محمد رضا الشبيبي

عندما يكون السياسي شاعراً

د. سعدي غزاي عمران

هو محمد رضا جواد الشبيبي ولد في النجف عام 1889على الأرجح، ولكنه ينتمي في الأصل الى منطقة الجبايش في محافظة ذي قار(الناصرية)، وتلقّی دراسته في مدارسها الدينية، نشأ في رعاية والده الذي كان أديبًا شاعرًا له ديوان ومجموعة من الرسائل سماها "اللؤلؤ المنثور على صدور الدهور" حيث يقول الشبيبي نفسه عن مجلس والده:" ولم يزل ناديه من أبهج نوادي الأدب في النجف،تلقى فيه المحاضرات النافعة،وتجري فيه المناظرات المفيدة،والمذاكرات العلمية فهو مجتمع الطبقة العليا من المهرة الذين يفعل أحاديثهم في الألباب مالا تفعل السحرة"،وهكذا فقد هيأ له المجلس مجال التعرف على عشرات الأدباء والعلماء والإمتزاج بهم،والتأثر بآرائهم.

وكانت والدة الشبيبي تنتمي الى أسرة الطريحي النجفية المعروفة،وقد أنجبت فضلاً عن محمد رضا،محمد باقر،احد أبرز مثقفي العراق المعروفين ومن كبار مفكري ثورة العشرين.  وتلقى محمد رضا علومه الأولى في الكتّاب عن السيدة مريم البراقية، كما درس علوم العربية والمنطق والفقه والأدب على علماء عصره، ثم تحول إلى الثقافة الحديثة فدرس الفلسفة وغيرها من العلوم،وذلك بعد أن انقطع عن إكمال مراحل الدراسة التقليدية في النجف بعد اجتياز المرحاة الأولى منها أي المقدمات،ليتجه اتجاهاً خاصاً بعد أن شعر بالنفور منها بسبب ما لمسه من جمود وتقيد فيها،فاتجه إلى الدراسة الحرة،والتفكير المجرد.

 وأقبل علی المطالعة والتزوّد من معين العلم والثقافة حتّی احتلّ مکانة مرموقة بين علماء عصره، وجاب كثيرًا من البلاد العربية منها: سورية وبلاد الحجاز ومصر. وشغل عدّة مناصب دينية وسياسية ؛ فقد اختير رئيساً للمجمع العلمي العراقي، ونادي القلم، کما انتُخب رئيساً لمجلس الأعيان(1935) ومجلس النوّاب(1944)،ورئيساً للجبهة الشعبية المتحدة، وشغل منصباً وزارياً في الدولة هو وزارة المعارف  عدّة مرّات(من1924-1948).وانتخب رئيساً للمجمع العلمي العراقي. وكان عضوًا في المجمع العلمي العربي بدمشق، والمجمع اللغوي في القاهرة، ونادي القلم العراقي.

أسهم الشبيبي في الثورة ضد الإنجليز، وأيد الدستور العثماني (1908). وعندما أعلنت الحرب العالمية الأولى، وزحف الجيش الانكليزي نحو بلاده، كان شاعرنا متطوعا بقيادة العلامة السيد محمد سعيد الحبوبي الى جانب الجيش التركي، وحضر معركة الشعيبة. ثم وقف - حين دخل الانكليز بغداد - في الحادي عشر من آذار من عام 1917م أمام ((السير ارنولد ولسن)) الحاكم البريطاني قائلاً ((ان العراقيين يرون أن من حقهم أن تتألف حكومة وطنية مستقلة استقلالاً تاماً))، وقد تولى مسؤولية مكتب النجف لجمعية الاتحاد والترقي التي عملت على إقامة حكومة وطنية. وكان وثيق الصلة بالبلاط الملكي الهاشمي، فلعب أدوارًا سياسية بارزة منها: سفرته إلى بلاد الحجاز لمقابلة الملك الحسين بن علي في إطار التأسيس للمملكة.

  منحته جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب، تقديرًا لبحوثه في الأدب والتاريخ (1952).، وتوفي في بغداد سنة 1965،ونعت اذاعة بغداد والعديد من الاذاعات العرابية خبر وفاة الشبيبي وكتبت الصحف والمجلات العراقية قصائد ومقالات في رثائه، وقد رثاه الشاعر المصري عزيز اباظة باشا في قصيدة طويلة جاء في مطلعها :

قمْ فأدِّ العزاء للأسلام ِفي  زعيم  وشاعر  وإمام ِ

الشبيبيّ اين ثاني الشبيبيِّ إذا طَمَتِ الخطوبُ الدوامي ؟

وقال العلامة حسن الأمين في دراسته عن الشاعر تحت عنوان(الشيخ محمد رضا الشبيبي علّامة العراق وشاعر العرب):

"كانت في الشيخ محمد رضا الشبيبي عدة صفات تحلّه كا واحدة منها في النفوس أكرم محل،فكيف بها مجتمعة،فلا بد أن يعنى به الدارسون،وأن تكون له في تاريخنا الأدبي والعلمي والكفاحي مكانة رفيعة".

