افغانستان في الصحافة البريطانية

 انتصار كرزاي استمرار للفساد وصنع دكتاتورية جديدة

 

شبكة النبأ: يدرك جميع حلفاء كرزاي داخل افغانستان وخارجها ان انتصاره كان بفضل التزوير الفاضح في الجولة الاولى من الانتخابات وهذا لم يسعد ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما بل تركه بلا خيار سوى ارسال الالاف من الجنود الاضافيين الى هناك للدفاع عن حكومة هي من بين اكثر الحكومات فسادا وتحايلا وكذبا في العالم.

من ناحية ثانية، يمكن اعتبار الغرب وخصوصا امريكا هي السبب في بقاء الوضع على ما هو عليه لأن واشنطن ضغطت في البداية على الرئيس كرزاي لقبول اجراء جولة ثانية من الانتخابات، لكنها مارست مع الدول الغربية ضغوطا هائلة لالغاءها بعد ذلك، مما جعل العديد من الافغان ينظرون الى الامر باعتباره تدخلا اجنبيا في الانتخابات الافغانية كما تقول عضوة البرلمان الافغاني شكرية براكزاي المقربة من كرزاي.

وتناولت صحيفة الاندبندنت عودة الرئيس الافغاني الى الحكم لفترة رئاسية جديدة وانتقدت العملية الانتخابية ووصفت استمرار حكم كرازي بانه انتصار للفساد والاحتيال والكذب وقالت ان الانتخابات تحولت الى كارثة للاطراف التي هللت لها.

ويقول كبير مراسلي الصحيفة باتريك كوكبرن ان جميع حلفاء كرزاي داخل افغانستان وخارجها يعرفون تماما ان انتصاره كان بفضل التزوير الفاضح في الجولة الاولى من الانتخابات وهذا لم يسعد ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما بل تركته بلا خيار سوى ارسال الالاف من الجنود الاضافيين الى هناك للدفاع عن حكومة هي من بين اكثر الحكومات فسادا وتحايلا وكذبا.

وتقول الصحيفة ان موقف اوباما الذي يرى ان الاوضاع في افغانستان اكثر اهمية من العراق لبلاده من الناحية الامنية تأكد الان تماما نظرا للفرق الكبير من الناحية الامنية والسياسية والجغرافية بين البلدين.

وتضيف الصحيفة ان واشنطن ولندن اللتان تمتلكان اكبر عدد من الجنود في افغانستان حاليا تتساءلان بعد مسرحية الانتخابات عن جدوى الجهد السياسي والعسكري اللذين تبذلانه في هذا البلد وهل هناك ما يستحق هذه الجهود. ان ما يثير الاشمئزاز هو التضحيات التي كان الجنود البريطانيون وهم يحرسون صناديق الاقتراع في المناطق النائية بينما الحكم في العاصمة كابول والذي يحظى بدعم لندن كان منهمكا في تزوير اصوات الناخبين الافغان وبالتالي كان وجود صناديق الاقتراع لا معنى له.

وفي ختام المقالة يقول كوكبرن ان واشنطن ولندن اصبحتا طرفان في حرب اهلية افغانية. وهي حرب احد اطرافها حركة طالبان التي تعتمد بشكل اساسي على البشتون الذين يشكلون 42 بالمائة من السكان ولا يتوقع ان تنتصر فيها كما لن تهزم.

ازدياد الضغوط على كرزاي

وتناولت صحيفة الجاريان الشأن الافغاني ايضا وتحدثت عن مرحلة ما بعد الانتخابات وقالت ان الضغوط على كرزاي تتزايد من اجل اقامة حكومة شاملة لكل الافغان تصدي لملف الفساد المستشري وتحظى بتأييد الافغان والمجمتع الدولي.

وتقول ان الغرب ضغط في البداية على الرئيس كرزاي لقبول اجراء جولة ثانية من الانتخابات لكنه مارس ضغوطا هائلة لالغاءها بعد ذلك مما جعل العديد من الافغان ينظرون الى ذلك باعتباره تدخلا اجنبيا في الانتخابات الافغانية كما تقول عضوة البرلمان الافغاني شكرية براكزاي المقربة من كرزاي.

