الغرب والمسلمين: التطرّف يعيق الإنسجام والتعايش السلمي

حملة ضد بناء المساجد ومظاهرات ضد الأحكام المسبّقة عن الإسلام

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: في حين اطلقَ حزب الشعب الدنماركي اليميني المتطرف الذي يشكل داعماً اساسياً للحكومة في البرلمان حملة إعلامية ضد بناء مساجد في البلاد، طلبَ فيلدرز النائب اليميني الهولندي "صاحب فيلم فتنة المسيئ للإسلام"، طلبَ أن تحصل المرأة الراغبة بوضع حجاب على تصريح من السلطات!، إلى جانب دفع مبلغ مالي يصل إلى 1500 دولار سنوياً!، واصفاً الزي الإسلامي بأنه منظر "يلوّث الشوارع الهولندية" في حين ووجِه الاقتراح بردود فعل غاضبة من قبل الجالية الإسلامية الكبيرة في البلاد إلى جانب قادة الأحزاب الليبرالية واليسارية.

وفي غضون ذلك تجمّعَ اكثر من الف مسلم من رجال ونساء أمام مبنى الكابيتول بواشنطن، لتأدية صلاة الجمعة، في تظاهرة رمزية احتجاجا على الاحكام المسبقة المرتبطة بالاسلام..

الدنمارك: حملة ضد بناء مسجد

وأطلق حزب الشعب الدنماركي اليميني المتطرف حملة إعلامية ضد بناء المساجد ودعا الناخبين الى التعبير عن معارضتهم لذلك. حيث نشر الحزب في صحف عدة، صفحة كاملة تحمل صـــــورة المسجـــد الازرق فـــي اسطنبـــول، وعلى قبته سيفان اضافهما الحـــزب، تحــت عنــوان: لا للمساجد الكبرى في المدن الدنماركية.

ويأتي ذلك في اطار حملة الانتخابات البلدية التي ستجرى في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بعدما اعطى مجلس بلدية كوبنهاغن ضوءاً اخضر لبناء اول مسجد في الدنمارك في قرار اعترض عليه حزب الشعب الذي طلب تصويتاً جديداً في 17 الشهر الجاري.

وكتب في الاعلان: وحده حزب الشعب الدنماركي صوّت ضد المشروع، لأن الاموال تأتي من انظمة عدة بينها نظام الرعب في ايران. كما حذر الحزب من مسجد جديد "سيرى النور خلال ثلاث سنوات في كوبنهاغن تموله السعودية".

وانتقد ممثلون محليون في كوبنهاغن، بينهم مساعد رئيس البلدية هذه الحملة، مؤكدين رغبتهم في بناء مسجد سيشكل رمز كوبنهاغن المتعددة الثقافات. بحسب فرانس برس.

والاسلام الذي يبلغ عدد أتباعه في الدنمارك مئتي الف شخص (يشكلون حوالى 3.5 في المئة من السكان) هو الديانة الثانية في الدنمارك بعد الكنيسة الانجيلية اللوثرية.

ويمارس المسلمون ومعظمهم من السنّة شعائرهم في اماكن مخصصة للصلاة في شقق او مستودعات خالية.

تظاهرات مسلمين في واشنطن احتجاجا على الاحكام المسبقة

وأمام مبنى الكابيتول بواشنطن تجمّعَ اكثر من الف مسلم من رجال ونساء، لتأدية صلاة الجمعة، في تظاهرة رمزية احتجاجا على الاحكام المسبقة المرتبطة بالاسلام على ما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.

وادى المتظاهرون، الرجال من جهة والنساء من جهة اخرى، الصلاة امام الواجهة الغربية للكابيتول مقر الكونغرس الاميركي. وقد نظم الحدث مسجد دار الاسلام في اليزابيث بولاية نيوجرزي (شمال شرق). وقال لوني شباز احد المشاركين "فضلا عن انه حدث تاريخي اعتقد انه تجمع لجميع المسلمين في مكان واحد لتلبية واجب الصلاة". بحسب فرانس برس.

واضاف "ان "الرسالة" التي يريد تمريرها المسلمون المتجمعون الجمعة "واضحة" وهي "تبيان للرأي العام الاميركي بان جميع الاحكام المسبقة المرتبطة بالمسلمين غير صحيحة. اننا لسنا متطرفين ونرفض العنصرية". وكان المنظمون ياملون مشاركة 50 الف شخص واوضحوا على موقعهم الالكتروني انهم يرغبون في "اظهار المبادىء الروحية للاسلام".

والتجمع الذي جرى في الصباح تفرق بعيد الساعة 14,00 بالتوقيت المحلي (18,00 ت غ). ثم غادر المنظمون الذين كانوا محاطين بحراس شخصيين، بسرعة المكان بعيد ذلك.