وقال عنه المفكر المعاصر عباس محمود العقاد :" شاعر ناقد،باحث لغوي،ناشر للعلم والمعرفة".

ولعل من اجمل الكلمات التي قيلت في وصف شخصية الشبيبي ما كتبه عنه الباحث والمؤرخ مير بصري قبيل وفاته حيث قال في هذا المجال:

" أضفى الزمن على الشاب الأنيس وقار المشيب،وجلال الشيخوخة دون أن يفقده جمال نفسه،وصفاء سريرته. وقد زادته الأيام حنكة وحكمة دون أن تزيده مالاً وثروة. وهو اليوم كما كان دائماً يؤثر البساطة في مأكله وملبسه ومعيشته،لطيف المعشر،خفيض الصوت،بار بأصحابه وأصفيائه،متواضع للصغير والكبير. تجلس اليه،وتصغي الى أحاديثه العذبة،فتسمع في صوته نبرة الألم الحبيس،فتذكر الشاعر الوجداني،والشاعر العاطفي،والشاعر الإجتماعي،والشاعر المتألم،والشاعر الوطني،والشاعر المصلح،والشاعر الحكيم".

نشاطاته السياسية:

لا يمكننا الفصل بأي حال بين الجانب الأدبي والفكري لهذه الشخصية وبين جانبها السياسي ؛فقد مثل الشبيبي واحداً من اكبر الشخصيات التي لعبت دوراً اساسياً ومؤثراً في السياسة العراقية في الفترة التي نشط فيها (العهد العثماني،عهد الاحتلال البريطاني  والعهد الملكي وسنوات الأنتداب وحتى عهد تأسيس جمهورية العراق الحديثة)(1908-1965م)،ويظهر دوره السياسي جلياً في المناصب العديدة التي تقلدها خلال حياته اعتباراً من وزارة المعارف وحتى مجلس الأعيان ومجلس النواب ودوره في حركة المعارضة فيه في العهد الملكي حيث عرف بالجرأة والصراحة وعدم الممالأة والمداهنة على حساب مبادئه ووطنه حتى "أن جرأته كانت نادرة...لا ينافق ولايمالق ولا يداهي ولا يداجي،ولا يقول إلا ما يصح في معتقده،ولا يعتقد إلا ما يصح في رأيه " على حد تعبير احمد حسن الزيات، كما كانت له إسهامات سياسية خارج العراق تمثلت في رحلاته الى الأردن والحجاز،و يمكننا القول إن دراسة حياة الشبيبي السياسية هي في الحقيقة تسليط للضوء على مراحل هامة من تاريخ العراق السياسي.

وقد تأثر الشبيبي في افكاره الإصلاحية والسياسية-كما كان حال معظم المثقفين الثوريين في تلك المرحلة- بأفكار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا التحررية الإصلاحية التي كانت تصل العراق عن طريق مجلتي"العروة الوثقى"و"المنار" وغيرهما،كما تركت ثورة الاتحاديين عام 1908م تأثيراً كبيراً على الشبيبي ولا سيما مدحت باشا الذي كان العراقيون من اشد المعجبين به بحكم احتكاكهم المباشر بإصلاحاته في بلادهم، وكان اهم ما دفع الشبيبي الى الترحيب بثورة الإتحاديين هو ما علقه من آمال كبيرة عليها بأن تؤدي الى انعتاق العراق من مشكلاته الاجتماعية والإقتصادية والسياسية التي تفاقمت بصورة خاصة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني(1876-1909)  فكان من شأن شعارات الإتحاديين  (الحرية والعدالة والمساواة)أن تهز وطنياً متحمساً ومخلصاً مثل الشبيبي، ولكن سرعان ما أصيب الشبيبي كأقرانه الوطنيين بخيبة أمل كبيرة من سياسة الإتحاديين التي انصبت في اتجاه قومي متعصب معاد للطموحات المشروعة للشعوب غير التركية في الإمبراطورية العثمانية.

وقد عبر الشبيبي عن خيبة امله تلك في قصيدته الرائعة"في العراق" والتي نشرتها الصحف المصرية والسورية آنذك،حيث يقول من جملة ما يقول فيها:

جنيتُ شبابي في بلادي كما جنتْعلى القلب أهوالُ البلاد فشابا

ألنتُ بها جنبَ الخطوب  شدائداً  وساهلتُ وقعَ الحادثات صعابا

بأي كتاب، أم بأيسنّة  يبيحون ظلمي سنّة  وكتابا

إلامَ أجوبُ  القطرَ سامَ جهالة ًوماجَ تقليداً  وفاض خرابا

  بل إنه حرض العراقيين بصراحة على الثورة ضد الإتحاديين، فقال في ذلك:

يُسامُ العراق الذلًّ وهي عزيزة  ويُخْرس أهلوه وهن فصاحُ

أسكانَ أجواز العراقيين هل لكمنزوعٌ إلى نيل العلا وطماحُ؟

فلا تضعفوا إن السعادةقوة  ولا تجبنوا إن  الحياةكفاح

ولقد بلغ من تعسف الأتراك وظلمهم حداً بحيث إن أبناء الشعب العراقي اضحوا يفضلون – من باب تفضيل السيء على الأسوء والإضطرار الى اللجوء الى المر هرباً من الأمر منه كما يقول المثل الشعبي- الإحتلالَ الإنجليزي على استبداد الأتراك وممارساتهم القمعية وبطشهم بأحرار الأمة فضلاً عن حالة الفقر المدقع الذي عانى منه الشعب العراقي الأمرين أبان حكمهم، وذلك ضمن سيناريو ربما تكرر قبل فترة ليست بالبعيدة، حيث يقول الدكتور علي الوردي في هذا الصدد:

" يمكن القول إن معظم العراقيين،ولا سيما أهل المدن منهم استقبلوا الإحتلال الإنكليزي عند أول دخوله بالابتهاج والترحيب،وذلك لشدة ما عانوه من الحكومة التركية خلال فترة الحرب من مشاق وبلايا وآلام. حدثني أحد المسنين عن تلك الأيام فقال: إننا كنا في بداية الحرب نجتمع في المسجد ندعو الله أن ينصر المسلمين على الكفار،فقد كنا حينذاك تحت تأثير حركة الجهاد التي كانت في أبانها،ولكننا في أواخر الحرب صرنا ندعو الله أن يهلك الأتراك،وينصر الإنكليز عليهم استناداً إلى القول المأثور: الكفر يدوم والظلم لا يدوم"

ومع ذلك فإن أبناء العراق الأحرار قاوموا الإحتلال الإنجليزي،وسجلوا ملاحم وبطولات يشهى لهم بها التاريخ، فلقد قاوموا هذا الإحتلال مقاومة ضارية بوسائل بدائية ولقنوه درساً لا يمكن أن ينساه أبداً، وومقابر جنودهم المنتشرة في أرجاء العراق تشهد بتلك المقاومة الباسلة التي نحن أحوج ما نكون اليها اليوم حيث نرزح تحت احتلال نتعدد الأشكال!

أعماله الشعرية ومؤلفاته:

خلّف الشبيبي العديد من الآثار يقف في مقدمتها ديوانه الذي طبع في القاهرة عام 1940م (والديوان عبارة عن نماذج اختارها المترجم له من شعره الكثير)،، ويضمّ عدّة أبواب منها: الشعر الحماسي،والشعر الحکمي، والشعر الإجتماعي والسياسي،والرثاء، وله مجموعة مراث في زوجته تعد من أجمل الأشعار الوجدانية ومن بين الأغراض  النادرة  في  الشعر العربي،وقد نشرها الباحث قصي سالم عثمان في ذيل دراسته  بعنوان: «الشبيبي شاعرًا»، وهذه المجموعة بعنوان: «رنين على الأجداث»، كما وردت نماذج كثيرة من شعره ضمن كتاب: «شعراء الغري» (وأغلبها مما أسقطه الشاعر من ديوانه لأنه ينتمي إلى مرحلة البدايات الفنية)، وله مؤلّفات منها: ابن خلّکان وفن الترجمة،مؤرّخ العراق ابن الفوطي في جزئين، بين مصر والعراق في ميدان العلاقات الثقافية، التربية في الإسلام.

و له عدد من المؤلفات الإبداعية والأدبية منها: مذكرات الشبيبي (نشر منها عدة فصول في مجلة البلاغ)، وكتابان في أدب الرحلات بعنوان: «رحلة في بادية السماوة» - «رحلة إلى المغرب الأقصى»، وله عدد من الدراسات والمحاضرات والتراجم والتحقيقات، منها: (تراثنا الفلسفي - حاجته إلى النقد والتمحيص)، و(القاضي ابن خلكان ومنهجه في الضبط والإتقان)، و(التربية في الإسلام)،، و(أدب المغاربة والأندلسيين في أصوله المصرية ونصوصه العربية) محاضرة ألقاها في معهد الدراسات العربية العالية بالقاهرة.

خصائص شعره

بدأ الشبيبي قرض الشعر في حدود الخامسة عشرة من عمره،و تميز شعره  بأنه غزير متنوع الموضوعات، تقليدي البناء والغرض سار فيه على خطى الشعراء القدامى من الناحية الشكلية، كما يصرح بذلك هو نفسه في قوله:

عاودَ الشعرُ بعد طول صدودِ  ونهضنا  إلى  تعاطي  القصيدِ

إن تقضّت تلك العهودُ فشِعري  وشُعوري من نسج تلك العهود

في قديم من الصياغة  إلا أنه  حاز  كلَّ  معنىًجديد

وقد تأثر –كما يذكر هو نفسه- بالأقدمين مثل البحتري وأبي تمام والشريف الرضي وابن هاني وابي العلاء المعري، ومن المحدثين بحافظ ابراهيم وإسماعيل صبري.

