حلم الدولة الفلسطينية وسراب الوعود الدولية

 

شبكة النبأ: يبدي الفلسطينيون تصميماً على التوجّه الى مجلس الامن لاستصدار قرار اعتراف بدولة مستقلة لهم رغم التحذيرات الاسرائيلية والمعارضة الغربية لهذا التوجه.

ويؤكد المسؤولون الفلسطينيون منذ عدة ايام ان القيادة الفلسطينية تنوي، بدعم من الدول العربية، التوجه الى مجلس الامن للحصول على اعتراف دولي لإعلان دولة فلسطينية في المناطق التي احتلتها اسرائيل عام 1967، وذلك بعد فشل جولات المفاوضات المتعاقبة تحت رعاية امريكية في تحقيق هذا الهدف.

ولكن ردود الافعال على هذا المشروع تراوحت بين التهديد الاسرائيلي والمعارضة الامريكية في حين اعتبرت الرئاسة السويدية للاتحاد الاوربي على لسان وزير خارجيتها كارل بيلدت اعلان دولة فلسطينية سابقا لأوانه.

وفي معرض تعليقه على ردود الفعل هذه، اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القاهرة ان مطالبة مجلس الامن بالاعتراف بدولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 هو قرار عربي وليس مبادرة فلسطينية احادية الجانب.

وقال عباس في مؤتمر صحافي بعد محادثات اجراها مع الرئيس المصري حسني مبارك ان "تحويل الامر إلى مجلس الامن لا يعد قرارا احاديا انما هو قرار للجنة المتابعة العربية التى اتفقت على الذهاب الى مجلس الامن لابلاغه بضرورة اعلان الدولة الفلسطينية بحدود الرابع من حزيران/يونيو 1967".

واضاف الرئيس الفلسطيني ردا على سؤال عن الموقف الاميركي الرافض لاعلان دولة فلسطينية من جانب واحد "هذا موضوع عربى وليس فلسطينيا وبالتالى فهو ليس قرارا احاديا ووصفه بغير ذلك يعد وصفا غير صحيح" وجدد "جدية" القيادة الفلسطينية في مسعاها هذا. بحسب فرانس برس.

وكانت السلطة الفلسطينية اعلنت انها تقدمت بطلب رسمي من دول الاتحاد الاوروبي لدعم توجهها لاستصدار قرار من مجلس الامن للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.

وكما دعت السلطة واشنطن الى الاعتراف بهذه الدولة. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة فرانس برس "اننا نطالب الادارة الاميركية كعضو دائم في مجلس الامن الدولي الاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف على حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 1967 رغم انه سبق وطلبنا مرارا من الادارة الاميركية وبشكل رسمي الاعتراف بالدولة الفلسطينية".

الفلسطينيون سيطلبون دعم الامم المتحدة

وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين انه ليس هناك أي اطار زمني للمبادرة الدبلوماسية المدعومة من الدول العربية الرامية الى الحصول على الدعم لإعلان دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. واضاف لرويترز "سنبدأ عندما نكون مستعدين."

واثارت ملاحظاته تحذيرا من نتنياهو الذي قال ان مفاوضات السلام وحدها مع اسرائيل هي التي تضمن اقامة دولة فلسطينية.

وقال نتنياهو "ليس هناك بديل للمفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية وأي مسار احادي لن يكون من شأنه سوى نقض اطار عمل الاتفاقات بيننا ولن يأتي سوى بخطوات احادية من جانب اسرائيل".

ولم يشر نتنياهو الذي كان يتحدث امام منتدى حول الشرق الاوسط في القدس مباشرة الى خطة الفلسطينيين لنقل مسعاهم لاقامة الدولة الى مجلس الامن بالامم المتحدة.

وقال عريقات إن الفلسطيينين لايعتزمون اعلان الاستقلال بل السعى الى الدعم الدولي "للحفاظ على حل الدولتين".

واضاف وهو يعدد التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية من بين مظالم اخرى للفلسطينيين "على اسرائيل ان تتوقف عن اتخاذ اي خطوات احادية من جانبها لان ما يفعلونه اليوم ليس الا خطوات منفردة".

