الثقافة العراقية...  إبداع متواصل وحضور متميز في المحافل الدولية

الحفيدة الأميركية أفضل كتب الأدب الفرنسي والتايتانك تفوز بجائزة نجيب محفوظ

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يعتبر الحراك الثقافي مرآة طبيعية تعكس وجه وحقيقة الشعوب بمختلف تسمياتها، ومقياس لنبض لحيوية المجتمعات ومستويات رقيها أيضا، وحتى باتت الأمم تتغنى بأدبائها ومبدعوها وتتمايز بهم عمن سواها.

والعراق كان ولا يزال نبعا زاخرا للفكر والعلم والأدب ومختلف فنون الجميلة على مد  التاريخ.

في هذا التقرير نسلط الضوء على جانب من المشهد الثقافي العراقي خلال الأشهر القليلة الماضية، مستعرضين ابرز الإبداعات المقدمة على المستويين المحلي والدولي.

رواية الحفيدة الاميركية

حيث اختيرت الترجمة الفرنسية لرواية "الحفيدة الأميركية" للصحفية والكاتبة العراقية انعام كجة جي المقيمة في باريس ضمن افضل 30 رواية نالت اعجاب اصحاب المكتبات في فرنسا من مجموع 659 رواية زخر بها الموسم الادبي الفرنسي الحالي.

وتم الاعلان عن لائحة الكتب الثلاثين التي انتخبها اصحاب المكتبات الفرنسية، الذين عادة ما يكرسون عطلتهم الصيفية لقراءة الاعمال الادبية الجديدة، في احتفال اقيم مساء الاثنين في مكتبة "فيرجن" الكبرى في جادة الشانزليزيه وفق تقليد متبع من سنوات.

وتشرف مجلة "لير" (القراءة) المتخصصة في نقد الكتب وأخبار دور النشر على هذا التقليد بالتعاون مع جمعيات القراءة وأصحاب المكتبات في عموم فرنسا. وقد اصدرت المجلة ملحقا خاصا تناول بالعرض الروايات الثلاثين وبينها 16 رواية أجنبية مترجمة غير "الحفيدة العراقية".

وعلقت مكتبة "فيرجن" ملصقات تحمل صور الروائيين وأغلفة كتبهم على واجهتها وداخلها كما وضعت شاشات لبث تلك الصور في أجنحة المكتبة الضخمة.

وتلقى الكتب المختارة اهتماماً خاصاً في واجهات العرض وفي تنظيم حفلات التوقيع وسيطرح كتاب "الحفيدة الاميركية" في الاسواق الفرنسية اعتبارا من الخميس.

وكانت الطبعة الأُولى من "الحفيدة الأميركية" صدرت العام الماضي عن "دار الجديد" في بيروت واختيرت ضمن القائمة القصيرة لجائزة "بوكر" العربية التي فازت بها رواية "عزازيل" للمصري يوسف زيدان.

تبع ذلك صدور طبعتين عن الدار نفسها وطبعة رابعة تصدر قريباً عن منشورات "البرزخ" في الجزائر وتكون مخصصة للتوزيع في المغرب العربي.

أما الترجمة الفرنسية فصدرت عن دار "ليانا ليفي" في باريس بعنوان "إذا نسيتك يا بغداد" وأنجزها المصريان علا مهنا وخالد عثمان.

وتتناول الرواية قصة شابة اميركية عادت الى العراق بلد اجدادها في زي العسكر الاميركي حيث عملت كمترجمة مع جيش الاحتلال والتقت جدتها التي تحمل قيما مختلفة ادت الى مواجهة بين الطرفين. ومن المقرر ان تخرج الرواية قريبا بالانكليزية عن دار "بلوزدري" البريطانية.

واعربت انعام كجة جي في تصريح لوكالة فرانس عن تفاجئها التام بالخبر وايضا عن سعادتها باختيار روايتها من قبل اصحاب المكتبات الذين قدروا في الرواية حديثها عن الاقليات في العراق كما قالت.

واوضحت ان "عشرات الكتب خرجت عن حرب العراق لكن طريقة التناول في هذه الرواية وعرضها خاصة للعلاقات الاسرية وبين الاقليات هو ما شد الانتباه".

وتعكف انعام كجة جي حاليا على كتابة رواية ثانية حول موضوع تشتت العائلات العراقية وانتشار قبور العراقيين في ارجاء العالم حيث يمكن ان يكون الاب مدفونا في البصرة والام في السويد والعم في نيوزيلندا بسبب الحروب والمنافي والقمع السياسي الذي سبق.

غير انها تقول ان تناولها لهذا العمل مثل تناولها للاول "لا يغيب عنه الامل الذي يطل دائما من خلال اليأس".

شاعر يفوز بجائزة إسبانية 

على صعيد متصل فاز الشاعر العراقي عبد الهادي سعدون بجائزة «أنطونيو ماتشادو« للابداع الأدبي التي تمنحها وزارة الثقافة الاسبانية.

وتعد الجائزة منحة ثقافية تمنح لصاحب أفضل مشروع شعري سنويا يستلهم أجواء «ماتشادو» الشعرية في ديوان شعري، عن مشروعه «من آشور إلى صوريا.. خرجات وقصائد أخرى».

ويضاف هذا الديوان إلى دور سعدون في إرساء صلة الربط ما بين الشرق والغرب من خلال كتاباته وترجماته المتعددة، سواء تلك المكتوبة بالعربية أو الاسبانية.

من جانبها.. أكدت رئيسة لجنة الجائزة الشاعرة آماليا أجليسياس، أن قدرة الشاعر العراقي على المزاوجة والتقابل ما بين عالمين، تعد بحق خطوة جديرة بالتقييم والتأمل والقراءة الجادة.

وتعد هذه المرة الأولى التي تمنح فيها الجائزة الإسبانية لكاتب عربي، والتي تتيح الفرصة أمام سعدون للتفرغ الأدبي لستة أشهر في مدينة صوريا، والمشاركة في الملتقيات والفعاليات الأدبية المختلفة.