وتنقل الصحيفة عن دبلوماسي غربي في كابول ان المجتمع الدولي سيحاول استخدام الوضع الحالي للضغط على كرزاي لتشكيل حكومة اتحاد وطني ويضيف الدبلوماسي "ان كرزاي يدرك الان انه غير قادر على حكم وادارة افغانستان من دون مساندة منافسه عبد الله عبد الله الذي سيكون له حصة في الحكم مقابل دعم كرزاي".

مهزلة الانتخابات

ونشرت الغارديان في صفحة الرأي مقالة لنائب رئيس بعثة الامم المتحدة السابق في افغانستان الدبلوماسي الامريكي السابق بيتر جالبرايث والذي استقال بسبب الخلاف مع رئيس البعثة هناك حول كيفية التصدي للتزوير الواسع الذي شاب الانتخابات الافغانية.

يقول جالبرايث هاقد انتهت مهزلة الانتخابات الافغانية بانتصار حامد كرزاي لكن النتيجة كانت تدمير بذور الديمقراطية هناك لان عمليات التزوير الواسعة النطاق التي حدثت في المرحلة الاولى لصالح كرزاي كانت بفضل صناديق الاقتراع الوهمية وفساد مفوضية الانتخابات المستقلة.

وتناول الدبلوماسي السابق بالتفصيل مجريات العملية الانتخابية وما حدث فيها من تلاعب لصالح كرزاي وعدد الاصوات التي من الممكن ان يحصل عليه كل مرشح لو كانت الانتخابات عادلة ونزيهة.

ان نتيجة الانتخابات تمثل فشلا ذريعا للمجتمع الدولي وعلى رأسه الامم المتحدة التي صرفت 300 مليون دولار عليها. فالرئيس كرزاي الذي كان ينظر اليه سابقا باعتباره ضعيفا وغير جاد في محاربة الفساد الان في وضع اسوء من السابق حيث ينظر العديد من الافغان باعتبار رئيسا غير شرعي وفاسدا في اوساط الرأي العام في الدول التي لها قوات في افغانستان.

ويضيف ان الاستراتيجية الجديدة التي ينوي اوباما اتباعها في افغانستان تتطلب شريكا قويا في كابول وكرزاي ليس ذلك الشريك وارسال مزيد من القوات الى هناك هدر للطاقات العسكرية.

تحذير من انحسار التأييد للحرب في أفغانستان

وقالت جريدة الاندبندنت في تقرير بعنوان "قتلوا بنيران الاعداء الداخليين" ان الهجوم جاء في وقت يتزايد فيه النقاش حول مستقبل العمليات العسكرية الدولية في افغانستان.

وذكرت الجريدة انه بالرغم من اتجاه الرئيس باراك اوباما الى ارسال قوات امريكية اضافية الى افغانستان، فان هناك معارضة واسعة لزيادة الوجود العسكري هناك في وقت يعتقد على نطاق واسع بوجود فساد في وسط النخبة الحاكمة هناك.

واضر الهجوم الاخير الذي اعقب الجدل بشأن وقوع تزوير في الانتخابات الرئاسية الاخير من التاييد الشعبي في بريطانيا للحرب في افغانستان، كما شكك في جدوى التواجد الدولي كما تقول الجريدة التي تشير الى ان قيام شرطي حكومي بقتل جنود بريطانيين يطرح تساؤلا بشأن استراتيجية الانسحاب من تلك البلاد.

ومن جهتها اكدت جريدة التايمز على ان الحادثة طرحت شكوكا حول جدوى التواجد البريطاني في افغانستان.

ونقلت عن سياسيين ومسؤولين في المؤسسة العسكرية البريطانية تحذيرهم من تراجع التاييد الشعبي للحرب في افغانستان ما لم يتم تبني استراتيجية واضحة. 

وطالبت الجريدة في افتتاحيتها رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون بتبني سياسة مختلفة تضع حدا لتراجع ثقة الشعب في السياسة في افغانستان.

أما في صحيفة "الفاينانشيال تايمز" فيكتب تشارلز كوبشان وستيفن سيمون مقالا يطالب بضرورة "بدء التصعيد في أفغانستان". اما التصعيد المقصود فهو التصعيد في حجم الوجود العسكري "الأمريكي" هناك.

ويطالب المقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما باستغلال الفوضى التي نجمت عن الانتخابات الطويلة التي أجريت في أفغانستان لكي يقرر الخطوة التالية التي ستتخذها أمريكا في حربها هناك.

