التكافل الاجتماعي ينتج طاقة شمسيّة تنير ظلمة الفقراء في الهند

 

شبكة النبأ: عندما يحل الليل على أجزاء نائية من افريقيا وشبه القارة الهندية يلجأ مئات الملايين من السكان المحرومين من امدادات الكهرباء الى استخدام الشموع أو مصابيح الكيروسين الملوِّثة للبيئة للاضاءة.

لكن الاجهزة التي تعمل بالطاقة الشمسية بدأت من خلال القروض الصغيرة تنير ببطء تلك المناطق الريفية التي تسبب فيها عدم الوجود الكهرباء في خنق التنمية الاقتصادية ورفع نسب الامية وتدني الاحوال الصحية.

قال بينال شاه من بنك سيوا (رابطة العمل الحر للنساء) التي تقدم القروض الصغيرة "في وقت سابق لم يكن في مقدورهم القيام بأمور كثيرة بمجرد غروب الشمس. الآن تستخدم الشمس بطريقة مختلفة. لقد زادوا من انتاجيتهم وحسنوا صحتهم ووضعهم الاجتماعي والاقتصادي.

حصلت بائعة الخضروات راميبن واغري على قرض لشراء مصباح شمسي تستخدمه في انارة كشكها ليلا. تكلفة هذا المصباح بين 66 و112 دولارا وهو ما يعادل دخل نحو أسبوع بالنسبة لواغري.

قالت واغري التي تقدر أنها تربح نحو 300 روبية (ستة دولارات) اضافية بهذا المصباح الشمسي "شكل الخضروات أفضل في نور هذا المصباح وهو أرخض من الكيروسين وليس له رائحة كريهة. وأضافت "اذا كان بمقدورنا استخدام الشمس لتوفير بعض المال.. فلم لا؟"

وفي الهند تساعد مشاريع الطاقة الشمسية التي عادة ما تمولها مؤسسات تقدم قروضا صغيرة البلاد في الحد من انبعاثات الكربون وتحقيق هدفها بمضاعفة مساهمة الطاقة المتجددة الى ستة في المئة أو 25 ألف ميجاوات خلال السنوات الاربع القادمة. بحسب تقرير رويترز.

وقال براديب دادهيتش وهو زميل في معهد أبحاث الطاقة ان أجهزة غير مرتبطة بالشبكات العامة مثل أجهزة الطهي والمصابيح الشمسية التي يمكنها أن تظل منيرة عدة ساعات ليلا بعد أن تشحنها الشمس خلال النهار ستساعد في الحد من الاعتماد على الوقود الاحفوري وخفض البصمة الكربونية لرابع أكبر مصدر في العالم للانبعاثات.

وأضاف "انها تصل للناس الذين لديهم قدرة محدودة أو ليس لديهم قدرة على الاطلاق على الحصول على الكهرباء ويعتمدون على الكيروسين أو الديزل أو الحطب للحصول على احتياجاتهم من الطاقة."

وأضاف "هذه الاجهزة لا تلبي احتياجاتهم فحسب بل انها تحسن أيضا من نوعية الحياة وتحد من البصمة الكربونية."

وتعتبر رابطة العمل الحر للنساء (سيوا) واحدة بين عدد متزايد من المؤسسات التي تقدم القروض الصغيرة في الهند وتركز على توفير مصادر في متناول اليد للطاقة المتجددة للفقراء الذين كانوا سيضطرون لو لم يحصلوا على هذه المصادر الى الوقوف ساعات لشراء الكيروسين لاستخدامه في المصابيح أو السير كيلومترات لجمع الحطب للطهي.

قال شيريش جارود منسق مؤسسة المشاركة للطاقة المتجددة وفاعلية الطاقة في جنوب اسيا "توفير الكهرباء مسؤولية الحكومة لكنها مهمة عملاقة والحكومة غير قادرة وحدها على توفيرها."

