فرنسا.. جدل الهوية الوطنية وتدنّي شعبية ساركوزي

 

شبكة النبأ: يواجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في منتصف ولايته تراجع شعبيته الى أدنى حد يبدو معه معرضا لهزيمة في انتخابات 2012 حسب استطلاع نشر مؤخراً.

وفي غضون ذلك اكد رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دو فيلبان الذي يواجه السجن في قضية كليرستريم انه لا يتصور امكانية ادانته وقدّمَ نفسه كبديل للرئيس نيكولا ساركوزي.

من جانب آخر، سيكون جاك شيراك اول رئيس دولة فرنسي يمثل امام القضاء بعدما أُحيل ملفه الى محكمة باريس في ملف يتعلق بوظائف وهمية هو الاخير في سلسلة القضايا السياسية والقضائية التي يواجهها اليمين الفرنسي. في حين دعا وزير الهجرة الفرنسي "انصار الجمهورية" الى تسلّم النقاش الذي اقترحه حول الهوية الوطنية، في الوقت الذي تواصل المعارضة التنديد بدعوته هذه، معتبرة ان الهدف منها هو انتزاع بعض الاصوات من اليمين المتطرف مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية.

وأفاد استطلاع اجراه معهد سي.اس.آ ان ساركوزي سيهزم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية لو جرت اليوم امام المدير العام لصندوق النقد الدولي الاشتراكي دومينيك شتروس-كان بنسبة 49% مقابل 51%.

في المقابل قد يفوز ساركوزي في خمسة افتراضات اخرى اقترحها معهد الاستطلاع، فيحصل مثلا على 51% من الاصوات لو كان خصمه زعيم الوسط فرنسوا بايرو (49%) و53% على زعيمة الحزب الاشتراكي مارتين اوبري (47%) و55% على منافسته السابقة سيغولين روايال (45%).

وافاد استطلاع اخر اجراه معهد ايفوب ونشرته مجلة باري ماتش الخميس عن تراجع شعبية الرئيس الفرنسي بستة نقاط لتصل الى 39% في تشرين الثاني/نوفمبر مقارنة بالشهر السابق في "اسوء نتيجة" منذ انتخابه في ايار/مايو 2007. واعرب 63% من الاشخاص المستطلعين عن استيائهم من ادائه.واكد معهد ايفوب ان شعبية الرئيس "لم يسبق ان تدنت الى ما تحت 41% من التاييد".

وسارع رئيس الكتلة الاشتراكية في البرلمان جان مارك ايروه الى الاعلان ان "اسطورة ساركوزي الذي لا يقهر في 2012" قد سقطت وانه بات "معرضا لهزيمة".

وينهي الرئيس الذي انتخب في السادس من ايار/مايو 2007 بفارق واضح (53%) واعدا بتحسين "القدرة الشرائية" وتوفير "الوظائف للجميع"، النصف الاول من ولايته من خمس سنوات في اجواء من الاكتئاب حيث بلغت نسبة البطالة 10% وما زال تعافي الاقتصاد ضعيفا وتعاظمت الديون العامة.

وترى اغلبية كبيرة من الفرنسيين (82%) انه يجب ان تكون مكافحة البطالة اولوية الجزء الثاني من ولايته تليها القدرة الشرائية (66%) وفق استطلاع اجراه معهد بي.في.آ لقناة كنال+.

بعد كليرستريم دوفيلبان يريد ان يكون بديلاً لساركوزي

اكد رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دو فيلبان الذي يواجه السجن في قضية كليرستريم انه "لا يتصور" امكانية ادانته وقدم نفسه الاثنين ك"بديل" للرئيس نيكولا ساركوزي.

وصرح دوفيلبان لاذاعة ار تي ال "انا من هؤلاء الذين يكافحون من اجل تقديم بديل للفرنسيين. اعتقد اننا نعيش في ديموقراطية تغيب فيها احيانا الاصوات المنفردة او المختلفة". وتابع "اعتقد اننا بحاجة الى المزيد من التنوع في التعبير، والى المزيد من الاقتراحات. هذا ما اسعى جاهدا لتحقيقه اليوم".

وندد دو فيلبان الذي شغل سابقا منصبي رئيس الوزراء ووزير الخارجية بنقص "الاولويات" لدى الحكومة. كما ندد ب"المجادلات" المتتالية المحرجة للسلطة، ذاكرا بشكل خاص القضية التي طالت نجل الرئيس الفرنسي جان ساركوزي واجبرته على الاحجام عن تولي منصب رفيع بسبب اتهامات بالمحاباة.

