بعد أن أسقطت غزة ورقة التوت... إسرائيل تتعرى أمام المجتمع الدولي

نيتنياهو يرفض المحاكمة ونسر الأناضول يفاقم التوتر مع تركيا

 

شبكة النبأ: قدم التقرير الأخير لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إسرائيل شبه عارية بعد افتضاح أمر انتهاكاتها بحق المدنيين العزل أثناء الحرب على غزة، الذي عزز بتقرير آخر لمنظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية الدولية جاء فيه اتهامها جنودا إسرائيليين بقتل 11 مدنيا فلسطينيا كانوا يلوحون برايات بيضاء، متوعدة برفعه الى محكمة جرائم الحرب الدولية.

فيما اكد رئيس الوزراء الإسرائيلي رفضه القاطع لمحاكمة أي مواطنيه بسبب الحرب، منتقدا في الوقت نفسه محتوى التقرير.

مناقشة جديدة لغزة

حيث يعقد مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة اجتماعا استثنائيا بشأن الاراضي الفلسطينية المحتلة مما يتيح فرصة اخرى امام منتقدي اسرائيل لمناقشة التقرير الخاص بجرائم الحرب في غزة.

وقالت منظمة الامم المتحدة في بيان تم توزيعه في جنيف حيث يوجد مقر المجلس الذي يضم 47 دولة ان "الجلسة الخاصة تعقد بناء على طلب فلسطين."

ولم يقترع مجلس حقوق الانسان خلال دورته الاخيرة التي استغرقت ثلاثة اسابيع وانتهت يوم الثاني من اكتوبر تشرين الاول على قرار بادانة عدم تعاون اسرائيل مع تحقيق غزة الذي قاده القاضي الجنوب افريقي ريتشارد جولدستون.

وتوصل التقرير الصادر في سبتمبر ايلول الماضي الى ان كلا من القوات المسلحة الاسرائيلية ومقاتلي حماس ارتكبوا جرائم حرب اثناء الحرب التي دارت بين شهري ديسمبر كانون الاول ويناير كانون الثاني الماضيين. لكنه كان اشد انتقادا لاسرائيل.

وتأجل الاقتراع على قرار مجلس حقوق الانسان حتى شهر مارس اذار بعد ضغوط من واشنطن التي تحاول استئناف محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية.

وتعرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس لانتقادات حادة في الداخل لموافقته على هذا التأجيل.

وفي نيويورك قدم مجلس الامن الدولي موعد الاجتماع بشأن الشرق الاوسط بعد مطالبة ليبيا بمناقشة تقرير جولدستون بصفة عاجلة. وستجري المناقشة يوم الاربعاء قبل يوم من اجتماع مجلس حقوق الانسان المتوقع ان يستمر حتى يوم الجمعة.

وتصوت الدول النامية عادة ككتلة واحدة في مجلس حقوق الانسان منتقدة اسرائيل. ويقول المنتقدون ان هذا الاسلوب يهدف الى صرف الانتباه عن احداث اساءة المعاملة في اماكن اخرى من العالم.

التوتر التركي الإسرائيلي

من جانبها دعت تركيا، الحكومة الإسرائيلية، إلى "تحكيم المنطق،" في محاولة منها لتهدئة توتر دبلوماسي مع تل أبيب بسبب تدريبات عسكرية مشتركة لقوات حلف شمال الأطلسي "ناتو،" ودولا أخرى.

وقال وزارة الخارجية التركية في بيان "من الخطأ تأويل مسألة تأجيل التدريبات لتحمل معان سياسية والقفز إلى النتائج."

وقالت إسرائيل إن تركيا عمدت إلى تأجيل التدريبات التي تحمل اسم "نسر الأناضول،" لأن أنقرة "أرادت أن تستثني إسرائيل من المشاركة فيها،" في حين ستشارك الولايات المتحدة وإيطاليا.

