جائزة نوبل.. بين الميول والإستحقاق

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: ذكرت صحيفة نرويجية ان معظم اعضاء لجنة نوبل عارضوا في البداية منح الرئيس الامريكي باراك اوباما جائزة نوبل للسلام لعام 2009 قبل ان يقبلوا هذا الاختيار. لكن اللجنة أعلنت عن فوز الكاتبة الالمانية هرتا مولر بالإجماع بجائزة نوبل في الاداب لعام 2009. وقالت انها قررت اعطاءها لمولر لقدرتها على تصوير حياة المحرومين.

وأصبحت امرأة أكاديمية أمريكية، أثبتت أن المجتمعات يمكن أن تكون أفضل في ادارة المشاريع الاقتصادية من الدولة والمؤسسات العملاقة أول امرأة تفوز بجائزة نوبل في الاقتصاد وذلك مناصفة مع خبير في حل النزاعات.

وفي جانب متصل أعلنت لجنة نوبل عن منح ثلاثة علماء أمريكيين جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2009، تقديرا لاكتشافاتهم التي أدّت إلى اثنين من الدعائم الرئيسية في العصر الرقمي هما الألياف البصرية والتصوير الرقمي.

فضلا عن تفاصيل اخرى هامة تتعلق بجوائز نوبل في العديد من الاختصاصات نتابعها مع تقرير (شبكة النبأ) التالي:

اعضاء في لجنة جائزة نوبل كانوا رافضين لأوباما

ذكرت صحيفة فيردنزجانج النرويجية ان معظم اعضاء لجنة نوبل النرويجية عارضوا في البداية منح الرئيس الامريكي باراك اوباما جائزة نوبل للسلام لعام 2009 قبل ان يقبلوا هذا الاختيار.

وقالت الصحيفة ان ثلاثة من خمسة اعضاء كانوا معترضين خلال المراحل الاولى للعملية لكن رئيس اللجنة ثوربيورن ياجلاند وهو رئيس وزراء سابق اقنعهم بالموافقة.

واشارت الصحيفة الى مصادر لم تسمها في هذا التسريب النادر الذي كان من المفترض ان يظل سراً لمدة 50 عاما. ويعيّن البرلمان النرويجي اعضاء اللجنة لكنهم يعملون بصفة مستقلة.

واعلن فوز اوباما بهذه الجائزة القيمة يوم التاسع من اكتوبر تشرين الاول الحالي تقديرا لجهوده في "تعزيز العمل الدبلوماسي الدولي والتعاون بين الشعوب". وقوبل القرار بمزيج من الاشادة والتشكك وقال اوباما نفسه انه "فوجيء بالقرار". بحسب رويترز.

وقالت الصحيفة ان جميع اعضاء اللجنة يعتقدون ان اوباما قام بمبادرات قوية تجاه نزع السلاح النووي والمصالحة الدولية. لكن المناقشات دارت بشأن ما اذا كان اوباما انجز ما يكفي في الشهور التسعة التي قضاها في منصبه حتى الان.

فوز الالمانية هرتا بجائزة نوبل في الاداب

وفي نفس السياق، أعلنت اللجنة المانحة لجوائز نوبل فوز الكاتبة الالمانية رومانية المولد هرتا مولر بجائزة نوبل في الاداب لعام 2009. وقالت الاكاديمية السويدية التي تمنح الجائزة البالغة قيمتها عشرة ملايين كرونة سويدية (1.4 مليون دولار) انها قررت اعطاءها لمولر لقدرتها على تصوير "حياة المحرومين".

وكان أول ظهور لمولر بمجموعة قصص قصيرة عام 1982. وكانت والدتها قد أرسلت الى معسكر عمل سوفيتي لخمسة اعوام كما تعرضت هي نفسها لمضايقات من الشرطة السرية الرومانية بعدما رفضت أن تكون مرشدة. بحسب رويترز

وخضع ذلك العمل الذي صدر تحت عنوان "الاراضي الوطيئة" للرقابة في رومانيا. وفي هذا العمل فضلا عن كتابها الذي نشر بعد ذلك بعامين " التانجو القمعي" كتبت عن الفساد والقمع في قرية يتحدث أهلها بالالمانية في رومانيا.

وتعكس أعمالها تجاربها اثناء نشأتها في رومانيا في عهد الدكتاتور نيكولاي تشاوشيسكو الذي انتهى حكمه عام 1989 باعدامه.

وتركزت الانظار هذا العام على جنسية الفائز بالجائزة أكثر من أي عام مضى بعد تصريحات أدلى بها السنة الماضية الامين الدائم السابق للاكاديمية هوراس انجدال وقال فيها ان الامريكيين لم يشاركوا في "الحوار الكبير" للادب.