وفيما تهدد قضية كليرستريم حياة دو فيلبان المهنية كرر انه "لم يفعل شيئا يستحق اللوم في هذا الملف". فبعد شهر من الجلسات طلبت النيابة الجمعة سجنه 18 شهرا مع وقف التنفيذ وفرض غرامة من 45 الف يورو بتهمة "التواطؤ في وشاية كاذبة".

ويتهم دوفيلبان بعدم التحرك لوقف عملية ترمي الى تشويه سمعة نيكولا ساركوزي الذي اضيف اسمه الى لوائح مصرفية للايحاء بانه يملك حسابا سريا في الخارج. وردا على سؤال حول احتمال استئناف الادانة المحتملة رد دوفيلبان "لا افكر في الامر" (الادانة) منددا مجددا "بالضغوط" السياسية التي تمارس على المدعي العام.

احالة شيراك العالق في القضايا الى المحكمة

وسيكون جاك شيراك اول رئيس دولة فرنسي يمثل امام القضاء بعدما احيل ملفه الى محكمة باريس في ملف يتعلق بوظائف وهمية هو الاخير في سلسلة القضايا السياسية والقضائية التي يواجهها اليمين الفرنسي.

وسيحاكم شيراك الذي كان محميا لمدة 12 عاما (1995-2007) بمنصبه على رأس الدولة ثم اصبح مواطنا يمكن محاكمته، بتهمة "اختلاس اموال عامة" و"استغلال الثقة" من اجل 21 وظيفة وهمية بهدف المحاباة كان مكتب رئيس بلدية باريس يدفع رواتب شاغليها من 1977 الى 1995. بحسب فرانس برس.

وكانت النيابة التي تمثل وزارة العدل طلبت اسقاط هذه القضية في نهاية ايلول/سبتمبر. ويمكنها ان تستأنف القرار خلال مهلة خمسة ايام. ويفترض ان تبت محكمة استئناف باريس بذلك. وجاء قرار قاضية التحقيق كزافيير سيميوني بينما حضر الفرنسيون محاكمتين مدويتين تتعلقان بتجاوزات طبقتهم السياسية. وفي الحالتين كان ظل جاك شيراك يهيمن على المناقشات.

وفي قضية "انغولاغيت" الطويلة المتعلقة ببيع اسلحة الى انغولا في التسعينات، حكم على وزير الداخلية الاسبق شارل باسكوا احد المقربين من شيراك بالسجن عاما واحدا مع التنفيذ.وقد طلب برفع السرية الدفاعية مؤكدا ان الرئيس السابق كان مطلعا تماما على القضية.

اما في قضية كليرستريم التي اتخذت طابع مواجهة بين الرئيس نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء السابق دومينيك دو فيلبان، فقد قال بعض المحامين انهم أحسوا ان جاك شيراك وراء تلاعب سياسي يستهدف خليفته على ما يبدو.

ونظام "الوظائف الوهمية" الذي سيكون على شيراك توضيحه، كان يسمح له بتحديد رواتب من ميزانية بلدية باريس "لمكلفين بمهمات" لم يقوموا في الواقع باي مهمة.ومن المستفيدين من هذا النظام جان ديغول حفيد الجنرال شارل ديغول وفرنسوا ديبريه شقيق الوزير ورئيس الجمعية الوطنية السابق جان لوي ديبريه ومقربون من شيراك.

واحيل شيراك (76 عاما) الى المحكمة بشأن "21 وظيفة وهمية من اصل 481 درسها القضاء مما يستبعد فكرة وجود نظام محدد خلال الفترة التي كان فيها رئيسا لبلدية باريس" حسبما قال مكتبه في بيان.

وفي شق قضائي آخر من هذا الملف، ادين رئيس الوزراء الاسبق آلان جوبيه في 2004 وحكم عليه بالسجن 14 شهرا مع وقف التنفيذ ومنع من الترشح للانتخابات لسنة. ودمرت القضية الطموحات الوطنية لآلان جوبيه الذي كان يقدم على انه الوريث السياسي لجاك شيراك وكان يشغل منصب مساعد رئيس بلدية باريس للشؤون المالية في عهده.

وزير الهجرة يدعو انصاره الى تسلّم الحوار حول الهوية الوطنية

دعا وزير الهجرة الفرنسي اريك بيسون "انصار الجمهورية" الى تسلم النقاش الذي اقترحه حول الهوية الوطنية، في الوقت الذي تواصل المعارضة التنديد بدعوته هذه، معتبرة ان الهدف منها هو انتزاع بعض الاصوات من اليمين المتطرف مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية.

