الإمام الشيرازي... بصمة فكرية وعلمية عميقة في التاريخ

المنطقة الشرقية تحتفي بالذكرى السنوية الثامنة لرحيل المجدد الشيرازي الثاني

شبكة النبأ: لا تزال العديد من مدن المنطقة الشرقية في السعودية الى جانب عدد كبير من دول المنطقة والعالم تشهد إقامة العديد من مجالس التأبين للذكرى السنوية الثامنة لرحيل المجدد الثاني الإمام الشيرازي (قس) سره، مما يعكس المنزلة الكبيرة التي خلفها الفقيد في قلوب مريديه وأتباعه.

حيث تناول خلالها المحتفون مناقب الفقيد وأثره في خلق وعي وحراك إسلامي وثقافي شمل جميع شرائح المجتمعات في مختلف دول العالم.

فيما اثنت العديد من الشخصيات الفكرية والدينية البارزة على جهاد الإمام الشيرازي في سبيل النهوض بواقع الأمة الإسلامية، وما بذله من تضحيات وجهودا الحثيثة لنشر مبادئ الدين الحنيف الداعية الى التسامح واللاعنف، والارتقاء بشؤون المسلين كافة.

الخويلدية والعمل التطوعي في فكر الإمام الشيرازي

حيث أحيت (لجنة إحياء ذكرى الإمام الشيرازي قدّس سرّه بمؤسسة أهل البيت صلوات الله عليهم) بالخويلدية الذكرى الثامنة لرحيل سلطان المؤلفين، المجدّد الثاني، المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته، بمجلس تأبيني أقيم في (حسينية الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله)، يوم الخميس الموافق 25 شوال 1430 للهجرة، تحت شعار «المعنويات وأثرها في نجاح العمل التطوعي في فكر الإمام الشيرازي».

وقد تميز المجلس بكثرة وتنوّع جمهوره، وبفقراته المتنوعة والمميزة, حيث افتتح المجلس الأستاذ حسن موسى آل قاسم بالآية الكريمة: «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً» مؤكداً الاستفادة من شخصية ورؤى وأفكار الإمام الشيرازي الراحل.

وكانت أولى فقرات الحفل آي من الذكر الحكيم تلاها المقرئ علي الحماد.

ثم تقدّم عريف الحفل الأستاذ خالد الراشد ليقدّم الفقرة التالية وهي عرض وثائقي عن حياة الإمام الشيرازي قدّس سرّه، وهو من إنتاج لجنة إحياء ذكرى الإمام الشيرازي قدّس سرّه بالمؤسسة وإعداد السيد برير السادة ومونتاج الأخ أحمد آل صويلح.

 تلا ذلك كلمة مؤسسة أهل البيت ألقاها رئيس المؤسسة الحالي فضيلة الشيخ جعفر الأمرد حفظه الله، أكد فيها أهمية الصبر على المكاره لمواصلة العمل على إصلاح المجتمع, وأن الإمام الشيرازي كان دائم العبادة وذكر الله تعالى، ولهذا صبر على الأذى والمكارة ولم يتوقّف عن العمل والنشاط من تأسيس المجالس والحسينيات والمدارس والمستشفيات والحوزات. وغيرها مما تعجز عنه الجماعات. وأكد أيضاً أهمية البعد الروحي والأخلاقي وأثرهما في نجاح العمل، وذكر بعض ما يستفاد من كتابي السيد الشيرازي الراحل «ممارسة التغيير لإنقاذ المسلمين» و«السبيل إلى إنهاض المسلمين» في هذا المجال كالتركيز على الإيمانيات والتربية الروحية، وقال: إن مؤسسة أهل البيت صلوات الله عليهم وهذه الحسينية تأسّست بجهود العاملين وبركات الإمام الشيرازي الراحل وتوجيهاته للمؤمنين بإنشاء المؤسسات والعمل المؤسساتي. وختم كلمته بقوله: إن المرجع الشيرازي الراحل لا يحتاج أن نؤلّقه ولكن علينا أن ندرس حياته لنقتدي به.

الرجل الموسوعي الكبير

 رابع فقرات البرنامج كانت عرض اتصال هاتفي مع المرجع الشيرازي الراحل قدّس سرّه، وهو عبارة عن أسئلة أجاب عنها المرجع الراحل قدّس سرّه, وهو من إعداد لجنة إحياء ذكرى الإمام الشيرازي قدّس سرّه، وأعدّه الأستاذين حسن آل قاسم وعلي المحروس.

