
شبكة النبأ: يتعرَّض اتفاق رئيس
الوزراء الروسي فلاديمير بوتين مشاركة تلميذه الرئيس ديمتري ميدفيديف
السلطة لتوترات نتيجة خلافات في الظل، بين انصار كل منهما بشأن قضايا
حرية التعبير واسلوب قيادة الدولة الروسية.
من جانب آخر ادَّعت احزاب المعارضة في روسيا ان الانتخابات المحلية
في انحاء البلاد شابها الغش والتزوير، حيث جرت مؤخرا انتخابات المجالس
المحلية والاقليمية وانتخابات العُمد في روسيا، وتقول احزاب المعارضة
انها مُنعت من التسجيل للمشاركة ولم تحظ بالتغطية الاعلامية.
خلافات النخبة الروسية
وتمشيا مع التقاليد الروسية تظهر النخبة الحاكمة - بوتين وميدفيديف
- كجبهة موحدة في المناسبات العامة غير ان محللين يرون ان الخلافات
بدات تظهر على السطح من خلال مناورات حاذقة وتعليقات لمعاوني وانصار كل
منهما.
ويظهر الخلاف في أجلى صوره في شارع سكني في موسكو حيث يتجمع افراد
من حركة " ناشي" القومية للشباب وهي موالية لبوتين يوميا امام منزل احد
الصحفيين.
ويرتدي هؤلاء سترات حمراء ويرفعون لافتات تطالب الكسندر بودرابينك
المنشق من الحقبة السوفيتية بتقديم اعتذار عن مقال اتهم السلطات
بمحاولة اضفاء صفات مثالية على التاريخ السوفيتي الذي وصفه بانه"دموي...
ويجلب العار."وربما لا يبدو ذلك في حد ذاته امرا استثنائيا في دولة لا
زالت تحاول التعامل مع انهيار الاتحاد السوفيتي.
غير ان مستِشارة ميدفيديف لحقوق الانسان ايلا بامفيلوفا تعرضت شخصيا
للهجوم لدفاعها عن بودرابينك. وتصر بامفيلوفا على انها كانت تؤكد على
حقها في حرية التعبير دون ان تقر اراءه.
وقالت ناتاليا تيماكوفا المتحدثة باسم ميدفيديف ان تصرف بامفيلوفا
في حدود سلطاتها وانها تحظى بمساندة ميدفيديف.
وتابعت "قال الرئيس أكثر من مرة ان المجتمع المدني يحتاج حوارات
علنية وان اي مشاكل ينبغي تسويتها امام القضاء.. بيان المجلس الرئاسي
يعكس هذه المباديء بالكامل."
غير ان ابعاد المعركة ابعد ما تكون عن الوضوح. فقد تعرضت بامفيلوفا
لانتقادات من داخل اسوار الكرملين. وكان ميدفيديف انتخب رئيسا للبلاد
في عام 2008 خلفا لبوتين الذي يحظر عليه الدستور تولي ثلاثة فترات
رئاسية متتالية.
ونقلت وكالة انترفاكس للانباء عن مسؤول في الكرملين توبيخا حادا
لبامفيلوفا لتدخلها. وقال مصدر ان تعليقاتها "مربكة في انحيازها لجانب
واحد" وتقلل من شأن دور المجلس.
ولم تكشف الوكالة عن مصدرها ولكن التصريحات تكرار لمطالب أعضاء
بارزين من حزب روسيا المتحدة الذي يتزعمه بوتين بأن تتنحي بامفيلوفا.
وقالت ماشا ليبمان من مركز كارنيجي ان الخلافات الداخلية ترتبط
بالتوتر بين شخصيات جديدة في الكرملين مثل تيماكوفا التي اتي بها
ميدفيديف وغيرها ممن احتفظوا بمناصبهم بعد خروج بوتين.
وتابعت "ربما يرتبط الخلاف بقضية حرية التعبير ولكنه ناجم عن خلافات
بين كبار المعاونين. رغم أن ليس هناك انقسام بين الرجلين الا أن هناك
خلافات متزايدة بين الاعضاء المختلفين في فريق كل منهما."
وربما تصيب خيبة الامل اي شخص يحاول ايجاد تناقض صارخ وملموس بين
بوتين الذي ينظر اليه على انه الجانب المتشدد في القيادة المشتركة
وميدفيديف الذي يمثل وجها اكثر ليبرالية فيما يتعلق بحرية الاعلام.
وذكرت "يقول بوتين وميدفيديف ان هناك حرية صحافة في روسيا ولكن
الحقيقة ان الكرملين يسيطر بالكامل على المحتوى السياسي للقنوات
التلفزيونية الثلاث التي تحظى بمشاهدة مكثفة وهذا أمر كاف لتشكيل الرأي
العام."