وقال الوزير الفرنسي من فولكستون في جنوب شرق انكلترا حيث افتتح مركزا مشتركا لمكافحة الهجرة غير الشرعية "اقول لجميع انصار الجمهورية : بدلا من ان تجزعوا لاسباب واهية، تسلموا انتم هذا النقاش الجميل، والامر يعود اليكم في العمل على عدم استخدامه قبيل الانتخابات الاقليمية".

وتابع الوزير الفرنسي "اقترحت ان يشارك الاجانب الذين يعيشون في فرنسا في هذا النقاش ايضا. والهدف ليس وضع اي كان في مواجهة اي كان بل التساؤل عن النقطة التي وصلنا اليها وعن ماهية قيمنا"، مشددا على ان موضوع الهوية الوطنية ليس وقفا على اليمين المتطرف مثل حزب الجبهة الوطنية.

وتابع "هذا يعني التساؤل حول النشيد الوطني والعلم والتراث والنظرة الى المستقبل، وهل يجب ان نترك هذه المواضيع للجبهة الوطنية ؟ ما هو هذا الفخ المنصوب لانصار الجمهورية؟". واضاف الوزير بيسون "اقول لزملائي السابقين في اليسار : تسلموا انتم هذا النقاش، انني لا املكه وتحديد الهوية الوطنية ليس امرا خاصا بي بل يعنينا جميعا".

وكان بيسون اعلن الاحد اطلاق "نقاش واسع حول الهوية الوطنية" من المفترض ان يستغرق نحو شهرين ونصف شهر قبل عقد اجتماع موسع لاستخلاص النتائج في نهاية كانون الثاني/يناير المقبل.

 وزارة الثقافة توزّع نسخ صحف مجانية لتشجيع القراءة

اعلنت وزارة الثقافة الفرنسية عن خطة لتوزيع نسخ من صحف يومية بالمجان للشباب ما بين 18 الى 24 عاما لتشجيعهم على قراءة الصحف المكتوبة فيما شهدت فرنسا اليوم غياب الصحف عن الاكشاك بسبب اضراب عمال مؤسسة توزيع الصحافة الباريسية.

وقالت الوزارة في بيان انه سيتم انفاق ملايين اليوروهات لتوفير صحف يتم اختيارها من قبل الشباب على ان توزع عليهم مرة واحدة في الاسبوع ولمدة سنة.

واضافت انه ستكون هناك رسالة تحمل حسما للاشتراك في تلك الصحف لتشجيع الشباب لقراءة الصحف باستمرار.

واوضحت ان خطة وزارة الثقافة التي قدمها للحكومة وزير الثقافة فريديريك ميتران ستكلف نحو خمسة ملايين يورو خلال ثلاث سنوات للتشجيع على قراءة الصحف المكتوبة في ظل التنافس الذي تشهده من قبل صحف الانترنت والهواتف النقالة. بحسب تقرير لـ كونا.

وعلى نفس الصعيد غابت الصحف اليومية الفرنسية الرئيسية عن الاكشاك في فرنسا الا ان كبرى الصحف مثل (ليبيراسيون ولاكروا ولاتريبون وفرانس سوار ولوموند وليزيكو) وفرت نسخها على الانترنت بالمجان.

وياتي الاضراب بعد ان دعت مؤسسة توزيع الصحافة الباريسية منتسبيها الى اضراب عام اليوم كمرة اولى حيث تطالب بالحد من اجراءات تحديث المطابع.

جزائريون يعتزمون تشريع قانون يجرّم الاستعمار الفرنسي 

يهدف نواب جزائريون الى تشريع قانون يجرّم الاستعمار الفرنسي الذي بقي حجر عثرة يحول دون تطوير العلاقات الجزائرية الفرنسية رغم مرور عقود عديدة على انتهاء استعمار فرنسا لهذا البلد الافريقي.

وقال النائب زياني ان القانون يهدف الى الحفاظ عى الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري مؤكدا على انه لا يمكن ان نغلق ملف الاستعمار الفرنسي دون ان تتقدم فرنسا باعتذارها للجزائر في ظل تنامي الدعوات الفرنسية بتمجيد جلاديها في الجزائر خلال 130 سنة.