ولم تتمكن الولايات المتحدة رغم مرور بضعة أشهر من الجهود الدبلوماسية من استئناف المحادثات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والحكومة الاسرائيلية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي كرر دعوته يوم الاحد لسرعة استئناف المفاوضات.

وتمسك عباس بطلبه وهو الوقف الكامل للبناء في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة قبل أي استئناف لمحادثات السلام. وقاوم عباس ضغوطا أمريكية في الاونة الاخيرة من أجل استئناف المفاوضات على الفور.

وقال محمد دحلان القيادي في حركة فتح التي يقودها عباس للصحفيين ان المبادرة الدبلوماسية وافقت عليها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي يرأسها عباس. واستطرد "نحن نقود معركة دبلوماسية من الطراز الاول سنمضي فيها حتى النهاية. واضاف ان المبادرة "اختبار حقيقي لنوايا المجتمع الدولي." وتابع "اذا لم توافق الادارة الامريكية هذا سيسبب انتكاسة جديدة ."

وخففت الولايات المتحدة التي كانت طالبت بتجميد الانشطة الاستيطانية في الضفة الغربية من ضغوطها في سبتمبر أيلول واكتفت بالمطالبة فقط بتقييدها في تغير لسياستها مما احبط القيادة الفلسطينية في رام الله.

وقال دحلان انه في حالة الاخفاق في مجلس الامن حيث تتمتع الولايات المتحدة بحق النقض (الفيتو) فان ثمة خيارات اخرى منها اعلان الدولة من جانب واحد والمقاومة الشعبية الشاملة ضد الاستيطان والاحتلال.

ولم يوضح ما الذي يمكن ان يستتبع ذلك. وخلال العقدين المنصرمين قام الفلسطينيون بانتفاضتين في الاراضي المحتلة.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الذي حدد في يونيو حزيران هدفا باقامة مؤسسات الدولة خلال عامين ان الوقت قد حان كي يتحمل المجتمع الدولي بنفسه "مسؤولية انهاء الاحتلال."

واضاف في مؤتمر صحفي في رام الله "ان الاوان ان يتولى المجتمع الدولي بنفسه مسؤولية انهاء الاحتلال وان لا يبقى ذلك منوطا بالقوة المحتلة وهذا يعني تحديدا الذهاب الى الامم المتحدة وان يكون حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة على حدود 67 عاصمتها القدس الشرقية مثبت بقرار دولي ملزم."

اسرائيل قد تضم المزيد من اراضي الضفة الغربية

وفي غضون ذلك حذرت اسرائيل الفلسطينيين من ان اعلان الدولة دون التوصل الى اتفاق سلام سيؤدي الى اجراءات اسرائيلية مضادة قد تشمل ضم مزيد من اراضي الضفة الغربية المحتلة.

وقال وزير البيئة جلعاد اردان -وهو حليف مقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو- لراديو اسرائيل "اذا سلك الفلسطينيون مثل هذا المسار المنفرد فينبغي لاسرائيل ايضا ان تبحث... اصدار قانون لضم بعض المستوطنات."

ورفض وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان في تصريحات للصحفيين تحديد الخطوات التي قد تتخذها اسرائيل.ولكنه قال "من الواضح ان اي خطوة من هذا القبيل من جانب الفلسطينيين لن تمر دون رد اسرائيلي."

وعزا الفلسطينيون هذا التحرك الى عدم التقدم في محادثات السلام التي توقفت منذ عام. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه لا يمكن استئناف المفاوضات قبل ان توقف اسرائيل التوسع في المستوطنات.

وقال أعضاء بمجلس الشيوخ الامريكي يزورون الشرق الاوسط ان واشنطن ستستخدم حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي لمنع اعتماد أي اعلان فلسطيني باقامة دولة. واضاف الاعضاء ان هذا التحرك لن يؤدي الى شيء وحثوا العرب على منعه.

وقال تيد كوفمان عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي "سيولد ( الاعلان) ميتاً... انه اهدار للوقت."

ولم يشأ المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ايان كيلي أن يوضح هل ستستخدم الولايات المتحدة حق النقض لاحباط أي اعلان فلسطيني من هذا القبيل.

