن السعودية لا ترغب في الحقيقة في يمن مستقر خوفا من أن ينافسها في المجال الاقتصادي ولا تحلم بيمن هش الوضع لأن هذا سيجلب لها المخدرات والعنف والقاعدة إضافة إلى مشاكل الهجرة غير الشرعية". بالمقابل، اعترف اوسان القاطبي أن "اليمن يحاول الاستفادة من الحرب بين الحوثيين والسعودية لأسباب داخلية محضة ولصرف النظر عن الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعاني منها البلاد وتنامي مستوى البطالة والفقر". أما إيران، "فمرادها هو إيجاد نفوذ جديد لبسط سيطرتها على المنطقة كما اعتادت القيام به في منطقة الشرق الأوسط عبر تأييد حركة حماس في الأراضي الفلسطينية وحزب الله في لبنان".   

التايمز: تحذير ايراني للسعودية

ونشرت التايمز تقريرا لمراسلها لشؤون الشرق الاوسط حول تحذير ايراني مبطن للسعودية بعد هجمات الاخيرة على المتمردين في اليمن.

يقول التقرير ان ايران حذرت السعودية من التورط في الشأن اليمني بدعم الحكومة في قمعها للمتمردين. وبعد اسبوع من الغارات السعودية على المتمردين اليمنيين اصدرت ايران تصريحات قد تصعد التوتر بين القوتين الاقليميتين على حد قول المراسل.

وقال منوشهر متكي وزير الخارجية الايراني: على من يصبون الزيت على النار ان يدركوا انهم لن يكونوا بمنأى عن الدخان في تحذير واضح للسعودية كما تقول التايمز.

وكانت القوات السعودية هاجمت المتمردين الحوثيين بعدما قيل عن سيطرتهم على بلدة سعودية عبر الحدود.

ويتهم الحوثيون الرئيس اليمني على عبدالله صالح بانه سمح للوهابية ـ المذهب السني السائد في السعودية ـ بالتغلغل في اليمن، ذلك على رغم ان الرئيس نفسه شيعي.

وتتهم الحكومة اليمنية ايران بدعم الحوثيين الشيعة في قتالهم ضد الحكومة، فيما يقول الحوثيون ان القوات السعودية تريد خلق منطقة عازلة بقصفها لمناطقهم داخل اليمن.

وقال الامير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع السعودي ان على المتمردين اليمنيين الانسحاب عشرات الكيلومترات داخل اليمن قبل وقف الهجوم السعودي.

رداً على متقي.. اليمن يرفض الوصاية على شعبه

رداً على تصريحات وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متقي، رفض اليمن ما أسماه بـ"الوصاية على شعبه"، داعياً القوى الإقليمية الخارجية إلى البقاء بعيداً عن معركتها مع الحوثيين في شمال غرب البلاد، في ظل خشية من جر السعودية وإيران إلى الصراع.

ففي صنعاء، أكد مصدر يمني مسؤول بوزارة الخارجية أن اليمن "يرفض رفضاً مطلقاً التدخل في شؤونه الداخلية من قبل أية جهة كانت أو ادعاء الوصاية أو الحرص على أي من أبناء شعبنا اليمني."

وقال المصدر: "لقد تابعنا في اليمن التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي حول اليمن" وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ."

وأضاف: "وإننا بالقدر الذي نرحب فيه بما أكده متقي حول موقف إيران إزاء وحدة اليمن واستقراره، فإن الجمهورية اليمنية تؤكد مجدداً بأنها ترفض رفضاً مطلقاً التدخل في شؤونها الداخلية من قبل أية جهة كانت أو ادعاء الوصاية أو الحرص على أي من أبناء شعبنا اليمني."

وكان متقي قد نفى دعم بلاده للحوثيين، وحذر دول جوار اليمن من التدخل في الشؤون الداخلية لها، داعياً إلى الحوار لإنهاء الأزمة الداخلية اليمنية.

وتتهم حكومة صنعاء إيران بدعم الجماعات الشيعية، الذين تصفهم بالمتمردين، وتخوض ضدهم حملة عسكرية شرسة منذ أغسطس/ آب.

وأكد متقي حرص طهران على تكريس الوحدة القومية في اليمن ودعا الطرفين إلى الحوار لإنهاء الحرب الدائرة في شمال اليمن، ولوح محذراً دول الجوار من مغبة التدخل في الشأن الداخلي اليمني.

كذلك أكد المصدر اليمني أن ما يجري في محافظة صعدة "من مواجهة مع العناصر الإرهابية المتمردة الضالة هو شأن داخلي يمني، وأن اليمن كفيل بحل قضاياه دون تدخل أو وساطة من الآخرين."وأوضح المصدر أنه ليس لدى بلاده أي موقف من المذهب الشيعي، مشيراً إلى أنه يحترمه "كسائر المذاهب الإسلامية."