ومن جانبهم ذكر اصحاب المبادرة بان الجرائم تواصلت طوال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر وانه من بين ابرز محطاتها في القرن العشرين هلاك ما يزيد عن 25 الف جزائري في الحرب العالمية الاولى التي لم يكن لهم فيها لا ناقة ولا جمل وابادة 45 الف جزائري في 8 مايو 1945 عندما عبر الجزائريون اثناء احتفالات النصر عن تمسكهم بحريتهم وحقهم في تقرير مصيرهم.

ويؤكد نص المشروع الذي حصلت عليه وكالة انباء الكويتية، ان جرائم الاستعمار الفرنسي لم تتوقف بعد الاستقلال بل استمرت في حصد ارواح الجزائريين من خلال التجارب النووية الفرنسية في الصحراء ومن خلال زرع الالغام في المناطق الحدودية الشرقية والغربية.

وينص مقترح القانون في مادته الاولى على ان العمليات العسكرية التي استهدفت الشعب الجزائري في حياته وسيادته وكرامته تعتبر جرائم ضد الانسانية.

اما المادة الثانية تنص على ان جرائم الاستعمار الفرنسي لا تسقط بالتقادم في حين تدعو المادة الثالثة الى ان المطالبة بالتعويضات عن الاضرار المادية والمعنوية الناجمة عن الجرائم المذكورة في المادة الاولى تعد حقا للدولة الجزائرية والجمعيات والافراد.

وذكرالنواب انه ليست المرة الاولى التي يحاول فيها نواب جزائريون اصدار قانون لتجريم الاستعمار الفرنسي في الجزائر فقد سبق لمجموعة منهم ان حاولوا ذلك عند اصدار البرلمان الفرنسي لقانون 23 فبراير 2005 الممجد للاستعمار الذي اثار جدلا واسعا في الجزائر.

يشار الى انه سبق لعدة شخصيات سياسية جزائرية ان طالبت فرنسا بضرورة الاعتراف والاعتذار عن جرائمها في الجزائر في حق الشعب الجزائري في الفترة الاستعمارية التي استغرقت اكثر من قرن و ثلاثون سنة.

فرنسا: اتهام طائفة السيانتولوجيا بالاحتيال

قضت محكمة فرنسية بإدانة كنيسة السيانتولوجيا بتهمة الاحتيال، لكنها امتنعت عن حظر نشاط الطائفة في فرنسا.وذكرت التقارير أن القضاء غرَّم فرعين اثنين من فروع الجماعة إلى جانب رئيسها في فرنسا.

وقد صدرت هذه الأحكام بعد أن رفعت سيدتان قضيتان أمام القضاء، واحدة منهما قالت إنها تعرضت لضغوط من أجل أداء 20 ألف يورو نظير منتجات باهظة الثمن.وتعتبر السلطات الفرنسية أن السيانتولوجي مجرد طائفة وليس ديانة.

وطالب الادعاء العام بخظر أنشطة الجماعة، وأن تفرض عليها غرامات ثقيلة، لكن ثغرة قانونية حالت دون إصدار أحكام من هذا القبيل.

في المقابل، حكم القضاء على مركز المشاهير والمكتبة التابعين للكنيسة بأداء غرامة قدرها 600 ألف يورو.

وصدر في حق زعيم الجماعة بفرنسا ألآن روزنبيرج حكم بالسجن لسنتين مع وقف التنفيذ وغرم 30 ألف يورو، حسبما أوردت التقارير. وغُرم عدد آخر من أعضاء الكنيسة

وتقول مراسلة بي بي سي في باريس إما جين كيربي إن السلطات الفرنسية على عكس نظيرتها الأمريكية ترفض الاعتراف بالسيانتولوجيا كديانة، ولا تعدها سوى مقاولة تجارية تهدف إلى جني أكبر قدر ممكن من الأرباح على حساب منكوبين.

وتضيف مراسلتنا كذلك أن الأحكام الصادرة اليوم الثلاثاء تعد الأولى من نوعها منذ عشر سنوات. فقد أدان القضاء الفرنسي عددا من أعضاء هذه الطائفة بتهم الاحتيال والدعاية المضللة، لكنها المرة الأولى التي تصدر فيها أحكام ضد الكنيسة كمؤسسة.

ونفت الجماعة خلال المحاكمة تهمة التلاعب الذهني، كما قال أحد أعضاء هيئة الدفاع إن الكنيسة ستستأنف الحكم.

وقد أسست كنيسة السيانتولوجيا عام 1954 على يد مولف روايات الخيال العلمي الراحل رون هبارد، وتضم الآن نجوما من هوليوود كجون ترافولتا وتوم كروز.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 15/تشرين الثاني/2009 - 17/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م