أوستروم ووليامسون يفوزان بجائزة نوبل في الاقتصاد

وأصبحت امرأة أكاديمية أمريكية، أثبتت أن المجتمعات يمكن أن تكون أفضل في ادارة المشاريع الاقتصادية من الدولة والمؤسسات العملاقة أول امرأة تفوز بجائزة نوبل في الاقتصاد وذلك مناصفة مع خبير في حل النزاعات.

وتحدت الينور أوستروم الاكاديمية بجامعة انديانا الحكمة السائدة من خلال دراسات أثبتت أن الممتلكات التي يديرها مستخدموها تدار في أغلب الاحيان بشكل أفضل مما تنبيء به النظريات المتعارف عليها.

وكانت وجهة النظر التي تحظى بالقبول في السابق هي أن الملكية المشتركة تدار بشكل سيء وينبغي اخضاعها لقواعد مركزية منظمة أو خصخصتها. بحسب رويترز.

وأعلنت الاكاديمية الملكية السويدية للعلوم منح أوستروم الجائزة التي تبلغ قيمتها عشرة ملايين كرونة سويدية (1.4 مليون دولار) لاظهارها كيف يمكن ادارة الملكية العامة عن طريق اتحادات للمستخدمين أما وليامسون قد نال الجائرة عن نظريته بشأن تسوية نزاعات الشركات.

وقالت اللجنة في بيان "على مدى العقود الثلاثة الماضية عملت تلك المساهمات الاصيلة على تطوير البحث في مجال الحوكمة الاقتصادية ودفعه الى مقدمة الاهتمامات العلمية."

نوبل للفيزياء لثلاثة علماء وضعوا دعائم العصر الرقمي

وفي جانب متصل أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية منح ثلاثة علماء أمريكيين جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2009، تقديرا لاكتشافاتهم التي أدت إلى اثنين من الدعائم الرئيسية في العصر الرقمي هما الألياف البصرية والتصوير الرقمي.

ومنحت الجائزة للأمريكي البريطاني الأصل تشارلز كاو، لإنجازاته الرائدة في الاتصالات ونقل المعلومات الرقمية عبر الألياف البصرية، بعدما حقق اكتشافاً مهماً عام 1966، قاد إلى ما يعرف الآن بـ "الفايبر أوبتك".

واستطاع كاو أن يحسب بدقة كيفية نقل الضوء عبر مسافات طويلة، باستخدام الألياف البصرية الزجاجية، وأصبحت الألياف البصرية تعتبر الدورة الدموية التي تغذي مجتمع الاتصالات، كما سهلت كثيراً تطبيقات اتصالات مختلفة كالإنترنت، وفقاً للأكاديمية السويدية.

كما فاز بالجائزة العريقة ويلارد بويل أمريكي من أصل كندي، وجورج سميث أمريكي، بعدما توصلا إلى أول تكنولوجيا تصوير باستخدام جهاز استشعار رقمي والذي يطلق عليه CCD.

واعتبرت الأكاديمية ما توصل إليه بويل وسميث في مجال التصوير الفوتوغرافي الرقمي، عام 1969، اكتشافاً مهماً، وذلك بعد اكتشافهما لاقط الصور الرقمية CCD   الذي يعتبر العين الالكترونية لكاميرات الصور الرقمية.

وسهلت التكنولوجيا الرقمية معالجة الصور وتوزيعها وتبادلها بين الناس، كما أصبحت تكنولوجيا CCD من أهم الأجهزة في المجال الطبي، في التشخيص والجراحات الدقيقة.

نوبل للطب لثلاثة أمريكيين

كما أعلنت مؤسسة نوبل، منح الباحثين الأمريكيين الثلاثة إليزابيث بلاكبيرن، وكارول غريدر وجاك سوستاك، جائزة نوبل للطب لعام 2009، بسبب النتائج التي توصلوا إليها في أبحاثهم عن سبب حماية الكروموسوم من التحلل.

وسيتقاسم الباحثون الثلاثة الجائزة التي تبلغ قيمتها 1.4 مليون دولار أمريكي، على بحثهم الذي توصل إلى نتائج اعتبرتها مؤسسة نوبل مهمة جداً في عالم الأحياء.

