الحب والحنان بين العطاء والفقدان

فاقد الشيء هل يعطي ما فقده؟

تحقيق: عبد الأمير رويح

 

شبكة النبأ: تحدثَتْ بحسرة وعيون دامعة عن حنان الأبوين الذي فقدته ولم تشعر به مع وجودهما معها حتى ساعة حديثها!!

نعم لم تخفِ ألمها وحسرتها وفقدانها للحنان حتى مع وجود أمها وأبيها، لقد عانت منذ الصغر وأحسّت بذلك، فانشغال الأب وعدم اكتراثه لما يدور في البيت جعل من الأم إنسان متسلطاً ودكتاتورا متجبرا لا يهتم بأحد، همه الوحيد الوصول الى مايريد من قرارات, كل ذلك جعل من هذه الفتاة مخلوقا ضعيفا محطّم القلب يائس من الحصول على مايريد من حب وحنان.. وهذا ما دفعها الى ان تعطي مافقدت الى أخوتها الصغار حتى لا يحسوا بما أحسته هي!

لذا كانت معهم أمّاً حنونة وأباً باراً رحيم، فتحت لهم قلبها فمنحتهم الحنان وشاركتهم همومهم واستمعت لمعاناتهم ووفرت لهم كل شيء لغرض إسعادهم. تلك كانت معاناة الأخت( س.م) التي أعطت لغيرها مافقدت من حنان.

هذه القصة الرائعة جعلتنا نتسائل هل من الممكن ان يعطي فاقد الشيئ ما فقده!! لهذا قررت (شبكة النبأ) ان تجري هذا التحقيق وتتعرف على بعض الآراء بهذا الخصوص.

التقينا أولاً مع الأخ رياض أبو احمد والذي قال: نعم قد يبحث الشخص الفاقد عن ما فقده فيعوضه لمن يريد لكن مع فارق قد يزداد او ينقص بحسب حجم الشيء المفقود، كما وقد يتمنى من فقد الحب والحنان او ألامان ان يحصل عليه وبأي طريق للتعويض، هذا من وجهة نظري الشخصية.

مؤيد، شاب عشريني يقول: كيف يمكن ان تعطي ما لا تملك؟ هذا شيء محال وصعب التحقيق نعم قد نبحث عن ملئ بعض الفراغات في حياتنا لكن ليس بذلك التصور الذي قد يتخيله القارئ او المستمع أي ان من فقد الحب والحنان لا يمكن ان يعطيه كاملاً  لكونه لم يحسه ولم يشعر به لذا تكون المعادلة منقوصة، وهذا هو  تحليل العقل والمنطق، لذا انا اعتقد ان فاقد الشيء لا يعطيه ولا يمكن ان يعوضه للآخرين أبدا!!

الأخ مهند جبار يخلفه الرأي ويقول لـ شبكة النبأ: نعم فاقد الشيء يستطيع ان يعوضه للآخرين ويعطيه بشكل اكبر، ويستشهد بنفسه حيث يقول انا شخصيا فقدت حنان الأب منذ صغري وقد عانيت وتألمت كثيرا وكنت أتحسر عندما أرى أي طفل يحتضن والده ويمازحه ويخرج معه، كل ذلك كان دافعا ومحفزا لأن أعوض أبنائي بعد زواجي ما فقدتُ.

اضاف مهند، اعتقد أني أعطيته بإسراف ومبالغه لكوني أحس باني اخذ من هذا الحب وهذا الحنان أكثر مما أعطيه.. ففاقد الشيء يمكن ان يعطيه وبجداره.!

احمد 30 سنة، يعمل كاسباً، يرى ان هذا الشيء متروك الى المرء نفسه فهو من يحدد الإجابة عليه من خلال تصرفاته ويرجع ذلك لأسباب وعوامل نفسيه قد يتعرض لها فاقد الشيء قد توثر سلبا او إيجابا بتصرفاته المستقبلية ويقول بهذا الشأن قد يحقد الطفل الفاقد لحنان الأبوين على المجتمع الذي عاش فيه لأسباب متعددة، أولها شعوره بنقص وهذا سيؤدي الى حالات لا يحمد عقباها، وفي هذه الحالة من الصعب عليه ان يعطي ما فقده او يعوضه للآخرين، ومع ذلك قد تكون هنالك حالات معاكسة ومغايرة تشعِر المحروم بأن عليه إعطاء ما فقد لغيره كي يعوض ما في داخله ويريح نفسه فكما أسلفت هذا الأمر يحدده الشخص والمجتمع!

رعد جعفر يقول لـ شبكة النبأ: كيف أعطي ما لااملك هذا مستحيل وما فقدته ضاع مني فكيف سأهبه لشخص آخر، هذا قد يحدث ان عثرت عليه بعد فقدانه.. قالها مبتسماً من دون ان نعرف معنى لابتسامته!!

أبو نداء يقول بعد ان تحسّرَ، لا اعتقد ان من السهل ان تعطي الآخرين ما فقدت فليس من السهل ان تعطي الحب المفقود لغير أهله. ويضيف، انا صاحب تجربة حب قديمة انتهت بالفراق لأسباب كثيرة، ولا زلت أعيش هذا الحب في مخيلتي مع من أحببت لكني لم استطع ان أعطيه لمن معي واعني بذلك زوجتي الحالية.. نعم أحبها لكن ليس بمقدار ما افتقتده من حب، كم أتمنى ان تحصل هي على نصف ذلك الحب القديم الذي في قلبي، ومع هذه التجربة أقول ليس من السهل ان نمنح الأخر ما فقدنا لأنه صعب التعويض!!

يشاركه الرأي الأخ صلاح أبو نور والذي يقول لـ شبكة النبأ، انا اعتبر هذه الكلمات غير واقعيه وليس لها صحة، أوجدها بعض الناس عن طريق الصدفة فتداولناها نحن، نعم هذه المقولة واضحة ولا تحتاج الى تغير فهي تؤكد على ان فاقد الشيء لا ولن يعطيه ابدا مهما فعل.

يضيف ابو نور، هل من الممكن ان يعطي الأعمى النور لعيون الآخرين او ان يعطي المريض الصحة لمريض اشد منه مرضا او او... فكيف تعطي ما لا تملكه؟

سؤال طرحه ابو نور، الذي انهينا معه تحقيقنا المختصر، لكون قسم من الإجابات كانت متشابهة او بنفس المضمون، لذا قررنا الاختصار تاركين الرأي لقارئنا العزيز الذي نتمنى ان يشاركنا بإجابته ورأيه الذي لاغنى عنه...

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 7/تشرين الثاني/2009 - 8/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م