التدخين.. يقتل ستة ملايين شخص ولُقاح واعِد لمكافحته

 

شبكة النبأ: قال خبراء عالميون في السرطان في تقرير صدر مؤخرا إن تدخين التبغ سيقتل ستة ملايين شخص العام القادم بالسرطان وأمراض القلب والانسداد الرئوي ومجموعة من الامراض الاخرى. فيما أظهرت دراسة اميركية واوربية ان منع التدخين في الامكان العامة يخفف من مخاطر الاصابة بازمة قلبية بنسبة 17 % من خلال خفض تعرّض غير المدخنين لدخان السجائر.

وفي غضون ذلك دخلَ لُقاح أمريكي لمكافحة التدخين مرحلة الاختبارات ما قبل النهائية وسط تفاؤل بنتائج واعدة للعقار الذي يعمل على تحفيز نظام المناعة الطبيعي لمنع النيكوتين من دخول المخ والإقلاع نهائياً عن التدخين.

التدخين يقتل ستة ملايين شخص

وقال خبراء في السرطان إن تدخين التبغ سيقتل ستة ملايين شخص العام القادم بالسرطان وأمراض القلب والانسداد الرئوي ومجموعة من الامراض الاخرى.

وتفيد التقديرات الواردة في "أطلس التبغ" الجديد الذي أصدرته المؤسسة العالمية لامراض الرئتين والجمعية الامريكية للسرطان ان تكلفة تعاطي التبغ على الاقتصاد العالمي تبلغ نحو 500 مليار دولار في السنة في صورة نفقات طبية مباشرة ونقص في الانتاجية واضرار بيئية.

وقال التقرير "يسبب التبغ حالة واحدة من كل عشر حالات وفاة في شتى انحاء العالم وسيودي بحياة 5.5 مليون شخص هذا العام وحده." واذا استمرت الاتجاهات الحالية فسيزيد العدد بحلول عام 2020 الى ما يقدر بنحو سبعة ملايين شخص وسيتجاوز ثمانية ملايين بحلول عام 2030.

وافادت المنظمتان وهما هيئتان للبحوث والاستشارات غير هادفتين للربح بان معدلات التدخين انخفضت في الدول الغنية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان على مدى العقود الاربعة الاخيرة بينما ارتفعت في معظم انحاء العالم النامي. بحسب رويترز.

ومن بين المعلومات التي تضمنها التقرير ان عدد المدخنين من الرجال مليار يمثلون 35 في المئة من الرجال في الدول الغنية و50 في المئة من الرجال في الدول النامية.

كما أفاد التقرير بأن زهاء 250 مليون امرأة يدخن يوميا ويمثلن 22 في المئة من النساء في الدول المتقدمة وتسعة في المئة من النساء في الدول النامية.

وقال التقرير ان خطر الوفاة بسرطان الرئة يزيد اكثر من 23 مرة لدى المدخنين من الرجال مقارنة بغير المدخنين و13 مرة بين المدخنات.

منع التدخين في الاماكن العامة يقلل مخاطر الاصابة بأزمات قلبية

واظهرت دراسة اميركية واوروبية ان منع التدخين في الامكان العامة يخفف من مخاطر الاصابة بازمة قلبية بنسبة 17 % من خلال خفض تعرض غير المدخنين لدخان السجائر.

وجاء في دراسة واسعة انجزت في حوالى عشر مناطق في الولايات المتحدة واوروبا (ايطاليا واسكتلندا) وتنشر في مجلة "جورنال اوف ذي اميركان كوليدج اوف كارديولودجي" في 29 ايلول/سبتمبر، ان خطر الاصابة بالتهاب في عضلة القلب يتراجع بنسبة 17 % وخصوصا لدى الشباب وغير المدخنين في حال حظر التدخين في الاماكن العامة.