وقال كيلي "لا يمكنني القول أننا سنعترض بحق النقض على شئ لم نشهده ولم يتم اقتراحه بعد... نحن نساند دولة فلسطينية تكون نتيجة جهود بين الجانبين."

وتحاشى الدبلوماسيون التعليق مكتفين بقولهم انه من غير الواضح حتى الان الطريقة قد يتبعها الفلسطينيون لاعلان قيام دولتهم او كيف سيطبق القانون الدولي.

وتشير السوابق الحديثة الى انهم قد يسلكون الطريق الذي اتبعه مؤسسو اسرائيل عام 1947 ويطلبون ببساطة دعم الامم المتحدة لقرار يدعو لاقامة دولة وهو ما فعلته تيمور الشرقية عند استقلالها وقيام دولتها عام 2002.

أو ربما يعلنون الاستقلال دون اللجوء الى الامم المتحدة كما فعلت كوسوفو عندما اصبحت احدث دولة في العالم عام 2008 لعلمها انها قد لا تستطيع الحصول على موافقة مجلس الامن الدولي بسبب تهديد روسيا باستخدام حق النقض (الفيتو) وانها ستحظى باعتراف سريع من اغلب دول حلف شمال الاطلسي وحكومات الاتحاد الاوروبي.

الولايات المتحدة تعارض اعلان دولة فلسطينية من جانب واحد

من جانبها أبدت الادارة الاميركية معارضتها لإعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد مؤكدة ان المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطنيين هي "افضل وسيلة" لقيام هذه الدولة وذلك ردا على اعلان مسؤولين فلسطينيين عزمهم على الطلب من مجلس الامن الاعتراف بالدولة الفلسطينية بحدود الرابع من حزيران/يونيو 1967.

وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية ايان كيلي في تصريح صحافي "ندعم قيام دولة فلسطينية تكون نتاج مفاوضات بين الطرفين". واضاف "ندعم قيام الدولة الفلسطينية (...) وافضل وسيلة للحصول عليها هي التفاوض بين الطرفين". بحسب رويترز.

واوضح كيلي ان السلطة الفلسطينية لم تجر اي اتصال مع الولايات المتحدة في هذا الشأن و"لم تطلب موافقتها" رافضا توضيح ما اذا كانت الولايات المتحدة ستستخدم الفيتو على هذه المبادرة. واضاف "اعتقد ان ما يجب ان يحدث هو جعل الطرفين يجلسان" على طاولة المفاوضات "وهذا ما نركز عليه جهودنا".

وبعد قليل على اعلان الموقف الاميركي دعت السلطة واشنطن الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية على اساس حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967.

وكشف صائب عريقات "ان السلطة الفلسطينية سبق وطلبت مرارا من الادارة الاميركية وبشكل رسمي الاعتراف بالدولة الفلسطينية". واوضح "اننا هذه المرة لم نتحدث بعد مع الادارة الاميركية عن مبادرة الذهاب الى مجلس الامن للاعتراف بالدولة".

وشدد ردا على تصريحات اسرائيلية واخرى اميركية "لم يقل اي مسؤول فلسطيني اننا نريد اعلان الدولة من جانب واحد، واسرائيل وحدها هي التي تردد هذا الادعاء".

واكد ان السلطة الفلسطينية "ستطلب اعتراف باقي الدول الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن بالدولة قبل توجهنا بشكل رسمي الى المجلس".

حماس تنتقد الخطوة الفلسطينية

من جهتها انتقدت حركة حماس سعي السلطة الفلسطينية لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بتبني إعلان قرار الدولة الفلسطينية.

وقال القيادي في حركة حماس، صلاح البردويل، في تصريحات للصحفيين بقطاع غزة، إن حماس تقلل من أهمية الحديث عن إمكانية إعلان دولة فلسطينية من جانب واحد، والذهاب بذلك إلى مجلس الأمن، معتبرا الخطوة "إعلانا ليس له جدوى وهدفه الهروب من استحقاقات المقاومة والمصالحة معا."

ونقلت صحيفة القدس الفلسطينية عن البردويل قوله، إن "الأَولى من التهديد بإعلان دولة في الهواء هو العمل على تحرير الأرض وإنهاء الانقسام."