يذكر أن سعدون المولود بالعاصمة بغداد عام 1968 يشغل منصب أستاذ الأدب العربي بمدريد وعضو بالجمعية الدولية الأسبانية للغات وعرف بنشاطاته المختلفة، ومثل العراق في أكبر الملتقيات الشعرية والأدبية، وصدر له العديد من الأعمال الإبداعية التي ترجمت لأكثر من عشر لغات، أبرزها كتابه القصصي «انتحالات عائلة» والذي ترجم ونشر في الدول الناطقة باللغة الأسبانية..

تايتنك عصرية

من جهته حصد الروائي والقاص العراقي علي حسين عبيد الجائزة الثانية في مسابقة نجيب محفوظ للقصة والرواية التي أعلنت نتائجها مؤخرا في القاهرة عن رواية له حملت “تايتنك عصرية”.

وقال الروائي عبيد “فازت روايتي التي تحمل عنوان تايتنك عصرية بالجائزة الثانية في مسابقة نجيب محفوظ للقصة والرواية التي أقامها ملتقى الكلمة الأدبي في القاهرة وأعلنت نتائجها قبل أيام”.

وأضاف عبيد “ترشحت للمسابقة أكثر من مائتي قصة ورواية لكاتبات وكتاب من مختلف البلدان العربية، حيث أشار مدير الملتقى إلى صعوبة مهمة التحكيم بسبب العدد الكبير المشارك في هذه المسابقة، وقد ترأس لجنة التحكيم الروائي العربي المعروف جمال الغيطاني”. بحسب اصوات العراق.

وبين أن “إدارة المسابقة وجهة دعوة لي لحضور الحفل الخاص الذي سيقام في القاهرة الشهر المقبل والذي تبنته إدارة الملتقى ومديرها الأديب محمد محفوظ الذي أشار إلى تكليف عدد من الصحف المصرية والعربية والقنوات الإعلامية الأخرى لتغطية هذا الحدث الأدبي المتميز”.

واوضح أن “مدير الملتقى ذكر أن الدار ستتبنى إصدار كتاب مشترك يضم المشاركات الفائزة وسوف يتم توزيعه على معارض الكتب وستُقدَم نسخا مجانية للمشاركين لأعضاء الملتقى”.

والقاص علي حسين عبيد سبق له أن حصل خلال العامين الماضيين على جائزتين إحداهما من مؤسسة النور للثقافة والإعلام والأخرى جائزة الخليلي للقصة القصيرة في النجف.

وهو من مواليد كربلاء، من كتاب القصة الثمانينية، له عدة إصدارات منها قصص كائن الفردوس ورواية طقوس التسامي وكتاب نقدي بعنوان محاولة لتنسيق أحزان العالم سيصدر قريبا عن دار عالم الفكر في المغرب.

بنية السرد العربي

من جهة أخرى  أقام البيت الثقافي في كربلاء أمسية حوارية حول رواية الأديب جاسم عاصي الأخيرة التي حملت عنوان ( ليالي المنافي البعيدة) وشارك فيها عدد من الأدباء في المحافظة.

وقال مدير البيت الثقافي خالد الجبوري ان الأمسية تأتي ضمن برنامج دأب البيت الثقافي على إقامته حمل عنوان ( أربعاء الكتاب الكربلائي) ويعنى بما يصدره المبدع الكربلائي من كتاب جديد.” وأضاف ان “رواية (ليالي ا لمنافي البعيدة ) للقاص جاسم عاصي صدرت قبل أيام واليوم هو احتفالية لها ولكاتبها وان الامسية هي امتداد لأماسي اريد منها تفعيل أو استغلال مناسبة صدور كتاب لاختيار موضوعة يتم مناقشتها بالإضافة إلى الحديث عن الرواية لمحتفى بها”

 وقال مقدم الأمسية الدكتور مهندي طارق “يقول ادوارد سعيد إن الأمم ذاتها تتشكل من سرديات ومرويات فالمجتمعات عن طريق السرود التاريخية والدينية والثقافية والأدبية تشكل صورة عن نفسها وعن تاريخها وعهن قيمها وعن الآخر”

وأضاف” الروائي يصوغ لرؤيته لعالمه وتاريخه وتطلعاته ورغباته صوغا رمزيا بواسطة السرد، وكل ذلك يتم على خلفية من البراءة الخادعة”

من جانبه قال الروائي جاسم عاصي في الأمسية “السرد الروائي والمحكي انبثق منذ نشوء البشرية فتركت في كهوف الجنوب وأنحاء العالم كتابات سردية على الجدران أرخت وسردت ما مر به الإنسان القديم وكان السرد في البدء رويا بين الأب والابن وهكذا بدأت الرواية”

واعتبر جاسم ان  “السرد هو نقل الواقع إلى الورق خاصة وانه ليس هناك نصا سرديا متكاملا ولكن هناك قارئ متكامل حتى لو كان مفترضا” مبينا ان  هناك روائيين عرب لهم أعمال ” تحمل ملامح بنية سردية ومنهم الروائي نجيب محفوظ وكذلك غسان كنفاني وجبرا إبراهيم جبرا وأميل حبيبي في حين عدد من الروائيين العراقيين الذين تحمل رواياتهم سمات السردية الحديثة  غائب طعمة فرمان الذي لو كان في مصر لاحتفلت فيه كل عام ، وكذلك علي بدر وحسين ياسين وضياء الجبيلي”

وانتقد جاسم النقد في العراق كونه ” نقد مناسبات وتشتغل على الأمزجة”وتطرق الروائي إلى روايته وقال إن ” فيها هموم البحث عن الهوية ، لأني ابحث عن ظل لي لا يعتمد على شخصيات ثابتة إلا إنها تشبه ما اعتمدت عليه السردية العربية والعراقية”