واظهرت الدراسة ان التعرض لدخان سجائر الاخرين يؤدي الى ارتفاع خطر الاصابة بالتهاب في عضلة القلب بنسبة 30 %. وفي الولايات المتحدة اقرت 32 ولاية قوانين تمنع التدخين في الاماكن العامة وفي العمل. بحسب فرانس برس,

اكتشاف سبب شعور من يحاولون الاقلاع عن التدخين بالحكة

ويعتقد فريق من العلماء انه اكتشف السبب في شعور من يسعون للاقلاع عن التدخين بالحكة في كثير من الاحيان.

واكتشف فريق الباحثين البلجيكيين الذين يدرسون تأثير النيكوتين على الفئران انه ينشط مسارا جزيئيا في اغشية الجلد والانف والفم يعرف ان له دورا في الالتهاب.

وقال العلماء في دراسة نشرت في مجلة نيتشر ان ذلك قد يفسر لماذا تسبب لصقات النيكوتين ووسائل تعويض النيكوتين الاخرى الشعور بالحكة. وقد تساعد هذه الدراسة في تطوير علاجات لمساعدة الناس على الاقلاع عن التدخين مع تقليل الاثار الجانبية المسببة للضيق.

والتدخين من بين اكبر اسباب المرض والوفاة المبكرة في انحاء العالم كما تكلف الامراض المرتبطة بالتدخين الخدمات الصحية مليارت الدولارات كل عام. بحسب رويترز.

وذكر باحثون بريطانيون في ابريل نيسان ان المدخنين الذين لا يرغبون بعد في التخلي عن التدخين لكنهم مستعدون للتقليل منه يزيد احتمال توقفهم نهائيا عن التدخين في نهاية المطاف اذا استخدموا وسائل تعويض النيكوتين للمساعدة في تقليل التدخين تدريجيا. ويشير بحث امريكي الى ان المدخن العادي يحاول ما بين ست مرات و11 مرة ان يقلع عن التدخين.

6800 تونسي يموتون سنويا نتيجة التدخين

وفي تونس اظهرت دراسة نشرت نتائجها في العاصمة التونسية ان التدخين في تونس يتسبب في وفاة 6850 شخصا سنويا.

وتفيد الدراسة التي اجرتها وزارة الصحة في تونس ان نسبة المدخنين في تونس من الكهول بلغت 55 % بالمئة وعند الشبان في سن المراهقة 12,8 %. ونبهت الدراسة الى ان "التدخين يعد السبب الرئيسي لعدد من الامراض المزمنة والخطرة". بحسب فرانس برس.

واكدت ان "90 % من حالات الاصابة بسرطان الرئة و 85 % من الالتهابات المزمنة للقصبات الرئوية و 75% من حالات الجلطة القلبية و 25 % من امراض القلب" ناجمة عن التدخين.

وكان المعهد الوطني التونسي للاحصاء نشر في وقت سابق بيانات تشير الى ان تونس تتقدم الدول العربية في نسب المدخنين خصوصا لدى الفئة العمرية بين 35 و69 عاما.

وأشارت البيانات الى ان معدل الاستهلاك الفردي في تونس وصل الى 17 سيجارة يوميا. وينفق المدخن حوالى 90 دينارا شهريا على التبغ.

جنيف تحظر مجددا التدخين في المقاهي والمطاعم

ووافق الناخبون في جنيف بسويسرا، بنسبة 81,77 % في مقابل 18,3 % على قانون يحظر مجددا التدخين في الاماكن العامة لا سيما المطاعم والمقاهي.

وكان قرار حظر التدخين في الاماكن العامة في جنيف الغي في ايلول/سبتمبر 2008 بعد ثلاثة اشهر على بدء تطبيقه، بقرار من المحكمة الفدرالية اعلى هيئة قضائية في البلاد.

وكانت حكومة جنيف مدعومة باصوات 79,2 % من الناخبين المؤيدين للخطوة، اصدرت حينها مرسوما بسيطا في حين كان من الضروري سن قانون على ما اعتبرت المحكمة الفدرالية.