وأعلن بيان المؤسسة، أن النتيجة التي توصل إليها الباحثون تتلخص في أن أجزاء تشبه الخيط تقع في نهاية الكروموسوم تسمى "تيلوميرز" يكونها أنزيم يدعى "تيلوميريز"، وتشكل "تيلوميرز" درعاً لحماية الكروموسومات من التحلل، ويلعب إنزيم "تتيلوميريز" دوراً في الحفاظ على الدرع أو تجريد الكروموسوم منه. بحسب سي ان ان.

وتوصل الباحثون إلى أن قصر طول الـ "تيلوميرز" نتيجة لنقص في إنزيم "تيلوميريز" يؤدي إلى إصابة الخلايا بالشيخوخة بسبب تلفها، كما أن عدداً من الأمراض الخطيرة كبعض أنواع السرطان، مرتبطة بنقص هذا الإنزيم.

نوبل للكيمياء لأمريكيين وإسرائيلية

وأعلنت الأكاديمية السويدية نفسها عن منح ثلاثة علماء، أمريكيان وإسرائيلية، جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2009، تقديرا لأعمالهم حول "بنية الرايبوسوم" raibosome، وهو العمل الذي يمهد الطريق أمام التوصل لمضادات حيوية جديدة.

ومن وجهة النظر العلمية، تكمن أهمية الرايبوسوم في أنها تشكل هدفاً للمضادات الحيوية، ومن البروتينات التي يعمل الرايبوسوم على صناعتها، الهيموغلوبين، الذي ينتقل في الدم حاملاً الأكسجين، وكذلك الهرومونات والإنزيمات. بحسب سي ان ان.

فداخل كافة الكائنات الحية، بما فيها البكتيريا، توجد جزيئات الحمض النووي DNA التي تحتوي على المكونات الأساسية للحياة، حيث يُعد الرايبوسوم مصنع البروتين في الكائنات، ويستخدم المعلومات الموجودة في الحمض النووي DNA لصنع عشرات الآلاف من البروتينات الضرورية لتمكين الكائنات الحية من العمل بصورة ملائمة.

ففي البكتيريا، تعمل المضادات الحيوية الملتصق بالرايبوسوم على منعه من صنع البروتين الذي تحتاجه البكتيريا للبقاء على حية.

أما الفائزون الثلاثة بالجائزة فهم، الأمريكيان فنكاترامان راماكريشنان وتوماس ستايتز والإسرائيلية أدا يوناث، وسيتقاسم الثلاثة قيمة الجائزة البالغة 1خ ملايين كرونة سويدية (1.4 مليون دولار)، وذلك لأنهم تمكنوا من وضع "خريطة مفصلة لمواضع آلاف الذرات التي تشكل الرايبوسوم.

جائزة نوبل للضحك- لرجل يطقطق أصابع يده!!

وفاز طبيب استمرَ في طقطقة أصابع يده اليسرى فقط لمدة 60 عاماً، بجائزة Ig Nobel  والتي يتم توزيعها كل عام قبل أسبوع من توزيع جوائز نوبل الأصلية، لتشجيع الأفكار المضحكة والتي تشجع الإبداع.

وفاز الطبيب دونالد أنغر البالغ من العمر 83 بالجائزة بعدما استمر في طقطقة أصابع يده اليسرى لمدة تزيد عن 60 عاماً ليثبت أن الطقطقة لا تؤدي إلى التهاب مفاصل اليد، بعدما كانت أمه قد نبهته وطلبت منه عدم طقطقة أصابعه منذ كان مراهقاً.

واستمر أنغر بطقطقة أصابع يده اليسرى مرتين يومياً، ليثبت أن اعتقاد أمه كان خاطئاً، وتم تكريم أنغر كغيره من الفائزين بالحصول على صدرية تتحول إلى قناعي غاز عند الضرورة، وهي إحدى الاختراعات التي فاز صاحبها بجائزة من جوائز Ig Nobles.

وكان من بين العشرة الحاصلين على الجوائز التي تم توزيعها في جامعة هارفارد الأمريكية، عدد من الباحثين البريطانيين الذين أثبتوا أن الأبقار التي تحمل أسماء، تنتج كمية أكبر من الحليب من غيرها من تلك التي لا تحمل أسماء.

وفاز باحثون استراليون عن بحث أجروه لمعرفة القوى المطلوبة لسحب الخراف على أسطح مختلفة، ووجدوا أن سحب الخراف على أسطح مائلة للأسفل أسهل بكثير من سحبها على أسطح مائلة للأعلى.

أمريكا تتصدر قائمة الفائزين بجوائز نوبل للسلام

وبفوز الرئيس الامريكي باراك أوباما بجائزة نوبل للسلام لعام 2009 يرتفع عدد الامريكيين الذين فازوا بالجائزة الى 21 شخصا. وبذلك يتجاوز الامريكيون الفائزون بجوائز نوبل للسلام عدد الفائزين بها من أي جنسية أخرى.