كذلك كانت هناك كلمة لفضيلة الشيخ عبد العظيم المهتدي من مملكة البحرين, حيث افتتح حديثه عن المرجع الشيرازي الراحل وسمّاه الرجل الموسوعي الكبير، وبيّن الدوافع المعنوية للعمل التطوعي في فكر المرجع الراحل كزاوية مهمة من الزوايا الكثيرة التي يمكن تناولها خلال الاحتفال بذكرى تأبين الإمام الشيرازي مركّزاً على الإيمان بالغيب كأقوى دافع معنوي للعمل وله أهمية كبيرة في التربية الروحية للعاملين. وذكر فضيلته قصصاً عن حياة المرجع الراحل تؤكد أثر الإيمان بالغيب في دفع الإنسان للعمل, حيث أكد: إن المرجع الشيرازي الراحل لولا إيمانه بالله تعالى وتقواه لما استطاع أن يؤلّف ما ألف من كتب استحقّ بها أن يكون سلطان المؤلفين بجدارة.

بعدها قدّمت (فرقة رسول الله صلى الله عليه وآله) أوبريت رثائي بعنوان (كان أمة).

وفي ختام البرنامج قرأ فضيلة الشيخ صالح آل إبراهيم حفظه الله من مدينة صفوى مجلساً حسينياً على روح المرجع الشيرازي الراحل قدّس سرّه.

بلدة الأوجام بالقطيف: الإمام الشيرازي وإعادة صياغة الخطاب النهضوي في الأمة

كما أقيم في بلدة الأوجام (محافظة القطيف - السعودية) حفلاً تأبينياً بالمناسبة وذلك في حسينية المرزوق «الإمام المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف» حضره عدد من المشايخ وطلبة العلوم الدينية وجمع من مثقفيها وحشد من أبناء البلدة.

أفتتح الحفل بمشاركة الجميع بقراءة ختمة من القرآن الكريم. ثم قدّم عريف الحفل عادل ناصر آل مرزوق أولى الفقرات، وكانت تلاوة معطرة من آي الذكر الحكيم تلاها عضو المركز القرآني بالأوجام مفيد علي آل مرزوق.

بعدها ألقى فضيلة الشيخ مصطفى حسن آل مرزوق كلمة بعنوان «الإمام الشيرازي وإعادة صياغة الخطاب النهضوي في الأمة» أشار فيها إلى أن المرجع الشيرازي الراحل انطوت في ذاته شخصيات عملاقة متعدّدة، كل واحدة منها بحاجة إلى دراسات متعدّدة، فهو رضوان الله تعالى عليه رجل الدين، وإمام الجماعة، والأستاذ في الحوزة العلمية، والمربّي لمئات العلماء، وهو العالم الفقيه، صاحب أكبر موسوعة فقهية، وهو (سلطان المؤلفين)، وهو رجل المؤسسات المؤسس والداعم والراعي لمجموعة ضخمة منها، وهو الإنسان المتواضع والزاهد الذي عاش هموم الناس في كل مكان حل فيه، وهو رجل الأخلاق بل مدرسة الأخلاق، وأكّد أنه الرجل الذي نظَّر للنهوض الحضاري وقدّم أطروحاته في الكثير من كتبه.

كما أشار إلى جوانب الإبداع والتجديد والجديد في فكر المرجع الشيرازي الراحل في الفقه، وفي الفكر السياسي كالتعدّدية، وشورى الفقهاء. وأكد في كلمته على الأسس التي طرحها المرجع الشيرازي الراحل في نظرياته حول النهوض الحضاري الذي تقوده الحركة الإسلامية والذي كان مختلفاً عما هو سائد في مرحلته من فكرٍ أو ممارسةٍ تنظيميةٍ أو حزبية، فالتنظيم قائم على الشورى، ولا يؤمن بالصنمية، وتوعويٌّ، وغير منعزلٍ عن الناس بل ملتصقٌ بهم، ويسعى لرضاهم، ويقضي حوائجهم، ويتميّز قادتُهُ بالزهد والعمل الدائب وبالبعد عن حس الشهرة، وهو تنظيم يعتمد السلام مع الناس والمعارضين له ومع أعدائه كما يعتمده بين أعضاء الحركة، لأن السلام سنّة الأنبياء وضمانة المبدأ والموصِل للعاقبة الحسنة، وقال:

إن ما قدّمه المرجع الشيرازي الراحل من الرؤى والأفكار كانت مستقاةٌ من آيات القرآن الكريم وروايات وسيرة أهل البيت صلوات الله عليهم، وهذا سر إصراره قدّس سرّه على الإكثار من الاستشهاد بالآيات والروايات والسيرة المطهرة.