قائد الحوثيين يدعو السعودية الى وقف الحرب

من جهته دعا قائد التمرد الزيدي في شمال اليمن عبد الملك الحوثي السعودية الى وقف عملياتها ضد الحوثيين على الحدود مع اليمن نافيا في الوقت عينه اي ارتباط بين حركة التمرد وتنظيم القاعدة او اي "اجندة اجنبية".

وقال الحوثي في كلمة صوتية بثت على الموقع الخاص بالمتمردين "ندعو النظام السعودي الى وقف عدوانه واحترام حسن الجوار وتغيير السياسة التي يستدرجه اليها النظام اليمني وان يدرك ان تصعيد اعتداءاته... ليس في مصلحة البلدين".

لكن الحوثي اكد انه "اذا استمر العدوان فاننا مضطرون للدفاع عن النفس" داعيا السعوديين الى "التفاهم والاخوة الاسلامية".

الى ذلك نفى الحوثي اي ارتباط بين جماعته وبين تنظيم القاعدة كما افادت بعض التقارير الاعلامية اضافة الى بعض المحللين. وقال ان القول بارتباط بين الحوثيين والقاعدة "محض افتراء فمن الثابت ان بيننا وبين ما يسمى تنظيم القاعدة تباينا ثقافيا ومنهجيا". وقال ان الحوثيين يعتبرون القاعدة "مجرد اداة استخباراتية بيد الولايات المتحدة وبعض الانظمة العربية الحليفة لها".

واكد ايضا انه ليس هناك "ارتباط بأي اجندة سياسية اجنبية" في اشارة على ما يبدو الى اتهام الحوثيين بالتبعية لايران، واكد ان "من يحاول ان يضفي بعدا مذهبيا لموقفنا فهو كذاب ويسعى الى اثارة الفتنة". وقال ايضا "لسنا تكفيريين ولا دمويين".

الجيش السعودي يفرض منطقة عازلة داخل أراضي اليمن

وقال مستشار للحكومة السعودية ان بلاده تستخدم سلاح الجو والمدفعية لفرض منطقة عازلة بعمق عشرة كيلومترات داخل أراضي اليمن لابعاد المتمردين اليمنيين عن الحدود الجنوبية الغربية للمملكة.

وقال مسؤولون سعوديون ان المدفعية الثقيلة قصفت مؤخرا مواقع المتمردين عبر الحدود لفرض ما أطلقت عليه وسائل الاعلام السعودية "منطقة قتل". ولم يتسن الاتصال على الفور بمتحدث من وزارة الدفاع السعودية في الرياض للتعليق.

وقال مستشار الحكومة الذي طلب عدم الكشف عن اسمه انه لن يكون هناك مكان للمدنيين في المنطقة العازلة بينما الحرب مشتعلة. وسيجري استجواب أي يمنيين يعبرون الحدود للسعودية للتأكد من أنه ليس من بينهم مقاتلون ثم ينقلون بعد ذلك الى معسكرات.

وشنت السعودية هجوما بعد أن استولى متمردون من اليمن على أراض سعودية على الحدود الجبلية قالوا ان السعوديين يسمحون للقوات اليمنية باستخدامها لمهاجمة مواقعهم.

وقال الامير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية يوم الثلاثاء ان المتمردين الشيعة الزيديين المعروفين بالحوثيين طردوا من الاراضي السعودية وان الهجوم السعودي سيتواصل الى أن يدحروا بعيدا عن الحدود.

ووضع السعوديون في حالة تأهب عالية على نحو خاص تحسبا لاي تهديدات أمنية مع بدء وصول الحجاج الى مكة لاداء مناسك الحج التي تبدأ يوم 25 نوفمبر تشرين الثاني.

وأضاف مستشار الحكومة السعودية أن القوات السعودية لا تخوض قتالا داخل اليمن حيث يصعب نشر أي دبابات ومدفعية على نحو فعال نظرا للطبيعة الجبلية للحدود.

وقال المستشار "الاوامر تقضي بعدم الذهاب فعليا داخل الاراضي اليمنية... لا نريد أن نتعثر هناك أو نثير أي حساسيات محلية ان وجدت ضدنا."

وأوضح أن السفن الحربية السعودية بدأت قبل ثلاثة أيام دوريات قبالة الساحل الشمالي لليمن بتعزيز جوي لمنع وصول أي أسلحة أو أي امدادات أخرى للمتمردين بحراً في اطار ما يعتبر عملية نادرة من جانب واحد للبحرية السعودية.