اعتقال عشرة اشخاص بعد تظاهرة ضد الاسلام في لندن

وفي لندن اعلنت الشرطة ان عشرة اشخاص اعتقلوا خلال مواجهات بين مجموعة من المتظاهرين معادين للاسلام ومئات المسلمين قرب مسجد في حي هارو في شمال غرب لندن.

وتدخلت الشرطة بعد الظهر بعد ان اخذ شبان مسلمون، بعضهم ملثم، برشق مجموعة معزولة من نحو عشرة متظاهرين "مناهضين للمسلمين" معظمهم حليقو الرأس، بالعصي والحجارة بالقرب من مسجد يجري بناؤه في حي هارو.

ونظمت التظاهرة الصغيرة منظمة "اوقفوا مظاهر الاسلمة في اوروبا" في ذكرى هجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر في الولايات المتحدة.

وقال احد المشاركين في هذه التظاهرة لفرانس برس "نحن في بريطانيا، ولنا الحق في التظاهر".

وقال الرجل وهو في حوالي الخمسين من عمره رافضا الكشف عن اسمه "لدي ابنان في الجيش، انهما يقاتلان في افغانستان لكن الشرطة لا تريد ان تدافع عنا اليوم".

وبعد الصدامات الاولى، تمكنت الشرطة من حماية المتظاهرين المناهضين للاسلام، لكن الوضع ظل متوترا في بداية المساء مع انتشار المئات من الشبان المسلمين والشبان المناهضين للفاشية وهم يطلقون عبارات غاضبة او يرشقون المقذوفات من على بعد نحو 500 متر من المسجد.

وقال ستيفن غاش من حركة "اوقفوا مظاهر الاسلمة في اوروبا" انهم يعارضون بناء مساجد جديدة.

واوضح عضو الحركة المناهضة للعنصرية، وكذلك "للاسلمة"، "لا نريد مساجد حتى تسوى كل مظاهر الكراهية هذه".

صاحب فيلم "فتنة" يثير المسلمين مجدداً بطرح ضريبة للحجاب

وفي هولندا تسير السياسة اليومية، وخاصة بالنسبة للمسلمين، على وقع تصريحات النائب اليميني، غيرت فيلدرز، الذي عُرف في السابق بسبب الضجة التي أثارها فيلمه "فتنة" وما قيل عنه لجهة اعتباره "مسيئاً للقرآن وتعاليم الإسلام،" حيث عاد اليوم ليطرح قضية لا تقل إثارة للجدل، تتعلق بفرض ضريبة على المحجبات في البلاد.

وطلب فيلدرز أن تحصل المرأة الراغبة بوضع حجاب على تصريح من السلطات، إلى جانب دفع مبلغ مالي يصل إلى 1500 دولار سنوياً، واصفاً الزي الإسلامي بأنه منظر "يلوث الشوارع الهولندية،" ويلاقي الاقتراح ردود فعل غاضبة من قبل الجالية الإسلامية الكبيرة في البلاد، إلى جانب قادة الأحزاب الليبرالية واليسارية. بحسب سي ان ان.

وقال فيلدز، خلال جلسة للبرلمان: "أي امرأة مسلمة تريد أن ترتدي غطاء الرأس (الحجاب) عليها أن تحصل أولاً على تصريح رسمي، ودفع مبلغ ألف يورو سنوياً مقابل ذلك، المبالغ المستحصلة من 'ضريبة الحجاب' يمكن أن تذهب لتمويل برامج تمكين المرأة وحمايتها."

وأضاف النائب الهولندي الذي يتزعم حزب الحرية: "لقد مللنا من الحجاب إلى حدّ القرف. وسوف نفعل كل ما بوسعنا للتقليل من ارتدائه. لقد سبق أن قدمنا مشروع قانون لحظر النقاب، واقتراحنا الحالي يخص الحجاب، الذي ببساطة يعد تشويهاً لمنظر الشارع الهولندي. شكله غير مقبول، ولكن الأهم أنه رمز لاضطهاد المرأة. علينا أن نقف بوجه ذلك."

وجاء أحد الردود من رئيس الوزراء الهولندي، يان بيتر بالكينينده، الذي قال إن اقتراح ويلدرز: "لا يصلح في بلد يرحب بالجميع ويتعامل الناس فيه باحترام مع بعضهم البعض."

افتتاح أول مدرسة ثانوية اسلامية في فرنسا..

وفي حدث فريد من نوعه افتتحت أول مدرسة ثانوية اسلامية في فرنسا بمدينة مارسيليا الجنوبية في حدث نادر في دولة أوروبية علمانية.

