الكوارث الطبيعية.. سخط الارض على تمادي البشرية

الخسائر تقدَّر بمئات آلاف الضحايا وتريليون دولار..

 

شبكة النبأ: شهد نصف القرن الماضي سلسلة من الكوارث الطبيعية المتصلة بالمناخ في كافة أنحاء العالم، تسببت في إيقاع أكثر من 800 ألف قتيل وخسائر اقتصادية بلغت تريليون دولار.

ووردت تلك الحقائق في تقرير منظمات "اقتصاد التأقلم مع الطبيعة ECA (إيسا) و"مجموعة العمل (Working Group)" - ومجموعة من المؤسسات والمنظمات غير الحكومية.

وحذّر التقرير من أنه في حال تقاعست دول العالم عن تبني خطوات عاجلة مقاومة للتغيرات المناخية، فإن الاقتصاد العالمي سيتكبد خسائر اقتصادية أكبر خلال العقود المقبلة. ونبّهَ إلى أن كوارث الطبيعة تزايدت في تجانس مباشر مع درجات الحرارة خلال السنوات الأخيرة الماضية. 

وفي غضون ذلك اعلنَ مسؤول من الامم المتحدة في جاكارتا، ان حوالى اربعة الاف شخص ما زالوا على الارجح مطمورين تحت الانقاض نتيجة الهزة القوية التي ضربت جزيرة سومطرة الاندونيسية مؤخرا.

وقالت كريستينا رومبايتس ديل ريو، مساعد مدير "مؤسسة روكفيللر" والباحث الرئيسي للتقرير، إن الدول النامية، تحديداً، الأكثر عرضة لخطر تلك التهديدات وفقدان ما بين واحد إلى 12 في المائة من إجمالي الناتج العام، بحلول 2030، بالنظر إلى نمط المناخ الراهن.

وبوضع عوامل معدلات النمو الاقتصادي في المستقبل والمتغيرات المناخية قيد حسبان تلك الأرقام، فقد ترتفع الخسائر الاقتصادية المتصلة بالمناخ حينئذ إلى قرابة 19 في المائة، في بعض البلدان.

وعلى الأرجح، سيؤدي ارتفاع درجات الحرارة على الأرض لتفأقم كوارث الطبيعة في المستقبل، وتراجع إنتاج المحاصيل وندرة المياه.

وقالت ديل ريو لـCNN: الدول النامية هي الأكثر اعتماداً على المناخ كمحرك للإنتاجية.. يفتقرون لإمكانيات التأقلم جراء الاعتماد على البيئة في الزراعة، والمنتجات غير المؤمنة، وقلة تنوع المحاصيل."

وذكرت أن إعداد التقرير جاء لتباطؤ الحكومات في التحرك المناسب، جراء شكوك حيال التغييرات المناخية وأولويات اقتصادية منافسة، وأن هدفه رسم مجموعة خيارات للتحرك نحو تأسيس قواعد مقاومة للتغيرات المناخية.

وقال د. ديفيد بريس، مدير "إدارة التنمية المستدامة والمخاطر الناشئة: من SwissRe، إن التأمين سيلعب دوراً محورياً في معالجة ما يترتب عن كوارث الطبيعة. حيث أشار التقرير إلى أن ما بين 40 في المائة إلى قرابة 100 في المائة من الخسائر المتوقعة عام 2030، يمكن تفاديها بتدابير معروفة وتمت تجربتها مسبقاً.

اعصار يغيّر مساره ليضرب الفلبين فقط

من جهة اخرى قال مسؤولون ان "اعصارا قويا" يتحرك باتجاه الفلبين غيّر مساره بشكل طفيف ويتوقع ان يضرب فقط اقصى شمال هذا الارخبيل في وقت لاحق.

ويحمل الاعصار بارما امطارا ورياحا قوية الى الساحل الشرقي للفلبين لكنه تجنب الى حد كبير مانيلا ومناطق اخرى كثيفة السكان على الساحل الغربي للبلاد حيث قتل 300 شخص تقريبا في فيضانات وقعت قبل اسبوع بسبب عاصفة سابقة.

وقال مسؤولون من ادارة الخدمات الفيزيائية والفلكية في ارخبيل الفلبين ان تحذيرا من عاصفة صدر لمنطقة العاصمة خلال الليل رفع حاليا.

وقال مسؤولون عن الاغاثة ان نحو 2600 شخص تقطعت بهم السبل على الساحل الشرقي بسبب انسداد الطرق في منطقة بيكول وفي جزيرة كاتاندونيس. لكن لا توجد تقارير عن وقوع خسائر.

واعلنت السلطات الفلبينية حالة كوارث في كل انحاء البلاد يوم الجمعة وأجلت نحو 62 الف شخص من الساحل الشرقي مع اقتراب الاعصار بارما.

