مدينة الإمام الحسين الزراعية في كربلاء..

تجربة فريدة أعطت ثمارها ببركة من الله وجهود العاملين فيها

تحقيق: علي حسين الجبوري

 

شبكة النبأ: بعد قرابة ستة أشهر من العمل المضني والجهود الحثيثة وببركة من الله سبحانه وتعالى، أعطت مدينة الإمام الحسين (عليه السلام) الزراعية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة في منطقة الدواجن عند مدخل (النجف ـ كربلاء) ثمارها، وبدأت تلقي بظلالها الايجابية على محافظة كربلاء المقدسة، وأصبحت تجربة فريدة لإنتاج المحاصيل الزراعية الأساسية للمواطنين في كربلاء بأسعار مناسبة وجودة عالية، إضافة إلى خطة تصدير محاصيلها لبقية المحافظات العراقية في الفترات المقبلة.

وقال الحاج (زكي جاسم المنكوشي) مسؤول شعبة التنمية الزراعية في العتبة الحسينية والمشرف على مدينة الإمام الحسين الزراعية في تصريحه لـ(العطاء الحسيني)، "تشمل مدينة الإمام الحسين الزراعية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة مساحة ألف دونم، وتنقسم إلى الجزء الأمامي القريب من الشارع العام في منطقة الدواجن بمساحة (100) دونم ويحوي عدد من البيوت الزراعية من النوع العادي (500 متر مربع) ومتعدد الفضاءات (2500 متر مربع) موزعة في هذه المنطقة لزراعة الخيار والطماطم والفواكه مثل الفراولة، أما القسم الخلفي فيشمل عدد آخر من البيوت الزراعية وكذلك الزراعة المكشوفة لنباتات الطماطة والخيار والباذنجان والفلفل الأخضر بمساحة (30) دونم من مساحة كلية تقدر بـ (900) دونم، وإن البعض من هذه المساحات أعطت ثمارها بشكل كبير والأخرى خلال الأيام المقبلة".

وتابع، "تم توزيع أول محصول لمدينة الحسين الزراعية على البعض من فقراء محافظة كربلاء وتمّ عن طريق معتمدي المرجعية الدينية العليا، وقمنا بتزويد ما يقارب (35) طناً من الخيار إلى مركز بيع الخضروات (علوة) في كربلاء ومن ثم محاصيل الطماطم، وكذلك تزويد مضيف الإمام الحسين (عليه السلام) في العتبة الحسينية بمحاصيل الخضروات".

وأشار، "بتوجيه من سماحة الأمين العام للعتبة الحسينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي أصبحت لدينا خطة إنشاء مركز تسويق للخضروات خاص بالعتبة الحسينية المقدسة لبيع المحاصيل الزراعية على البقالين بصورة جملة، إضافة إلى إنشاء مراكز بيع في جميع أسواق محافظة كربلاء لبيع الخضروات بصورة مفرد على المواطنين مراعين فيها جودة المحاصيل الزراعية ورخص أسعارها وتشغيل اليد العاملة".

وأضاف المنكوشي، "قمنا بشراء أثنين من البيوت البلاستيكية تسمى بمتعددة الفضاءات بمساحة واحد دونم لكل بيت وهي مكيفة ومبردة ويمكننا من خلالها زراعة نباتات الخيار والطماطم على مدار السنة، وتعتبر هذه البيوت تجربة فريدة ولأول مرة تستخدم في العراق وستكون تحت إشراف المهندسين الزراعيين، إضافة إلى ذلك فقد قامت مديرية حفر الآبار في كربلاء بحفر (16) بئراً مجاني بطاقمها من مضخات الماء والمولدات الكهربائية الخاصة بها وفلتر لتصفية مياه البئر من الرمال لغرض تزويد المدينة الزراعية بمياه الري الكافية".

وأوضح، "يصل عدد المزارعين العاملين في المدينة الزراعية إلى (30) مزارعاً، وهم عبارة عن عوائل فلاحة يتم تزويدها بالبذور المحسّنة والمبيدات وأجهزة التنقيط والنايلون وتقوم بعملية الزراعة إزاء مبالغ تقدّر بربع كمية المحصول الكلّي، وسنقوم بتشغيل عدد (1000) شخص من اليد العاملة مستقبلاً بعد توسيع عمل المدينة الزراعية بإذن الله تعالى".