وكانت تركيا المسلمة، حليفا وثيقا لإسرائيل إلا العلاقات بين البلدين تدهورت بعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في يناير/كانون ثاني الماضي، بعد انتقاد حاد أبداه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للهجوم.

وقد أعلن وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو أن بلاده منعت مشاركة إسرائيل في مناورات عسكرية لحلف شمال الأطلسي بسبب الهجوم الإسرائيلي على غزة قبل نحو عام. بحسب (CNN).

ورداً على سؤال حول سبب استبعاد إسرائيل من المناورات، قال وزير الخارجية التركية: "نأمل أن تتحسن الأوضاع في غزة، وأن تعود الأمور إلى مسارها الدبلوماسي، الأمر الذي يخلق مناخاً إيجابياً وينعكس بالتالي على العلاقات التركية الإسرائيلية."

وأردف قائلاً: "لكن في الظروف الحالية، بالطبع نحن ننتقد هذا الأسلوب.. أي الأسلوب الإسرائيلي."

وكان وزير الخارجية التركي قال في وقت سابق إن سبب تأجيل مناورات "نسر الأناضول" مسألة فنية وليست سياسية.

وقال أوغلو إنه بعد مشاورات مع الأطراف المعنية، فقد تقرر إجراء مناورات عسكرية وطنية بدلاً من مناورات الناتو.

هذا وكان من المقرر مشاركة إيطاليا والولايات المتحدة في هذه المناورات، غير أنهما انسحبتا منها بعد أن علمتا أنه تم استبعاد إسرائيل من تلك المناورات، وفقاً لما أوردته صحيفة "هآريتس" الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية.

على أن المتحدثة باسم السفارة الأمريكية في أنقرة، ديبورا غويدو، قالت في تصريح لـCNN إن الولايات المتحدة وحلفاءها طلبوا تأجيل المناورات "على أمل تحديد موعد آخر لاحقاً"، ورفضت تقديم المزيد من الإيضاحات باستثناء قولها: "إننا ننظر إلى هذا الأمر باعتباره تأجيلاً للمناورات وليس إلغاء لها."

يذكر أن المناورات المعروفة باسم "نسر الأناضول"، وهي مناورات جوية، تجري مرة كل عدة أعوام بهدف دعم وتعزيز التعاون العسكري الجوي بين دول الأطلسي، وغالباً ما تجري بين 12 و23 أكتوبر/تشرين الأول.

يشار إلى أن تركيا واحدة من الدول الحليفة لإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، كما أن بينهما تحالف عسكري واقتصادي وثيق منذ ما يزيد على عقد، غير أن هذه العلاقة تعرضت لهزة كبيرة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة العام الماضي.

وتوترت العلاقات بعد أن انتقد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، خلال المنتدى الاقتصاد العالمي في دافوس، واتهمه بقتل الأطفال خلال حرب الأسابيع الستة.

نتنياهو يرفض المحاكمة

من جهته اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان اسرائيل ترفض ان يحال مواطنوها امام القضاء لارتكابهم جرائم حرب اثر الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة.

ووجه نتانياهو خلال افتتاحه الدورة البرلمانية الجديدة للكنيست انتقادا شديدا الى تقرير الامم المتحدة الذي يتهم اسرائيل وحركة حماس بارتكاب "جرائم حرب" في غزة.

واعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي وثيقة جولدستون المثيرة للجدل عائقا امام عملية السلام.

واوصى تقرير جولدستون عن الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة التي استمرت ثلاثة اسابيع وانتهت في 18 يناير/ كانون الثاني الماضي باحالة الملف على المحكمة الجنائية الدولية في حال لم تجر اسرائيل في غضون ستة اشهر تحقيقا في شان المزاعم حول ارتكاب جرائم حرب.

وفي هذه الحال، قد تقرر المحكمة الجنائية الدولية محاكمة قادة سياسيين او عسكريين اسرائيليين ضالعين في الهجوم العسكري وقد تصدر مذكرات توقيف دولية لهذا الغرض.