وفي المدرسة الخاصة التي تحمل اسم "ابن خلدون" الفيلسوف العربي الذي عاش في القرن الرابع عشر ومؤسس علم الاجتماع يتلقى الطلبة دروسا في الدين والثقافة الاسلامية وفي اللغة العربية بالاضافة الى المنهج الدراسي الفرنسي العادي.

ويعيش في فرنسا أكبر عدد من المسلمين في غرب أوروبا ويقيم زهاء 200 ألف منهم أي نحو ربع عدد السكان المسلمين في مدينة مارسيليا.

ويمنع قانون أقر عام 2004 الطلبة من وضع أو ارتداء أي علامات ظاهرة تدل على دينهم في مدارس الدولة في فرنسا ولكنه ليس ملزما للمدارس الخاصة. ويسمح للطالبات في هذه المدرسة بارتداء الحجاب وأي ملابس اسلامية اخرى.

وقال سهيل بوغديري مدرس الرياضيات بمدرسة ابن خلدون الثانوية انه كان يعمل في مدرسة عامة ثانوية فصلت منها طالبتان منقبتان من فصله وانه بذل اقصى ما في وسعه لمنع طردهما ولكن دون جدوى.وأضاف أنه سمع في ذلك الوقت عن مدرسة ابن خلدون فقرر أن يحاول الالتحاق بالعمل بها.

واستقبلت مدرسة ابن خلدون في بادي الامر 40 طالبا تتراوح أعمارهم بين 11 و12 عاما. وتعتزم ادارة المدرسة فتح فصلين جديدين كل عام كما تتوقع ان يصل عدد الدارسين فيها خلال أربعة أعوام الى 200 طالب تتراوح اعمارهم بين 11 و15 عاما.

وقالت طالبة تدعى لبني عمرها 11 عاما ان العديد من أصدقائها التحقوا بالمدرسة وانها ستتمكن من تعلم دينها واللغة والعربية.

وقال طالب يدعى صديق عمره 11 عاما أيضا انه التحق بالمدرسة لانه يريد أن يصبح من أكبر علماء الدين في عصره.

ولا تحصل المدرسة الثانوية الاسلامية على اي اعانات حكومية. وتبلغ رسوم الدراسة 120 يورو في الشهر رغم ان الطالب يكلف المدرسة شهريا نحو 500 يورو.

دار نشر ألمانية تلغي طبع كتاب يسيء الى الاسلام

وقالت دار نشر ألمانية انها ألغت طبع كتاب عن جريمة قتل غامضة يدور حول قضية قتل بدافع الشرف لانه يحتوي على بعض الفقرات التي تسيء الى الاسلام وقد يؤدي الى رد انتقامي من الاسلاميين.

وألغت دار دروسته للنشر طبع كتاب بعنوان "الى من يستحق الشرف" للمؤلفة جابرييل برينكمان بعد أن رفضت المؤلفة تغيير عدة فقرات تصور احداها شخصية خيالية تقول تعليقات مهينة بشأن القرآن. بحسب رويترز.

وقال فيلكس دروسته رئيس الدار "بعد الرسوم المسيئة (للنبي) محمد يعرف المرء أنه لا يمكنه نشر عبارات أو رسوم تسيء للاسلام دون أن يعرض نفسه لخطر أمني."

وفي عام 2006 اندلعت احتجاجات عنيفه في عدة دول اسلامية بعد أن أثارت رسوم كاريكاتيرية للنبي محمد نشرتها صحيفة دنمركية غضب المسلمين.

وقوبل قرار دار النشر بانتقادات تتهمها بالخضوع لترهيب الاسلاميين والحد من حرية التعبير. كما تلقت الدار تهديدات لموظفيها من جماعات يمينية متطرفة تتهمهم بأنهم "أصدقاء للاسلاميين".

ونشرت الصحف الالمانية عناوين مثل "دار نشر تمارس رقابة ذاتية" و"الخوف من هجمات الاسلاميين".

كما شبهت وسائل الاعلام قرار الدار بواقعة حدثت في عام 2006 عندما قررت دار أوبرا في برلين تأجيل عرض اوبرا ايدومينيو لموتسارت بسبب مخاوف أمنية ذات صلة بالاسلاميين.

وقالت برينكمان لوسائل الاعلام الالمانية "فيم كل ذلك.. أين نحن هنا.. نحن في بلد حر."

وقالت دار دروسته ان لها تاريخا طويلا في نشر الكتب المثيرة للجدل وتعتزم بالفعل نشر رواية بوليسية أخرى عن موضوع القتل بدافع الشرف الا انها لن تنشر كتبا تسيء لديانات الشعوب سواء كانت الاسلام او المسيحية او اي ديانة أخرى. وقالت نورا تيشي المتحدثة باسم دار النشر "لا نريد الاساءة لاي طائفة دينية."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 13/تشرين الثاني/2009 - 23/شوال/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م