وينتقد المقال خطط القيادة العسكرية الأمريكية بالقول "إن الفوضى في كابول يجب أن تقنع البيت الأبيض بأن خطة الجنرال ستانلي ماكريستال لتعقب المسلحين في الريف هي خطة طموحة أكثر مما ينبغي".

امريكا تساعد في صنع دكتاتورية جديدة

وكتب روبرت فيسك في "الاندبندنت" مقالا في الشأن الأفغاني أيضا تحت عنوان "أمريكا تمارس دورا مألوفا لها في تصعيد ديكتاتور".

يتساءل فيسك في بداية مقاله تعليقا على العنوان الذي وضعه قائلا: هل هناك وصف أدق من هذا الوصف لرسالة التهنئة التي بعث بها أوباما وبراون إلى حميد كرزاي الناجح بالتزوير في الانتخابات الأفغانية؟

ويمضي قائلا "إن الفلسطينيين انتخبوا حماس في انتخابات نظيفة في 2006 إلا أنهم عوقبوا بشدة على ذلك، ولايزالون، ثم أجرى الايرانيون انتخابات مزورة في يونيو أعادت محمود أحمدي نجاد إلى الرئاسة وهو الذي يعتبره كثيرون داخل وخارج ايران "ديكتاتورا".

أما ما يتوقف أمامه فيسك فهو سؤال يتعلق بكيف يدعم الغرب كرزاي رغم كل ما ثبت حسب قوله، من مخالفات شابت عملية الانتخابات وفرز الأصوات في افغانستان. ويستاءل: "اليس هذا قبولا بديكتاتور ثبت فساده"!

ويمضي فيسك قائلا "إننا مازلنا نحاول اقناع خصمه بالانضمام إلى حكومة وحدة وطنية بعد ان انسحب أمام كرزاي ورفض خوض جولة ثانية احتجاجا على ما وقع، ومع ذلك فها نحن نبارك لكرزاي".

ويعود فيسك بالذاكرة إلى فيتنام عام 1967 عندما دعم الأمريكيون انتخاب الجنرال السابق نيوجين فان ثيومان "الفاسد" الذي انتخب بالتزوير في انتخابات اعتبرت "ديمرقراطية".

ويضيف أن الولايات المتحدة كانت في حاجة إلى هذا الجنرال لتبرير وجودها العسكري في فيتنام في ذلك الوقت.

ويعود كاتب المقال إلى المقارنة مع الحالة الأفغانية فيقول إن الخوف كان في حالة فيتنام من انتشار الشيوعية إلى لاوس وكمبوديا وتايلاند، أما في أفغانستان فالخوف الآن من "البشتنة" أي غلبة البشتون على الساحة.

ويضيف ساخرا إن من المفترض بالنسبة لنا أن نسعى إلى وقف هجمات القاعدة وطالبان ضدنا، في حين أن الذين هللوا للقتلة المسؤولين عن هجمات 2001 على البرجين كانوا من دولة صديقة، معتدلة، غاشمة، استبدادية، ديكتاتورية ملكية تدعى المملكة العربية السعودية.. الحمد لله ياأولاد.. فهم لا يجرون انتخابات".

عبدالله: أي حكومة تفتقر إلى الشرعية لا يمكنها محاربة الفساد

وقال المرشح الرئاسي الذي رفض جولة اعادة الانتخابات التي جرت بأفغانستان: "لا يمكن لحكومة تتسلم السلطة بدون دعم الشعب أن تحارب ظواهر الإرهاب والبطالة والفقر والمئات من الأشياء الأخرى غيرها."

وجاءت تعليقات عبدالله ردا على تصريحات كان كرزاي قد أدلى بها ووعد فيها باجتثاث "مثلبة" الفساد.

كما تعهد كرزاي بتشكيل حكومة وحدة وطنية، داعيا من أسماهم "بإخواننا في طالبان" إلى "الوقوف صفا واحدا مع المواطنين الأفغان."إلا أن حركة طالبان ردت بالقول إنها ستواصل القتال، ووصفت كرزاي بالـ"دمية."

