تداعيات الازمة المالية: انحسار دعاوى الطلاق وروبن هود يُبعث من جديد!

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: عادة ما تتسبب الازمات المالية في انفصال الازواج في عالم الغرب ولكن يبدو أن الركود الحالي جاء بأثر عكسي اذ قلّ عدد الازواج الذين يستطيعون تحمّل نفقات الطلاق!.

من جهة ثانية قالت الشرطة الاوربية ان عصابات الجريمة حافظت في العام 2008 على مستوى عال من الفعالية في اعمالها ونشاطاتها الاجرامية في دول القارة بسبب اجراءات التقشف في العديد من قطاعات المراقبة والأمن عبر الحدود وغيرها..

وفي الوقت الذي يتدفّق فيه معظم سكان دبي على مجمعات التسوق الفاخرة خلال عطلات نهاية الاسبوع اكتشفَ بعضهم مكاناً جديداً تُباع فيه السلع الفاخرة (المستعملة) التي اخذت تجتذب العديد من البائعين والمشترين والمصممين والفنانين الذين يريدون مبادلة أشياء مستعملة أو عرض نتاج مواهبهم.

الطلاق في ظل الازمة العالمية

وذكرت الاكاديمية الامريكية لمحاميي قضايا الزواج أن أكثر من نصف من شملهم أحدث مسح أجرته بين اعضائها البالغ عددهم 1600 أشاروا الى تراجع دعاوى الطلاق أثناء الازمة الحالية التي تسببت في تقليص الوظائف وتخفيض رواتب وتراجع أسعار المنازل.

وفي المجمل لاحظ 57 بالمئة من المحامين انخفاض عدد دعاوى الطلاق منذ الربع الاخير من العام الماضي. بينما قال 14 بالمئة فقط ان عدد الدعاوى أثناء تلك الفترة الصعبة قد زاد.

وقال جاري نيكلسون رئيس الاكاديمية في بيان "المناخ الاقتصادي الحالي أثبت أنه غير متسامح بصورة أكبر بكثير من الازواج المنفصلين الساعين للطلاق. بحسب رويترز.

"كثير من الازواج مستعدون فيما يبدو للمحاولة والانتظار حتى تمر عاصفة الازمة لانهم مضطرون لوضع زواجهم المتضرر في كفة وميزانياتهم المتقلصة والتوقعات المالية غير المؤكدة في كفة أخرى."

الأزمة أدت لاتساع نشاطات المافيا والعصابات في أوروبا 

من جانب آخر قالت الشرطة الاوروبية «ايروبول» ان عصابات الجريمة حافظت في العام 2008 على مستوى عال من الفعالية في اعمالها ونشاطاتها الاجرامية في دول القارة الاوروبية على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الاجهزة الامنية لضربها وتصفية وجودها.

ووفقا للتقريرالسنوي الرابع الصادر عن «ايروبول» والخاص بالجريمة المنظمة في اوروبا فإن «القارة الاوروبية مقسمة الى خمس مناطق اساسية تشهد نشاطات مكثفة لعصابات المافيا والجريمة المنظمة ، التي اقامت في كل واحدة منها قنوات منتظمة وقوية وحددت آليات للعمل على اسس تعتمد درجة محددة من التخصص» مشيرا الى «ان هولندا وبلجيكا اصبحتا مركزا لتوزيع الهيروين والكوكايين والخشخاش والحبوب المخدرة لكل منطقة اوروبا الغربية والشرقية». بحسب صحيفة الوطن الكويتية.

ويقر التقرير بعجز الشرطة حتى الان في معالجة هذه المشكلة بسبب ارتباط هذه المنطقة بجماعات في دول الشرق الاوسط ،كاشفا عن «العصابات المحلية تبرم الكثير من صفقاتها في دبي بالامارات العربية المتحدة».

ويشير التقرير الى ان كلا من ليتوانيا ولاتفيا تحولتا الى مركز تقليدي لمنطقة شمال شرق اوروبا حيث تقعان تحت النفوذ والسيطرة القوية لعصابات منظمة من روسيا واوكرانيا وبيلوروسيا وبطرسبورغ واصبحتا مركزا لوجستيا لتهريب البشر وبشكل خاص النساء لممارسة الدعارة وتهريب البضائع والسلع المزورة والمخدرات.