مدفيديف: انا على توافق مع بوتين
وبمقابل هذه التحليلات قال الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف انه على
توافق مع رئيس وزرائه فلاديمير بوتين وان "الدم نفسه" يجري في شرايين
كل منهما، لكنه دعا الى عدم اعتبار احدهما "رجل قانون ليبرالي" والآخر
"جاسوسا".
ونقلت وكالات الانباء الروسية عن مدفيديف قوله في مقابلة مع وسائل
الاعلام السويسرية ان "الثقافة وجذور التي حصلنا عليها منذ ايام الشباب
عوامل بالغة الاهمية. وفي هذا المعنى... نحن فعلا من فئة الدم نفسها".
وذكر الرئيس الروسي بأنه انهى وبوتين دروسهما في كلية الحقوق نفسها
في جامعة لينينغراد (سان بطرسبرغ اليوم)، على رغم انهما انهياها في
فترات مختلفة. واضاف "انه الوضع نفسه... اي مستوى التعليم وكفاءة
الاساتذة وبعض القيم الاساسية ومجموعة المعلومات".
وقال "لذلك عندما يصفوننا بألوان مختلفة، الاول على انه "رجل قانون
ليبرالي" والآخر "جاسوس"، فهذا ليس صحيحا، لان لدينا فعلا الرؤية نفسها
حول كثير من الامور في الحياة". لكنه اضاف "انه لمن المضحك القول اننا
متماثلان تماما، فهذا لن يكون صحيحا".
ولدى استقباله في الفترة الاخيرة اعضاء المجموعة المسماة فالداي،
اشار بوتين بصورة رمزية الى تقاربه مع مدفيديف. وقال "نحن متفقان لاننا
من فئة الدم نفسها ونتقاسم الرؤية نفسها للامور".
مخاوف بشأن تزوير الانتخابات
وادّعت احزاب المعارضة في روسيا ان الانتخابات المحلية في انحاء
البلاد شابها الغش والتزوير.وجرت انتخابات المجالس المحلية والاقليمية
وانتخابات العمد في روسيا الاحد حيث كان يحق التصويت لحوالى 30 مليون
روسي. وتقول احزاب المعارضة انها منعت من التسجيل للمشاركة ولم تحظ
بالتغطية الاعلامية.
وجرت الانتخابات في كل المناطق، بما فيها الشيشان والانجوش، ويتوقع
ان يفوز فيها حزب روسيا المتحدة.
ونقلت وكالة رويترز للانباء عن مسؤول في حزب روسيا المتحدة، حزب
رئيس الوزراء فلاديمير بوتين والذي يدعم الرئيس ديميتري ميدفيديف، ان
حزبه فاز عمليا في كل الانتخابات التي دخلها.
وامتدح فلاديمير تشوروف، رئيس لجنة الانتخابات المركزية في روسيا،
عملية التصويت. ونقلت عنه وكالة ايتار تاس قوله: تم الاقرار بصحة
الانتخابات وحسن تنظيمها وباقبال عالي على التصويت.
الا ان المخاوف بشأن عملية التصويت جعلت احد قادة المعارضة، نائب
رئيس الوزراء السابق بوريس نمتسوف، يطالب الناخبين بمقاطعة الانتخابات
او افساد اصواتهم. ونقلت عنه وكالة اسوشيتدبرس قوله: هذه الانتخابات
غير شرعية، ما هي الا مهزلة .
وذكرت الوكالة انه لم يسمح لنمتسوف بالترشح لمجلس مدينة موسكو مع
قول مسؤولي الانتخابات ان الخمسة الاف توقيع التي جمعها حزبه مزورة.
واشار حزب معارض اخر، حزب يابلوكو، الى مخالفات في موسكو ايضا وقال
ان ناخبين اتصلوا بالحزب وقالوا انهم حاولوا التصويت فوجدوا ان اصواتهم
سددت بالفعل.
كما سجل مسؤولو الاحزاب وجود اعداد كبيرة من الناخبين في لجان تصويت
لا يقطنون في محيطها، حسب قول حزب يابلوكو الذي يقول انه يستعد لتقديم
شكوى للجنة الانتخابات.
ناشطو حقوق الانسان الروس يطلبون مساعدة
كلينتون
من جهة اخرى طلب دعاة حقوق الانسان الروس من وزيرة الخارجية
الامريكية هيلاري كلينتون مساعدة واشنطن في حماية ارواح ناشطي حقوق
الانسان وتقديم قتلتهم الى العدالة.
