
شبكة النبأ: حذرت المملكة السعودية من
أي محاولة لتسييس الحج قائلة إن من شأن ذلك أن يهدد سلامة أكثر من
مليوني مسلم يتوقع أن يؤدوا الشعائر هذا العام.
وجاء التحذير في أعقاب تصريحات أدلى بها الزعيم الايراني علي خامنئي
لمجموعة من الحجاج قبل سفرهم قال فيها ان الحج يجب أن يكون "عرضاً
لتصميم الامة الاسلامية الراسخ على مواجهة محاولات الحاق الضرر بوحدته
وتقدمه."
ونقل موقع خامنئي عنه قوله الاسبوع الماضي "لا يستطيع الحجاج أن
يتجاهلوا الاحداث في العالم الاسلامي. اليوم العراق وأفغانستان وفلسطين
المضطهدة وأجزاء من باكستان تتعرض لضغط من قوات أجنبية."
فيما قالت الحكومة السعودية في بيان نقلته وسائل الاعلام الحكومية
ان المملكة لن تسمح "لاي جهة بتعكير صفو الحج والعبث بأمن الحجيج
ومحاولة شق الصف الاسلامي". ولم يشر البيان الى ايران مباشرة.
وكثيرا ما حدثت خلافات بين السعودية حليفة الولايات المتحدة وبين
ايران الشيعية خاصة منذ الثورة الاسلامية عام 1979. والاحتجاجات العامة
محظورة تماما في المملكة المحافظة.
وفي عام 1987 أدى تجمع حاشد لحجاج ايرانيين للتنديد بالولايات
المتحدة واسرائيل الى مصادمات مع قوات الامن السعودية لاقى خلالها 402
شخص حتفهم معظمهم ايرانيون. وقاطعت ايران الحج ثلاث سنوات في أعقاب ذلك.
بحسب رويترز.
وانتقد الزعيم الايراني الاسبوع الماضي أيضا معاملة السلطات
السعودية للحجاج الايرانيين. ووقعت مصادمات في فبراير شباط بين الشرطة
السعودية ومعتمرين من الاقلية الشيعية في المملكة بالقرب من قبر النبي
محمد في المدينة المنورة.
واتهمت الصحف السعودية ايران بمحاولة "تسييس" الحج. وقال بعض
المعلقين ان دعوة خامنئي محاولة لتوحيد الايرانيين المنقسمين بسبب
اضطراب داخلي يتعلق بانتخابات الرئاسة التي جرت في يونيو حزيران.
باحث يحذّر من إمكانية قيام إيران بتحركات
خلال الحج
حذّر متخصصون في قضايا المنطقة من احتمال أن تكون التصريحات
الإيرانية الأخيرة التي أدلى بها المرشد علي خامنئي والرئيس محمود
أحمدي نجاد، وتدعو السعودية إلى عدم "فرض قيود" على الحجاج الإيرانيين،
مقدمة لتحركات يعتزم حجاج ذلك البلد القيام بها خلال موسم الحج هذا
العام أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وقال الباحث السعودي عبد العزيز بن صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث،
في حديث لـCNN بالعربية الخميس، إن توقيت التصريحات "مستغرب"، وكذلك
التطرق بنقد غير صحيح إلى مصطلح "الوهابية"، مشيراً إلى أن الفترة التي
أعقبت إعادة انتخاب نجاد شهدت هجوماً ضارياً من الإعلام الإيراني على
السعودية.
وقال بن صقر، إن السعودية "دأبت على خدمة الحجاج، ولم يكن لديها
مشاكل على هذا الصعيد لسنوات طويلة"، مضيفاً أن التصريح يأتي "وكأن
إيران لديها شيء لتقوم به، لأنه في السابق لم يحصل مصادمات سوى في فترة
الحرب العراقية الإيرانية بسبب الشعارات السياسية التي أطلقها حجاج
إيرانيون، والتي ترفضها السعودية بسبب حرصها على إبقاء الحج بمنأى عن
السياسة."
وعن احتمال أن تكون هذه المواقف الملفتة بتزامنها وصدورها من أعلى
مراكز القرار في إيران، مقدمة لتحرك يقوم بها حجاج إيرانيون في
السعودية، قال بن صقر إن طهران "درجت على الحديث عن أمر ما ثم القيام
به"، غير أنه أعرب عن أمله في أن "تسود لغة العقل والحكمة."
