الإمام جعفر الصادق مؤسس العلوم الحديثة... أين علومه؟؟
قد يكون غريبا عليكم ايها الأعزاء هذه العـناوين الكبيرة, وقد
تتهموني ابتداءاً بالمبالغة, ربما حتى عنوان الإمام الصادق مؤسس العلوم
الدينية الحديثة غريب على مسامعكم فكيف يكون بمؤسس العلوم الدينية
والعلمية في آن واحد.
ولكن سيزول الإستغراب حين نسمع شهادة العشرات من علماء الشرق والغرب
الحديثين وهم يبحثون في اختراعات الامام الصادق العلمية الطبيعية.
ومن خلال الكتاب الذي نقله إلى العربية.. الدكتور نور الدين علي..
وهو كتاب (الامام الصادق في نظر علماء الغرب)-1- يمكن أن تأخذ فكرة عن
علوم الامام الصادق العجيبة والمتنوعة من خلال مؤتمر علمي كبير عقد
بمشاركة العشرات من علماء غربين وشرقيين في مجالات علمية متنوعة
ومختلفة لم يكن من بينها العلوم الدينية مثل العلوم الفقهية أو
التفسيرية , أو أي من المجالات الدينية الشرعية الأخرى. 1
وعلى ضوء هذا المؤتمر تم تأليف كتاب يتحدث بلسان علماء متخصصين في
العلوم الكيميائية والفيزيائية والطبية والفلكية والبيئية والسيكلوجية
والبيلوجية, وكل متحدث يتحدث من خلال اختصاصه ومجال عمله.
مداخلات العلماء أخذت منحاً علمياً بحتاً تشتق افكارها ومصادرها من
إحاديث ورسائل ودروس ألقاها الامام الصادق عليه السلام على طلابه.
يتحدث العلماء الطبيعيين الذين نقل عنهم الكتاب حول نظريات وآراء
الإمام جعفر بن محمد الصادق في:
نظرية نشأة الكون
النظرية النسبية
نظرية دوران الأرض
نظرية سرعة الضوء
نسبية الزمن
خلق الانسان
نظرية الموت والفناء
نظرية اشعة النجوم
حركة الموجودات
حول اسباب نشوء بعض الأمراض
العرفان والفلسفة
وقضايا كثيرة أخرى.. الكتاب بحاجة الى وقفة خاصة ربما اتعرض لها
بالتفصيل ان سنحت الفرصة والفسحة من الوقت.
ولكن ما أريد قوله في هذه العجالة وعلى اختصار حول هذا المؤتمر هو:
أين صارت آثار ومخطوطات وعلوم الإمام جعفر الصادق؟
هل هي في الغرب أم في دول الشرق؟
هل يوجد شئ من هذه المخطوطات في دول الاسلام والمسلمين.. أين هي؟
من يهتم بها.. من المسؤول عنها؟؟
لماذا يستفيد الغرب من علوم وآداب وأخلاق أئمتنا , ونبقى نغطس في
ظلام التخلف والجهل نلف أنفسنا بحبال الطائفية والحزبية والقومية؟
ومن الإنصاف القول إن علماء الشيعة الإمامية الإثني عشرية بذلوا على
مدى مئات السنين جهوداً عظيمة متواصلة لأحياء العلوم الفقهية والشرعية
والتفسيرية والاجتماعية لهذا الرمز الإنساني والاسلامي والعالمي. في
حين اكتفى علماء بعض المذاهب بالإشارة إلى الامام الصادق عن بعد وعلى
خجل واستحياء.
اللهم لا طائفية ولكنها كلمة حق تقال.
وهنا نحن نسأل ايضاً علماء الشيعة الإمامية: أين هي اثار العلوم
الطبيعية المخطوطة؟؟ (وأقصد العلوم غير الشرعية والفقهية والتفسيرية)
لماذا لا يتم تركيز الضوء عليها؟؟؟
هل فقدت أم سرقت من قبل المتاحف العالمية أم إنها غافية على رفوف
المكاتب يغطيها غبار الزمن ويكتنفها النسيان.
