إلى متى سيظل هذا الذل والهوان؟

عزام الحملاوي

شهدت مدينة القدس القديمة ومحيط الأقصى الشريف وبالتحديد منطقة باب الأسباط,فجر الأحد مواجهات عنيفة بين المصلين الفلسطينيين وقوات الشرطة وحرس الحدود الصهيوني الذين أغلقوا كل المنافذ المؤدية إلى المسجد الأقصى,وحددوا الفئات المسموح لها بالصلاة داخل المسجد الأقصى,وهذا يدل على نية العدو الصهيوني على التحضير لاقتحام ساحات الأقصى مع المتطرفين الصهاينة تحت حجة أداء الشعائر التلمودية.

 أن قيام قوات العدو الصهيوني بمحاصرة  200 معتكف داخل الحرم القدسي الشريف,تحت حجة تخوفها من حدوث مواجهات  بين المعتكفين والمتطرفين داخل المسجد الأقصى,ماهو إلا مبرر واهي واعتداء صارخ على الحقوق والمقدسات الدينية للشعب الفلسطيني,ورغم ذلك هب أهل القدس وفلسطيني الـ 48 لحماية الأقصى والمعتكفين,وأقاموا صلواتهم في الشوارع الرئيسية في القدس القديمة لمنعهم من قبل قوات الاحتلال من دخول المسجد الأقصى والمدينة القديمة التي فرضت عليهما حصارا كاملا,وقامت بالاعتداء على المصلين واستخدمت القنابل الصوتية والمسيلة للدموع لتفريق المصلين والمتظاهرين.

 أن المسجد الأقصى يواجه اليوم أحداثا جسيمة وخطيرة,وهى نفس الإحداث التي تكررت منذ أسبوع,وهذا يدل على شراسة الهجمة التي تتعرض لها مقدساتنا من قبل المتطرفين الصهاينة المحميين  بقوات الاحتلال الصهيوني.

 أن اعتلاء أفراد الوحدات الخاصة أسطح البنايات والمدارس,يجئ في الإعداد لاقتحام المسجد و ارتكاب مجزرة في حق المعتكفين في داخله ,إن الأعداد الكبيرة من الصهاينة المتطرفين المتجمعين عند باب المغاربة,ماهي إلا لاقتحام المسجد وتدنيسه ومحاولة السيطرة عليه تحت حجة إقامة شعائرهم التلمودية,ولقد طالبت الشرطة المعتكفين بتسليم أنفسهم مهددة باعتقالهم جميعا ولكنهم رفضوا.

 أن هذه الإجراءات الخطيرة التي تنفذها قوات الاحتلال,ماهي إلا تكملة لما قامت به من حفر أنفاق تحت المسجد الأقصى لتعجل من انهياره,وتقيم هيكلهم المزعوم بعد أن قاموا بعزل المدينة بالمستوطنات,وبناء جدار العزل العنصري من حولها,وتشديد القيود على سكانها,والسماح للمتطرفين الصهاينة بالدخول إلى ساحات الأقصى بحماية قوات الاحتلال لتدنيسه,ناهيك عن التغييرات الداخلية التي غيرت شكل المدينة.

أن هذا المخطط الذي يحاول الصهاينة من خلاله تدمير ماضي وحاضر ومستقبل القدس عاصمة الدولة الفلسطينية,وتدمير ثقافتها الإسلامية والدينية التي تتعدي كل الثقافات,بعد أن نجحوا في تغيير ملامحها حتى يدمروا المعنى الروحي والديني والإسلامي للشعب الفلسطيني وبقية الشعوب العربية والإسلامية. ومما ساعدهم على ذلك زيادة عدد سكان إليهود داخل القدس حيث أصبحوا أكثر من الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين لأول مرة في تاريخها.

 أن كل مايحدث على مسمع ومرآي من الشعوب العربية والإسلامية  وحكامها,دون أن تتحرك ضمائر ونخوة وشهامة هؤلاء الحكام لإنقاذ مقدساتهم. لقد بات من الواضح بأنه لم تعد القدس ولا غيرها من المقدسات,تحرك هؤلاء المنافقين الذين ارتضوا لنفسهم الخزي والعار والذل والهوان حفاظا على عروش ممالكهم,وخوفا من توقف الإمدادات والمساعدات و الحماية  الأمريكية لهم. لقد ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أمثال الحكام المسلمين في عهد هولاكو,بأن يداس عليهم بالأقدام خوفا من غضب ولي نعمتهم وحارس حكمهم وكراسيهم، ولكن مع الأسف,ليس حكام العرب وحدهم هم السبب,ولكن وضعنا المخزي والمخجل,وانقسام قادتنا على بعضهم من أجل مصالح خاصة أيضا ارضاءا كل منهم لسادته,شجعهم على تنفيذ مخططاتهم,والإسراع بها دون توقع أية ردة فعل عنيفة.

 أن هذا العدو الصهيوني,سيستمر في اعتداءاته على الأقصى مالم يجد رادع قوي يثنيه عن مخططاته القذرة في تدميره، لقد تم في مرات عديدة مناشدة القادة العرب,ولجنة علماء المسلمين,ولجنة القدس وغيرهما,ولكن لم يلب أحدا منهم النداء,وهنا نطلق نداء استغاثة لكل الجماهير العربية والإسلامية أينما تواجدت  لنجدة  أقصاهم المبارك استجابة لصرخات أهلنا في القدس,وصرخات شيوخنا وشبابنا داخل باحات المسجد الأقصى,ونطالبهم بالتحرك القوي والجاد ضد حكامهم لإرغامهم على التحرك من أجل القدس,ونطالب جميع المؤسسات الحقوقية والدينية,التحرك والضغط والسعي لدى المحافل الدينية والدولية لإرغام الاحتلال على الامتثال للقرارات الدولية,ووقف الجرائم التي يقترفها العدو الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني,وانتهاك حرمة مقدساته محذرين من أن اليهود يسعون إلى تقسيم المسجد الأقصى,وتحويله إلى كنيس يهودي مثل ماحصل في الحرم الإبراهيمي الشريف.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 7/تشرين الثاني/2009 - 17/شوال/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م