نسوان ونسوان

محمد خليل كيطان

شدني كثيرا خبر طاقم الطيران النسائي الاردني الذي نجح في قيادة طائرة من اثينا الى عمان على متنها 100 راكب.

ولكون ابناء الجنس الخشن في هذا العالم المتخاشن عادة ما يخطئون في تحديد مقدرة النسوان، برغم كثرة صيحات الرجال المتشدقين هنا وهناك بضرورة نصرة المرأة واشراكها في الحياة الاجتماعية والسياسية وحتى العسكرية، واعطائها دورا اكبر من الخدمة في البيت وتربية الاولاد وممارسة القشبة والنميمة والمكافش والانشغال بالتسريحات والمكياجات اكثر من الاهتمام بالقضايا المصيرية والحصيرية.

 ويبدو ان نسوان مجلس نوابنا العراقي الموشك على الرحيل يشعرن ايضا ان هناك مؤامرة خشنة تحاك ضدهن ترمي الى اقصائهن من المجلس مع ارتفاع اصوات المطالبة بالقائمة المفتوحة التي تحرمهن من نظام (الكوتا) القاضي بوجب اختيار إمرأة مع كل رجلين اثنين.

احد الرجال المناصرين والمتشددين لحقوق المرأة عبر في جلسة مغلقة عن سعادته الغامرة مع توارد انباء عزل بنات حواء من المجلس، ورد على امارات الاستغراب التي علت وجوه جلساءه بالقول ( لا تستغربوا فانا اناصر المرأة ليس ايمانا بقضيتها وانما خشية من لسانها فقط!!).

ويكاد ان يجزم اغلب المراقبين السياسيين ان حظوظ المرأة العراقية في الانتخابات المقبلة ستكون تحت الصفر على فرض ان معظم الرجال ان لم نقل جميعم يستنكفون من انتخاب المرأة، كما ان اقبال النساء على اختيار بنات جنسهن سيكون ضعيفا ايضا لاسباب فسيولوجية تتعلق بنظر الغيرة والحسد التي تحملها المرأة تجاه المرأة اضف الى ذلك الحضور الضعيف تلقاه حواء في وسائل اعلامنا.

 احد عناصر الامن العراقي المؤمنين بقدرة النساء قرر الاستعانة باحداهن في خلال حادثة السطو المسلح على محال تجار الذهب في سوق الجوادين بالكاظمية والتي راح ضحيتها عدد من المواطنين الابرياء، اذ قالت المرأة ان الجندي المكلف بحماية السوق سألها وهو يختبأ في زاوية مظلمة بالقول ( حجية العصابة راحوا لو بعدهم !؟).. وعندما ردت عليه بالايجاب (أي يمه راحوا سالمين غانمين!!) خرج اخينا بالله الى النور واتجه الى موقع الحادث ونفش ريشه وراح يصرخ بوجوه خلق الله المنكوبين.

 اعود الى خبر طاقم الطيران النسائي متسائلا، ترى هل جازفت شركة الطيران بسمعتها وسجلها النظيف وحياة عشرات الركاب أذ اوكلت الامر اولا واخيرا بيد (ست نسوان) نجحن في قيادة الطائرة برحلة اتسمت بالراحة والسلاسة واللمسات الرقيقة؟؟. الجواب مؤكد لا..

ولكني لا ادري ايضا لماذا اخفى القائمون على الشركة أمر قيادة الطاقم النسائي على الركاب ووسائل الاعلام الذين لم يعلموا بالامر الا في نهاية الرحلة؟؟ ربما يكمن السر في عدم اثارة القلق في نفوس بعضهم من ضعف الثقة بقدرة حواء على ادارة دفة الامور بدقة انثوية وسرعة ارنبية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 24/تشرين الثاني/2009 - 4/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م