شذرات من علوم الامام جعفر الصادق (عليهما
السلام)
في الطب: ابن ماسوية (ماسويه) أشهر أطباء عصره ينصت للامام الصادق (عليه
السلام) في شرحه وتوضيحه للطبائع وعلل الأمراض , وحدث أبو هفان في محضر
ابن ماسوية - هو يوحنا بن ماسوية من أطباء العصر العباسي المشهورين وقد
توفي عام 234هـ ــ.
(بأن جعفراً بن محمد (عليه السلام) قال: الطبائع أربع: الدم وهو عبد،
وربما قتل العبد سيده، والريح، وهو عدو، إذا سددت له بابا أتاك من آخر.
والبلغم وهو ملك يُدارى، والمرة، وهي الأرض إذا رجفت رجفت بمن عليها.
فقال ماسوية: أعد عليّ، فوالله ما يُحسن جالينوس أن يصف هذا الوصف.
وأعلم أن المعدة بيت الأدواء وأن الحمية هي الدواء، وأعود البدن ما
اعتاد. قال (الطبيب) وهل الطب إلا هذا؟
قال الصادق: أتراني عن كتب الطب أخذت؟ قال: نعم.
قال: لا والله ما أخذت إلا عن الله سبحانه وتعالى. فأخبرني: أأنا
أعلم بالطب أم أنت؟)
قال: سل. فسأل عشرين مسألة، وهو يقول لا أعلم. فقال الصادق (عليه
السلام): ولكني أعلم
وبدأ بشرحها وتفصيلها. وهذا مذكور في كتب الحديث. 2
وقد فصّل (عليه السلام) الحديث على الهيكل العظمي والأعصاب والجوارح
في جسم الانسان وشرحها شرحاً دقيقاً عندما سأله الطبيب النصراني عن ذلك.
(فقد روى سالم الصرير: أن نصرانياً سأل الصادق (عليه السلام) تفصيل
الجسم، فقال (عليه السلام): إن الله تعالى خلق الانسان على اثني عشر
وصلاً، وعلى مائتي وستة وأربعين عظماً، وعلى ثلاث مائة وستين عرقاً.
فالعروق هي التي تسقي الجسد كله، والعظام تمسكها، والشحم يمسك
العظام، والعصب يمسك اللحم. وجعل في يديه اثنين وثمانين عظماً في كل يد
واحد وأربعون عظماً، منها في كفة خمسة وثلاثون عظماً، وفي ساعده اثنان،
وفي عضده واحد، وكتفه ثلاثة وكذلك الأخرى.
وفي رجله ثلاثة وأربعون عظيماً، منها في قدمه خمسة وثلاثون عظماً،
وفي ساقه اثنان، وفي ركبته ثلاث، وفي فخذه واحد، وفي وركه اثنان، وكذلك
في الأخرى. وفي صلبه ثماني عشرة فقارة، وفي كل واحد من جنبيه تسعة
أضلاع، وفي عنقه ثمانية، وفي رأسه ستة وثلاثون عظماً، وفي فيه ثمانية
وعشرون واثنان وثلاثون. 3
وفي (الكافي) عن أحمد بن محمد عن بعض أصحابه قال: كنت أجالس أبا عبد
الله (عليه السلام) (فلا والله ما رأيت مجلساً أنبل من مجالسه. قال:
فقال لي ذات يوم: من أين تخرج العطسة؟.
فقلت: من الأنف.
فقال لي: أصبت الخطأ.
فقلت جُعلت فداك، من أين تخرج؟
فقال: من جميع البدن، كما وأن النطفة تخرج من جميع البدن... أما
رأيت الانسان إذا عطس نفض أعضاءه.
إن سؤال الإمام الصادق وقوله للطبيب النصراني:
((أتراني عن كتب الطب أخذت؟ قال: نعم. قال: لا والله ما أخذت إلا عن
الله سبحانه وتعالى. فأخبرني: أأنا أعلم بالطب أم أنت؟)). 4
وهذا دليل من الأدلة المتوترة العديدة على أن علم أئمة آل البيت
المعصومين لم يكن علماً بشرياً بل كان في الأمر عناية الهية خاصة يعبر
عنه الامام الصادق بقوله: (يبسط الينا العلم فنعلم ويقبض عنا فلا نعلم
ويعبر عن هذا العلم الامام علي عليه السلام بقوله بأنه علم من ذي علم ,
وفوق كل ذي عليم).5
جابر بن حيّان الصوفي الطرطوسي الكوفي
(ومن تلامذة الإمام الصادق (عليه السلام) الذين اشتهروا ببراعتهم في
الكيمياء والعلوم الطبيعية.