الازمة المالية العالمية تسحق الزيجات

وقالت مؤسسة خيرية استرالية بارزة ان الاسواق العالمية ربما تميل نحو الانتعاش ولكن اسوأ تأثير للازمة المالية العالمية على العائلات والازواج ربما لم يظهر بعد.

من جانب آخر قالت الشرطة الاوربية ان عصابات الجريمة حافظت في العام 2008 على مستوى عال من الفعالية في اعمالها ونشاطاتها الاجرامية في دول القارة، بسبب ظروف التقشف التي فرضتها الازمة المالية على كثير من تفاصيل العمل في قطاعات المراقبة والكمارك والنقاط الحدودية...

وفي ذات السياق تدفقَ معظم سكان دبي على مجمعات التسوق الفاخرة خلال عطلات نهاية الاسبوع اكتشف بعضهم مكانا جديدا تباع فيه السلع الفاخرة.

وربما تكون سوق القصباء للسلع المستعملة مكانا غير عادي الى حد ما لكنها تجتذب العديد من البائعين والمشترين والمصممين والفنانين الذين يريدون مبادلة أشياء مستعملة أو عرض نتاج مواهبهم.

وقالت كاسي تشامبرز المديرة التنفيذية لمؤسسة انجيلكير استراليا لرويترز ان "الاقتصاد كما تم ابلاغنا بدأ يظهر (براعم خضراء). لم نر ذلك بالتأكيد."

واضافت كاسي في تقرير جديد بشأن تأثير الازمة المالية على العائلات ان الازمة التي تفجرت العام الماضي مازالت تثير شقاقا بين الازواج والعائلات وقد تؤدي الى معدلات اعلى من الطلاق والانفصال خلال الاشهر المقبلة مع فقد مزيد من الاشخاص وظائفهم والتعرض لضغوط مالية.

وقالت"اذا واجه احد الزوجين بطالة خلال عام من الاعوام فمن المرجح بشكل اكبر بنسبة 70 في المئة ان يشهدا طلاقا خلال العام التالي."بحسب رويترز.

وقال التقرير ان الاثار المالية ربما تستمر لعام اخر تقريبا مع محاولة الشركات واخفاقها في بعض الاحيان في الاحتفاظ بموظفيها. وتظهر تقارير حكومية ان عائلة من بين كل ثلاث عائلات شهدت ضغوطا مالية بالفعل هذا العام.

روبن هود يُبعث من جديد في دبي

يجول في شوارع إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة هذه الأيام مجموعة من الشبان الذين أخذوا على عاتقهم إحياء شخصية "روبن هود" التي كانت تقوم بمنح الفقراء ما تحصل عليه من الأغنياء، لكن هذه المجموعة، وبخلاف الشخصية الأسطورية لم تعمد إلى سرقة الأغنياء، بل اعتمدت على كرمهم، والأزمة المالية العالمية.

فمع تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، غادر الآلاف من الموظفين الأجانب الإمارة بسبب فقدانهم لوظائفهم، تاركين ورائهم الكثير الحاجيات والأغراض التي كانت ستذهب إلى ساحات جمع النفايات والخردة، لكن أفراد حملة "خذ مخلفاتي" قرروا أخذها ومنحها للكثير من العمال الفقراء الذين ظلوا في وظائفهم. بحسب سي ان ان.

ويقود الحملة فيصل خان، الذي قال لبرنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" إن الفكرة جاءته بعدما زار مجمعات العمال السكنية وقرر عندها القيام بما في وسعه لمساعدتهم.

وكما يقول البعض، فإن مخلفات شخص ما هي ثروة لشخص آخر، لذلك يمضي فيصل ساعات طويلة من النهار وهو يجول في دبي لجمع أغراض من الأغنياء ليقدمها للفقراء.

ومع وجود المئات من الموظفين الأجانب الذين غادروا الإمارات وتحديداً دبي مع بداية الأزمة المالية، عثر خان على "ثروة" من البضائع والحاجيات المتروكة التي يمكن أن يستفيد الآخرون منها، وخاصة العمال من ذوي الدخل المحدود، وهو ما يزال يقوم بهذه المهمة رغم أن حدة الأزمة المالية قد تراجعت.