فيما عد الروائي علي لفتة سعيد في مداخلة نقدية عن الرواية أنها” تمتلك بؤرتين تتنازعان جهد المؤلف، الأولى لمكان والثانية الذاكرة لمتصلة بالمكان”

وأضاف ان “عنوان الرواية يحاول أن يجمع بين البؤرتين ليكونا دلالة النص الروائي والمتن السردي فيتخذ من صيغة المتكلم سبيلا لمتنه على الرغم من تحوله في بعض الأحيان إلى صيغة لمخاطب الذي هو ذاته”معتبرا الرواية” جهدا جديدا في السردية العراقية والعربية”

والروائي جاسم عاصي من مواليد 1945 في الناصرية عمل معلما في كربلاء وأصدر عدة روايات وقصصا قصيرة وكتبا نقدية عديدة منها الخروج من الدائرة قصص قصيرة عام 1974 وخطوط بيانية قصص قصيرة عام 1980 ولليالي حكايات قصص قصيرة عام 2001 ومستعمرة المياه رواية عام 2004 وانزياح الحجاب ما بعد الغياب رواية عام 2006 وكذلك المعنى المضمر كتاب نقدي عام 2003 ودلالة النهر في النص كتاب نقدي عام 2004

واقع الثقافة في كردستان

من جانب آخر أقامت دار الثقافة والنشر الكردية، ندوة لمناقشة واقع الثقافة الكردية بعد العام 1958، بمناسبة ذكرى ثورة 14 تموز 1958، حضرها عدد من المثقفين.

وقدم القاص حسين الجاف ورقة تضمنت عرضا تأريخيا للتحولات والتأثيرات في الأدب الكردي، وتأثرها بالتيارات الأدبية الجديدة، ثم قدم الناقد حسب الله يحيى ورقة أخرى عن عن مستقبل دار الثقافة والنشر الكردية وآفاق عملها.

وتخللت الندوة عدد من المداخلات كان من بين المشاركين فيها رئيس مؤسسة شفق للكرد الفيلية علي الفيلي والكاتب أحمد النقشبندي والشاعر جاسم غريب، تم فيها التطرق الى سبل تطوير عمل دار الثقافة الكردية لرعاية الأدب الكردي في المحافظات خارج كردستان وضرورة أخذ دورها المهم في رعاية الأقلام والأصوات الشابة الجديدة.

وقال مدير عام دار الثقافة والنشر الكردية د.جمال العتابي إن “الدار تواجه تحديات كبيرة  حول تمكنها من ان تصبح منافسة لدور نشر ثقافية في كردستان، وهل يقتصر خطابها على اللغة الكردية، ومامجال اهتمامها بالقارئ العربي”.

واضاف ان “الندوة تهدف للوصول الى الكيفية التي تكون فيها الدار مرتكزا للثقافة الكردية في بغداد وجسرا للتواصل بين العرب والكرد وان لا تقتصر مهمة هذه الدار على الثقافة الكردية، وإنما الثقافات العراقية الأخرى”. بحسب أصوات العراق.

ودار الثقافة والنشر الكردية، تأسست عام 1976ومقرها ببغداد وكانت لديها اصدارات متخصصة عدة، توقفت بسبب ضعف الدعم المادي، تصدر مجلة فصلية مختصة (كرميان) باللغة الكردية، والتي تعني الوطن الدافىء.

الثقافة السريانية

في السياق ذاته صدر عن المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية في إقليم كردستان العراق،  كتاب تحت عنوان (في الثقافة السريانية.. متابعات نقدية ومقالات) للدكتور سعدي المالح.

والكتاب  يضم 152 صفحة من القطع المتوسط وطبع بمطبعة وزارة الثقافة في أربيل، وهو مقسم إلى قسمين، يضم القسم دراسات ومتابعات نقدية لتسعة مؤلفات بالعربية والانكليزية والروسية تباينت بين روايات ودراسات تاريخية وثقافية علمية تخص الثقافة واللغة السريانية وأدب وتاريخ بلاد ما بين النهرين، فيما يضم القسم الثاني عشر مقالات كتبت في مواضيع متنوعة من  الشأن الثقافي السرياني.

ويعد الدكتور المالح، المدير العام للثقافة والفنون السريانية في إقليم كردستان، من الكتاب الناشطين في مجال الثقافة السريانية وتاريخها فضلا عن كونه روائيا ومترجما للأدب وصدر له أكثر من عشرين كتابا موضوعا ومترجما في القصة والرواية والمسرحية والعديد من الدراسات الأدبية والتاريخية. بحسب أصوات العراق.

ومديرية الثقافة السريانية والتي كانت تسمى بمديرية الثقافة الأشورية استحدثت في العام 1996 من قبل حكومة الإقليم بعد طلب مقدم من الأعضاء المسيحيين في برلمان إقليم كردستان العراق آنذاك، وتم تغيير أسمها إلى مديرية الثقافة السريانية في 26 تشرين اول اكتوبر عام 2007 كإحدى المديريات التابعة لوزارة الثقافة في حكومة إقليم كردستان العراق وهي تعنى بالشأن السرياني الثقافي والفني، وأفتتح لها فرع في مدينة دهوك مؤخراً.

من تلك الارض النائية

على صعيد متصل تمثل قراءة مجموعة "من تلك الارض النائية" للشاعرة العراقية مي مظفر تجربة تحفل بأحزان شديدة العمق والاتساع فتنقل الشاعرة القارىء بقصائدها الجميلة الجارحة الى أجوء الفقد والموت وهما تحولا الى خبز يومي للعراقيين.

ومي مظفر الشاعرة العراقية تصور الاحزان الشخصية والعامة فتبدو هذه الاحزان في أحيان كثيرة واحدة يصعب التفريق بين خاصها وعامها فللشاعرة قدرة على تصوير أحزان الاخرين بألفة فكأنها تحمل خلاصة تجارب الاخرين ومحنهم من خلال محنتها الشخصية.