والتقت كلينتون بناشطين حقوقيين وصحفيين ومسؤولين لهم صلة بقضايا
حقوق الانسان لكنها لم تلتق مع ساسة المعارضة وذلك بعد يومين من تحقيق
الحزب الحاكم في روسيا فوزا كبيرا في انتخابات محلية قالت المعارضة
انها زورت.
وقالت كلينتون في الاجتماع الذي عقد بصفة غير رسمية ان واشنطن
ستتمسك دائما بمعايير الديمقراطية واشادت بشجاعة نشطاء حقوق الانسان
الروس.
واضافت كلينتون طبقا لتسجيل صوتي اصدره مسؤولون امريكيون لاحقا "الموجودون
منكم هنا اليوم لا يدركون المخاطر فحسب - بل عايشتموها. لقد رأيتم
اصدقاء وزملاء تعرضوا للمضايقة والترهيب بل وقتلوا. ومع ذلك تواصلون
العمل والكتابة والتحدث رافضين اسكات اصواتكم."
وقالت تانيا لوكشينا من منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق
الانسان والتي شاركت في الاجتماع الذي دام ساعة مع كلينتون في مقر
اقامة السفير الامريكي بموسكو انه يتعين على واشنطن ان تواصل الضغط على
روسيا لتحسين سجلها في مجال حقوق الانسان.
ولم تتطرق كلينتون لقضايا حقوق الانسان الروسية او الى الانتخابات
المحلية المتنازع عليها والتي اجريت يوم الاحد خلال مؤتمر صحفي مشترك
مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف لكنها ابلغت النشطاء انها ستثير بواعث
قلقهم مع الكرملين.
واضافت "في مناقشاتنا مع الحكومة الروسية سنواصل التعبير عن تأييدنا
لجهود تحسين الحكم الرشيد وتعزيز حقوق الانسان ومحاسبة من يرتكبون
جرائم."
روسيا تعلن احباط سلسلة هجمات انتحارية
وفي الجانب الامني قالت روسيا انها احبطت سلسلة من الهجمات
الانتحارية في العاصمة موسكو الشهر الماضي مؤكدة مخاوف المحللين من ان
التمرد المتصاعد في جنوب البلاد قد يصل الى موسكو.
وقال الكسندر بورتنيكوف رئيس جهاز الامن الاتحادي الروسي لوسائل
الاعلام وفقا لوثائق من اجهزة تطبيق القانون تم احباط انشطة خمسة
متشددين تلقوا تدريب لشن هجمات انتحارية .
واضاف ان السلطات القت القبض على رجل في موسكو خطط لشن هجوم ارهابي
خلال عطلة عامة يوم الخامس من سبتمبر/ ايلول عندما كان عشرات الالاف من
سكان موسكو يجوبون الشوارع الخالية من السيارات في وسط المدينة بالقرب
من الكرملين.
ونقلت وكالة رويترز للانباء عن المسؤول الروسي قوله ان تحقيقا فتح
حول انشطة الرجال الخمسة.
يذكر أن مسؤولا كبيرا من داغستان قتل بعدما أطلق مسلحون النار عليه
الشهر الماضي في موسكو في اول حادث من نوعه في العاصمة الروسية منذ
سنوات.
وانهت سلسلة من التفجيرات الانتحارية والهجمات المسلحة التي تستهدف
الشرطة وقوات الامن في جمهورية الشيشان وجمهوريتي الانجوش وداغستان
المجاورتين سنوات قليلة من الهدوء النسبي في منطقة شمال القوقاز.
وزادت مخاوف السياسيين والمحللين في الاسابيع الاخيرة من ان العنف
في جنوب روسيا قد يمتد الى مناطق اخرى في روسيا.
وقال سيرجي جونتشاروف الذي يترأس مجوعة من العناصر السابقة في جهاز
(كيه.جي. بي) والنائب في حكومة مدينة موسكو طالما لم تحل المشكلة في
شمال القوقاز سيكون هناك خطر دائما على موسكو .
عودة ستالين إلى موسكو تثير عاصفة من الغضب
وأثار وضع شعار من سطرين، يمدحان الرئيس الأسبق فيما يعرف بالاتحاد
السوفييتي، جوزيف ستالين، على قاعة الدخول لمحطة المترو كورسكايا
بالعاصمة الروسية موسكو موجة من الغضب، إذ رأوا أن هذه الخطوة تعد
تراجعا للديمقراطية وعودة لتلميع صورة لرمز من رموز العهد الشيوعي
السابق.
ويقول الشعار، وهو من النشيد الوطني السوفييتي الذي وضع سنة 1944، "ستالين
ربانا على الولاء للشعب، لقد ألهمنا للعمل وللبطولة"، مما دفع العديد
من الناشطين بحقوق الإنسان والناجين من مخيمات العمل التي أنشأها
ستالين إلى الاعتراض على هذه الخطوة التي أقدمت عليها السلطات الروسية.