السعودية تخلي 240 قرية في الجنوب

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن الحكومة السعودية قد اخلت 240 قرية حدودية من سكانها بسبب القتال الدائر في منطقة الحدود الجنوبية بين القوات السعودية من جهة والمتمردين الحوثيين اليمنيين من جهة ثانية.

وجاء في بيان اصدرته اليونيسيف ان اكثر من خمسين من المدارس في المنطقة قد اغلقت منذ انتشار القتال الدائر في شمال اليمن الى داخل الاراضي السعودية في الاسبوع الماضي. وعبرت اليونيسيف عن قلقها العميق بسبب التصعيد الراهن في الموقف .

وكانت الرياض تصر الى وقت قريب على ان قواتها لا تهاجم الا اولئك الحوثيين الذين تسللوا الى داخل اراضيها.

الا ان ناطقا حوثيا اكد بأن مواقع حوثية في محافظة صعدة اليمنية الشمالية قد تعرضت للقصف من جانب القوات السعودية.

وقال الناطق: واصلت المدفعية السعودية دك مواقعنا، وقد سقطت عدة قذائف وصواريخ داخل الاراضي اليمنية.

اليمن يحقق مع صوماليين يقاتلون إلى جانب الحوثيين

وفيما اتهم الحوثيون الطيران السعودي بمواصلة قصف قرى داخل الأراضي اليمينية، دعا إمام جمعة طهران، حجة الإسلام كاظم صديقي،  إلى وقف ما أسماه بـ"الإبادة الجماعية" التي تجري في اليمن، الذي بدوره يجري تحقيقات مع 26 صومالياً تمهيداً لتقديمهم للمحاكمة لانضمامهم للقتال إلى جانب الجماعات الحوثية في "صعدة".

وفي الغضون، قال عبد الملك الحوثي، المسؤول الأول في جماعة الحوثي، إن عناصره سيطرت على 134 موقعاً عسكرياً منذ بداية الحرب، ولم يبق للسلطات اليمنية أي تواجد عسكري باستثناء وسط المدينة حيث تتمترس وراء الآلاف من المدنيين في ضواحي "صعدة"، في تصريح أورده موقع "المنبر" الموالي لجماعته.

وبدورها أعلنت صنعاء الجمعة شن الجيش اليمني هجوماً كاسحاً على المتمردين الحوثيين في منطقة سفيان وبسط سيطرته على "وادي عبله" والتباب من جهة وعلى طريق الجوف من جهة ثانية.

ونقلت وسائل إعلام يمنية إخفاق الحوثيين في السيطرة على القصر الجمهوري بصعدة بهدف تحقيق نصر معنوي تعزز به معنويات أفرادها المنهارة بعد الضربات الموجعة التي تلقتها من قبل رجال القوات المسلحة والأمن.

وعلى صعيد متصل، سيبدأ اليمن خلال الأيام القادمة التحقيق مع 26 صومالياً على خلفية مشاركتهم في القتال إلى جانب الحوثيين في صعدة بشمالي اليمن، وفق ما نقلت صحيفة "26  سبتمبر" اليمنية.

ومن جانبها نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية عن مصادر أمنية صومالية أن  عشرات الانتحاريين وأسلحة عبروا خليج عدن إلى اليمن قبل أشهر، ويعتقد أنهم انضموا إلى صفوف جماعة الحوثيين هناك.

وذكر المصدر ذاته أن جبهة المواجهات على الشريط الحدودي مع اليمن شهدت الجمعة وصول تعزيزات قتالية إضافية للوحدات البرية المرابطة في مناطق المواجهات.

وعلى الجبهة الإيرانية، انتقد إمام مسجد طهران صديقي "العنف الوهابي" تجاه الأمة الإسلامية، وقال  إن "ما يحدث في اليمن اليوم يدمي قلب كل إنسان وهو عمليات إبادة بكل معنى الكلمة , فالصواريخ السعودية التي تطلق على منازل اليمنيين تمثل نوعا من عمليات الإبادة التي تعارض الضمير البشري."

وانتقد صديقي الحكومي اليمنية في خطبة صلاة الجمعة نقلتها وكالة "مهر": أي حكومة تسمح للحكومات الأجنبية أن ترتكب الجرائم في داخل بلدها ؟"، مضيفاً: "إن الأمريكيين يدعمون إسرائيل الغاصبة في هجومها على قطاع غزة،  وهم اليوم يقدمون نفس الدعم أيضا في عمليات الإبادة في اليمن..  وأن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح يسير على نهج الدكتاتور صدام وباتَ صدام اليوم."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 24/تشرين الثاني/2009 - 26/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م