ومع كل ذلك وكما يجري القول الشعبي اللبناني فان "االجمرة لا تحرق الا مكانها". هذا لا يعني سوى اننا نعيش الام جروحنا فعليا اكثر من عيشنا جروح الاخرين. لكن من المرجح ان ذوي النفوس الكبيرة اصحاب الصفاء النفسي والعقلي لابد من ان يطلوا على الام الانسانية جمعاء من خلال الامهم. عند مي مظفر تتحول الالام الشخصية الى مأساة انسانية كما نرى في الام الاخرين على عموميتها.. مأساة خاصة. بحسب رويترز.

مجموعة مي مظفر جاءت في نحو 100 صفحة متوسطة القطع وبلوحة غلاف للفنان العراقي رافع الناصري. وقد صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. وأهدت الشاعرة مجموعتها "الى روح اخي نمير".

كتب مقدمة المجموعة صباح الناصري استاذ الادب العربي في جامعة ليموج الفرنسية. قال الناصري "لم أتوقع عندما بدأت قراءة قصائدك الدخول الى العالم الذي أدخلتني فيه. وعندما انتهيت من قراءتها بقيت ساكنا صامتا فترة طويلة قبل أن أعود الى مجرى حياتي العادية... وأعدت قراءتها مرات ومرات تخرجني كل مرة من حياتي المسطحة الباهتة وتجذبني نحو أعماق الاسى والامل التي لا قعر لها..."

قد ينتاب القاريء هنا شعور بأن بعض كتاب المقدمات يلجأون أحيانا كثيرة الى الاشادة والتقريظ. ثم يقرأ بعض ما في المجموعة فيكاد يشعر بالخجل من كاتب المقدمة ومن الشاعرة لاسراعه الى الاستنتاج والحكم. لقد كتب الناصري بعمق وبقراءة غاصت في روح قصائد مي مظفر.

أدرجت الشاعرة قصائدها تحت أربعة عناوين هي "في أحوال الغربة والتغرب" و"أينما تكون.. سلاما" و"ما بين بين" و"أوطان مفخخة". معظم القصائد كتبت في البحرين والعاصمة الاردنية عمان. وقصائدها الا قليلا جدا منها لم تحمل عناوين.

تقول في قصيدة تلت قصيدتها الاولى متحدثة عن حضور خفي للراحلين وما أكثرهم في العراق "أغلقت الباب ورائي لم أترك غير الجدران ترافقني/ في غرفة بيت مسكون/ بشخوص أخرى ترقبني/ تترصد خطوي/ توميء.. تغمز.. تحفر وجها في الجبصين/ وتخفي ناسا في الاركان/ فأكاد بأذني أسمع همسا يأتي من شق/ في تلك المنضدة وذاك البرفان/ من هفهفة الموسلين على شباك أغلق منذ سنين/ شفة تهمس/ ريح تجري من بين أصابع كفي الذابلتين/ جمع يتدفق دون استئذان/ ليطارد وجهي في كل مكان."

ترسم بأسى ومرارة صورة مؤلمة "لحركة الحياة" في بلدها فتقول في قصيدة أخرى "مذ أمست الطرقات فارغة.. وقام/ العسكر الاغراب يحمون الشوارع/ يستبيحون المنازل/ ظلت العربات واقفة../ وساعات المدينة/ ودنا المساء/ فحل ضيفا عند عائلة رهينة."

وفي تصوير جميل مفجع للغربة القسرية وفي تذكر للايام الحلوة الافلة تقول "على طرف خفي من جنائنهم/ جلسنا نحن مغتربا ومغتربة/ نحاول أن نرمم روحنا../ ملامحنا التي بدأت تزول/ تبادلنا بأيدينا حكايات مهربة/ تذاكرنا عن الطرقات عن/ مقهى.. وعن جسر ومئذنة/ وناس فوق كف الماء يلتمسون أوطانا/ ولا مهرب/ صمتنا حين بددنا الكلام سدى/ وعدنا مرة أخرى/ نشد على أيادينا/ نتفّه من ماسينا/ نسافر نحو نهر مستبد في أغانينا/ فنلقى طائرا عطشا يحوّم حول شاطئه/ ولا يشرب."

الشاعرة مصورة فذة حيث تنقل لنا الالام ووجوهها المختلفة. ففي تصوير رائع في غرابته للوحشة ولزمن الاحزان الذي لا يتحرك وكأنه لا يزال مربوطا بأمراس الكتان التي تحدث عنها امرؤ القيس تقول "الساعة ظلت واقفة بعد الظهر/ ظلت ساكنة فوق الحائط/ تتطلع في وجهي المبلول/ تتكتم عن قول.. وتقول/ الساعة ظلت واقفة/ والصمت يفيض ويهطل غيما ابيض/ للساعة وجه امرأة/ نزفت ماء العين../ ويداها مرسلتان على جسد مشلول/ والوقت يطول."

وحيث يجتمع الاحبة يحضر الحبيب الغائب كأنه فيهم جميعا وكأنهم منه ومن روحه التي تحضر فيهم. الكل في واحد وواحد في الكل روحا وجسدا. نقرأ بل نرى ونكاد نسمع كأننا في حفلة تحضير أرواح.. لكن الارواح هنا حاضرة في وحدة حياة لا تنفصم ولا سحر سوى سحر الكلمة الحبلى بالالم. تقول "في كل منا شيء منك يرى/ فاذا ما التأم الشمل../ انسلت من بين الاركان خطاك/ لذنا بالصمت/ فصار الصمت لدينا/ رمز حضورك او ذكراك."

أما الفجيعة الكبرى فهي عندها ما يبدو من عبثية ما يجرى بالنسبة اليها فهي تعجز عن فهمه. تقول "انهم لا يعرفونا/ انهم لم يعرفونا/ لم يذوقوا ماء نهرينا/ ولا خبزا خبزنا بيدينا/ ما رأونا قبل هذا اليوم قط/ فلماذا يقتلونا.."