وفيما يلي قائمة بالامريكيين الفائزين بالجائزة منذ اعلانها لاول مرة في عام 1901:

2009 - الرئيس الامريكي باراك أوباما بجائزة نوبل للسلام لمنحه العالم "أملا في مستقبل أفضل" ومساعيه لنزع الاسلحة النووية.

2008 - تقاسم ال جور نائب الرئيس الامريكي الاسبق الجائزة مع الهيئة الحكومية الدولية بالامم المتحدة المعنية بتغير المناخ لتسليطه الضوء على مخاطر ارتفاع درجة حرارة الارض.

2002 - فاز بالجائزة الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر نظرا "لعقود عمل خلالها دونما كلل لايجاد حلول سلمية للصراعات الدولية ولتعزيز الديمقراطية وحقوق الانسان في العالم وتشجيع التنمية الاقتصادية والاجتماعية."

1997 - تقاسمت جودي وليامز الجائزة مع الحملة الدولية التي تقودها لحظر الالغام البرية "لجهودهما من أجل حظر الالغام المضادة للافراد والعمل على ازالتها."

1986 - فاز بالجائزة ايلي فيسيل وهو أحد الناجين اليهود من المحرقة النازية باعتباره واحدا من "أهم الزعامات والمرشدين الروحيين في العالم في عصر لا يزال فيه العنف والقمع والعنصرية يميزون العالم."

1973 - تقاسم هنري كسينجر وزير الخارجية الامريكي الجائزة مع الفتينامي لو دوك ثو لجهودهما لانهاء الحرب الفيتنامية. ورفض لو دوك تسلم الجائزة.

1970 - نورمان ارنست بورلوج لجهوده في تشجيع "الثورة الخضراء" وتحسين انتاج المحاصيل.

1964 - مارتن لوثر كينج لجهوده لتحقيق المساواة بين الاجناس في الولايات المتحدة.

1962 - العالم الامريكي لينوس كارل بولينج الذي قاد حملة ضد الحرب النووية واجراء تجارب تفجير قنابل ذرية. وساهمت جهوده في معاهدة حظر التجارب النووية في عام 1963.

1953 - جورج مارشال وزير الخارجية الامريكي الاسبق الذي وضع خطة مارشال لمساعدة أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

1950 - رالف بانش الذي كان وسيطا في الصراع في فلسطين.

1946 - تقاسمت الجائزة اميلي جرين بالش الرئيس الشرفي للاتحاد العالمي للمرأة من أجل السلام والحرية وجون رالي موت وهو رئيس أول مجلس تبشيري عالمى ورئيس لاتحاد الشباب المسيحي.

1945 - كورديل هل وزير خارجية أمريكى سابق وكانت له مساهمات بارزة في انشاء الامم المتحدة.

1931 - تقاسمت الجائزة جين ادامز رئيس الاتحاد العالمي للمرأة من أجل السلام والحرية ونيكولاس موراي باتلر وهو أحد مؤسسي اتفاق كيلوج- برياند الذي حظر استخدام الحرب "كاحدى أدوات السياسية الوطنية" للدول.

1929 - فرانك بيلنجز كيلوج وزير الخارجية الامريكي الاسبق الذي وضع اتفاق كيلوج - برياند.

1925 - تقاسم تشارلز جيتس ديويز نائب الرئيس الامريكي ورئيس هيئة تعويض الحلفاء بعد الحرب العالمية الاولى الجائزة مع البريطاني اوستن تشامبرلين.

1919 - فاز الرئيس الامريكي وودرو ويلسون بالجائزة في عام 1919 عرفانا ببرنامجه للسلام المكون من 14 نقطة وسعيه لادماج ميثاق عصبة الامم في معاهدة فرساي لعام 1919 في نهاية الحرب العالمية الاولى.

1912 - اليهو روت وزير الخارجية الامريكي الاسبق والذي وضع عددا من اتفاقيات التحكيم المختلفة وشجع تأسيس محكمة دولية.

1906 - فاز تيودور روزفلت بالجائزة لعام 1906 لدوره في انهاء حرب عام 1905 الدامية بين روسيا واليابان وهما اثنتان من القوى العالمية الكبرى. وأثمرت جهوده عن توقيع الدولتين معاهدة بورتسماوث في الخامس من سبتمبر أيلول عام 1905 في مدينة بورتسماوث بولاية نيوهامشير.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 26/تشرين الثاني/2009 - 6/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م