التايمز: ماذا سيفعل براون إذا تراجع كرزاي؟

صحيفة التايمز تناولت خطاب جوردون براون في مقال افتتاحي بعنوان "اختبارات افغانستان". ويقول الكاتب إن براون وضع خمس اختبارات لافغانستان، يتحدد على ضوئها حجم الدعم الدولي الذي يمكن أن يمنح للرئيس الافغاني حامد كرزاي الذي فاز بفترة رئاسية ثانية مؤخرا، وهي "وضع أمني أفضل، حكم جيد، سياسة شاملة، تنمية اقتصادية، وشراكة اقليمية".

وتضيف الصحيفة أن هذه الاختبارات الخمس هي رد فعل رئيس الوزراء على أربعة تهم كانت قد وجهت له بشأن السياسة البريطانية في افغانستان.

ويقول الكاتب إن التهم الأربع هي أن براون لم يكن قادرا على بث الطمأنينة في نفوس البريطانيين المتشككين وهم يستقبلون جثث الجنود القادمة من افغانستان، والثانية أنه لم يشرح استراتيجية واضحة ولم يفصل الخيارات المتاحة بشأن افغانستان، والثالثة أنه لم يعترف بالفساد الصارخ في نظام كرزاي، والرابعة أنه لم يمنح الحرب في افغانستان الاهتمام الذي منحه للاقتصاد.

ويشير الكاتب إلى أن براون كرر القول بأن الكثير من العنف الذي يشاهد في شوارع نيويورك وبالي وبغداد ومدريد ومومباي وراولبندي ولندن يبدأ في الاقاليم الحدودية بين باكستان وافغانستان. ويضيف أن بريطانيا هي بلا شك الشريك الأصغر في العمليات الجارية في افغانستان.

ويقول الكاتب أن براون اشار إلى هذه النقطة "لكنه كان مجاملا جدا في الإشارة إلى أمر واضح، وهو ألا استراتيجية جلية يمكن أن تظهر للعيان طالما أن الرئيس الامريكي باراك اوباما يؤخر اتخاذ قرار بشأن إذا ما كان سيرسل الـ 40 ألف جندي الذين طالب بهم جنرالاته".

ويرى الكاتب أن اعتراف براون بأن الحكومة الافغانية صارت "نموذجا للفساد" هو تعبير واضح وصريح وقد "جاء متأخرا" كذلك.

ويعتبر الكاتب تصريح براون بأنه لن يرسل المزيد من الجنود إلى افغانستان دفاعا عن حكومة فاسدة، بمثابة "إنذار نهائي" للحكومة الافغانية.

ويضيف "لكن من غير الواضح كيف سيتماشى ذلك مع تصريح مساو في وضوحه مفاده (لا يمكننا، ولن، ويجب ألا ننسحب)".

ويتساءل الكاتب "ما الذي ينوي براون فعله، إذا تراجع الرئيس كرزاي عن وعده بتطهير إدارته من الاصدقاء الفاسدين؟".

اندبندنت: لماذا علينا مغادرة أفغانستان؟

وحملت افتتاحية صحيفة "اندبندنت أون صنداي" عنوان "لماذا علينا مغادرة أفغانستان"، وهي تسوق الحجج التي تدعم انسحاب القوات البريطانية من أفغانستان.

في البداية تقول الافتتاحية إن الحجج التي سيقت حتى الآن لتبرير الوجود العسكري في أفغانستان قد تهاوت واحدة في إثر الأخرى.

ويناقش كاتب الإفتتاحية الحجة الأخيرة وهي "ضمان سير الانتخابات الأفغانية"، التي انتهت بالفعل بفوز الرئيس السابق حامد كرزاي بعد انسحاب منافسه عبدالله عبدالله.

ويقول كاتب المقال إن هذه ليست نهاية مشرفة للعملية الانتخابية، ففوز كرزاي الذي تظلله اتهامات بالتزوير، ليس ما أردنا من وجود القوات العسكرية هناك تحقيقه.

وتنوه الافتتاحية إلى أن الصحيفة لم تكن يوما مع الوجود العسكري في أفغانستان. وتنتهي الافتتاحية بالقول إنه من الضروري في "يوم التذكر الذي نذكر فيه تضحيات الذين بذلوا حياتهم من أجل حريتنا وأمننا أن نقول إن خوض هذه الحرب لم يكن قرارا صائبا، ولا يمكن كسبها، وليست مجدية. حان الوقت لأن نبدأ بتخطيط انسحاب تدريجي للقوات البريطانية من أفغانستان".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 11/تشرين الثاني/2009 - 12/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م