العلاقة بين إدريس الثاني والإمام الرضا (ع)

ياسر الحسني

جاء في الأثر المجمع عليه أن مولاي إدريس الثاني رضوان الله عليه بنى مدينة فاس، وضرب الدرهم الإدريسي، واتّبع نهج والده. وبحسب المجمع عليه من الأثر أيضاً أن مولاه راشد كاد له الحاكم العباسي وأرسل له مَن قتله. وفي ذلك قال إبراهيم بن الأغلب في بعض ما كتب به إلى هارون العباسي:

ألَم تَرَني بالكيد أرديتُ راشداً  وأني بأخرى لابن إدريسَ راصدُ

ولمولاي إدريس الثاني رضوان الله عليه بعض من الأشعار التي تُروى.وقد كان شجاعاً كريماً. وفي إحدى معاركه يُذَكر أن داود بن القاسم الأوربي وهو من أمراء البرابرة قد رآه يكرّ على الأعداء من كل جانب ثم يعود إلى رايته، والأعداء أضعاف جيشه والحال هذه ورفاقه قد جفّت حلوقهم وجحظت أعينهم، فسألوه عن سر شجاعته فأجابهم بهذه الأبيات:

أليـس أبونا هاشم شَّدَ أزرَهُ  وأوصى بنيهِ بالطِّعان وبالضَّربِ ؟!

فلَسنا نَملّ الحربَ حتّى تملَّنا  ولا نشتكي مما يؤولُ من النَّصبِ

لم يكتف خلفاء العباسيين بإغتيال المولى إدريس الأول فحسب، بل قاموا بإغتيال المولى إدريس الثاني كذلك بعد إنكار انتمائه لأبيه. إذ ومن من شدة نصبهم العداء لأهل البيت حاولوا قطع ذرية النبي صلى الله عليه وآله  في المغرب.

 وقامت أجهزتهم الإستخبارية ومكنتهم الدعائية من بث إشاعة أن إدريس الأول ليس له عقب لما عرفوا أنه مات وزوجته حامل. وقاموا بنشر هذه الأكذوبة بين المغاربة. فما كان بالإمام  الرضا سلام الله عليه إلا  أن  بعث الى المغاربة من إيران -بلاد فارس - يقول لهم أن إدريس هذا هو إبن إدريس ذاك الشهيد.

 و اللبيب إذا سمع بهذا فسوف لا يخفى عليه إستنتاج بعض الأمور منها:

 أولاً:  أن الإمام الرضا سلام الله عليه كان على إتصال بأهل المغرب عكس ما يروجه بعض الباحثين المتخصصين في ترويج الفكر المتطرف سواء كان عروبي أو طائفي منحاز, كما هو حال الثور الوهابي الهائج هذه الأيام .

 ثانياً:  أنه كان في المغرب شيعة إمامية إذ لولا ذلك لما آمنوا بشهادة رجل من أقاصي البقاع يشهد في أمر لم يره.

 ثالثاً: أنه كان من الشائع علم الإمام بالغيب الموروث عن أبيه عن جده عن رسول الله الموحى من الله بإذن الله كما قال سبحانه:  تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنتَ تعلمُها أنت ولا قومُـك من قبلِ هذا.

فبناءً على ما  ذكرنا يكون كل مغربي يعرف هذا الخبر ويسلم بجلالة إدريس الثاني فهو إذاً مؤمن بالإمام الرضا وهو شيعي بدون أدنى شك. ومن ياترى لا يسلم بجلالة إدريس الثاني من المغاربة !

 لا شك أن السيد إدريس هاني أصاب عندما قال: (المغرب بلد شيعي الثقافة والهوية).

[email protected]

.....................................

المصادر:

روض القرطاس، إبن ابي زرع الأندلسي.

 الإستقصاء،الناصري مادة الإدريسي.

 الحصن المتين، الطاهر اللهيوي

الفخر الرازي- الشجرة المباركة في الأنساب الطالبية

سورة هود

العربية

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 26/تشرين الثاني/2009 - 6/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م