وقال نتانياهو "لن نسمح بان يكون رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك ووزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني الذين ارسلوا جنودنا للدفاع عن مدننا ومواطنينا في قفص الاتهام في لاهاي" حيث مقر المحكمة الجنائية الدولية.

واضاف "لن نسمح بان يعامل ضباط وجنود في جيش الدفاع كمجرمين بعدما دافعوا عن مواطني اسرائيل بشجاعة وشرف ضد عدو وحشي".

وكان التقرير قد خلُص إلى أن إسرائيل والمسلحين الفلسطينيين ارتكبوا جرائم حرب خلال العمليات العسكرية التي شهدها القطاع في يناير/ كانون الثاني 2009.

جنود قتلوا 11 فلسطينيا يلوحون برايات بيضاء

واتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية الدولية جنودا إسرائيليين بقتل 11 مدنيا فلسطينيا في غزة أثناء العملية العسكرية الأخيرة رغم تلويحهم برايات بيضاء.

وقالت المنظمة إن القضية يجب أن ترفع الى محكمة جرائم الحرب الدولية اذا لم تحقق إسرائيل في الحادث كما يجب.

وأضاف التقرير أن مقتل الفلسطينيين وقع في وقت لم تكن تجري فيه عمليات قتالية في المنطقة التي كانت إسرائيل تسيطر عليها تماما، حسب التحقيقات التي أجرتها المنظمة التي أكدت أنه لم يكن هناك مقاتلون بين المدنيين.

وقالت شاهدة عيان تدعى سعاد عبد ربه للمنظمة إنها وأفراد عائلتها وقفوا أمام دبابة إسرائيلية وهم يحملون الرايات البيضاء لمدة تسع دقائق قبل أن يبدأ الجنود بإطلاق النار عليهم فجأة ودون سابق إنذار.

وأشارت المنظمة الى حادث وقع شرقي جباليا حيث أطلق الجنود الإسرائيليون النار على امرأتين وثلاثة أطفال، وكان ثلاثة منهم يلوحون برايات بيضاء، فقتلوا طفلتين بعمر سنتين وسبع سنوات وجرحوا الثالثة بشكل أدى الى إصابتها بشلل وسطي.

وقالت المنظمة إنها استندت الى تحقيقات وأدلة ميدانية والتقارير الطبية للضحايا ومقابلات مطولة مع شهود عيان.

وقالت المنظمة انه في خمس من الحوادث السبع التي وصفتها أطلق الجنود الاسرائيليون النار على مدنيين كانوا يسيرون في الشارع ملوحين برايات بيضاء ومحاولين الخروج من مناطق يدور قيها قتال.

وأشارت المنظمة الى ادعاءات إسرائيلية بأن فلسطينيين كانوا يطلقون النار من خلف رايات بيضاء وقالت إن الجيش الإسرائيلي لم يوفر تفاصيل وأدلة تدعم تلك الادعاءات بشكل كاف.

وكان الجيش الاسرائيلي قد قال ان جنوده لم يخرقوا أي قانون وإن كانت أخطاء قد وقعت فعلا "مثل قصف منزل يحتمي به 21 مدنيا عن طريق الخطأ".

وكانت هيومان رايتس ووتش قد اتهمت حماس الأسبوع الماضي بارتكاب جرائم حرب من خلال إطلاقها صواريخ على بلدات إسرائيلية، وكذلك بسبب اطلاق مقاتليها النار من مناطق مأهولة، وإن كانت المنظمة أكدت أنها لم تعلم بأكثر من 3-4 حالات كهذه قام عليها دليل، وأن هناك دلائل على عدد أكبر من الحالات التي استخدم فيها جنود إسرائيليون مدنيين فلسطينيين كدروع بشرية من تلك التي قام بها مسلحون فلسطينيون.