بعض قصائد المجموعة قصائد نثر. في احداها تصف لنا ما يجري في بلدها وتصوره مفجعا. ولعل أثره في النفس ناتج الى حد بعيد عن بعده نوعا ما عن الخيال أو فلنقل عن التصوير الشعري الخيالي. تقول "على غفلة من قطّاع الطرق/ وبنادق المارينز المكهربة/ تتسلل ظلال العراقيين/ لتبحث من بين الجثث المشوهة عن ولد فقيد/ وتلم من فوق الارض المحروقة/ ما أبقته النار من بشر."

شعراء وأدباء كربلاء

على صعيد متصل صدر حديثا كتاب جديد للشاعر والأديب المحامي حسين فهمي الخزرجي عن دار القارئ في بيروت حمل عنوان ( صور ودراسات أدبية في شعراء وأدباء كربلاء) تناول 16 شاعرا من شعراء المدينة ممن عايشهم أو تتلمذوا على يديه.

وقال المؤلف الخزرجي “صدر لي عن دار القارئ في بيروت كتابي الجديد الذي يحمل التسلسل 17 في سلسلة ما أصدرته طوال أكثر من 79 عاما من عمري وقد كان بعنوان (صور ودراسات أدبية في شعراء وأدباء كربلاء) تضمن دراسة لنحو 16 شاعرا من شعراء مدينة كربلاء ما بعد منتصف القرن العشرين الذين وجدت أنهم حققوا ما كانوا يطمحون إليه وكانوا احد علامات الشعر العراقي”.

وأشار إلى ان ” الكتاب الذي يقع في 21 صفحة من القطع المتوسط قدمت فيه صورة قلمية عما تعرفت عليه عن كثب وعن أدبهم لذلك أردت في هذا الكتاب بيان آثارهم” مضيف

جائزة أركانة

من جهته تسلم الشاعر العراقي سعدي يوسف جائزة "أركانة" العالمية بحضور عدد من الشعراء المغاربة والعرب كما أحيى العازف العراقي هذه السهرة التي احتضنها مسرح محمد الخامس بالرباط.

وكان بيت الشعر بالمغرب قد قرر منح جائزة "أركانة" في دورتها الرابعة للشاعر العراقي سعدي يوسف كاسم" شعري شامخ وكذا لمنجز شعري مديد ثري يغطي حوالي ستة عقود ويؤشّر على كدّ تصوّري عصامي وملحاح وعلى مثابرة كتابية جديرة بالاشادة كانت لهما اثار ملموسة ومحفّزة سيّان في الوعي الشعري العربي المعاصر أوفي الذائقة القرائية بالعالم العربي."

وكان بيت الشعر قد منح الجائزة في الدورات السابقة الى كل من بي ضاو (الصين) محمد السرغيني (المغرب) ومحمود درويش (فلسطين).

والجائزة منسوبة الى شجرة "أركان" المتميزة بزيتها وثمرتها والتي لا تنبت في أي مكان اخر من العالم سوى في المغرب وتحديدا في جنوبه. بحسب رويترز.

وقرأ سعدي يوسف عددا من أجمل قصائده بالمناسبة كماعزف الموسيقار العراقي نصير شمة أجمل مقطوعاته الموسيقية مثل"حوار بين المتنبي والسياب" و"اشراق" ومقطوعة "غارسيا لوركا"..وختم بقطعة أهداها لسعدي يوسف اسمها"بين دجلة وسعدي يوسف."

وأصدر سعدي على مدى ستة عقود العديد من الدواوين والمجاميع الشعرية كما ترجم أعمال كبار شعراء العالم الى اللغة العربية ومن بين أهم أعماله الشعرية قصائد مرئية (1965) و نهايات الشمال الافريقي (1972 ) الاخضر بن يوسف ومشاغله/1972/ كيف كتب الاخضر بن يوسف قصيدته الجديدة (1977) قصائد أقل صمتاً (1979) خذ وردة الثلج خذ القيراونية (1987) ايروتيكا (1994) حانة القرد المفكر (1997) الشيوعي الاخير يدخل الجنة/2007/.

وسلم الجائزة التي يمنحها بيت الشعر بشراكة مع صندوق الايداع والتدبير المغربي لسعدي يوسف وزير الثقافة المغربي بنسالم حميش بحضور رئيس لجنة تحكيم الجائزة الناقد السوري المقيم بفرنسا صبحي حديدي ورئيس بيت الشعر المغربي نجيب خداري والشاعر المغربي حسن نجمي والشاعران التونسيان منصف الوهايبي ومحمد الغزي والناقد المغربي بن عيسى بوحمالة وعدد من الشعراء المغاربة والعرب والمثقفون.

معرض لثمانين فنان

من جانب آخر اقيم في عمان بمشاركة ثمانين فنانا ونحاتا يمثلون مختلف المدارس والحركات الفنية في هذا البلد الذي كان يوما اكثر المجتمعات تفتحا في الشرق الاوسط.

ويعرض منذ من 17 تشرين الاول/اكتوبر وحتى 17 تشرين الثاني/نوفمبر ثمانون عملا فنيا من منحوتات ولوحات ورسوم لفنانين رواد مثل وداد الاورفلي ومحمد غني حكمت وابراهيم العبدلي وسالم الدباغ ومحمد عارف وحسن عبد علوان وآخرين شباب امام الجمهور في غاليري "رؤى" وسط عمان.

وتقول سعاد الحوراني مديرة غاليري "رؤى" التي تعد اقدم صالات العرض في عمان ان الفنانين "جاؤوا ليسردوا حكاية ما منهم من روى جرحا وألما ومنهم من روى فرحا وعرسا ومنهم من فضل السكوت والتأمل والانتظار".

ويعكس عدد من اللوحات معاناة العراقيين في بلد تخلص لتوه من سنوات الحرب الطائفية ويمشي بخطى مترددة نحو السلام رغم الصورة القاتمة.