وفي افريقيا أيضا ساعدت القروض الصغيرة على ادخال الاجهزة الشمسية للمنازل والمدارس في المناطق النائية دون الاعتماد على الشبكة العامة. ويستخدم الفقراء الاموال التي كان من الممكن أن ينفقوها على الكيروسين في تسديد قروضهم التي اشتروا بها الأجهزة الشمسية.

وهناك مئات الملايين من الناس في الهند الذين لا يحصلون على امدادات كافية أو لا يحصلون على أي امدادات من الكهرباء. غير أن الطلب على الكهرباء من جانب الصناعات في بلد بلغ فيه الناتج المحلي الاجمالي تسعة في المئة أو أكثر خلال السنوات الثلاث التي تسبق السنة المالية 2007-2008 كان له أثره على السعة والبنية الاساسية.

وتقول مؤسسة المشاركة للطاقة المتجددة وفاعلية الطاقة ان من بين 76 مليون منزل في الهند محرومة من الكهرباء يستخدم 65 مليون منزل مصابيح الكيروسين التي تسبب انبعاثات مضرة. والكيروسين عالي القابلية للاشتعال والدخان المتصاعد منه مضر بالصحة. ويتوفى الالاف سنويا في الدول النامية بسبب مواقد ومصابيح الكيروسين.

وتسبب الدول النامية حاليا أكثر من نصف الانبعاثات للغازات المسببة للاحتباس الحراري وهذه النسبة في طريقها للارتفاع.

وفي الهند من المتوقع أن تزيد انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الى ما بين أربعة مليارات طن و7.33 مليار طن في 2031. وليس هناك رقم بشأن انبعاثات الهند في الوقت الراهن.

وأظهرت دراسة مولتها الحكومة مؤخرا أن نصيب الفرد من الانبعاثات الذي يقدر بأنه 1.2 طن من المتوقع أن يرتفع الى 2.1 طن بحلول 2020 .

وتمثل الطاقة المتجددة في الهند أقل من ثلاثة في المئة من اجمالي السعة الموجودة وتمثل الرياح الجزء الاغلب من مساهمة الطاقة المتجددة.

وتقدر مؤسسة المشاركة للطاقة المتجددة وفاعلية الطاقة التي تباشر 10 مشاريع للطاقة المتجددة من خلال القروض الصغيرة أن هناك حاجة الى 234 مليار روبية (49 مليار دولار) لامداد 65 مليون منزل في الريف بالمصابيح الشمسية.

وهذا المبلغ أقل من نصف اجمالي الدعم الذي تقدمه الحكومة لجعل الكيروسين متاحا للفقراء.

وسيكون مصدر بعض هذه الاموال المؤسسات التي تقدم القروض الصغيرة التي تواجه مخاطر أقل كثيرا بالنسبة لهذه القروض الصغيرة القصيرة الاجل لتوفير الاجهزة التي تعمل بالطاقة الشمسية. وقال بينال شاه وهو مسؤول عن مشاريع الطاقة في بنك سيوا "انها أرخص وأكثر صحة ولا تحتاج للكثير من الصيانة." وقدم بنك سيوا أكثر من ستة ملايين روبية (124 ألف دولار) من القروض لتوفير الاجهزة الشمسية لنحو عشرة في المئة من أعضاء رابطة العمل الحر للنساء التي تضم 300 ألف عضوة.

وفي حي جمالبور المكتظ بالسكان في مدينة أحمد اباد تضيء بطارية تعمل بالطاقة الشمسية متجر سلمى محمد الصغير بعد أن اشترت البطارية بقرض قيمته 33 ألف روبية من بنك سيوا.

وقالت "هذا المتجر ساعدني على تربية أبنائي... حسنت البطارية الشمسية من حياتنا.. ومنحتنا الكثير الذي يجعلنا ممتنين."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 4/تشرين الثاني/2009 - 5/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م