وكانت منظمة إسرائيلية تدعى "كسر الصمت" قد نشرت شهادات لجنود إسرائيليين عن قيامهم بإجبار مدنيين فلسطينيين على دخول بنايات يستخدمها مقاتلون فلسطينيون كملاجئ لهم.

يذكر أن ما لا يقل عن 1166 فلسطينيا قتلوا في العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، وتتباين التقارير حول نسبة المدنيين بينهم، بينما قتل 13 إسرائيليا بينهم ثلاثة مدنيين.

فتح تقبل الوحدة

قبلت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطة مصر التي تدعو الى ان توقع فتح وحماس بشكل منفصل اتفاق مصالحة بعدما رفضت حماس حضور مراسم توقيع اتفاق للوحدة.

وقالت حماس انها لم تقرر بعد ما اذا كانت ستوافق على المقترح الذي طرحه وسطاء مصريون.

وقال عزام الاحمد المسؤول بفتح "نحن في فتح موافقون على الورقة المصرية وسنوقع عليها خلال ثمان واربعين ساعة ومصر بانتظار موافقة حماس."

ودعت مصر فتح وحماس لحضور حفل بالقاهرة بين 24 و 26 اكتوبر تشرين الاول حيث كان من المتوقع ان يوقعا اتفاق مصالحة. وفازت حماس بانتخابات تشريعية عام 2006 وانتزعت السيطرة بقوة على قطاع غزة من منافستها المدعومة من الغرب عام 2007.

لكن حماس طلبت تأجيل التوقيع مرجعة ذلك الى موافقة عباس تحت ضغط امريكي على مساندة ارجاء مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة التصويت على تقرير اتهم اسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال هجومها على غزة في ديسمبر كانون الاول ويناير كانون الثاني.

كما قال التقرير الذي وضعه القاضي الجنوب افريقي ريتشارد جولدستون ان نشطاء حماس شنوا هجمات صاروخية عبر الحدود على تجمعات سكنية في اسرائيل وارتكبوا جرائم حرب.

وقال محمد دحلان المسؤول الكبير بفتح انه ومسؤولين اخرين بالحركة سيحثون عباس على ان يجري بشكل احادي انتخابات رئاسية وتشريعية فلسطينية من المقرر اجراؤها في 25 يناير كانون الثاني اذا لم توافق حماس على اتفاق المصالحة.

وذكرت صحيفة هاأرتس الاسرائيلية في تقرير قالت ان مصدره مسؤول بادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما لم تنشر اسمه ان المبعوث الامريكي للسلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل ابلغ مصر ان واشنطن لا تؤيد اتفاق الوحدة المقترح.

وقال ميتشل طبقا للصحيفة ان ثمة جوانب معينة في الاتفاق الحالي من شأنها ان تقوض الجهود الامريكية لاعادة اطلاق المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين.

وتعارض حماس المحادثات ورفضت دعوات غربية بنبذ العنف والاعتراف باسرائيل وقبول اتفاقات السلام الانتقالية السابقة. ولم تعلق السفارة الامريكية في اسرائيل على تقرير هاأرتس.

وينص اتفاق الوحدة المقترح على ان تعمل لجنة من فصائل فلسطينية كهمزة وصل بين الحكومة التي تهيمن عليها فتح في الضفة الغربية وسلطات حماس في قطاع غزة وعلى تشكيل قوة شرطة مشتركة.

وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم ان حركته لم تضع اللمسات الاخيرة على موقفها وستسلم ردها للقاهرة فور الانتهاء من الاتصالات مع المسؤولين المصريين والمشاورات داخل الحركة.

إنهاء إمارة الظلام

من جانبه شن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، هجوماً شرساً ضد حركة المقاومة الإسلامية، مؤكداً أنه لن يتنازل عن سنتيمتر واحد مما أعطته الشرعية الدولية، ومشيراً إلى أن حركة حماس تتذرع بتأجيل تقرير "غولدستون" كي تتهرب من اتفاق المصالحة.