وقال: انطلاقاً من حقيقةٍ لمسها مفكرون وهي أن الخطاب النهضوي الذي انطلق من خارج الحوزة العلمية أثبت فشله بشتى اتجاهاته من يسار وليبرالي وتنويري، بل تحوّل بعضه إلى تنظير وبوق لبعض تجارب الحكم الديكتاتوري في العصر الحديث، ومن وعيٍ لدور المرجعية الدينية والحوزة العلمية في نهضة الأمة والمحافظة على استقلالها، فقد اتجه المرجع الشيرازي الراحل للحوزة العلمية؛ فاهتم بتأسيس خطاب نهضوي فيها من خلال نقل الحياة المعاصرة إلى العقل الحوزوي، ومن خلال التأكيد على المزاوجة بين العلم والعمل ... بين الفقه والحياة، ونقل أعلى الله درجاته المسائل الموجودة في أروقة الجامعات والراكز العلمية إلى الحوزة ليتعرّف الحوزوي على موضوعات المسائل المبتلى بها، وتقديم الرأي الفقهي لكل مسألةٍ مّا يضع الحوزوي في معمعة مشاكل الحياة المعاصرة. وأكّد على استقلالية الحوزات العلمية عن السلطات السياسية والقوى الضاغطة.

بعد ذلك ألقى الشاعر عادل اللباد من مدينة العوامية قصيدة بعنوان «انتفاضة نبيِّ» جاء فيها:

هب لي يراعك أيها السلطـان *** مـا بعـد حبـرك حجـة وبـيـان

قد أقفرت كل البحـار وأزهـرت *** في شاطئيـك لآلـئ وجمـان

فإذا الحقول وبعد ماعاثـت بها *** أيـدي التحــر غضــة وجنــان

وإذا المسير وبعد ما تاهت به *** قدمـاه يرسـم دربـه الإيمـان

وإذا الخليج وبعد ما ماجت به *** لجـج الظـلام تشـهــد وأذان

رحّب بعد ذلك عريف الحفل بخطيب المنبر فضيلة الشيخ أحمد الناصر ودعاه لقراءة الأبيات الحسينية كختام لفقرات الحفل.

كما تم توزيع كتاب «الغرب يتغير» للمرجع الراحل على الحضور.

مدينة العوامية وفلسفة الإمام الشيرازي

أما مدينة العوامية فقد شهدت مجلس تأبيني في (مسجد العباس سلام الله عليه) حضره جمع من العلماء والأفاضل والشعراء والمثقّفين والمؤمنين والمحبّين لآل الرسول الأطهار صلوات الله عليهم، وكانت فقرات المجلس الذي أداره الأستاذ الأخ شفيق عبد القادر أبو المكارم كالتالي:

تلاوة معطرة من آي الذكر الحكيم من قبل لجنة سبل السلام.

كلمة قيّمة لفضيلة الشيخ حسن الصفار، أشار فيها إلى أن فلسفة الإمام الشيرازي كانت تقوم على أساس أن الشباب لا يمكن جذبهم من خلال الكلام والحديث فقط، وإنما بتمكينهم من ممارسة ادوار فاعلة، وقال: إن النتيجة التي وصل إليها منهج الإمام الشيرازي، من الكفاءات والقدرات والطاقات في مختلف المجالات في العراق وإيران والخليج من خطباء وعلماء ومثقّفين وناشطين، حملوا قضايا مجتمعهم وأمتهم ودينهم، كان ثمرة ذلك الاهتمام بهذا الجيل وحصيلة ذلك التوجّه.

وقال الشيخ حسن الصفار أن فلسفة الإمام الشيرازي كانت تقوم على أساس أن الشباب لا يمكن جذبهم من خلال الكلام والحديث فقط، وإنما بتمكينهم من ممارسة ادوار فاعلة.

