في دورة العلاقة بين السياسي والاعلامي: السعي لتبادل المسؤولية والاهتمام المتبادَل

علي فضيلة الشمري- السليمانية

شبكة النبأ: استكمالا للدورة الإعلامية التي أقيمت في شهر آب الماضي التي أقامها المركز الإعلامي المستقل في كردستان، أقيمت الدورة الخاصة بالسياسيين والإعلاميين دورة (العلاقة بين السياسيين والإعلاميين) علما ان عدد الإعلاميين كان 15 إعلاميا وصحافيا من محافظة واسط والتي شهدت تغيب السياسيين عن الدورة من دون سبب يذكر على الرغم من قوة المنهج وقدرة المحاضرين وتمكنهم.

وقال الإعلامي خضر دوملي المنسق في المركز الإعلامي المستقل "كانت هذه الدورة مكملة للبرنامج الذي ابتدأناه، ونعتقد ان الخلل بسبب المنسقين مع السياسيين في محافظة واسط لأن أي سياسي لم يحضر للدورة، وهذا الشيء لم يوقفنا إذ استمرت الدورة للصحفيين والإعلاميين وسيكون هنالك تكملة للمشوار حتى بعد غياب السياسيين، وكان المطلوب من الدورة بناء العلاقة بين السياسي والإعلامي وتحديد آليات العمل وان تكون هنالك تطبيقات عملية للأداء الإعلامي مع السياسي في آن واحد وكذلك بالنسبة للسياسي في التعايش مع الواقع، وبذلك اضطررنا إلى شطر المتدربين الإعلاميين ليلعب أحدهم دور السياسي والآخر دور الإعلامي ليستمر منهج الدورة الذي ابتدأناه، فالخلل الذي واجهناه كان بسبب مسائل متعلقة بالتنسيق حيث لم يحضروا السياسيين للاستفادة من هذه الدورة".

وفيما يخص ردود أفعال الإعلاميين إزاء عدم حضور السياسيين للدورة أبدى الزميل بشير تعبان، من قناة العراقية رأيه قائلا، مع الأسف ربما يكون هذا ديدن السياسيين الآن، ويعتقدون بأنهم أفضل من الإعلاميين فيترفعون عنهم، ولهذا أنا أعتقد ان سبب عدم حضورهم لهذه الدورة المهمة التي من المفروض ان يستفيدوا منها بشأن كيفية التعامل مع الإعلامي قلة الخبرة لديهم بالمجال السياسي والإعلامي معا، ولذلك أنا أعتقد ان عدم حضورهم بمثابة التهرب من الدورة وترددهم منها، إذ كان المؤمل من الدورة معرفة كيفية إيصال فكرة السياسي إلى المواطن ومطالب المواطن للسياسي وهذه اهم فوائد وأسباب الدورة ومن جانب آخر كان من المفترض ان يتعلموا من هذه الدورة كيف يتعاملون مع الإعلامي والواقع السياسي".

الزميل حسين البعاج، من قناة المسار قال، نطالب المسؤولين أن يكونوا بقدر المسؤولية التي أمنهم هذا الشعب عليها لأنهم يمثلون شريحة معينة من المجتمع وهم جزء منه، ويفترض بهم أن يكونوا على قدر من المسؤولية ويحضرون هذه الدورة ليتعلموا كيف يوصلون المعلومة للصحفي ومن ثم ليأخذ الصحفي دوره في إيصالها للمواطنين، وللأسف لمسنا منهم التخوف في الحضور".

 وأكد البعاج بما يخص موضوع عدم صرف المبالغ الخاصة بهم كمتدربين لأنهم قطعوا مسافات كبيرة ليحضروا قائلا: "هناك مشكلة ربما تكون إدارية أو تنسيقية من قبل PRT وكان ما نصه اجتماعنا في واسط معهم قبل الحضور إلى هنا على ان الدورة خمسة أيام وتفاجأنا هنا حينما علمنا انهم لم يصرفوا سوى أجور ثلاثة أيام وهذه مشكلة وبدورنا نحن كإعلاميين وكصحفيين أتينا من محافظة واسط وقطعنا مخاطر الطريق ومع ذلك رفضنا هذه المبالغ، وسوف لن تكون هنالك أي مصداقية بيننا وبين الـPRT لإخلالهم بالاتفاق مع الإعلاميين فيما يخص صرف استحقاقهم المتفق عليه"، وأوضح حسين: "ان الدورة كانت قيمة جدا، والأساتذة يمتازوا بمهارة عالية وخبرة مميزة وهم من خيرة الأساتذة من الدول العربية وخيرة المدربين الأكفاء".

وذكر الاستاذ سامان، المنسق المالي للدورة، ان هنالك إشكال بالميزانية المخصصة للدورة والقانون الذي عندنا يقول بأننا بالإمكان ان نصرف للمتدرب للأيام التي يدرس بها فقط والإشكال ان المتدربين يقولون بأنهم خارج مدينة السليمانية ويجب ان تكون خمسة أيام ولكن الميزانية المتوفرة لدي والمخصصة لهم تخص ثلاثة أيام فقط ولا أستطيع التجاوز عليها ولكن سوف يتم حل هذا الإشكال، وأعتقد ان النقل لم يكون منصوص عليه من جانبنا ولم نصرف له مخصصات مالية لتغطيته بحسب الاتفاق ومع ذلك سنناقش الموضوع مرة أخرى وسنصل إلى حل".

إلى ذلك تحدث المحاضر حسن الرشيد، من هولندا وهو مغربي الأصل، ويعمل مدير مكتب قناة الجزيرة بالمغرب العربي، عن منهج الدورة وأهم الفقرات التي كان من المتوقع التركيز عليها في الدورة قائلا: "بناء الثقة ما بين الإعلامي والسياسي وإعطاء أمثلة نظرية بين الصحفي والسياسي إذا حدَثَ حدثْ محدد، فإن السياسي يكمل الإعلامي، والإعلامي يكمل السياسي وكل واحد يرتبط بواجبه لخدمة المجتمع، وان هذه العلاقة هي علاقة وطيدة ولابد أن تكون مكتملة الجوانب".

 وأضاف الرشيد: "كنا نتمنى حضور السياسيين في الدورة لتكون النتائج واقعية، وتم تقسيم المجموعة إلى مجموعتين تلعب الأولى دور الإعلامي والمجموعة الثانية دور السياسي لتوضيح العلاقة الطبيعية بينهم ولمعرفة ما لهم وما عليهم وكيف يمكن استثمار هذه العلاقة في خدمة الحدث ومهنية الحدث وموضوعه فضلا عن مصداقيته، وهناك مشاريع مماثلة في الأردن والمغرب وغيرها من الدول كلها توضح العلاقة بين الساسة والإعلاميين والتي بمجرد عدم فهما تعيق التقدم الإعلامي ويجب ان تكون متكاملة الجوانب ليكون المستفيد فيها المشاهد والمستمع، فالنجاح رهين معطيات عدة ومن هذه المعطيات البناء الديمقراطي لتلك الدولة" وأضاف "هناك برامج كثيرة مستقبلية منها انتقاء مجموعة من الصحفيين من كل دولة لتمثل الواقع الإعلامي العربي ككل".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 14/تشرين الثاني/2009 - 24/شوال/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م