دوامة العنف والاعتداء والقتل قد تكون بدايتها عبر الكلمات المشبعة
بالكراهية العدوانية التي تتقاطر منها سموم الانقسام والحقد والغدر
والانتقام.
دوامة العنف والاعتداء والقتل قد تكون بدايتها عبر الكلمات المشبعة
بالكراهية العدوانية التي تتقاطر منها سموم الانقسام والحقد والغدر
والانتقام،فمن حق أي إنسان أن يمارس حريته العبادية كاملة، وهذا حق
ضمنته الرسالات السماوية والقوانين الدولية الوضعية، وهي من أهم
القضايا لأنها تتعلق بالغاية من وجود الإنسان وبحريته وكرامته،
وبالتالي على الدول التي تدعي احترام الأديان والحوار، وكذلك الدول
التي تدعي الديمقراطية والحريات واحترام التعددية الدينية والفكرية
والعرقية أن تدافع عن الحريات، وأن تعاقب بشدة كل من يعتدي على حرية
الآخرين، وينبغي على كل إنسان من جميع الأديان والملل والعروق في
العالم، أن يحترم حرية الآخر الدينية والفكرية.
كما تقع على الأكثرية في أي بلد مسؤولية كبيرة وهي احترام وحماية
والدفاع عن حقوق الأقليات مهما كان حجم الاختلاف لأنهم جزء من البلد (مواطنون
أو مقيمون)، وان تحلي أكثرية المجتمع بهذه المسؤولية دليل عملي على
الوعي والإيمان بالتعددية وروح التسامح والمحبة بين أفراد المجتمع،
والاتصاف بالحضارة الإنسانية الحقيقية.
كما ان غياب مشاعر المحبة والتسامح والاحترام والحوار والحرية،
وسيطرة مظاهر الكراهية العدوانية على أفراد المجتمع لأسباب عرقية أو
دينية أو قبلية أو فكرية، فذلك دليل على وجود خلل ومرض وتخبط في ذلك
المجتمع مهما تظاهر من تدين ومعرفة وتحضر وتمسك بالتقاليد، بل تجعل ذلك
المجتمع على حافة السقوط في هاوية الاصطدام ودوامة العنف والاعتداء
والقتل، وقد تكون البداية عبر الكلمات المشبعة بالكراهية العدوانية
التي تتقاطر منها سموم الانقسام والحقد والغدر والانتقام. بحيث لا تنفع
معها الحوارات والمناظرات والجلسات والمؤتمرات العقيمة التي لم تحقق
نتائج ايجابية مذ تأسيسها.
إن الكراهية والمحبة موجودة في كل إنسان وفي كل زمان ومكان، ويختلف
حجم مستواها بين مقبول أو متطرف عدواني حسب ردة الفعل والضرر؛ ومؤخرا
طفت على السطح قضايا واعتداءات بين أفراد المجتمع بسبب الكراهية
المتطرفة العدوانية للآخر لأسباب مادية أو فكرية أو عقائدية أو قبلية
أو مناطقية، وكذلك حالات التحرش والاغتصاب والإرهاب مما يدل على تفشي
ظاهرة ثقافة الكراهية العدوانية المخيفة في وسط أبناء المجتمع، وهذا
يعد مؤشرا خطيرا على وحدة المجتمع والوطن. يتطلب من المجتمع والجهات
الرسمية والمدنية التصدي للمشكلة ومعالجتها.
فالكراهية العدوانية نتاج لغياب الحرية، وهي سبب رئيس للكثير من
المظاهر السلبية في مجتمعاتنا، والتشتت وضياع الحقوق ونمو الطائفية
البغيضة والعنف والتطرف والأعمال الإرهابية، وهي اخطر ما يهدد البشرية.
من المسؤول عن تفشي ظاهرة الكراهية العدوانية وما العلاج؟ العلاج
والمسؤولية يقعان علينا نحن البشر: أنا وأنت وهو وهي، وبالإيمان
بالحرية والتعددية. وللحديث بقية. |