من جديد ولا جديد سوى المزيد من الإجرام والإرهاب وقتل الناس
الأبرياء من جميع الشرائح والعروق والمذاهب، في العديد من البلدان
الإسلامية مثل العراق وإيران وباكستان، يقف خلف تلك العمليات الدموية
الإرهابية الوحشية - التي تستهدف المسلمين - مجرمون في تنظيم ديني سلفي
متطرف يسيطر عليه أمراء في تنظيم القاعدة وطالبان، الذين يريدون أن
يكونوا أمراء في ما يسعون إليه بإقامة الإمارة الإسلامية المرجوة من
خلال العمليات الإرهابية وعبر جثث ودماء الأبرياء المسلمين وغيرهم!!.
والملفت في تفكير وعمل هولاء الأمراء ومن ينتمي إليهم أنهم يسعون
للقضاء على اكبر عدد ممكن من الناس لإثارة الرعب، فهم يختارون المواقع
التي تشهد كثافة سكانية كبيرة بدون تتميز بين مدني وغيره وبين طفل وشيخ
وامرأة، في الأسواق والمجمعات، أو في دور العبادة مثل المساجد، أو في
الدوائر الحكومية الخدماتية التي تهم مصالح الناس اليومية.
ويشتد غضب هؤلاء الأمراء على الناس عندما يسود الأمن والامان
ويتنقل الناس بفرح، وعندما يسعى الناس للوحدة والقضاء على الفتن
والخلافات.
فقد شهدت مدينة بغداد بعد هدوء نسبي لفترة زمنية قصيرة تفجيرات
إرهابية إجرامية جديدة دامية هزت المدينة وأحدثت فجوة عميقة بالأرض
ودمرت المباني، مخلفة المئات من القتلى والجرحى، والجثث المحترقة
والممزقة، والأشلاء والدماء التي غطت الأرض ولطخت الجدران في كل مكان.
انها مجزرة بحق الإنسانية والبشرية - مهما كانت المبررات - يقف وراء
العملية الإجرامية أمراء الإرهاب الجدد أصحاب التوجهات التكفيرية
الإرهابية لإقامة إمارة إسلامية في العراق، حيث تبنت «دولة العراق
الإسلامية»، الفرع العراقي لتنظيم «القاعدة» الهجوم الإرهابي، وهذا
العمل يأتي ضمن الإعمال الإجرامية السابقة التي قام به هذا التنظيم «القاعدة»
ومنها استهداف وزارتي الخارجية والمال في 19 /10/ 2009م الذي أسفر عن
سقوط المئات بيت قتيل وجريح.
وشهدت مدينة بيشاور شمال شرق باكستان التي تقع على الحدود مع
أفغانستان تفجيرا دمويا رهيبا هز المدينة ودمر المباني في سوق يعج
بالمتسوقين، سقط خلاله المئات من القتلى والجرحى اغلبهم من النساء
والأطفال، وتم خلال العملية تدمير مسجدا بشكل كامل. ولا جديد فقد تم
الكشف بان أمراء « حركة طالبان الباكستانية » يقفون وراء تلك العملية
الإجرامية الإرهابية.
وقبل أيام شهدت مدينة سرباز بمحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق
إيران، عملية إرهابية استهدفت "ملتقى التقارب السني الشيعي" بين زعماء
الطوائف والقبائل في المحافظتين بحضور قادة الحرس الجمهوري، أدت
العملية بحياة مجموعة من زعماء العشائر في المنطقة، وعدد من ضباط الحرس
الثوري من بينهم نور علي شوشتري نائب قائد القوات البرية في الحرس
الثوري. وقد تبنت العملية الوحشية البشعة حركة سلفية متشددة مرتبطة
بأمراء طالبان والقاعدة.
ان أمراء هذه الحركات الإرهابية المتطرفة - التي تدعي السلفية
وتمارس العمليات الإجرامية اللإنسانية - يشوهون صورة الإسلام
والمسلمين، بل يقتلون أبناء الدين الإسلامي، ويضربون الوحدة الإسلامية
بين المذاهب الشيعية والسنية، ويثيرون الخلافات بينهم. ويزرعون الخوف
والحقد والكراهية بين الناس من جميع الملل. ولم تسلم أي دولة إسلامية
من نار أمراء الإرهاب الديني المنتشر في كل مكان، والمتجذر في عقول
البعض المنتشرين في العالم.
من المؤلم ان فكر هولاء الأمراء المجرمين لا يزال موجودا وينتشر ولا
يزال يدرس في المدارس والجامعات، ويتردد في الإعلام وعلى القنوات
الفضائية، ولا تزال كتب هذا الفكر تباع في المكتبات، ولا يزال يفرخ
إرهابيين من الجنسين من كافة الأعمار. لقد تحول هذا الفكر إلى مرض
سرطاني خبيث ينتشر بشكل واسع وسريع مما يشكل خطرا على الدين الإسلامي
والمسلمين بل وعلى البشرية لأنه يستهدف الإنسان. ولقد حان الوقت
لمواجهته ومواجهة من يدعمه وينشره. |