جابر بن حيّان الصوفي الطرطوسي، الذي دوّن وألف خمسمائة رسالة من
تقريرات الإمام في علمي الكيمياء والطب في ألف ورقة. وقد ذكر، ابن
النديم في الفهرست وأطال فيه الكلام، وذكر له كتبا ورسائل في مختلف
العلوم ولا سيما في الكيمياء والطب والفلسفة والكلام.
وقد أكبر المؤلفون المسلمون منزلة جابر، وعدّوه مفخرةً من مفاخر
الاسلام. ولا بدع فإن مؤلفاته تزيد على ثلاثة آلاف كتاب ورسالة في
مختلف العلوم، وجلها في العوم النظرية والطبيعية التي تحتاج إلى زمن
طويل في تجاربها وتطبيقاتها، لجدير بالتقدير والاكبار.
وقد تمكن جابر من تحقيق وتطبيق طائفة كبيرة من النظريات العلمية،
أهمها تحضير (حامض الكبريتيك) بتقطيره من الشبّة. وسمّه (زيت الزاج).
كما حضر (حامض النتريك) و(ماء الذهب) و (الصودا الكاوية).6
(وعلى تعبير السيد مير علي الهندي في تاريخ العرب ص179 إنه لم يكن
يحضر حلقته العلمية اولئك الذين اصبحوا مؤسسي المذاهب الفقهية فحسب، بل
كان يحضرها طلاب الفلسفة والمتفلسفون من الانحاء القاصية) وهذا الكلام
قد يشي لنا، بان كثيراً من معارف الامم في صوابها ومشابهاتها قد نعود
بجذورها إلى مفكريها أو أي نخبة منهم ممن حضر مجلس الامام الصادق (عليه
السلام).7
(وما أروع ما كتبه ـ نيابة عن معهد البحوث الشرقية سيما في تخصصه في
وجهة الشرق في معيارية خارجة عن حدود المذهبية وبكلمة تحدد لاهل الشرق
منبعهم ـ الاب أ. عبده خليفة اليسوعي وعارف ثامر كما نقل عن مقدمة كتاب
الهفة والاظلة، ص15 ـ 16: عندما يتفرغ الباحث لدراسة شخصية الامام جعفر
بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن ابي طالب دراسة صحيحة على ضوء
الضمير النقي، والواقع العقلي، والتجرد العلمي، متبعاً الاصول الحديثة،
مبتعداً عن العاطفة، ومرض التعصب، وأثر الجنسية، فلا يستطيع الا
الاقرار بأنها مجموعة فلسفية قائمة بذاتها، تزخر بالحيويــــة النابضة،
والروحية المتجسدة، والعقلية المبدعة التي استنبطت العلوم، وابدعت
الافكار، وابتكرت السنن، وأوجدت النظم والاحكام). 8
ولم تنحصر علومه في علم دون علم، حتى أنّه (ع) كان أستاذ جابر بن
حيّان في علم الكيمياء الذي انتقل من خلاله إلى أوروبا(12). نفس المصدر
12)ينقل المؤرخ السيد حسن الأمين عن الدكتور محمد يحيى الهاشمي أنّ مَن
برع في علم الكيمياء جابر بن حيان، ويمكننا أن نعدّ رسائله أول مظهر من
مظاهر الكيمياء في المدرسة الإسلامية، وقد اتصل جابر بالإمام الصادق
وتلقّى علم الكيمياء في مدرسته، وأصبح هذا الرجل بذلك كيماوي العرب
الأول، ثم اعتُبر على مرّ القرون قمّة شامخة في تطوّر هذا العلم، ولم
يكن لجابر هذا أستاذٌ غير الإمام الصادق، وقد كرّر جابر ذكر اسم أستاذه
في أكثر كتبه وبتعابير مختلفة. 9
(يقول أسد حيدر في كتابه الرائع (الامام الصادق والمذاهب الاربعة)
متناولاً هذا الاطار: إنَّ أكثر المؤرخين قد اهملوا أخباره وسيرته ولم
يذكروا الا النزر منها، ومن وقف على ما كتبه ابن كثير في تاريخه عن بعض
الشخصيات التي لا قيمة لها في سوق الاعتبار يعرف........ كيف انه أهمل
الواقع وظلم الحقيقة، وتراه عندما يأتي لذكر جعفر بن محمد الصادق في