وحول الانتقادات التي وجهها المرجع الشيعي إلى "الوهابية"، أعرب بن
صقر "عن أسفه" لاستخدام هذا المصطلح بشكل غير صحيح من قبل إيران خلال
الفترة الماضية، باعتبار أن الوهابية هي مذهب سُني سلفي موجود منذ قرون،
كما المذهب الجعفري، ولا علاقة له بقضية من هذا النوع.
واعتبر الباحث السعودي أن إيران تطرح انتقادات لهذا المذهب خلال
فترة الحج، للتغطية على مشاكلها الداخلية، التي تحول أحياناً دون
تمكنها من إرسال كل حجاجها إلى السعودية، كصعوبة توفير طائرات لأسباب
اقتصادية مثلاً.
ولفت بن صقر إلى أن الفترة التي أعقبت إعادة انتخاب نجاد شهدت ظهور
"سياسة إيرانية واضحة وموجهة ضد السعودية، وهذا واضح من متابعة وسائل
الإعلام الإيرانية لأن طهران غير مسرورة من موقف السعودية لجهة عسكرة
ملفها النووي والتدخلات التي تقوم بها في ملفات المنطقة."
وكان نجاد قد حذر السعودية مما وصفه بـ"فرض قيود" على الحجاج
الإيرانيين، وأكد بأنه لو لم تحترم مكانة الشعب الإيراني، فإن طهران
ستتخذ إجراءات مناسبة.
واعتبر نجاد في کلمه له في اجتماع المجلس الأعلى للحج، أن مناسك
الحج "فرصة استثنائية لنشر تعاليم الإسلام الأصيل والذود عن الإسلام"،
وقال إن التواجد النشط للمسلمين وخاصة الإيرانيين في مناسك الحج، "من
شأنه أن يحبط مؤامرات الأعداء ويؤلف قلوب المسلمين."
وأكد نجاد على ضرورة الاستفادة من كافه طاقات هذه الشعيرة، ومنها "البراءة
من المشركين"، باعتبار ذلك "فرصة استثنائية"، على حد تعبيره.
قبلة المسلمين بين الكعبة ومدينة مشهد!
حتى في موضوع ركن من أركان الإسلام مثل الحج بدت المواقف في إيران
متباينة بين أصوات متطرفة وأخرى متعقلة، فبينما شدد إمام صلاة الجمعة
في طهران آية الله محمد إمامي كاشاني على أن «الكعبة هي قبلة المسلمين
وحج بيت الله الحرام يعتبر أحد المبادئ من أجل وحدة صفوف الأمة
الإسلامية»، هاجم إمام الجمعة في مدينة مشهد الإيرانية السعودية وقال «إن
مدينة مشهد يجب أن تكون قبلة المسلمين» وليس السعودية أو الحجاز على حد
تعبيره.
ففي طهران قال خطيب صلاة الجمعة آية الله كاشاني، وهو أيضا عضو
بمجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، «إن الكعبة هي قبلة المسلمين وحج
بيت الله الحرام يعتبر أحد المبادئ من أجل وحدة صفوف الأمة الإسلامية
وعليه يجب عدم إفساح المجال أمام الأعداء لزرع بذور الفرقة بين
المسلمين». وأضاف «إن الأعداء يريدون التغلغل إلى الإسلام والنظام
الإسلامي بمختلف السبل والأساليب، ولذا فإن الإمام الخميني كان يوصي
المسلمين بالوحدة في موسم الحج ويصر على ذلك خلفه قائد الثورة
الإسلامية أيضا».
ونقلت وكالة مهر للأنباء عن كاشاني أنه أشار إلى قرب بدء موسم الحج
مشددا على «ضرورة الحفاظ على الوحدة» وقوله: «علينا ألا نسمح لأعداء
الأمة الإسلامية أن يثيروا الفتن والخلافات بين المسلمين».
وتطرق كاشاني إلى ما وصفه بـ«سياسة الجمهورية الإسلامية الرامية إلى
تعزيز الوحدة بين الشيعة والسنة»، قائلا إن «هنالك تفهما لدى أهل السنة
بوجود مؤامرات من قبل الأعداء لإثارة الخلافات بين الشيعة والسنة ولكن
ثمة إهمالا في تحليل مدى حجم المؤامرات».