ويتحرك الاعصار بارما الذي يقع على بعد نحو 120 كيلومترا شرق جزيرة لوزون الرئيسية ويتحرك باتجاه الشمال الغربي بسرعة 17 كيلومترا في الساعة ويتوقع ان يصل الى اليابسة في اقصى شمال البلاد باقليم كاجايان مساء يوم السبت.

ارتفاع حصيلة تسونامي ساموا الى 170 قتيل

وارتفعت حصيلة التسونامي الذي اجتاح جزر ساموا وتونغا في المحيط الهادىء الى 170 قتيلا و10 مفقودين على الاقل كما اعلن مصدر رسمي الجمعة، فيما ستنظم حكومة ساموا المستقلة جنازة جماعية للضحايا.

وجرت الجنازة في مقبرة تافايغاتا حيث سيقام نصب يحمل اسماء جميع الضحايا كما اعلنت وزيرة التنمية الاجتماعية فيامي ماتافا ناومي.

واوضحت ان العائلات التي دفنت موتاها في قراهم سيكون بامكانها ان رغبت في ذلك نقل الجثث الى مقبرة تافايغاتا.وكانت الحصيلة السابقة تشير الى 164 قتيلا.

واسفر المد البحري عن سقوط 129 قتيلا في دولة ساموا المستقلة و32 في ساموا الاميركية و9 في احدى جزر ارخبيل تونغا.كما اعتبر عشرة اشخاص في عداد المفقودين في ساموا.

وقالت متحدثة باسم حكومة دولة ساموا المستقلة لوكالة فرانس برس "انهم اشخاص حملتهم المياه او دفنوا تحت الانقاض".

اربعة الاف شخص تحت الانقاض بعد الهزة في اندونيسيا

وفي نفس السياق اعلن مسؤول من الامم المتحدة في جاكرتا، ان حوالى اربعة الاف شخص ما زالوا على الارجح مطمورين تحت الانقاض نتيجة الهزة القوية التي ضربت الاربعاء جزيرة سومطرة الاندونيسية.

وقال المصطفى بن المليح منسق المساعدة الانسانية التي تقدمها الامم المتحدة في اندونيسيا، "نقدر ان ما بين ثلاثة الى اربعة الاف شخص ما زالوا عالقين او مطمورين تحت الانقاض".

وتحدثت السلطات الاندونيسية حتى الان عن 777 قتيلا، لكن الامم المتحدة قدرت عدد الضحايا ب 1100.

واضاف بن المليح "عادة ما نعتبر ان المدة القصوى التي يبقى خلالها شخص مطمور جراء هزة ارضية، على قيد الحياة، هي خمسة ايام".

من جهته، تحدث المسؤول عن الاتحاد الدولي للصليب الاحمر بوب ماكيرو عن التقديرات نفسها بالاستناد الى زيارات شملت مدنية بادانغ والمناطق المجاورة. وقال لوكالة فرانس برس ان "العدد يناهز الاربعة الاف".

ويعيق هطول الأمطار الغزيرة وانقطاع التيار الكهربائي عمليات الاغاثة في جزيرة سومطرة بعد هزتين أرضيتين قويتين سويتا قرى المنطقة بالأرض ودفنتا 90 في المائة من السكان تحت الأنقاض.

وفيما أشارت الأمم المتحدة إلى مصرع 1100 شخصاً في الهزتين، قال وزير الصحة والشؤون الاجتماعية الإندونيسي الجمعة إن آلاف السكان مازلوا محاصرين تحت الأنقاض، وأوضح مسؤولون محليون أن نحو 90 في المائة من الأهالي دفنوا تحت ركام المباني المنهارة.

ولم تسلم المستشفيات وبات المرضى يعالجون في مبان شبه منهارة تتراكم فيها جثث الضحايا في مشارح مؤقتة.

وانضمت قوات الجيش إلى فرق الإغاثة في جهود البحث عن ناجين، حيث تتضاءل الفرص في إيجاد ناجين، مع مرور الوقت، الذي يكشف بدوره حجم الكارثة الإنسانية التي خلفها الزلزال.

الأم تروي القصة: تسونامي ابتلع ابنتي وحقيبتها المدرسية

وأدت أمواج تسونامي، المتولدة من هزة أرضية قوتها ثماني درجات ضربت جزيرة ساموا الغربية في جنوبي المحيط الهادئ، إلى مقتل وفقدان المئات من السكان في أرخبيل الجزر الصغيرة.

وتروي تيتاسي فيتياو كيف فقدت طفلتها في الكارثة التي حلت بالجزيرة، بعد أن هرعت إلى مدرسة ابتنتها البالغة من العمر ست سنوات، لظنها أنها ستكون قادرة على حماية ابنتها مما قد يلحق بها من أذى.