حوادث 148هـ يقتصر على قوله: وفيها مات الإمام جعفر الصادق ولا يروق له
ذكر شيء عن حياته. وكثيرون أمثال ابن كثير من قبل ومن بعد). 10
يقول ابن أبي الحديد المعتزلي الحنفي في مقدمة كتابه شرح نهج
البلاغة:
(إنّ المذاهب الأربعة للعامة مدينة بشكل أو بآخر إلى علوم أهل البيت
عليهم السلام ومعينهم الثرّ، وذلك لأنّ أئمّة تلك المذاهب قد تتلمذوا
على يد الإمام جعفر الصادق عليه السلام أو الإمام محمد الباقر عليه
السلام. فعلى سبيل المثال يقول أبو حنيفة «لولا السنتان لهلك النعمان»
في إشارة منه إلى السنتين التي تتلمذ فيها في مدرسة الإمام الصادق عليه
السلام لينهل من نمير علومه الفياضة). 11
ومن المعروف ان المذهب الشيعي يسمى بالمذهب الجعفري رغم ان المذهب
الشيعي الاثني عشري يقوم اساسه وقواعده على علوم مدرسة آل بيت رسول
الله صلى الله عليه وآله.
وليس الامام جعفر الصادق بأعلم من رسول الله (ص) ولا اعلم من الائمة
المعصومين من آبائه وابنائه إنما هم من نور واحد , ولكن حكمة الله
تعالى اقتضت أن يكون الامام الصادق أكثر آل البيت نشراً لعلومهم بحكم
الظروف السياسية الميسرة نسبياً في عهده, حيث اشتغل الامويون
والعباسيون بالحرب في ما بينهم تنازعاً على السلطة والملك.
إضافة إلى مدرسته الواسعة في الكوفة حيث تخرج على يديه أربعة آلاف
عالم بحيث لا تكاد ترى مذهباً كبيراً إلا ويعترف مؤسسه برجوع علومه إلى
الإمام الصادق (عليه السلام).
(هذا هو أحد أشهر علماء الإسلام ومؤسس أحد أكبر المذاهب هو الإمام
أبو حنيفة النعمان (رضي الله عنه) قال قولته الشهيرة: لولا السنتان هلك
النعمان). 12
(يقول مالك بن أنس مؤسس المذهب المالكي: "ما رأت عينٌ ولا سمعت أذنٌ
ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر الصادق فضلاً وعلماً وعبادةً وورعاً).13
وقد سُئِل أبو حنيفة عن أفقه الناس في زمانه، فقال: جعفر بن محمد
(قال ابن عدي: حدَّثنا جعفر بن محمد بن حسين بن حازم، قال: حدَّثني
إبراهيم بن محمد الرمّاني أبو نجيح قال: سمعت حسن بن زياد يقول: سمعت
أبا حنيفة وسئل: من افقه من رأيت؟ فقال: ما رايت احداً افقه من جعفر بن
محمد، لما اقدمه المنصور الحيرة، بعث الي فقال: يا أبا حنيفة، ان الناس
قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيء له من مسائلك الصعاب، قال: فهيأت له
اربعين مسألة، ثمَّ بعث الي أبو جعفر فأتيته بالحيرة، فدخلت عليه وجعفر
جالس عن يمينه، فلما بصرت بهما دخلني لجعفر من الهيبة ما لم يدخل لأبي
جعفر، فسلمت، واذن لي فجلست، ثمَّ التفت إلى جعفر، فقال: يا أبا عبد
الله تعرف هذاقال نعم هذا أبو حنيفة، ثمَّ اتبعها: قد اتانا، ثمَّ قال:
يا أبا حنيفة، هات من مسائلك، نسأل أبا عبد الله، وابتدأت أسأله وكان
يقول في المسألة: انتم تقولون فيها كذا وكذا، وأهل المدينة يقولون كذا
وكذا، ونحن نقول كذا وكذا فربما تابعنا وربما تابع أهل المدينة، وربما
خالفنا جميعاً حتّى اتيت على اربعين مسألة ما أخرم منها مسألة، ثمَّ
قال أبو حنيفة: اليس قد روينا ان اعلم الناس اعلمهم باختلاف الناس.
