تفاجأ ولي أمر احد الطلبة - يدرس بالصف الرابع الابتدائي - بخطاب من
المدرسة مكتوب في أعلاه «خطاب استدعاء»، وفي داخله تمت كتابة: لمناقشة
ارتكاب الطالب مخالفة شرعية، صدم ولي الأمر من عبارة مخالفة شرعية..!!،
وعندما توجه في اليوم الثاني للمدرسة مفزوعا لمعرفة الذنب الشرعي الذي
ارتكبه الطفل الصغير الذي لا يتجاوز عمره العاشرة. قال له المسؤول في
المدرسة أن ابنه يأتي للمدرسة وهو يرتدي قميصا وبنطلونا في الأيام التي
لا يوجد فيها رياضة!.
فاشتد غضب الوالد من معرفة سبب الاستدعاء واختيار هذه العبارة،
قائلا: ألا يوجد عبارة أخرى غير مخالفة شرعية لهذا الموضوع البسيط، مثل
عبارة مخالفة للأنظمة والقوانين المدرسية، أو مخالفة للسلوك والتربية،
فالمدرسة تربية وليست معهدا للشريعة، موضحا الوالد: بان البنطلون
والقميص رسمي ليس فيه مخالفة شرعية فالبنطلون ليس من نوع طيحني أو
سامحني يا بابا ولا هو ضيق، ولا القميص راص يبرز تفاصيل المفاتن ولا
فيه رسوم مثيرة ولا كتابات غير مفهومة، فالابن - الطالب - ضعيف البنية
كل شيء راهي «واسع» عليه.
فرد المسؤول إن تلك القرارات والعبارات من الوزارة وليس للمدرسة أو
المسؤول أي دور!!
أي لا تناقش ولا ترفع صوتك، فاعتراضك مخالفة اكبر للشرع، وإذا عندك
أي استفسار اذهب للوزارة، انه الأسلوب الجديد الحضاري في بناء وتطور
العلاقة بين البيت والمدرسة!.
ولكن الظاهر ان مدارس وزارة التربية والتعليم مليئة بالمعلمين أصحاب
التوجهات المتطرفة والمتشددة، الذين يتعاملون بغرور وفوقية بحجة أنهم
ممثلون للشرع، ويستغلون الوزارة في تمرير أفكارهم المتشددة وتشويه
الدين. وللأسف ان وزارة التربية والتعليم لا تخلو من بعض المعلمين
المرضى بالتصرفات غير الأخلاقية (..)، الذين لا يتحملون وجود طالب
"طفل" بلباس السروال والقميص لأنه ربما يثير الفحولة المتعطشة التي
بداخلهم.
وهل ارتداء اللباس المحترم غير الثوب «بنطلون وقميص» يعتبر مخالفة
شرعية، وإذا كان اللباس مخالفا لقوانين المدرسة ألا يوجد عبارة تربوية
أفضل من مخالف للشرع؟
إن استخدام كلمة مخالفة شرعية لكل ما لا يعجب أو يحب بعض المسؤولين
والمعلمين، يعبر عن حالة التطرف والتشدد المتجذرة في بعض اروقة وزارة
التربية والتعليم، وتلاعب بالدين والشرع بإدخاله في مواضيع بسيطة
وضيقة، وتركيز حالة مخالفة الشرع «التكفير» لدى الطفل، وهذا أمر خطير
جدا، فالدين يسر ورحمة وسلام يستوعب الاختلاف وما هو جديد.
إن دور وزارة التربية والتعليم هو التربية أولا ثم التعليم، ومن
أصول التربية عدم استخدام التطرف والتشدد والتكفير وإثارة القضايا، وان
من حق الوزارة أن تحدد الزي واللباس والقوانين التي تخدم الرسالة
التربوية والتعليمية بشكل صحيح وتعاقب كل من يخالف ذلك، ولكن بدون الزج
بالدين والشرع، .. ولكي لا تخرج المدارس طلبة متشددين متطرفين أو طلبة
بدون دين، وعوضا عن إثارة هذه المواضيع الصغيرة والبسيطة مثل اللباس أو
تعليم اللغة الأجنبية أو ممارسة الرياضة للبنات، ففي الحقيقة إن في
المدارس الكثير من الأمور والقضايا الكبيرة التي تخالف الرسالة
التعليمية الهادفة ومنها ما يهدد الوحدة الوطنية، تستحق الطرح بالبند
العريض تحت عنوان «أنقذوا التعليم من المخالفات الخطيرة». |