موضحاً بأن هذا أقل ضرر قد يحصل، أما الأضرار الأشد فإنهم قد يصبحون فريسة للتوجهات والتيارات المنحرفة التي تأخذ بهم إلى مجالات الإجرام والفساد أو توجههم توجهات منحرفة.

ودعا الصفار إلى أن يكون لنا دور وأن نتحمل مسؤولياتنا تجاه الشباب في توجيههم، واستيعابهم واحترامهم، ونشعرهم بما يمتلكون من طاقات وكفاءات وقدرات، حتى يصبحوا مصدر عطاء وخير لمصلحة مجتمعاتهم، بدل أن يكونوا قنابل موقوتة.

وأشار إلى أن النتيجة التي وصل إليها منهج الإمام الشيرازي، من الكفاءات والقدرات والطاقات في مختلف المجالات في العراق وإيران والخليج من خطباء وعلماء ومثقفين وناشطين، حملوا قضايا مجتمعهم وأمتهم ودينهم، كان ثمرة ذلك الاهتمام بهذا الجيل وحصيلة ذلك التوجه. بحسب شبكة راصد الإخبارية.

وقال الشيخ الصفار تعرفت على الإمام الشيرازي الراحل عندما كنت في الرابعة عشر من العمر، حينما ذهبت إلى العراق مع والدي سنة 1970م، وذهبت معه برفقة مجموعة من الأشخاص لزيارة بعض المراجع والعلماء في النجف الأشرف وكربلاء التي تعج مجالسهم بالعلماء وكبار السن.

موضحاً أنه عادة ما كانت إدارات تلك المجالس تحرص على حضور أكبر عدد من العلماء الكبار؛ لآن حضورهم في المجلس يعطي هيبة ووقاراً ويدلل على مكانة المرجع. مشيراً إلى أن الجو العام لتلك المجالس كان يتسم بالسكون والهدوء.

وقال الصفار لاحظت في مجلس السيد الشيرازي شيئا مختلفا عن باقي مجالس العلماء، كان أكثرية الحاضرين من الشباب اليافعين من المعممين وغير المعممين، كان يعج بالحركة والتفاعل والنشاط، يشعرك وكأنك في "ورشة عمل".

ويضيف ما كان السيد جالساً، ويأتيه الناس لكي يقبلوا يديه، وإنما كان ينهض قائما كلما جاءه شخص صغيراً أو كبيراً، وكان يتحدث والآخرون يشاركونه الحديث، يأمر بكتاب لهذا، ويسأل عن هذا؟ ويشير إلى شخص بأن يتكلم مع هذا، واصفا مجلسه "بخلية نحل".

ويشير إلى أنه كان يتجه إلى كل زائر من زائريه، يهتم به، يدنيه إليه، ويتحدث له، يشعره بقيمته ومكانته، وخاصة من عنصر الشباب، ملفتا إلى أن هذه الحالة لم تكن قائمة في المجالس الأخرى، وهذا ما شدني أكثر، وترك في نفسي أثراً خاصاً لا يشبهه أي أثر لمجالس العلماء والمراجع الآخرين.

ويذكر الصفار في حديثه إلى أن السيد الشيرازي التفت إليَّ وقال: أنت تدرس، أنت طالب علم، كان والدي معي قال: إنه يريد أن يكون خطيباً، فتبسم الراحل قال: أنت تقرأ، تريد أن تكون خطيبا، قلت أسعى، قال: غداً تأتي وتخطب في المجلس، فخرجت من المجلس وأنا أحمل عبءً، كيف أخطب في هذا المكان؟ لكني في اليوم الثاني حضرت وخطبت.

ويوضح أن الراحل غمره بالكثير من التشجيع والترحيب وأهداه مجموعة من الكتب، وأوصى أحد رجال الدين الموجودين في المجلس أن يهتم به فترة وجوده في كربلاء "فخرج من كربلاء وهو يحمل توجهاً فكرياً ونفسياً آخر، ومن هنا كانت بداية التواصل مع ذلك النهر العظيم".