وفترة السنة الاضافية الفاصلة بين القرارين سمحت لاصحاب المقاهي والمطاعم والفنادق في جنيف بالحصول على حق اقامة قاعات مخصصة للمدخنين. لكن هذه التسوية لا تروق لانصار المنع التام للتدخين الذين اعلنوا الاحد نيتهم رفع شكوى الى المحكمة الفدرالية.

وأيد ناخبون كانتون سان-غال كذلك منع التدخين في المقاهي والمطاعم بنسبة 59 % لينضموا بذلك الى كنتونات فود وفاليه ونوشاتيل وفريبور.

أبحاث: للنساء قابلية أكثر للإصابة بسرطان الرئة جراء التدخين

لقاح واعد للإقلاع عن التدخين

ودخلَ لقاح أمريكي لمكافحة التدخين مرحلة الاختبارات ما قبل النهائية وسط تفاؤل بنتائج واعدة للعقار الذي يعمل على تحفيز نظام المناعة الطبيعي لمنع النيكوتين من دخول المخ والإقلاع نهائياً عن التدخين.

ومنح "المعهد القومي  للحد من سوء استخدام العقاقير" شركة "نابي بيوفارماكيوتيكالس" 10 ملايين دولار، للبدء في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح NicVAX، لمكافحة تأثير النيكوتين.

وقال المعهد الحكومي إن المرحلة التجريبية الثالثة والأخيرة للعقار قبيل عرضه على "دائرة الدواء والغذاء" FDA الحكومية لإجازته تتضمن: "إعطاؤه لمجموعات كبيرة من الناس للتأكد من فعاليته، ومراقبة آثاره الجانبية، ومقارنته بالمطروح حالياً من عقاقير مكافحة التدخين."

NicVAX، عقار صمم لتحفيز جهاز المناعة الطبيعي لتوليد أجسام مضادة تتعلق بالنيكوتين في جسم المدخن وتعمل على منع انتقاله للمخ الذي يفرز مواداً  تمنح الشعور الجيد والانبساط بعد التدخين.

وقال د. فرانسيس كولينز، مدير المعهد: "إدمان النيكوتين يتسبب في نصف مليون وفاة سنوياً في الولايات التحدة وحدها.. وإيجاد علاجات ذات فعالية تساعد الناس على الإقلاع عن التدخين كان على الدوام تحدياً حقيقياً."بحسب سي ان ان.

وأضاف: "هذه المرحلة التجريبية الثالثة توفر آمالاً واسعة نحو إيجاد حل لهذه المشكلة الصحية العامة الضخمة."

ويقول خبراء إن الإقلاع عن النيكوتين أكثر صعوبة من إدمان الهيروين، وتقول "جمعية السرطان الأمريكية" إن من بين 44 مليون مدخن في البلاد، 70 في المائة منهم يعتزم الإقلاع عن التدخين.

وفيما يتوقف نحو 40 في المائة منهم عن التدخين، ينجح ما بين 4 في المائة إلى 7 في المائة فقط في الإقلاع تماماً دون الحاجة لمساعدة.

ويعد سرطان الرئة "القاتل" الأول في الولايات المتحدة، ويفوق عدد ضحاياه ضحايا سرطان القولون والثدي والبروستات مجتمعين.

ومؤخراً، قرع تقرير للوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، ناقوس الخطر، بعد أن سلط الضوء على الأعداد المتزايدة بكثرة لمرضى السرطان، وبالتحديد من الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل.

ووضع التقرير قضية التدخين في مقدمة الأسباب المؤدية لمرض السرطان، وخاصة في الثمانينات والتسعينيات، مشيرا إلى أن عدد المدخنين في العالم وصل إلى حوالي 1.3 مليار شخصا، ويتوقع أن يصل إلى الذروة مع حلول عام 2030.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 12/تشرين الثاني/2009 - 13/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م