وقال عباس، خلال افتتاحه الجامعة الأمريكية في جنين بالضفة الغربية، إن قيادات حماس فرت إلى سيناء "وتركت شعبنا تحت القصف خلال العدوان الإسرائيلي على غزة"، مشيراً إلى أن السلطة حذرت حماس من "عدوان إسرائيلي على غزة قبل وقوعه بأسبوع."

وقال عباس: "نحن مع الوحدة الوطنية دون تحفظات وسنسير مع المصالحة التي تقودها مصر حتى النهاية.. وهمنا الأكبر استعادة وحدتنا الوطنية وإنهاء الانقلاب الأسود."

وأضاف أن "الانقلاب يجب أن ينتهي بأي وسيلة باستثناء القوة." ووصف حركة حماس في غزة بأنها "إمارة ظلام" حين قال يجب إنهاء "إمارة الظلام" التي أقامتها حركة حماس في غزة. بحسب CNN.

وحول تأجيل تقرير "غولدستون"، قال عباس إن حركة حماس تتذرع بتأجيل التقرير كي تتهرب من اتفاق المصالحة، وأنه سبق لها أن أجلت المصالحة لأسباب أخرى.

ثم قال "سيبقى رأسنا مرفوعاً وجبهتنا عالية ولن نلتفت للمناكفات والمهاترات."

وحول مفاوضات السلاك مع إسرائيل، قال رئيس السلطة الفلسطينية "نحن مع السلام العادل ومع المفاوضات ولكن ليس بأي ثمن" وأضاف قائلاً: "لن نتنازل عن سنتمتر واحد مما أعطتنا إياه الشرعية الدولية."

يذكر أن عباس كان قد شن هجوماً سابقاً على حركة حماس، واتهما بأنها استغلت تأجيل تقرير "غولدستون" في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، لـ"التنصل من المصالحة الوطنية"، ولمواصلة "ممارساتها الظلامية" في قطاع غزة.

وقال عباس، في خطاب وجهه من مقر رئاسة السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية، إن تأجيل التصويت على تقرير لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، بشأن الحرب على غزة، برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون، جاء بهدف "تجنب إفراغ التقرير من مضمونه."

وكان محمود عباس، قد افتتح في الجامعة العربية الأمريكية في جنين، مشاغل ومختبرات كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، ومكتبة الجامعة، ومختبرات كلية العلوم الطبية المساندة، وعيادات كلية طب الأسنان، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."

ووصف عبد اللطيف القنوع المسؤول بحماس مزاعم عباس بانها لا اساس لها. واضاف " قادة حماس اداروا المعركة من الخنادق وقدموا اباءهم وقادتهم شهداء."

وفاة شقيق المتحدث الاعلامي باسم حماس

في سياق ذو صلة قالت مصادر أمنية مصرية ان يوسف أبو زهري شقيق المتحدث الاعلامي باسم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) سامي أبو زهري توفي في سجن مصري بعد نحو ستة أشهر من القاء القبض عليه في سيناء.

وقالت حماس ان أبو زهري عذب حتى الموت وهو اتهام يمكن أن يسمم جهود مصر لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.

وقال مصدر مصري ان يوسف أبو زهري (38 عاما) وهو من نشطاء حماس وحارس لشقيقه توفي يوم الاثنين "بأزمة صحية." بحسب رويترز.

ولم يدل المصدر بمزيد من التفاصيل حول سبب الوفاة لكن مصدرا أمنيا اخر قال لرويترز لاحقا انه كان مريضا بالقلب والصفراء وانه توفي في سجن برج العرب قرب مدينة الاسكندرية الساحلية وسلمت جثته الى ذويه.

لكن مصدرا أمنيا ثالثا قال في وقت لاحق ان الجثة لم تسلم بعد وان الترتيبات جارية لتسليمها.

وأضاف أن المخابرات العامة تتولى الترتيبات وأن تسليم الجثة سيتم في معبر رفح لاحقا.