وأضاف قائلاً: "لا أعتقد أن القضية تتعلق بإعلان دولة فلسطينية في الهواء على 20 بالمائة من الأرض الفلسطينية يرفضها العالم."

وتابع: "وإنما القضية تتصل بمدى قدرتنا على تحرير الأرض، وعندها يمكن للشعب الفلسطيني أن يختار ماذا سيفعل أمام التهديد بإعلان الدولة ثانية، بعدما كان قد تم الإعلان عنها عام 1988 فإن ذلك ليس إلا هروبا من استحقاقات المقاومة والمصالحة معا."وختم متسائلاً إنه إذا كان لا بد من إعلان دولة "في الهواء" فلماذا لا تكون من البحر إلى النهر؟

الاتحاد الاوروبي: الأمر سابق لأوانه

من جانب آخر اعتبرت رئاسة الاتحاد الاوربي الطلب الذي تقدمت به اليها السلطة الفلسطينية لدعم مساعيها بهدف اعتراف مجلس الامن الدولي بقيام دولة فلسطينية مستقلة بأنه "سابقاً لأوانه".

وصرح وزير الخارجية السويدي كارل بيلت "لا اظن اننا وصلنا لذلك. بودي ان نكون قادرين على الاعتراف بدولة فلسطينية لكن يجب اولا ان تكون تلك الدولة قائمة وبالتالي اعتقد انه امر سابق لاوانه".

وادلى بيلت بهذه التصريحات امام الصحافيين على هامش اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الاوروبي في بروكسل ردا على طلب رسمي تقدمت به الاثنين السلطة الفلسطينية.

وطلبت السلطة الفلسطينية من الاتحاد الاوربي دعم مساعيها الرامية الى اعتراف مجلس الامن الدولي بدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

الفلسطينيون يطرحون تحدّياً على أوباما والامم المتحدة

وكتبَ دومينيك ماكنتاير تحليلاً في صحيفة الاندبندنت تحت عنوان " الفلسطينيون يطرحون تحديا على أوباما والامم المتحدة" يصف فيه المباردة الفلسطينية بانها ليست جديدة ويقول انها وليدة الاحباط واليأس.

الا ان الكاتب يقر في نهاية المقال بأن من شأن الخطة الفلسطينية ان تكون بمثابة معضلة دبلوماسية مثيرة للاهتمام في العواصم الغربية الكبرى.

ويقول الكاتب ان الفلسطينيين قاموا بمحاولة اعلان الدولة من جانب واحد من قبل ايام ياسر عرفات الزعيم الفلسطيني، قبل عقد من الزمان، ابان تولي بنيامين نتنياهو رئاسة الوزراء في اسرائيل.

كما تكرر الامر مرة اخرى بعد مرور نحو عام في اعقاب انهيار مباحثات كامب ديفيد خلال حكم ايهود باراك.

ويضيف الكاتب ان ردة الفعل الاسرائيلية هي الاخرى ليست جديدة وانه مثلما يحدث الان هدد بعض الوزراء المتشددين في الحكومة الاسرائيلية بضم الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية." والحكمة التقليدية هي انه شيئا لن يتمخض عنها هذه المرة ايضا. ومع ذلك يجدر النظر فيما تغير منذ ذلك الحين".

الجديد او المتغير الذي يرصده ماكنتاير هو الخطوات المتقدمة التي قطعتها عملية بناء دولة فلسطينية في الضفة الغربية والتي ينسبها الى جهود رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض.

ويشير الى ان هذه الجهود كانت محل اشادة من نتنياهو وانه " حتى الجيش الاسرائيلي اقر الخطوات الكبيرة التي قطعت على صعيد الامن".

ويقول الكاتب ان الاحباط الفلسطيني يرجع جزئيا الى شعور الفلسطينيين بانهم وفوا بالتزاماتهم تجاه خارطة الطريق بينما لم تلتزم اسرائيل بالمقابل بالتزاماتها المتمثلة في وقف بناء المستوطنات وازالة البؤر الاستيطانية.