وكان يقول عنه: "أليس أنَّ أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس) 14
(روى الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في معالم العترة الطاهرة
عن صالح بن الأسود قال سمعت جعفر بن محمد يقول: سلوني قبل أن تفقدوني
فإنه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي.
وقال ابن حجر في صواعقه: نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به
الركبان و انتشر صيته في جميع البلدان (اه) و في مناقب ابن شهرآشوب نقل
عنه من العلوم ما لم ينقل عن أحد، و قال أيضا: قال نوح بن دراج لابن
أبي ليلى أ كنت تاركا قولا قلته أو قضاء قضيته لقول أحد قال لا إلا
رجلا واحدا، قال من هو؟قال: جعفر بن محمد). 15
(وقال المفيد في الإرشاد: نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به
الركبان و انتشر ذكره في البلدان و لم ينقل العلماء عن أحد من أهل بيته
ما نقل عنه و لا لقي أحد منهم من أهل الآثار و نقلة الأخبار و لا نقلوا
عنهم ما نقلوا عن أبي عبد الله عليه السلام فإن أصحاب الحديث قد جمعوا
أسماء الرواة عنه من الثقات على اختلافهم في الآراء و المقالات فكانوا
أربعة آلاف رجل (اه) (أقول) و ذلك أن الحافظ بن عقدة الزيدي جمع في
كتاب رجاله أربعة آلاف رجل من الثقات الذين رووا عن جعفر بن محمد فضلا
عن غيرهم و ذكر مصنفاتهم، و مر في المقدمات قول المحقق في المعتبر:
انتشر عن جعفر بن محمد من العلوم الجمة ما بهر به العقول (اه). و روى
عنه راو واحد و هو أبان بن تغلب ثلاثين ألف حديث، روى الكشي في رجاله
بسنده عن الصادق عليه السلام أنه قال: أبان بن تغلب روى عني ثلاثين
ألف حديث).16
(وهذا ما يختصره زيد بن علي الشهيد الذي قال: في كلِّ زمانٍ رجلٌ
منا أهل البيت، يحتجُّ الله به على خلقه، وحجّة زماننا ابن أخي جعفر بن
محمد، لا يضلُّ من تبعه ولا يهتدي من خالفه)" 17
سيرة الإمام الصادق الشخصية
(ولادته: ولد في المدينة يوم الجمعة، أو الاثنين، عند طلوع الفجر في
السابع عشر من ربيع الأول، يوم ميلاد جده الرسول الأعظم (صلّى الله
عليه وآله وسلّم) سنة 80هـ أو 83 هـ
مدة إمامته: أربع وثلاثون سنة.
أوصياؤه: أوصى (عليه السلام) إلى ولديه عبد الله وموسى، وإلى زوجته
حميدة، وإلى محمد بن سليمان والي المدينة، وإلى المنصور العباسي.
وفاته: توفي في الخامس والعشرين من شهر شوال سنة 148، متأثراً بسم
دسه إليه المنصور العباسي على يد عامله على المدينة، محمد بن سليمان.
مجيئه إلى العراق: أشخصه المنصور العباسي إلى العراق مرات متعددة،
وقد هم أن يقتله في بعضها وكان (عليه السلام) يستغل وجوده في العراق
لنشر العلم، حتى قال الحسن بن علي الوشا: أدركت في هذا المسجد ـ يعني
مسجد الكوفة ـ تسعمائة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن محمد.
(وقال الإمام جعفر الصلدق عليه السلام: إن الرجل الصادق لا يصيبه
خوف الشيخوخة، ولا يفقد وعيه عند الحشرجة ومن يكون أصدق قولاً ممن لقبه
الخصوم والأولياء والتاريخ كله بالصادق، وهو الإمام الصادق أبو عبد
الله رضي الله تعالى عنه وعن آبائه الأكرمين الأبرار الأطهار.