وعند مدخل المعرض علقت لوحة "العربة والحصان" للفنان ابراهيم العبدلي على شكل حصان رشيق القوام يقف صامتا امام العربة التي كان يجرها وقد تحطمت وتقطعت اوصالها.

ويقول العبدلي (69 عاما) المقيم في عمان ويعمل استاذا في كلية العمارة والفنون في جامعة البتراء ان "فكرة اللوحة تلخص وضعنا الحالي في العراق" فالعربة هي العراق والحصان يبدو حزينا وكأنه يريد ان يقول شيء الا انه يقف صامتا مندهشا امام هول المشهد".

واضاف ان "اللون الاحمر الذي يغلب على اللوحة دليل على النار وجو الحرب والقتل والدمار والدم".

وفي احدى زوايا المعرض تقف لوحة اخرى للفنان العراقي فاضل الحربي الذي اصيب خلال الحرب العراقية الايرانية (1980-1988)، تسرد ما مر به وضع العراق من مآسي وحروب تحت الاحتلال الاميركي.

وفي اللوحة التي كتب عليها بالانكليزية "بلا أمل" تبدو جلية آثار اقدام الجنود الاميركيين الى جانبها آثار اقدام اناس حفاة وقد تلونت باللون الاحمر. وفي اعلى اليمين واليسار قبضان حديدية وقد خرجت منا ايادي ضعيفة هزيلة مكبلة بالقيود.

وليس ببعيد عن هذه اللوحة لوحة "الجسد المهشم" للفنانة العراقية بتول الفكيكي التي ولدت في بغداد وتقيم في لندن منذ 15 عاما. وتعكس لوحتها التي غلب عليها اللون الاسود، معاناة المرأة التي تواجه هواجس مصيرها وحيدة في خضم ازمات متعددة.

وتقول الفكيكي التي رسمت جداريات كبيرة في مطار بغداد الدولي وفي دار الازياء العراقية في بغداد ان "المرأة العراقية وما يقع عليها من ظلم وجور ووجع هي اساس لوحاتي".

وتضيف ان "هذه المرأة هي مثال لملايين النساء العراقيات المهمشات اللواتي يواجهن مصيرهن في بلد متعدد الازمات والمشاكل الا انها تستمد من الضعف قوة معنوية تدفعها الى التشبث بالامل والحياة".

وتتابع ان "هناك دائما رجلا في لوحاتي لكنه مهمش لان هم المرأة بالنسبة لي اكبر من هم الرجل وماتعانيه هو اكبر بكثير مما يعانيه الرجل".

اما زاوية فن النحت، فعبرت بمنحوتاتها عن مجسمات وكتابات وتماثيل ودمى ونماذج عن آلهة من بلاد وادي الرافدين.

وشاركت في اعمال النحت اسماء لها باع طويل امثال محمد غني حكمت (80 عاما) الذي سرق 150 تمثالا من البرونز والخشب والحجر والجبس من اعماله خلال الاجتياح الاميركي للعراق 2003 ومنعم فرات وصادق ربيع وعبد الجبار البنا وليث فتاح الترك.

ويقول النحات خالد عزت المولود في بغداد سنة 1937 "اردنا ان نثبت للعالم ان العراق باق بحضارته التي تمتد لستة الاف سنة وان شريعة حمورابي هي التي علمت الانسانية الحقوق والواجبات وما يحصل في العراق الان لا يعبر عن حقيقة هذا البلد الضارب في القدم".

ويقول الناقد العراقي صلاح عباس لوكالة فرانس ر سان "بعض لوحات المعرض حاولت بطريقة او بأخرى معالجة الجرح والالم العراقي بعد سنوات طويلة من الحرب والاقتتال وخلفتها من آثار مؤلمة ومدمرة على المجتمع العراقي".

واوضح ان "اغلب الاعمال التي اتت من العراق تحكي قلقا وألما وحزنا وموتا ومأساة"، مشيرا الى ان "مكنونات الفن التشكيلي العراقي معروف عنها انها هائلة في الترميز والايحاء".

من جهته، رأى الناقد العراقي عادل كامل الذي سبق وان ألف اكثر من اربعين كتابا عن الفن العراقي ان "هذه التجارب تعكس روحية انسان العراق ومخيلته وذاكرته الزاخرة بالجراح والكسور والتصادم والفوضى والعنف".

واوضحت سعاد الحوراني ان "ثمانين فنانا عراقيا (56 رساما و24 نحاتا) من بغداد والبصرة واربيل وعمان ولندن ستوكهولهم واسلو يشاركون في المعرض"، موضحة ان "قسما منهم فنانون كبار رواد لهم اسمائهم وتاريخهم واخرين صغار شبان". واضافت ان "اعمال جميع هؤلاء الفنانين وضعت اعمالهم جنبا الى جنب بدون استثناء".

مسابقة هاي فاستيفال

على صعيد متصل قال الروائي العراقي أحمد سعداوي الفائز بمسابقة مؤسسة هاي فاستيفال العالمية، ان فوزه فرصة للاتصال والتحاور مع نخبة من الكتاب والناشرين العرب والأجانب لكسر حاجز العزلة بين الثقافة العراقية والعالم.

وبين سعداوي  والذي أختير الاسبوع الماضي ضمن افضل 39 أديباً عربياً دون سن الاربعين انه “على المستوى الشخصي كان الفوز حدثاً مفرحاً للكثير من الاصدقاء من المثقفين العراقيين والعرب، الذين سارعوا لتهنئتي بالفوز، وبعضهم تحمس للموضوع باعتباره فوزاً عراقياً”.

واستدرك بالقول “إلا ان التغطية الاعلامية المحلية للمسابقة وتفاصيلها، ولفوز عراقيين اثنين فيها كانت دون المستوى، مقارنة بما فعلته الصحافة الفلسطينية والسعودية واللبنانية والجزائرية والمغربية للفائزين من ابنائها”. بحسب اصوات العراق.