العام المقبل سيشهد زراعة 400 دونم اخرى

من جانبه بيّن المهندس (توفيق إدريس) معاون رئيس قسم التنمية الزراعية؛ بأن مشروع مدينة الحسين الزراعية يعد من المشاريع المتكاملة، وقال، سنقوم في العام المقبل بزراعة ما لا يقل عن (400) دونم من المساحة الكلية للمدينة لسدّ حاجة السوق من المحاصيل الزراعية الأساسية".

وتابع، "أصبحت لدينا فكرة إنشاء مصنع لمعجون الطماطم والسكر السائل، وكذلك بناء حظائر لتربية الأغنام من النوع التركي (العواسي) المهجّنة ويصل وزن الحيوان الواحد (150) كيلو غرام وقد تبرّع أحد الأخوان المسيحيين من لبنان بأربع برك بلاستيكية كبيرة يتم فيها خزن المياه الخاصة بسقاية نباتات العلف، حيث سنقوم بزراعة مساحة (200) دونم من محاصيل الذرة الصفراء والجت من أجل توفير الغذاء اللازم لتربية الأغنام في المستقبل والتي ستشغل (60) دونم من المساحة الكلية للمدينة الزراعية وستحل من مشكلة ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في السوق خاصة بعد طرحنا لهذه الأغنام في الأسواق المحلية".

وحدة البستنة تُنشئ مصدّات الرياح للمدينة الزراعية

أما المهندس (حازم محمد رضا) مسؤول وحدة البستنة ومصدات الرياح في مدينة الحسين الزراعية قال، "تم في الوقت الحالي زراعة شتلات صغيرة لمصدات الريح في الجزء الأمام من المدينة الزراعية، حيث قمنا بزراعة (13) خطاً من أشجار صدّ الرياح وهي أربعة خطوط كاليبتوز وخمسة خطوط زيتون تتخللها خطوط من النخيل بالإضافة إلى زراعة عدد من أشجار الزينة، وخلال فترات زمنية متعاقبة ستنمو هذه الشتلات إلى أشجار عالية تصل إلى (30) متراً تقريباً للكاليبتوز مثلاً وتستخدم كمصدات للرياح لحماية المحاصيل الزراعية الأخرى في المدينة وكذلك البيوت البلاستيكية من التكسر".

وتابع حازم، "إن ما تروه من عطاء مدينة الإمام الحسين الزراعية فهو متأتي من حرص الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة على إنجاح هذا المشروع الخدمي وكذلك لتضافر الجهود وتلاقح الخبرات بين العاملين في المدينة الزراعية خدمة للإمام الحسين (عليه السلام)".

بينما قال المهندس (عبد الحسين خضير) مسؤول شعبة الكهرباء في العتبة الحسينية المقدسة، "قامت شعبة الكهرباء بأعمالها الفنية في المدينة الزراعية وقمنا بالتنسيق مع مديرية كهرباء محافظة كربلاء بسحب خط كهرباء لتزويد المدينة بالتيار الكهربائي ووضع محولة كهربائية (250) KV في الجزء الأمامي من المدينة، أما الجزء الخلفي وهو بمساحة (900) دونم فقد قمنا إيصالها بخط كهرباء بمسافة (1300) متر عن محولة الكهرباء الرئيسية".

وتابع، "تم وضع ستة مولدات كهربائية من قبل العتبة الحسينية بطاقة توليدية (200) KV لتزويد المدينة الزراعية بتيار كهربائي مستمر وكذلك تزويدها بأعمدة إنارة محيطة بالمدينة، وحقيقة فإن أعمال التنمية الزراعية مستمرة وجيدة خاصة إلى ما تحتاجه الزراعة من الوقت والظروف الخاصة بها، ولكن الإصرار والمثابرة للعاملين فيها هو ما ساعد على نجاحها".

وأوضح المهندس (عبد الحسين محمد) بأن "إنتاجية المتر المربع الواحد من الزراعة المكشوفة بحدود كيلو وستمائة غرام، أما الزراعة في البيوت المحمية يصل أنتاجها إلى عشرة أضعاف ذلك أي حوالي ستة عشرة كيلو في المتر المربّع الواحد، ويكون الإنتاج عالي الجودة حيث نقوم ببرامج تسميدية للنباتات والتربة، إضافة إلى أن البذور المزروعة هي من البذور المحسنة والمقاومة للأمراض وملوحة التربة".

وتابع، "نطمح إنشاء مركز للأبحاث والدراسات في مجال الزراعة في داخل المدينة الزراعية ويستطع طلبة الجامعات والباحثون استثمار هذا المركز لكتابة أبحاثهم العلمية".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 14/تشرين الثاني/2009 - 24/شوال/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م