إشارة مهمة: وإذا رأيت مراجع الدين تراهم كبار السن ولكنهم يموتون
وهم بكامل قواهم العقلية لألتزامهم الصدق في حياتهم.
وقال الإمام الصادق (ع):
من صدق لسانه زكا عمله، ومن حسنت نيته زاد الله عز وجل في زرقه ومن
حسن بره بأهله زاد الله في عمره
يا بني: اقبل وصيتي، واحفظ مقالتي، فإنك إن حفظتها تعش سعيداً، وتمت
حميداً.
يا بني: إنه من رضي بما قسم له استغنى، ومن مد عينه إلى ما في يد
غيره مات فقيراً، ومن لم يرض بما قسم الله عز وجل اتهم الله في قضائه،
ومن استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره، ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة
نفسه.
يا بني من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته، ومن سل سيف البغي قتل
به، ومن احتفر لأخيه بئرا سقط فيها، ومن داخل السفهاء حقّر، ومن خالط
العلماء وقّر، ومن دخل مداخل السوء اتهم.
يا بني: اياك ان تزري بالرجال فيزرى بك، واياك والدخول فيما لا
يعنيك فتذل لذلك. يا بني: إذا زرت فزر الأخيار ولا تزر الفجار، فإنهم
صخرة لا ينفجر ماؤها، وشجرة لا يخضر ورقها، وارض لا يظهر عشبها). قال
علي بن موسى: فما ترك أبي هذه الوصية إلى أن مات
وإذا بليــت بعسرة فــاصبر لها *** صبــــر الكـــريم فإن ذلك احـزم
لا تـــشكون إلـى العبــاد فــإنما*** تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم
تعـــصي الاله وأنت تظهر حبه *** هــذا لعمرك في الــفعال بـــديع
لـــو كان حـــبك صـادقا لأطعته *** إن المحب لمن أحب مطيع
صفته: ربعة، ليس بالطويل ولا بالقصير، أبيض الوجه، أزهر له لمعان
كأنه السراج، أسود الشعر، جعده اشم الأنف قد انحسر الشعر عن جبينه فبدا
مزهراً، وعلى خده خال أسود.
عن هشام بن أحمر، قال: أرسل إلي أبو عبد الله (عليه السلام) في يوم
شديد الحر، فقال لي: اذهب إلى فلان الأفريقي فاعترض جارية عنده، ومن
حالها كذا وكذا، ومن صفتها كذا وكذا، وأتيت الرجل، فاعترضت ما عنده،
فلم أر ما وصف لي فرجعت إليه فخبرته فقال: عد إليه فإنها عنده.
فرجعت إلى الأفريقي، فحلف لي ما عنده شيء إلا وقد عرضه علي ثم قال:
عندي وصيفة مريضة، محلوقة الرأس، ليس مما تعرض، فقلت له: أعرضها علي.
فجاء بها متوكئة على جارية تخط برجليها الأرض، فأراينها، فعرفت
الصفة فقلت: بكم هي؟ فقال: اذهب بها إليه فيحكم فيها، ثم قال لي: قد
والله أردتها مذ ملكتها فما قدرت عليها.
ولقد أخبرني الذي اشتريتها منه عند ذلك أنه لم يصل إليها، وحلفت
الجارية أنها نظرت إلى القمر وقع في حجرها، فأخبرت أبا عبد الله عليه
السلام بمقالته فأعطاني مئتي دينار، فذهبت بها إليه، فقال الرجل: هي
حره لوجه الله إن لم يكن بعث إلي لشرائها من المغرب.
فأخبرت أبا عبد الله (ع) بمقالته: فقال أبو عبد الله عليه السلام:
يا بن أحمر، أما إنها تلد مولوداً ليس بينه وبين الله حجاب.
وفي (الكافي): أن أبا عبد الله عليه السلام قال: حميدة مصفاة من
الأدناس كسبيكة الذهب ما زالت الأملاك تحرسها حتى أُديّت إلي كرامة من
الله والحجة من بعدي....... والبربرية نسبة إلى بربر.