ويحتل الرثاء مساحة واسعة من شعره؛ فقد رثى شهداء الأمة في كل مكان (العراق ومصر وبلاد الشام)، كما رثى أساتذته وإصدقاءه،ومنهم الشيخ حسين القزويني، وله شعر في رثاء الإمام الحسين(ع).

وأما درة مرثياته فكانت في رثاء زوجته التي اختصها بمجموعة «رنين على الأجداث» وفيها تظهر رقة مشاعره ونبل عواطفه تجاه رفيقة عمره، فهو يستلهم روحها ويعايش ذكرياتها ويسجل مشاعر اليتم لأبنائه، والفقد والوحشة لنفسه، ويصفها بملهمة الشعر، وفي هذه المراثي يتنقل بين الأوزان، والقوافي، وزوايا الاطلال على موضوع الرثاء ذاته حتى يكاد يرسم لوحة جدارية لمشهد الرحيل ولوعة الفقد.ومن مرثياته الرائعة في زوجته:

هو الحِمامُ كذا يا أمَّ أسماءِما انفكّ يعصف في لُبّ الألبّاءِ

أشدُّ ما يصدع الأحلامَ راسيةًلغير ما رجعةٍ  منأى  الأحبّاء

عادت وقد عجز التدبيرُ شاكيةً  من المداواة شكواها من الداء

والتاع للرزء من لا ينتمون لهافي الأهل لوعةَ إخوانٍ أحمّاء 

أختُ الملائكِ في طهرٍ وفي شرفٍخدينةُ الحُور في سَمْتٍ وسِيماء

ما كنتِ يومًا إذا نوديتِ ذا أُذنٍثقيلةٍ عن نداء الخيرِ صمّاء

وما ذهبتُ إلى رأيٍ بمعضلةٍإلا وعزّزتِ بالبرهان آرائي

أكان ضربًا من التخليط ما وصفوا أم كان مَخْرفةً طبُّ الأطبّاء

تَضوّعَ البيتُ عَرْفًا منكِ وانتشرتْريّا الأزاهرِ رفّتْ غِبَّ أنداء 

  كما نظم في المدح والتهاني  والمناسبات ووصف المدن والطبيعة، منها وصفه لنهر دجلة، ووصفه لمدينة صيدا في موسم سقوط الثلوج، وله مساجلات قليلة، كما خمّس القصائد ومنها مقصورة ابن دريد، ويُظهر شعره نزعة أخلاقية فيكثر المأثور والحكم، وينتقد أحوال الناس وفساد الذمم وفتور الهمم، ويدعو إلى الإصلاح والزهد في دار الفناء والعمل للآخرة كقوله من قصيدة حملت عنوان(بين الأدب والأخلاق) :

جئتُها كارهًا وأخرج منها  كارهًا، فالمجيءُ مثلُ الذهابِ

هي دارُ الأعمالِ فاعملْ لتلقى بعدَ دارِ الأعمالِ دارَ الثواب 

أَجَلٌ إن بلغتُه حقَّ  موتٌ وكذا الحقُّ في بلوغ النِّصاب

أنا يا مُكْبري ومُطري خِلاليعارفٌ من أنا، خبيرٌ بما بي

أنا من لستُ حين أسأل نفسيسِرَّ  نفسي  مُزوّدًا  بجواب 

أنا من لستُ داريًا بغُدوّي أو رواحي، ماذا يكون اكتسابي 

أنا في البحر قطرةٌ، أوَيخفى  عنكَ ما شأنُ قطرةٍ في العُباب؟

حُجِبتْ طلعةُ الحقيقةِ عنيليتها تُستَشفّ خلف الحجاب

أسفري يا مليحةَ الدلِّ إني  صرتُ  أزداد  فتنةً  بالنِّقاب 

لستُ أغترّ بالصّواب أراه  خطأُ المخطئين أصلُ الصواب

عزَّ قومٌ لو حُوسبوا لأفاقوا رُبَّ عزٍّ يُنسيه ذلُّ الحساب 

كثرةٌ في القشور قد نقلوها عن سواهم، وقلّةٌ في اللُّباب 

كما اولى الشبيبي اهتمامه بالقضايا الإجتماعية ومنها ثورته على الأغنياء في قصيدته "رفقاً بنا" التي حمل فيها على الأثرياء وجشعهم وتهالكهم على حطام الدنيا، وحذرهم من ثورة الحق عليهم، حيث يقول في هذه القصيدة التي نشرتها جريدة البيرق البيروتية قبل الحرب العالمية الأولى:

أما تستثيركم البائساتُفرادى تمرّ بكم أو ثنى؟

تقابل عزتَكم بالصغار وتقرن صحتَكم بالغنى

أيهنيكمُ أنها في الشقاء ويشقيكمُ أنها في الهنا؟

فلا تنسفوا الحق عن قوة بعيدٌ لها نسفُ ذاك البنا

بزُرق الحدود وحُمر البنود  وبيض السيوف وسُمر القنا

لا بد للحق من ثورة  رويداً، فإمّا لكم أو لنا 

وكان الشبيبي إنسانياً في تفكيره، يتعامل مع القضايا المحيطة به تعاملاً شاملاً يرتقي في بعض الأحيان الى المستوى الإنساني الشمولي العالمي، وكان أبعد ما يكون عن التعصب المقيت، والطائفية التي لم تجر علينا سوى الويلات، وكان يتسم بروح التسامح وعدم إلغاء آراء الآخرين وأفكارهم ودورهم، ولم يؤثر عنه قط أنه دخل في جدال عقيم مع الآخرين،أو أنه انبرى للرد على شخصية أخرى انتقدته، فقد كان ينأى بنفسه عن ذلك، يقول الخليلي عنه في هذا المجال:

" علمت من متابعتي لسيرة الشبيبي أن الشبيبي قلما كان يعنى بالوخز واللمز والانتقاد الذي يوجه له،حتى قد يتعذر على القراء أن يجدوا رداً للشبيبي على مؤاخذيه، أو لامزيه في كتاب أو مقال أو رسالة، وهي حسنة تسجل له بالإعجاب...".

ويرى الشبيبي أن رجل الدين ينبغي أن يكون مثالاً للتسامح واستيعاب آراء الآخرين لا أن يكون من عوامل إثارة التناحر والإختلاف،حيث يقول في ضرورة التآخي بين أفراد المجتمع البشري على اختلاف طوائفه وقومياته وأفكاره:

وأرى الإنسان أعجبَ ما أرى جنسيةً منعتْه من أن يتواسى!

لِمَ لا تُشبَّهُ بالحقول يزيدها لطفاً تجمّعُ وردهاأجناسا

يا ليت من جعل التباين زينة  للورد قدّرها  تزينُالناسا

ومن مواقفه الطريفة في هذا المجال أنه رفع في عام 1963  مذكرة احتجاج إلى عبد الرحمن البزاز رئيس الوزراء في عهد عارف، طالب فيها ردم الهوة الطائفية من مرافق الدولة والوظائف الحكومية.

وقد كان الشبيبي يدعو الى العلم من أجل التطور،وكان معجباً الى حد كبير بالحضارة الغربية في جانبها العلمي، حتى أنه كان يطرح في اشعاره وكلماته ومقالاته بعض المواضيع والظواهر العلمية على بساط البحث والمناقشة، ويحمل على العادات والتقاليد القديمة البالية إن كانت تتعارض مع التطور العلمي وخاصة الخرافات التي تنمو وتنتشر في المجتمعات التي يسودها الجهل، الذي عده مساوياً للموت في قوله:

وأن حياة الجهل إن لم تكنْ لهاعلى الموت سبقٌ فهي والموت سيانُ

ويقول عن الجهل في موضع آخر:

وأشقى الورى من يطلب السعي للعلاويمنعه صوتُ الجهالة أن يسعى

وفي باب المقارنة بين العلم والجهل يقرر قائلاً:

العلم والجهل إثراء وإقلالُ  وأمتعُ الثروتين العلمُ لا المالُ

وقد امتاز الشبيبي في شعره بصدق اللهجة، حتی يمکن القول إنّ شعره مرآة لنفسه وتوجّهاتها، وهو من جملة الشعراء ذوي النزعة التقليدية، تناول في شعره قضايا وطنه الأكبر العالم العربي، فدافع عن هذه القضايا وانتصر لها، وحاول أن يستنهض شعبه ضد الإستعمار والإستبداد، ونظر إلی القضايا والأحداث المحيطة به نظرة وعي وتفتّح بعيداً عن التعصّب الديني والمذهبي والمقاييس الضيقة والنظرات السطحية، مستعيناً في ذلک بلغته الشعرية الصادقة التي نلحظ فيها الشيء الکثير من متانة الماضي وجزالته وإشراقة ديباجته، وروعة الحاضر والتفاعل مع بيئته العراقية والعربية والإسلامية، کما يتجلّی لنا ذلک بوضوح في قوله مخاطباً المتخاذلين الذين باعوا وطنهم وارتضوا لأنفسهم الذلّة والعمالة مقابل السلطة والنفوذ والمال:

خَسِرَتْ صَفْقَتُکمْ مِن مَعْشَرٍ شَرَوا العارَ، وباعُوا الوطنا

ياعبيدَ المالِ  خيرٌ  مِنکمُ  جُهَلاءٌيعبُدونالوَثَنا

إنّني  ذاکَ  العراقيُّ  الذيذَکَرَالشامَوناجَی اليمَنا

إنّني  أعْتَدُّ  نَجْداًرَوْضَتي  وأرَی  جنّةَ  عَدْنيعَدَنا

وبالجملة فإن المحتوى السياسي والإجتماعي هو الغالب على شعر الشبيبي،وكان شعره بمثابة سجل دون فيه بدقة وأمانة وانطلاقاً من وطنيته وإخلاصه أحداث العراق وشخصياته، مما يجعله في بعض الأحيان أقرب الى التاريخ والسياسة من الأدب، وينوه جعفر الخليلي الى هذه الخصوصية التي تميز بها شعر الشبيبي في قوله:"والشبيبي من أكثر من عرفت من يربط الحوادث بأصحابها فإذا رأى شخصاً،ولو بعد فراق طويل،استعرض فيه كل ما مر من حوادث ذات ارتباط بالتاريخ أو الأدب أو السياسة،ولذلك حوى صدره العدد الكبير من الحوادث والوقائع،فحفل ديوانه بما يطيب من القصص،وبما يبهر من الأدب،وما يفيد من وقائع السياسة،ويكشف عن المعمّيات مما يكتشف تراجم الرجال".

المختار من شعره

من قصيدة بعنوان « الشعر بين الحق والباطل»

يسائلُني مَن لو دری لم يسائلِ أنا الآن في شغلٍ عن الردِّ شاغلِ

ويطلبُ منّي أن أقولَ  ولم أشأْولو شئتُ لم أترکْ مقالاً لقائلِ

مِن الحقِّ حبسُ الشعرِ إلّا لغايةٍتفرِّقُ فيها  بين  حقٍّ  وباطل

إذا أنتَ کابرتَ الحقيقةَ عبَّرتْ  فصاحةُ (قُسٍّ) عن فَهاهَةِ (باقِل)

کفی الشعرَ ذمّاً أن للشعرِ قائلاً وما هو إلا  قائلٌ  غيرُفاعل

ولاخيرَ في شعرٍ إذا لم يقمْ بهِ خُمولُ نبيهٍ، أو نباهةُخامل

إذا قلتُ :إنّ الشعرَ بحرٌ غبنتُهُ  متی يستقيمُ البحرُ من غيرِ ساحل؟

قرائحُنا  منها بحورٌ خَضارِمٌ ومنها –إذا جرّبتَ – رشحُ الجداول

وأجمعُ أقوالِ الرجالِ أسَدُّهامعانٍ کبارٌ  في  حروفٍ  قلائل

وقد يفضُلُ البيتُ البليغُ قصيدةً  مطوّلةً، لکن  علی  غيرِ طائل

وقد يبلُغُ اللفظُ القصيرُ رسالةًإذا عُدَّتِ  الألفاظُ  رُوحَ  الرسائل

بلاغةُ (سَحبانٍ) وراءَ  لسانِه وأبلغُ منه  قلبُ ( سحبانِ وائل )

وکم أفلتَ من مطلعِ الشعرِ أنجُمٌوکم ذرَّ منه شارقٌ  غيرُ آفِل

وکم راجلٍ في حلبةِ الشعرِ رامَها  فأصبحَ فيها فارساً غيرَ  راجل!...

من الشعرِ هزْلٌ مستفادٌ  وربّما أتاکَ صريحُ الجِدِّ  من هزلِ هازل..

أهيمُ بسرِّ الإبتکارِلأنّني-وقد طالَ عهدي- لا أری غيرَ ناقل

ويحزُنُني أنّ الأواخرَ  قصَّرواولم ينزِعوا في الفضلِ  نزعَ الأوائل

ولم يرِثوا من ديدنِ القومِ قبلهمْسؤالَ مجيبٍ،  أو  إجابةَسائل

متی تنجلي هذي القلوبُ فإنّهارِقاقٌ صِفاحٌ  في أکُفِّ  صياقلِ؟..

ومن قصيدة طويلة بعنوان « في العراق» وتعد من روائع شعره وهي تذكرنا بشعر الشعراء العباسيين لبلاغتها وفصاحتها،فضلاً عن صدق لهجتها:

أری مهجتي بل ماءَ خدِّکَ ذابامعاً لطفاً، وهي فيکَ عذابا

دعا فأجابَ الوجدُ قلبي فما لهُ دعاکَ فکانَ الصدُّ منک جوابا

نهيتُ فؤادي عن هواک فما انتهیونَهْنَهْتُه  عن صبوةٍ  فتصابی

وعاتبَني أهلي فقلتِ: أحبُّهوإن لم يزدْ إلّا قِلیً  وعذابا

تغابيتَ يا قلبي وليسَ بنافعٍ  حِذارَ الهوی يا قلبُ أن تتغابی

ضَعُفْتَ علی بدرٍ تَوَطَّنَ کِلَّةً وقد کنتَ ضِرغاماً تَقَيلَ غابا

تعرَّضَ فاستهواکَ، فاستهدفَ الحَشافأرسلَ ماضي سهمِه  فأصابا!