وأضاف موضحا “للاسف ما زلنا ننظر الى مثل هذه الاحداث الثقافية الهامة على انها احداث شخصية تخص الكاتب الفائز، ولا نرى البعد الوطني او الثقافي العام”.

وكانت لجنة تحكيم مسابقة بيروت 39، قد عقدت مؤخرا اجتماعات عدة في عواصم عربية، واخرها في بيروت، ليتم التوافق على الاسماء التسعة والثلاثين الذين سيشاركون في المهرجان الذي تنظمه مؤسسة “هاي فيستيفال البريطانية” تحت عنوان “بيروت 39″  بالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية وفي اطار الاحتفال ببيروت عاصمة عالمية للكتاب.

وفاز من العراق الروائي أحمد سعداوي والشاعر المغترب باسم الانصار (مقيم في الدنمارك)، وقد تألفت لجنة التحكيم من: الناقد المصري الدكتور جابر عصفور (رئيس اللجنة)، و ضمت الروائية اللبنانية علوية صبح، والشاعر العماني سيف الرحبي، والشاعر والناقد اللبناني عبده وازن.

وسينعقد مهرجان (بيروت 39) في الفترة 4-7 مارس 2010، اذ سيشارك فيه الكتاب الذين تم اختيارهم في فعاليات المهرجان المنعقدة في أماكن مختلفة من المدينة مثل المكتبات والجامعات والمدارس والأماكن العامة الأخرى، كما ستنعقد حوالى 50 حلقة تتناول مواضيع تتراوح ما بين مواضيع عن طبيعة الكتابة وحالة الأدب العربي المعاصر إلى نفوذ الكتابة وإلهاماتها.

وعن توقعاته قبل اعلان النتائج بشأن فوز أسماء عراقية أخرى في الجائزة، يقول سعداوي “كان في القائمة النهائية 60 اسما بينهم عدد من الاسماء العراقية، وكنت اتوقع ان يترشح منها الى قائمة التسعة والثلاثين اربعة اسماء عراقية في الاقل”.

ورأى سعداوي “ان الجائزة موضوعة اصلاً لاعطاء دفعة أعلامية وتسويقية لكُتاب ذوي موهبة وابداع متميز، من اجل فتح الابواب امامهم ومساعدتهم على الانتشار والحضور، ولعلنا في العراق اكثر من اي بلد عربي آخر بحاجة الى جائزة، او برنامج مشابه”.

وأضاف ان “هناك العديد من الطاقات الابداعية المهمة في مختلف المجالات، لكن الظروف العراقية الخاصة اسهمت في تحجيمها وابطاء عملها والتضييق عليها، ومنعها من اخذ مكانها المناسب ضمن السياق الثقافي العربي”.

وعن روايته وما اختارته اللجنة المشرفة على المسابقة منها يقول “ان اللجنة المشرفة على اعداد الانطولوجيا اختارت الفصل الاول من روايتي الجديدة (فرانكشتاين في بغداد)، وهذه الرواية من المؤمل ان تصدر قريباً”، مبينا ان “الانطلوجيا هي بالاساس بانوراما تطل على نماذج يعتقد المشرفون انها تمثل بشكل جيد طبيعة الابداع العربي الجديد”.

واحمد سعداوي، روائي وشاعر، مواليد  بغداد 1973، اصدر في مجال الشعر( الوثن الغازي)، و(نجاة زائدة)، ( عيد الاغنيات السيئة)، (صورتي وأنا أحلم).

 بينما أصدر في مجال الرواية (البلد الجميل)، (انه يحلم، أو يلعب، أو يموت).

 حاز على الجائزة الاولى في فرع الرواية بمسابقة الصدى الاماراتية بدبي 2005 عن روايته “البلد الجميل”، كما  حاز على الجائزة الأولى في مهرجان الصحافة العراقية فرع الريبورتاج 2004. الذي تقيمه كلية الاعلام بجامعة بغداد.

معرض للكتاب

كما افتتح في مدينة كربلاء، معرض للكتاب شاركت فيه أكثر من 90 مؤسسة ودار نشر وتنظمه العتبتين الحسينية والعباسية بمناسبة ذكرى ولادة الإمام الحسين، بحسب مسؤول في إعلام العتبة الحسينية.

وقال تيسير الاسدي “افتتح على ساحة ما بين الحرمين وسط مدينة كربلاء معرض للكتاب بمشاركة 91 دار نشر ومؤسسة ثقافية عرضت عدة ألاف من العناوين الثقافية والدينية والفكرية والاجتماعية والأدبية”. بحسب أصوات العراق.

وأضاف ان “المعرض تقيمه الأمانتان العامتان للعتبتين الحسينية والعباسية بمناسبة ذكرى ولادة الإمام الحسين وهو يعد الأكبر من نوعه الذي تشهده مدينة كربلاء”

وبين ” من بين الجهات التي شاركت في المهرجان دول عديدة إضافة إلى دور النشر العراقية ووزارة الثقافة، مثل تركيا والأردن ولبنان وبريطانيا والعتبات الشيعية في العراق.”

مرسم حر

في سياق متصل قال رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين في كربلاء إن الاتحاد أقام، مرسما حرا شارك فيها نحو 20 فنانا من فناني المحافظة بمناسبة احتفالات شهر شعبان الذي تصادف فيه ولادات الائمة لدى المسلمين الشيعة.

وأوضح ثائر الكركوشي “أقام الاتحاد وبمناسبة احتفالات مدينة كربلاء بأعياد شهر شعبان الذي فيه مواليد الأئمة من أهل البيت مرسما حرا شارك فيه نحو 20 فنانا من فناني المحافظة ومن أعضاء الاتحاد المعروفين” مشيرا الى ان “هذه تظاهرة أعدها الفنانون وهي المرة الأولى التي يقام فيها مثل هذا المرسم الحر ويقوم فنانو المحافظة بالرسم أمام المواطنين في متنزه الحسين الكبير”

وتابع الكركوشي” اللوحات كانت تعبر عن روح المواطنة والتحرر من العبودية وكذلك أجزاء الطقس الديني الكربلائي، واقيم المرسم برعاية الحكومة المحلية التي زودت الفنانين بجميع الاحتياجات الفنية التي تساعد على إقامة المرسم الحر” بحسب أصوات العراق.