قال في (معجم البلدان): هو إسم يشمل قبائل كثيرة من جبال المغرب
أولها برقة ثم إلى آخر المغرب والبحر المحيط وفي الجنوب إلى بلاد
السودان وهم أمم وقبائل لا تحصى، ينسب كل موضع إلى القبيلة التي تنزله
ويقال لمجموع بلادهم بلاد البربر...... كان لأبي عبد الله (عليه السلام)
عشرة أولاد:
1 ـ إسماعيل. ـ عبد الله 3 - أم فروة أمهم فاطمة بنت الحسين بن علي
بن الحسين (عليه السلام)
4 - موسى بن جعفر (عليه السلام). - إسحاق. - محمد.
أمهم أم ولد.
7 - العباس. - علي.9 - أسماء. - فاطمة. كان إسماعيل أكبر الأخوة،
وكان أبو عبد الله (عليه السلام) شديد المحّبة والبر به، والإشفاق عليه،
وكان قوم من الشيعة يظنون أنه القائم بعد أبيه والخليفة له من بعده إذ
كان أكبر إخوته سناً ولميل أبيه إليه وإكرامه له، فمات في حياة أبيه (عليه
السلام) بالعريض، وحمل على رقاب الرجال إلى أبيه حتى دفن بالبقيع...
وكان علي بن جعفر (رضي الله عنه) راوية للحديث سديد الطريق، شديد الورع،
كثير الفضل، ولزم أخاه موسى (عليه السلام) وروى عنه شيئاً كثيراً من
الأخبار الإرشاد للشيخ المفيد: ص 266 وص 269). ــ 18
قال السيد أبو القاسم علي بن طاووس:(إن من العجب أن يبلغ طلب الدنيا
بالعبد المخلوق من التراب والنطفة الماء المهين إلى المعاندة لرب
العالمين في الإقدام على قتل مولانا الصادق جعفر بن محمد (صلوات الله
عليه) بعد تكرار الآيات الباهرات حتى يكرر إحضاره للقتل سبع دفعات بلغ
إليه حب الدنيا حتى عميت لأجله القلوب والعيون ((أفرأيت أن متعناهم
سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون)).
تارة يأمر رزام بن مسلم مولى أبي خالد أن يقتل الإمام وهو سلام الله
عليه في الحيرة، وتارة يأمر باغتياله مع ابنه موسى بن جعفر، قال قيس بن
ربيع: حدثني أبي الربيع، قال: دعاني المنصور يوماً قال: أما ترى الذي
يبلغني عن هذا الحسيني؟ قلت: ومن هو يا سيدي؟ قال جعفر بن محمد: والله
لأستأصلن شأفته، ثم دعا بقائد من قواده فقال: انطلق إلى المدينة في ألف
رجل فاهجم على جعفر بن محمد وخذ رأسه ورأس ابنه موسى بن جعفر في مسيرك
وتارة يأمر بإحراق بيته ولم يقنع بهذه الأفعال الشنيعة من التعذيب
والتشريد حتى شرك في دمه وقتله مسموماً بالعنب). 19
* مالمو- السويد
iraki.ali@hotmail.com
...............................................
1- الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب.. نقله إلى
العربية.. الدكتور نور الدين آل علي.
http://www.14masom.com/14masom/08/mktba8/book01/index.htm
2- موقع 14 معصوم نقلاً عن المناقب 4: 259.
http://www.14masom.com/14masom/08/mktba8/book01/2.htm#15
3- المصدر السابق. 4: 260.
4- شرح إبن أبي الحديد المعتزلي.. نهج البلاغة. خطبة
128
من الإخبار بالغيب قول الإمام علي ويومئ به إلى وصف
الاتراك:
كَأَنِّي أَرَاهُمْ قَوْماً كَأَنَّ وَجُوهَهُمُ
الْـمَجَانُّ الْمُطَرَّقَةُ(4)، يَلْبَسُونَ السَّرَقَ(5)
وَالدِّيبَاجَ، وَيَعْتَقِبُونَ الْخَيْلَ الْعِتَاقَ(6)، وَيَكُونُ
هُنَاكَ اسْتِحْرَارُ قَتْل(7)،حَتَّى يَمْشِيَ الْـمَجْرُوحُ عَلَى
الْمَقْتُولِ، وَيَكُونَ الْمُفْلِتُ أَقَلَّ مِنَ المَأْسُورِ!