فيما ادعى إمام الجمعة في مدينة مشهد الإيرانية أن مدينة مشهد يجب
أن تكون «قبلة المسلمين» وليس السعودية. وقال آية الله أحمد علم الهدي
في خطبة نقلتها وكالة «فارس» الإيرانية: «لأن بلاد الحجاز (السعودية)
أصبحت ضحية للوهابية، والعراق محتلة من الكفرة والمغتصبين، فإن مدينة
مشهد المقدسة وحدها يمكن أن تكون قبلة للمسلمين»، مضيفا أنه يزور مشهد
سنويا 800 ألف زائر من الخارج و20 مليون زائر من داخل إيران على مدار
العام، على حد قوله.
وذكر آية الله أحمد علم الهدى أن مشهد تعتبر عاصمة روحية ودينية حتى
قبل وجود الإمام الرضا، ثامن أئمة الشيعة، قائلا إن النبي محمد (صلى
الله عليه واله وسلم) اعتبرها نقطة روحية ومركزا لنشر تعاليم الدين.
وحث الخطيب السلطات الإيرانية على الاهتمام بمشهد من ناحية التخطيط
والبنية التحتية وأن تتواجد فيها مقار للمؤسسات الحكومية والجامعات،
موضحا أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد «دعا إلى الاهتمام بمشهد
بسبب مكانتها الدينية، إلا أنه لم تتخذ خطوات على الأرض في هذا الصدد
وإن مشهد بالرغم من كونها عاصمة دينية وثقافية ما زالت تعاني من مراكز
سكنية غير مكتملة وشوارع غير مؤهلة وخدمات غير مناسبة مما يؤثر على
مكانتها كعاصمة دينية وروحية».
نجاد يحذر السعودية من المساس بالحجاج
الايرانيين
ودخلت الحرب الاعلامية والسياسية بين السعودية وايران منعطفا جديدا
امس الثلاثاء حيث لوح الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بـ'قرارات
مناسبة' ستتخذها بلاده إذا لم يتلق مواطنوها معاملة 'مناسبة' خلال
أدائهم مناسك الحج في السعودية. بحسب صحيفة القدس العربي.
وقال نجاد، لدى اجتماعه مع أعضاء المجلس الأعلى للحج في إيران، إن
بلاده ستتخذ 'قرارات مناسبة' في حال لم يتلق الحجاج الإيرانيون معاملة
مناسبة خلال موسم الحج، في السعودية.
وأضاف، في تصريح أورده له تلفزيون 'العالم' الإيراني الذي يبث
باللغة العربية، ان 'موسم الحج يعتبر فرصة استثنائية للدفاع عن القيم
الإسلامية، وان اجتماع المسلمين وخاصة الحجاج الإيرانيين سيفشل مؤامرات
الأعداء ويزيد من وحدة المسلمين'.
وأكد الرئيس الإيراني على ضرورة الاستفادة من كافة طاقات هذه
الشعيرة ومنها البراءة من المشركين، باعتبار ذلك فرصة استثنائية.
وأشار احمدي نجاد إلى الإجراءات التي قال إن الشعب الإيراني اتخذها
'لإحباط مؤامرات الاعداء وتحقيق الانتصارات'، مضيفاً أن 'العالم يزداد
شوقا لسماع نداء الشعب الإيراني وتعزيز العلاقات معه'.
ويخشى بعض المراقبين ان يكون الرئيس الايراني يهدد بقيام الحجاج
الايرانيين بمظاهرات صاخبة اثناء موسم الحج على غرار تلك التي وقعت في
منتصف الثمانينات وادت الى صدامات دموية مع الشرطة السعودية واسفرت عن
مقتل 400 حاج على الاقل مما احدث ازمة حادة بين البلدين.
ودعا الرئيس الايراني الى ضرورة التزام الحجاج وخاصة الإيرانيين
بالامور الصحية للحيلولة دون الإصابة بالأمراض المعدية، 'لا سيما (فيروس
إتش 1 إن 1) انفلونزا الخنازير'.
وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي انتقد
التعرض 'للمسلمين الشيعة' في الأماكن المقدسة في السعودية، واعتبر ان
هذه 'الاعتداءات' تستهدف وحدة المسلمين وتخدم الأهداف الأمريكية وأجهزة
المخابرات الأجنبية، وحث الحكومة السعودية على القيام بواجبها في
التصدي لذلك.
وتزايدت حدة الصراع الإقليمي بين إيران والسعوديـة على اثر المعارك
الدائرة في صعدة بين المتمرديـن الحوثيين وقوات الجيش اليمني.
ودعت صحيفـة سعوديـة بلادها إلى عدم السكوت على التدخل الإيراني في
شمال اليمن الذي من شأنه إقلاق أمن المملكـة، وطالب كاتب سعودي حكومة
بلاده بمواجهة إيران وإشعال ألف حريق في بلاد فارس، في إشارة إلى إيران،
لأنهم، بحسب الصحيفـة، على ما يبدو لا يفهمون سوى هذه اللغة.
يأتي ذلك بينما تواصل قناة 'العالم' الإيرانية استضافتها لاقطاب
المعارضة السعودية امثال الدكتور سعد الفقيه رئيس الحركة الاسلامية
للاصلاح المعارضة، والدكتور محمد المسعري، وتتهم ايران الرياض واعلامها
بشن حرب إعلامية شاملة على إيران واستثمار الوضع الداخلي اثناء
الانتخابات الاخيرة ودعم الاصلاحيين الايرانيين.
غيتس يدعو العرب لتعزيز تعاونهم مع واشنطن
للضغط على طهران
من جانب آخر دعا وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس حلفاء الولايات
المتحدة في العالم العربي الى تعزيز قدراتهم العسكرية وتعاونهم العسكري
مع واشنطن لدفع ايران الى التراجع عن برنامجها النووي.
وفي مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية، قال غيتس ان واشنطن ما زالت
تؤيد اللجوء الى الوسائل الدبلوماسية والاقتصادية لمواجهة التحديات
التي تطرحها ايران وبرنامجها النووي. لكنه قال بحسب نص المقابلة، ان
"احدى الطرق لدفع الايرانيين الى تغيير مقاربتهم للمسألة النووية هي
اقناعهم بان التقدم على هذا الطريق سيضر بامنهم ولن يعززه". بحسب فرانس
برس.
واضاف "لذلك، بقدر ما يعزز اصدقاؤنا العرب وحلفاؤهم قدراتهم الامنية
وبقدر ما يعززون التعاون بين بعضهم البعض ومعنا، فانهم يوجهون اشارة
الى الايرانيين تقول ان الطريق الذي يسيرون عليه لن يؤدي الى تعزيز
امنهم بل يمكن ان يضعفه".
وقال غيتس انه لا يعرف حجم مبيعات الاسلحة الاميركية الى المنطقة،
لكنه رأى ان الرقم الذي ذكرته الجزيرة حول مئة مليار دولار "يبدو كبيرا
جدا في نظري". وتساءل ما اذا كانت ايران تمكنت من فرض نفوذ دائم في
العراق وفي المنطقة منذ الغزو الاميركي للعراق في 2003 الذي اطاح نظام
صدام حسين وحمل الاغلبية الشيعية الى السلطة.
وقال "اعتقد ان عراق قويا وديموقراطيا وخصوصا بحكومة متعددة الطوائف
سيكون حاجزا في وجه النفوذ الايراني وليس جسرا له". واضاف "لذلك اعتقد
انه في الامد القصير تعزز موقع ايران، لكن اعتقد انه اذا نظرنا على
الامد الطويل والدور الذي يمكن ان تلعبه ايران في المنطقة مستقبلا،
اعتقد ان موقعها سيتقلص".
ورأى غيتس ان القادة في العراق "عراقيون اولاً واخيرا". واضاف "في
نهاية المطاف، لم ينس اي منهم سنوات الحرب الثماني التي قاتلوا فيها مع
صدام حسين ولم ينسوا ان صدام حسين هو الذي بدأ هذه الحرب".
وتأتي هذه التصريحات في اليوم الذي تحدث فيه المدير العام للوكالة
الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي عن "مأزق" مع ايران في مسألة
البرنامج النووي. |