واعتبر النقاد، بحسب المصادر، أن هذه الخطوة تأتي في سياق تلميع
الحكومة لصورة ستالين، الذي كان مسؤولا عن تقسيم أوروبا، ومقتل ما
يقارب 20 مليون شخص، ومنشئ ما يعرف باسم المعسكر الشرقي أثناء الحرب
الباردة، التي استمرت لما يزيد عن الأربعين عاما. بحسب سي ان ان.
ويرى هؤلاء النقاد أن إعادة الشعاران إلى هذه المحطة هو أمر خطير،
لأنها موجودة على خط المترو الرئيسي المؤدي إلى مركز المدينة، حيث
يشاهدهما عشرات الآلاف من الناس يوميا.
ومن جهتها قالت مديرة مكتب موسكو للجمعية التذكارية الدولية، إيرينا
شيرباكوفا، أن علمية "إعادة الستالينية"، هي خطوة للوراء بالنسبة
للديمقراطية بروسيا، مبينة أن "من الواضح أن أمتنا قد تراجعت عن قبول
الديمقراطية والحريات الفردية، كمبدأ لها."
وأضافت شيرباكوفا، المسؤولية عن الجمعية المعنية بالحفاظ على
الذاكرة المجتمعية للاضطهاد السياسي الذي مارسه الاتحاد السوفييتي
السابق، أن عودة الشعار يظهر أن هناك انقساما بروسيا، حيث بحسب
إحصاءاتها فإن 40 في المائة من الروس يؤيدون إعادة تلميع صورة ستالين،
مما يعني بنظرها "أن الناس لا يأبهون بما جرى لأجدادهم."
وانتقدت شيرباكوفا الكرملين، معتبرة أنه من العبث محاولة أن تحاول
أمة مثل روسيا أن تقوم بمحاولة ما يبدو "إعادة كتابة للتاريخ،" مبينة
أنه "مهما قال أو فعل السياسيون، إن لم يرغبوا بقبول الماضي كما كان
وعاملوه بالطريقة المناسبة، فإن الأجيال الحالية، الذين يكبرون وهم
يرون أن الحرب العالمية الثانية كانت شيئا من الماضي، هم تحت خطر أن
يعيدوا ارتكاب نفس الأخطاء المأساوية."
ومن ناحيته رفض الكرملين، التعليق على المسألة، وقال مدير القسم
الإعلامي بمؤسسة مترو موسكو، بافيل سوهارنيكوف، "نحن لا نرغب بأن نناقش
هذه المسألة بعد الآن، ولكني لا أرى أن هناك أي دوافع سياسية وراء
إصلاح وإعادة تطوير محطة كورسكايا."
يذكر أن ستالين كان السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفييتي عام
1922، وعند وفاة فلادمير لينين، قائد الثورة البلشفية التي أطاحت
بالنظام القيصري الروسي وأنشأت النظام الشيوعي، سنة 1924، وضع نفسه
كقائد أوحد للدولة.
وقام ستالين بالقضاء على "أعداء" الحزب الشيوعي فيما يعرف "بالإرهاب
العظيم"، بثلاثينيات القرن الماضي، حيث تم قتل عشرات الآلاف من الناس،
فيما دفع بالملايين إلى معسكرات العمل.
مطعم بموسكو يُجبَر على تغيير اسمه المناهض
للسوفيتية
وقال مدير مطعم في موسكو يسمى (مناهض للسوفيتية) ان المطعم غير اسمه
تحت ضغط من السلطات المحلية التي قالت انه اغضب الجيل الاكبر سنا في
روسيا.
واعيدت تسمية مطعم (مناهض للسوفيتسكايا) الذي افتتح في يوليو تموز
الى (سوفيتسكايا) او (سوفيتية) يوم الجمعة.
وقال الكسندر فانين لرويترز "قالوا انه اهان مشاعر المحاربين
القدماء." واضاف ان السلطات المحلية هددت بتغريم المطعم الذي يقدم
الكباب بسبب اسمه.
وبرغم من ان العديد من الروس يرون انهيار الاتحاد السوفيتي في عام
1991 ايجابيا الا ان موجات الحنين الى الماضي تجتاح كل ارجاء روسيا.
وقالت تقارير اعلامية روسية ان اوليج ميتفول مسؤول البيئة السابق
بمدينة موسكو والمعروف بهجماته القوية على شركات الطاقة الغربية قد
ابدى اعتراضا على اسم المطعم.وذكرت وسائل الاعلام نقلا عنه قوله "مثل
هذه الاسماء تهين تاريخ بلادنا." |