وقبضت الشرطة المصرية على أبو زهري في ابريل نيسان الماضي بمدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء خلال مداهمات استهدفت القبض على أعضاء خلية تابعة لحزب الله اللبناني.

وقال مصدر أمني وقتذاك ان القبض على أبو زهري تم بالمصادفة لكن مصدرا أمنيا اخر قال انه كان مراقبا من قبل مباحث أمن الدولة خلال اقامته غير الشرعية في المدينة.

وكان حزب الله اعترف بنشاط عضو فيه هو سامي شهاب ومعاونين له في تهريب السلاح الى قطاع غزة في نفق تحت خط الحدود المصرية مع القطاع.

وقالت المصادر الامنية ان أبو زهري دخل الاراضي المصرية مستخدما نفقا سريا تحت خط الحدود. وأضافت أن الشرطة قبضت عليه بعد نحو شهرين من دخوله الاراضي المصرية.

وقال مصدر ان أبو زهري كان محتجزا في سجن يتبع مباحث أمن الدولة التي استجوبته هو وصاحب المنزل الذي كان يقيم فيه.

ونقل أبو زهري الى القاهرة لاستكمال استجوابه كما قالت المصادر.

جاء الاعلان عن احتجاز أبو زهري بعد يوم من بدء الجولة الرابعة من الحوار بين حركتي حماس وفتح لرأب الصدع الفلسطيني برعاية مصر يوم 27 ابريل نيسان. ولم تصل جولات الحوار الى نتيجة الى الان.

وقالت حماس ان أبو زهري عذب في سجن يتبع الاجهزة الامنية المصرية.

وقال شقيقه سامي للصحفيين انهم أرادوا أن يحصلوا منه على معلومات لادانة سامي. وأضاف أن المؤكد أنه لم يكن لديه ما يقوله لانه لم يكن هناك مثل هذا الشيء.

وقال سامي وهو يغالب دموعه ان شقيقه أبلغه في مكالمة واحدة قصيرة بأنه فقد بصره. وأضاف أن اخر كلماته لسامي كانت " انقذني."

وتنفي مصر أن تكون عذبته وتقول ان أمراضا عادية منها الكبد والصدر كانت السبب في الوفاة.

وقال متحدث اخر باسم حماس هو فوزي برهوم ان ابو زهري توفي بسبب نزيف داخلي.

وأضاف أنهم في حماس طلبوا من المسؤولين المصريين التدخل لانقاذ حياته وأن ينقلوه الى مستشفى. ومضى قائلا انهم يدينون هذا القتل. وتابع أن أبو زهري عذب حتى الموت.

وقال برهوم ان مصر لا تزال تحتجز بضعة عناصر من حماس بينهم أيمن نوفل وهو قائد عسكري قبض عليه لعبوره الحدود الى سيناء بطريق غير مشروع العام الماضي. وطالب المتحدث مصر باطلاق سراحهم.

وتحاول مصر بوسائل مختلفة غلق الانفاق السرية تحت خط الحدود مع قطاع غزة الذي يخضع لحصار اسرائيلي.

وقالت حماس العام الماضي ان مصر تتحمل المسؤولية عن مقتل ثمانية فلسطينيين حين استخدمت المياه وغازا ومتفجرات لاغلاق عدد من الانفاق.

وقالت السلطات الامنية المصرية ان مصر ضخت غازا غير مضر في الانفاق بقصد منع الفلسطينيين من محاولة معاودة دخولها.

وتضغط الولايات المتحدة واسرائيل على مصر لاغلاق الانفاق لمنع النشطاء من تهريب الاسلحة. ويساعد خبراء أمريكيون قوات الامن المصرية في البحث عن الانفاق.

وتشعر مصر بالقلق من حكم حماس لقطاع غزة وامكانية أن يكون من شأن ذلك تحفيز المعارضة الاسلامية الضجرة في مصر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 15/تشرين الثاني/2009 - 25/شوال/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م