جنيتُ شبابي في بلادي کما جَنَتْعلی القلبِ أهوالُ البلادِ فشابا

ألَنْتُ بها جنبَ الخطوبِ شدائداًوساهلتُ وقعَ الحادثاتِ صِعابا

فَثَقَّفْنَ أضلاعي  وکنَّ حوانياً  وعاجَمْنَ أعوادي وکُنَّ صلابا

وصاحبتُ مَن لا يفتأونَ أعادياًوراضيتُ من لايبرحون غضابا

بأیِّ کتابٍ أم بأيِّ سنّةٍ  يبيحونَ ظلمي سنّةً وکتابا؟

إلامَ أجوبُ القُطرَ سالَ جهالةً وماجَ تقاليداً وفاضَ خرابا؟

تداعَتْ رِحالي أوبةً وانصِرافةً  وکَلَّتْ رِکابي جيئةً وذهابا؟..

أخَذناه تغريداً فَردَّ به البُکا  علی إثرِ أزراءِ العراقِ  نُعابا

فيالکَ صوتاً کان طائرُ يمنِهيردِّدُ  ورقاءً  فردَّ  غُرابا..

فأرسلتُ فيهنَّ الأماني فأخفقتْ  وسرَّحتُ فيهنّ الرجاءَ فخابا

وقفتُ عليها أنکُتُ الأرضَ واجِماً  وأضرِبُ في خدِّ الصعيدِ مُرابا

أصعِّدُ أنفاسي بِهنَّ لوافِحاً  وأندُبُ أجفاني  لهنَّ  سَحابا

فلم أتنفّسْ زفرةً  بل حُشاشةً  ولم أبکِ دمعاً بل بکيتُ شبابا..

ومن قصيدة له بعنوان "رجال الغد" يخاطب فيها شريحة الشباب:

 أنْتُـمُ - مُتّعْتُـمُ بالّـسّـؤْدُدِ  ياشبابَ اليَوْمِ - أشْياخُ الغَـدِ

ياشَبابـاً دَرَسُـوا فاجْتَهًـدوالِيَنالـوا غايَـةَ الْمُجْتَـهِـدِ

وَعَـدَ اللهُ بِكُـمْ أوطانَـكُـمْ ولَقَـدْ آنَ نَجـازُ المَـوْعِـدِ

أنتُـمُ جِيـلٌ جَديـدٌ خُلِقُـوا لِعُصُـورٍ مُقْـبِـلاتٍ جُــدُدِ

كَوّنوا الوَحْـدَةَ لا تَفْسَخُهـانَزَعـاتُ الـرّأْيِ والمُعْتَقَـدِ

أنـا بايَعْـتُ عَلـى أنْ لاأرَى فُرقَةً،هاكُمْ عَلـى هـذا يَـدِي

عُقَدُ العالَمِ شَتّـى فاحْصُـروا هَمّكُمْ في حَـلّ تلـك العُقَـدِ

لِتكُـنْ آمالُـكُـمْ واضِـعَـةًنُصْبَ عَيْنَيْهـا حَيـاةَ الأبَـدِ

لِتَعِـشْ أفكارُكُـمْ مُبْـدِعَـةًدَأبُهـا إيجـادُ مالَـمْ تَجِـدِ

لا يَنالُ الضّيْمُ مِنْكُـمْ جانِبـاً غَيْرُ مَيْسـورٍ مَنـالُ الفَرْقَـدِ

أو تَخَلّـون - وأنتُـمْ سـادَةٌلأِعادِيكُـمْ - مَكـانَ السّيّـدِ

الوفـا حِفْظُكُـمُ أو رَعْيُكُـمْ- بعد عَهْدِ اللهِ - عَهْدَ البَلَـد

لا تَمُدّوهـا يــداً واهِـيَـةًلِيَـدٍ مُفْرَغَـةٍ فـي الــزّرَدِ 

تُشْبِهُ الأرْضُ الّتي تَحْمونَهـاعَبَثَ الأعْداءِ غَـابَ الأسَـدِ

دبّروا الأرواحَ في أجسادِهـا  فاقَ داءُ الـرّوحِ داءَ الجَسَـدِ

إنّ عُقْبَى العِلْمِ مِنْ غَيْرِ هُدَىهذه العُقْبى الّتي لَـمْ تُحْمَـدِ

مَنْ أتانا بالهُدى مِنْ حَيْثُ لَمْيَتَـأدّبْ حائِـرٌ لَـمْ يَهْـتَـدِ

غَيْرُ مُجْدٍ-إن جَهِلْتُمْ قَدْرَكُمْ- عَـدَدُ العِلْـمِ وعِلْـمُ العَـدَدِ

وإذا لَـمْ تَرْصُـدوا أحْوالَكُـمْ  لَمْ تُفِدْكُـمْ دَرَجـاتُ الرّصَـدِ

وإذا لَـمْ تَسْتَقِـمْ أخْلاقُـكُـمْ ذَهَـبَ العِلْـمُ ذَهـابَ الزّبَـدِ

عَدّ عَنْكَ الرّوضَ لا أرتادُ لي غَيْرَ أخلاقٍ هيَ الرّوضُ النّدي

بُورِكَـتْ ناشِئَـةٌ مَيْمُـونَـةٌنَشَأتْ في ظِلّ هـذا المَعْهَـدِ

مَنْ جَنَى مِـنْ عِلْمِـهِ فائِـدَةًغَيْرُ مَنْ عاشَ فَلَـمْ يَسْتَفِـدِ

مايُرَجّى-لَيْـتَ شِعْرِي-والِـدٌأهْمَلَ التعليـمَ عِنْـدَ الوَلَـدِ

سِيـرةُ الآبـاءِ فِينـا قُـدْوَةٌ كـلٌ طِفْـلٍ بأبِيْـهِ يَقْتَـدِي

ليس هذا الشّعرُ ما تَرْوُونَـهإنّ هذِي قِطَـعٌ مِـنْ كَبِـدِي

في سبيل الشرق،نشرها في عام 1914 في مجلة الزهور المصرية :

لم يبقَ لي إلا الشبابُ وإنّه

ديباجةٌ ضَمِنَ الأسى إخلاقَها

نزلتْ بجيرتيَ الهمومُ فلم تُطَقْ

 حتى نزلنَ بكاهلي فأطاقَها

وكرهتُها ومن العجائب أنني 

 لشديدِ أُلفتِها كرهتُ فراقها

أشتاقُ أطَّرحُ الهمومَ ويقتضي 

 ظمئي إلى الآلام أن أشتاقها 

ولربّما عرف المحبّون التي

  تجني الشقاءَ فأصبحوا عشّاقها 

شأنَ الفراشةِ واللهيب فإنها 

 تغشاه وهْو مُسبِّبٌ إحراقها

يشكو الصبابةَ كلَّ يومٍ مُدَّعٍ 

 وأحقُّنا دعوى لها مَن ذاقها 

لو أنصفتْ تلك الحمامةُ لوعتي

نضتِ الخِضابَ، ومزّقتْ أطواقها

يا هذه حتى الغصونُ لِما بها

 نثرتْ على وجه الثرى أوراقها

 داءٌ تحاماه الطبيبُ وعِلّةٌ 

 طلبَ العليلُ فلم  يجدْ  إفراقَها 

[email protected]

.............................

مصادر الدراسة :

- علي عبد شناوة،الشبيبي في شبابه السياسي(محمد رضا الشبيبي ودوره الفكري والسياسي حتى العام 1932)،دار كوفان للنشر،1995م.

.  أحمد حامد الشربتي: الشبيبي في حكمه وأمثاله - دار الشؤون الثقافية العامة - بغداد 1982 

 أمين الريحاني: قلب العراق - مطبعة صادر - بيروت 1935

 جعفر الخليلي: هكذا عرفتهم - مطبعة الزهراء - بغداد 1963

 جعفر صادق التميمي: معجم الشعراء العراقيين المتوفين في العصر الحديث ولهم ديوان مطبوع - شركة المعرفة - بغداد 1991.

 رفائيل بطي: الأدب العصري في العراق العربي - المطبعة السفلية - القاهرة 1923

 صباح ياسين الأعظمي ( إعداد): المجمعيون في العراق (1947 - 1977) - مطبعة المجمع العلمي - بغداد 1977

 علي الخاقاني: شعراء الغري - المطبعة الحيدرية - النجف 1954

 علي جابر المنصوري: محمد رضا الشبيبي ومكانته الأدبية بين معاصريه - مطبعة بابل - بغداد 1982

 غازي عبدالحميد الكنين: شعراء العراق المعاصرون - مطبعة الشباب - بغداد 1958

 قصي سالم علوان: الشبيبي شاعرًا - منشورات وزارة الإعلام - دار الحرية للطباعة - بغداد 1975

  - نعمة رحيم العزاوي: ثلاثة شعراء عراقيين بين العقم والتقليد - شركة الشرق للطباعة الفنية الحديثة - بغداد 2001.

. يوسف أسعد داغر: مصادر الدراسة الأدبية - الجامعة اللبنانية - بيروت 1983.

 هلال ناجي: الشبيبي وأدب المغاربة الأندلسيين - مجلة الكتاب - بغداد - أغسطس 1974.

محمد مهدي علام، المجمعيون في خمسي عاماً،منشورات مجمع اللغة العربية،القاهرة،1986م. 

- ديوان الشبيبي،جمعية الرابطة العلمية الادبية،القاهرة،1940.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 12/تشرين الثاني/2009 - 13/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م