وأشار الصفار إلى صور أخرى شاهدها في الكويت، مشيداً بالدور الكبير الذي ترك آثاره الراحل على الساحة الكويتية أثناء تواجده فيها لسنوات؛ حيث كانت في ذلك الوقت تتصف بالركود والجمود الثقافي خاصة في أوساط الشباب وقال لم يكن هناك إقبال من الشباب على الدين، كانوا لا يحملون اهتمامات ثقافية، لكن السيد وجد فيهم رصيداً للمستقبل، فأولاهم الاهتمام والرعاية، فكان في كل ليلة لديه درس في تفسير القرآن وشرح آياته، ويتحدث لهم بلغتهم، وكلما جاء إليه شاب يسأله عن إخوته وأقاربه، يدعوه إلى إحضارهم في الليالي المقبلة بدل أن يأتي وحده، ويحثهم على القراءة ويشجعهم على الكتابة.

وقال الشيخ الصفار أتذكر ذات مرة أن الإمام الراحل قال: إن هؤلاء التجار والكبار في السن، يجب أن يكونوا مظلة لاستثمارنا في أبنائهم، فنحن لا نستطيع أن ننفتح على أبنائهم إلا إذا كانت لنا الصلة والعلاقة الجيدة معهم، ولا يستطيع الأبناء أن يبدؤوا بالعمل إلا إذا كان الآباء مشجعين لهم، وموفرين لهم الإمكانات "كان يرى أن العلاقة مع الكبار هي جسر من أجل بناء الشباب والاهتمام بهم".

وقال الصفار بأن الراحل استطاع أن يحول الكويت إلى ساحة عمل وإنتاج، مخلفاً جيلا من رجال دين وشخصيات سياسية وثقافية وكتاب بارزين.

وشارك في برنامج الحفل الذي أداره الأستاذ شفيق عبد القادر أبو المكارم عدد من الشعراء والمثقفين، حيث ألقى الدكتور محمد حسن آل زايد نصاً مسرحياً حول شخصية المرجع الشيرازي، كما ألقى الأديب عبد الله الغاوي قصيدة بالمناسبة.

الإمام الراحل ومنهجية إعمال العقل وحرية التفكير

من جهته دعا المفكر الإسلامي الشيخ فيصل العوامي أقطاب المرجعية الدينية الشيرازية إلى إجراء مراجعة وإحداث برامج إصلاحية تعالج "شيوع النَّفَس المذهبي على حساب مشروع الوحدة الإسلامية".

وقال العوامي في محاضرة ألقاها مؤخرا بمسجد الرفعة بتاروت في محافظة القطيف ضمن الحفل التأبيني الثامن لرحيل المرجع الديني الإمام السيد محمد الشيرازي أن ابرز ما ميز المدرسة الشيرازية انتهاجها الفكر القرآني.

مشيدا بمنهجية الإمام الراحل في إعمال العقل وحرية التفكير والعمل، والتفريق بين آراءه الخاصة التي لم يلزم بها أحدا وفتاواه الدينية.

وخلّف الإمام الشيرازي إبان رحيله في العام 2001 تيارا دينيا وسياسيا واسعا في المنطقة ينتمي إليه عدد كبير من رجال الدين البارزين والشخصيات السياسية والكتاب والمثقفين المعروفين.

غير أن ابرز ما لفت الأنظار هو دعوة العوامي الى إجراء مراجعة وإصلاح لما وصفه بـ""شيوع النَّفَس المذهبي على حساب مشروع الوحدة الاسلامية".

وقال في هذا السياق أن الإمام الراحل كان حريصا على الوحدة الإسلامية والتي انعكست في المئات من محاضراته ومصنفاته العلمية وتجنبه الخوض عميقا في الخلاف المذهبي في الأمة.

مضيفا بأن ذلك خلاف ما هو قائم الآن داعيا أقطاب المدرسة الشيرازية إلى "التأمل والتفكير في هذا الأمر" على حد تعبيره.

وحضر حفل التأبين الذي نظمته لجنة إحياء ذكرى الإمام الشيرازي بتاروت حشد من أبناء المنطقة.

وأشاد مقدم الحفل الكاتب حسين العلق في كلمة اللجنة بالإمام الراحل وعطاءاته الطويلة في مجال التأليف والفكر الديني والسياسي واعتماده "واللاعنف" مبدأ للتغيير.

وشدد العلق على أن إحياء الذكرى ليس تمجيدا لشخص ميت بقدر ما هو تقدير لمسيرة جهادية طويلة قادها هذا الإمام وتركت بصماتها عميقا في تاريخ وحاضر منطقتنا بشكل غير وجه الخارطة السياسية المحلية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 19/تشرين الثاني/2009 - 29/شوال/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م