ويقول خان إن وتيرة المغادرة قد تراجعت اليوم، لكن أعماله ما تزال مستمرة، وهو يقوم بجولتين أو ثلاث في اليوم مقابل 15 جولة في يوليو/تموز الماضي.

وقد رافقت CNN خان في إحدى جولاته، حيث قام بجمع أغراض من منزلين يسكنهما موظفون غربيون، يعود أولهما لغالين ليتلز، التي غادرت دبي إلى سنغافورة بسبب متطلبات عمل زوجها، فيما يعود الثاني لديفيد الذي لم يغادر الإمارة، إنما قرر الانتقال إلى منزل جديد والتبرع بأغراضه القديمة.

ولا يتقاضى خان أجراً سواء ممن يأخذ منهم البضائع أو ممن يعطيهم إياها، لكنه يرحب الحصول على تبرعات لحملته.

سوق للسلع الفاخرة المستعملة في الشارقة

في الوقت الذي يتدفق فيه معظم سكان دبي على مجمعات التسوق الفاخرة خلال عطلات نهاية الاسبوع اكتشف بعضهم مكانا جديدا تباع فيه السلع الفاخرة.

وربما تكون سوق القصباء للسلع المستعملة مكانا غير عادي الى حد ما لكنها تجتذب العديد من البائعين والمشترين والمصممين والفنانين الذين يريدون مبادلة أشياء مستعملة أو عرض نتاج مواهبهم.

وتقع سوق القصباء للسلع المستعملة في امارة الشارقة القريبة من دبي والتي تبعد عنها مسافة تقطعها السيارة في زهاء 20 دقيقة.

وذكرت هويدا جورتون هاوية التحف أنه مع زيادة اقبال الاجانب المقيمين في الامارات على الاستقرار هناك تراجع الاتجاه الى الاستغناء عن الاشياء المستعملة.

وقالت "أنا سعيدة بوجود مكان للتحف وأسواق للسلع المستعملة أخيرا في دبي. عندما جئت الى دبي لأول مرة عام 1979 كانت الاشياء القديمة ينظر اليها على أنها قمامة تحرق ولا تقتنى. الان بعد أن أصبح الناس يشترون منازلهم ويشترون أثاثهم أعتقد أن الاحتمال كبير أن يشتروا ويستثمروا في قطع جيدة وقيمة. أصبحت دبي الان اذن مجتمعا لا يتخلص (من الاشياء القديمة). الامارات بصفة عامة ليست مجتمعا يتخلص (من الاشياء القديمة)."

وتملأ حقائب اليد والملابس والاحذية والحلي الفاخرة التي تحمل أرقى العلامات التجارية العالمية سوق السلع المستعملة التي ستقام مرتين شهريا حتى شهر مايو ايار عام 2010.

وتشير بيانات حديثة الى تراجع مبيعات السلع الفاخرة في دبي بنسبة 25 في المئة هذا العام. لكن سوق السلع المستعملة تعج رغم ذلك بالباحثين عن فرص جيدة للبيع والشراء.

تهافت على مطاعم ماكدونالدز في ايسلندا

وفي ايسلندا أغرقت صفوف الانتظار الطويلة والحشود المتجمعة وازدحام السير مطاعم ماكدونالدز للوجبات السريعة في ما يشبه حالة حصار حيث كانت هذه الشبكة العالمية تقدم اخر وجبات الهامبرغر في الجزيرة.

وتدفق سكان ايسلندا الى الفروع الثلاثة لمطعم الوجبات السريعة في ريكيافيك قبل ساعات على اغلاق هذه المطاعم بشكل نهائي بسبب الازمة الاقتصادية.

وتم ارسال موظفين اضافيين لتلبية الطلب في هذه المطاعم التي يشير اغلاقها بعد 16 عاما من العمل الى ان ايسلندا ستكون احدى الدول الغربية القليلة التي ليس فيها تواجد لشبكة مطاعم ماكدونالدز. بحسب فرانس برس.

واضطر بعض الزبائن في احد الفروع الى الانتظار 20 دقيقة للحصول على وجباتهم فيما تسببت صفوف الانتظار في السيارات بازدحام سير خانق.

وقال احد الموظفين لوكالة فرانس برس "لقد عملت هنا لست سنوات، ولم اشهد مثل هذه الحركة في الايام الماضية".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 7/تشرين الثاني/2009 - 8/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م