فقال له بعض أصحابه: لقد أَعطيت يا أميرالمؤمنين علم
الغيب!
فضحك (عليه السلام)، وقال للرجل ـ وكان كلبياً ـ:
يَا أَخَا كَلْب، لَيْسَ هُوَ بِعِلْمِ غَيْب،
وَإِنَّمَا هُوَ تَعَلُّمٌ مِنْ ذِي عِلْم، وَإِنَّمَا عِلْمُ الْغَيْبِ
عِلْمُ السَّاعَةِ، وَمَا عَدَّدَهُ اللهُ سُبْحَانَهُ بِقَوْلِهِ: (إِنَّ
اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ...)الاية، فَيَعْلَمُ سُبْحَانَهُ
مَا فِي الاَْرْحَامِ مِنْ ذَكَر أَوْ أُنْثَى، وَقَبِيح أَوْ جَمِيل،
وَسَخِيٍّ أَوْ بَخِيل، وَشَقيّ أَوْ سَعِيد، وَمَنْ يَكُونُ فِي
النَّارِ حَطَباً، أَوْ فِي الْجِنَانِ لِلنَّبِيِّينَ مُرَافِقاً;
فَهذَا عَلْمُ الْغَيْبِ الَّذِي لاَ يَعْلَمُهُ أَحَدٌ إِلاَّ اللهُ،
وَمَا سِوَى ذلِكَ فَعِلْمٌ عَلَّمَهُ اللهُ نَبِيَّهُ (صلى الله عليه
وآله) فَعَلَّمَنِيهِ، وَدَعَا لِي بِأَنْ يَعِيَهُ صَدْرِي، وَتَضْطَمَّ
عَلَيْهِ جَوَانِحِي.
((المَجَانّ المُطَرّقة: النعال التي أُلْزِقَ بها
الطِّرَاق ـ ككتاب ـ وهو جلد يُقَوّر على مقدار الترس ثم يُلْزَق به)).
5- ابن خنلكان في أحوال الصادق 1: 150 وكتاب الفهرست
http://www.14masom.com/14masom/08/mktba8/book01/2.htm
6- موقع النبأ.
http://www.annabaa.org/nba41/emamsadek.htm
7- موقع النبأ نقلاً عن كتاب زيد حيدر مؤلف كتاب
الامام الصادق والمذاهب الاربعة
http://arabic.bayynat.org.lb/ahlalbeit/imamsadek_sayyed9.htm
8- ـ حيدر أسد.. الامام الصادق والمذاهب الاربعة،
مصدر سابق، ص51.
http://www.annabaa.org/nba41/emamsadek.htm#4
9- موقع بينات/
http://arabic.bayynat.org.lb/ahlalbeit/imamsadek_sayyed9.htm
10 - موقع مجلة النبأ نقلاً عن كتاب الامام الصادق
والمذاهب الأربعة
11- المصدر السابق.
12 - العلامة السيد البدري كتاب المدخل الى دراسة
مصادر السيرة النبوية واالتاريخ الإسلامي
13- المصدر السابق
14- المصدر السابق
15- عن موقع مركز الامام الخوئي http://www.al-khoei.us/edara/index.php?id=29
16- المصدر السابق
17- محمد باقر المجلسي. بحار الأنوار جزء 147 ص 11
http://www.al-shia.org/html/ara/books/lib-hadis/behar47/a2.html
18- موقع المعصومين الأربعة عشر (عليهم السلام).
نقلاً عن الشيخ المفيد.. كتاب الإرشاد: ص 266 وص 269).
http://www.14masom.com/14masom/08/fe-stor/0/1.htm
19- موقع تبيان نقلاً عن كتاب مهج الدعوات للسيد ابن
طاووس (رض) ص 260 والمناقب لابن شهر آشوب ج4 ص280 وبحار الأنوار ج47 ص2
رقم 4.
http://www.tebyan.net/index.aspx?pid=28512
|