ذكرى النحات اسماعيل فتاح الترك

من جانبهم احيا عدد كبير من الفنانين التشكيليين العراقيين الذكرى الخامسة لرحيل النحات اسماعيل فتاح الترك الذي تزين اعماله المعمارية بغداد في مقدمتها "نصب الشهيد".

وتوفى الترك في 33 تموز/يوليو 2004 بعد معاناة مع مرض عضال تاركا عددا كبيرا من الاعمال التي تستعيد الفن السومري والاشوري مؤكدة انه امتداد لجيل الرواد وبينهم الراحل جواد سليم ومحمود صبري.

وقال الفنان التشكيلي فاخر محمد كان الراحل "فنانا مخلصا لحركة الفن التشكيلي الحديث في العراق عبر تنوع ابداعي على صعيد النحت والرسم والغرافيك مقدما فلسفة فنية لجيل جديد من الشباب". بحسب فرانس برس.

واضاف "لولا مسيرته الابداعية الحافلة بالعطاء، لما نهل عشرات الفنانين من تجربته المتنوعة". ولفت الى ان "الترك اهتم بقضية بارزة تمثلت بالعلاقة المراة والرجل من جوانب اجتماعية وعاطفية فضلا عن اهتمامه بلغة الجسد التي تحمل هما داخليا له او لمن يحيطون به".

ولد الترك في البصرة جنوب البلاد عام 1934 وحصل على شهادة الدبلوم في النحت من معهد الفنون الجميلة في بغداد عام 1958 وحاز على شهادة اكاديمية الفنون الجميلة للنحت في روما عام 1963.

من اعماله البرونزية النحتية تماثيل للشعراء معروف الرصافي وعبد المحسن الكاظمي وابو نؤاس، لكن يجسد "نصب الشهيد" الذي نفذه ابان الثمانينات ابرز اعماله الفنية. وامضى الترك فترة من الزمن في دبي بعد العام 2003 في رحلة علاج قبل ان ينتقل الى بغداد مفضلا الموت في وطنه.

و"نصب الشهيد" مكون من قبة عباسية مفتوحة بارتفاع 40 مترا تنبثق من منتصفها راية طولها مترا ونصف وثلاثة امتار تحت الارض على شكل ثريا يتدفق منها ينبوع داخل الارض، كرمز لدماء "الشهداء". ويتالف النصب من منصة دائرية يبلغ قطرها 190 مترا وتحته متحف وتحمل المنصة شقي القبة والنصب باكمله مقام فوق بحيرة صناعية.

الكاريكاتير ناجي العلي

من جهتها خصصت صحيفة "المدى" اليومية في بغداد ملحقا الاسبوعيا صدر تناول الذكرى ال22 لغياب رائد فن الكاريكاتير العربي ناجي العلي عبر مقالات لكتاب عراقيين وعرب استذكرت رحلة الابداع التي انتهت باغتياله في لندن عام 1987.

وعنون الكاتب والناقد العراقي حاتم محمد الصكر مقالته التي تصدرت ملحق "منارات" الاسبوعي ب"ايقونة الروح وبوصلة الوطن" وجاء فيها "لم يكن الفنان الشهيد ناجي العلي خائفا من نهاية كالتي اختارها له قاتله، وتوقع ان يلتحق بكثير من مفكري فلسطين وفنانيها وادبائها الذين قوبل ابداعهم بالرصاص".

اما الكاتب احمد مطر فتناول في مقال بعنوان "عندما تتنكر الارض بهيئة انسان" التجربة الابداعية الثرية للراحل ورحلته المضنية والشاقة مع فن الكاريكاتير.

وولد ناجي سليم حسين العلي عام 1936 في قرية الشجرة في الجليل بشمال فلسطين التي تهجر منها اثر نكبة 1948 ولجأ مع عائلته الى لبنان، حيث درس في الاكاديمية اللبنانية للرسم في صور، ثم عمل رساما ومخرجا فنيا ومحررا في صحف كويتية منها "القبس" و"السياسة" و"الطليعة" قبل ان يستقر في صحيفة "السفير" البنانية حتى عام 1983.

واعتبر الرسام العراقي علي المندلاوي تجارب العلي الثرية "علامة فارقة في اسلوب الكاركاتير العربي"، مستعرضا بعضا من ذكرياته مع الراحل.

واشتهرت رسومات العلي بشخصية الصبي "حنظلة" وتعليقاته الساخرة، والتي رافقته منذ باكورة اعماله منتصف الستينيات في صحف كويتية، لتصبح هذه الشخصية "ايقونة" خاصة بالعلي.

وبدوره قال الكاتب توفيق الشيخ "مات ناجي العلي لكن حنظلة لا يزال حيا" مضيفا "كلنا يعرف ناجي العلي (...) الموت قد شل نضاله وافناه غير انه ظل منتصرا والى الابد (...) مات ولم يعرف من هذا العالم الا الغربة والمنفى".

من جهته قال طارق السعدي "لا احد يستطيع اليوم الكشف عن السر الذي كان وراء ركوب العلي السخرية الى درجة حدودها الخطيرة، الم يكن عليما بالمشهد الدامي الذي طال رسمه على لوحاته".

واغتيل العلي في لندن في 22 تموز/يوليو 1987، برصاصة في الرأس ادخل اثرها المستشفى ليفارق الحياة في 29آب/اغسطس من العام نفسه.

ويسلط ملحق "منارات" الضوء اسبوعيا على ابرز الاسماء الادبية والفنية اللامعة التي تركت بصمات واضحة واسهمت في تنوير جوانب كبيرة من الحياة الادبية والثقافية والاجتماعية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 3/تشرين الثاني/2009 - 4/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م