وينتهي الكاتب الى انه رغم اطمئنان اسرائيل ان حليفتها الولايات المتحدة ستسخدم حق النقض الفيتو لاجهاض اي قرار من الامم المتحدة يؤسس لدولة فلسطينية، لكن هل من شأن بريطانيا وفرنسا ان تعارضا قرارا يكرر الموقف الذي تبنته الدولتان فترة طويلة من الزمن؟

الدعوة إرباك للسياسة الاسرائيلية

وخرجت صحيفة الاندبندنت بعنوان يقول: الدعوة الفلسطينية لدولة مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة اثارت القلق داخل اسرائيل.

وتقول الصحيفة ان دعوة القادة الفلسطينيين ومنهم الرئيس محمود عباس الى الاعتراف الدولي بهم اربكت السياسيين الاسرائيليين ومنهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي استنكرها واعتبرها، حسب الصحيفة، محاولة لتجاوز اسرائيل وتهمشيها من خلال الحصول على دعم مجلس الامن الدولي.

واعتبرت الاندبندنت المبادرة الفلسطينية "مبتكرة" ولن تعتمد على نجاح مفاوضات العملية السلمية المتعثرة اصلا، وان القادة الفلسطينيين سيسعون باتجاه حشد الدعم داخل اروقة مجلس الامن للاعتراف بهم دولة مستقلة على الاراضي الفلسطينية على حدود ما قبل يونيو/ حزيران عام 1967 عندما احتلت اسرائيل الضفة وغزة، وهي خطوة حاسمة نحو تشكيل حقيقي لتلك الدولة.

وتنقل الصحيفة عن مسؤولين فلسطينيين قولهم انه على الرغم من عدم وجود مواعيد محددة، الا ان النصف الثاني من عام 2011 سيكون موعدا مناسبا للتحرك باتجاه انتزاع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المقبلة، اي عقب انجاز خطة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في استكمال هياكل الدولة ومؤسساتها لضمان قيامها على نحو صحيح، وهي خطة يستغرق تنفيذها نحو عامين.

ونسبت الصحيفة الى مسؤول فلسطيني قوله ان خطة الدعوة للاعتراف بالدولة هي "آخر محاولة من معسكر السلام الفلسطيني" بعد فشل الولايات المتحدة في اقناع الاسرائيليين بتجميد كامل للنشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية، وهو الشرط الفلسطيني المسبق لاستئناف المفاوضات.

وتقول الصحيفة ان القيادة الفلسطينية المعتدلة ترى في هذه الخطوة الاحادية بديل، وخصوصا على المستوى الداخلي، للضغوط الامريكية المتزايدة عليها لاستئناف تلك المفاوضات مع الاسرائيليين من دون شرط تجميد بناء او توسيع المستوطنات.

وتقول الصحيفة ان بعض المسؤولين قارنوا الخطوة الفلسطينية بخطوة اسرائيلية مماثلة عندما انشأت دولة اسرائيل، حيث صدر قرار من مجلس الامن آنذاك بالاعتراف بها في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1947، ثم بيان الاستقلال الذي اعلنه ديفيد بن جوريون في مايو/ ايار من العام التالي، والاعتراف السريع بها من قبل القوتين العظميين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.

اما صحيفة التايمز فكان عنوانها: الولايات المتحدة ستحبط طموحات الفلسطينيين بالدولة المستقلة. وقالت الصحيفة ان الفلسطينيين يحاولون اللعب بورقة رابحة سبق لهم ان لعبوا بها عندما اعلنوا دولتهم المستقلة في عام 1988، والذي حظي بموافقة جميع الدول الاعضاء في الجمعية العامة للامم المتحدة.

الا ان الصحيفة تقول انه لم يتغير شيء على الارض منذ ذلك الحين سوى اللوحة التي توضع امام مقعد الوفد الفلسطيني في اجتماعات الجمعية العامة، من مقعد مراقب لمنظمة التحرير الفلسطينية، الى لوحة تحمل كلمة واحدة هي فلسطين.

وتشير الى ان البعض توقع انه مع خروج الاسرائيليين من غزة سيحول الفلسطينيون القطاع الى دبي مصغرة، لكن الامر انتهى ما يشبه امارة اسلامية دكتاتورية، حسب وصف الصحيفة، في اشارة الى حكم حركة حماس للقطاع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 22/تشرين الثاني/2009 - 24/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م