وتقول الأم "لقد أمسكت يدها، وبدأت الأمواج تجرفنا، وأفلتت ابنتي من يدي، وكنت أسمعها وهي تنادي أمي .. رجاء ساعديني، ثم رأيتها وهي تطفو فوق الماء وتأخذها الأمواج بعيداً عني، أدركت عندها أني فقدتها.. لقد أخذت منا."

وكانت المدرسة قد طلبت من الطلاب العودة إلى منازلهم بعد أن ضرب الزلزال الجزيرة، وظنت الأم أن الأمور ستكون بخير بعدما تمكن من الوصول لابنتها، قبل أن تبدأ الأمواج باجتياح الجزيرة الصغيرة.

وتتابع الأم "لا أستطيع أن أصدق أنها ماتت.. إنها تبلغ ست سنوات فقط."، واستطاع أهالي القرية العثور على جثة الفتاة المسماة فاليجوريفا بعد يوم من الزلزال، وتتابع الأم "عندما وجدوها كانت ما تزال بلباس المدرسة، وحقيبتها المدرسية معلقة بظهرها."وتنوي أسرة فاليجوريفا دفنها مع حقيبة كتبها بسبب حبها الكبير للمدرسة، وفق ما قالت الأم.

عمال الإغاثة يناضلون لإنقاذ ضحايا زلزال سومطرة

وهزّ زلزال قوي مدينة بادانج بجزيرة سومطرة الإندونيسية يوم 30 سبتمبر مودياً بحياة 75 شخصاً وتاركا الآلاف من الناس عالقين تحت الحطام

هز زلزال قوي مدينة بادانج غرب جزيرة سومطرة الإندونيسية يوم 30 سبتمبر مودياً بحياة 75 شخصاً وتاركاً الآلاف من الناس عالقين تحت الحطام.

وينازع عمال الإغاثة للتمكن من إنقاذ عشرات الأشخاص العالقين تحت حطام المباني المدمرة بفعل الزلزال في الوقت الذي تقوم فيه الطائرات بتوصيل المساعدات والمنظمات غير الحكومية بتعبئة المتطوعين للمساعدة. بحسب تقرير شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين".

وقد لقي 467 شخصاً على الأقل حتفهم في هذا الزلزال الذي ضرب العاصمة بادانج ومدينة باريامان الساحلية القريبة منها، وفقاً لوزارة الشؤون الاجتماعية بإندونيسيا.

وفي السياق نفسه، أخبر بريادي كاردونو، الناطق باسم الوكالة القومية لإدارة الكوارث، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه "من المحتمل أن يشهد عدد الوفيات ارتفاعاً بسبب بقاء العديد من الناس عالقين تحت أنقاض البيوت والفنادق المدمرة".

وكان زلزال بقوة 7.9 قد ضرب سواحل إقليم غرب سومطرة مساء يوم 30 سبتمبر متبوعاً بهزة أخرى بقوة 6.2، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وقد حدث الزلزال على نفس خط التسونامي الذي ضرب المحيط الهندي عام 2004 وشعر به سكان شمال سومطرة وريو وأتشه بإندونيسيا بالإضافة إلى ماليزيا وسنغافورة.

وقد أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أنه قد تم التبليغ عن نزوح الآلاف من الأشخاص إثر الأمطار الهائلة والانزلاقات الأرضية التي أعقبت الزلزال. كما توالت تقارير عن حدوث أضرار بالغة للبنية التحتية بما فيها شبكات الهاتف والطرقات والجسور وأنظمة توفير المياه.

وقد قدرت منظمة "إير بوتيه" غير الحكومية أن حوالي 40 بالمائة من المباني في باريامان قد تعرضت لأضرار بالغة في حين أظهرت اللقطات التلفزيونية من بادانج تحول مباني في الحي التجاري للمدينة إلى حطام.

كما أظهرت اللقطات معاناة عمال الإغاثة لإزاحة حطام المباني التي يعتقد أنها تعيق تحرك العديد من الأشخاص. وحسب تقارير قناة "تيفي وان" TV One التلفزيونية المحلية، فإن الأمطار وازدحام الناس على الطرقات يعيقان جهود الإغاثة.

وقد قام فريق حكومي مؤلف من ستة وزراء يقودهم وزير الشؤون الاجتماعية أبو رضى البكري بالسفر إلى بادانج في الأول من أكتوبر. كما غادرت طائرة هيركوليس سي 130 العسكرية جاكرتا إلى المناطق المنكوبة محملة بالأطباء ومواد الإغاثة بما فيه الخيام والأدوية والمواد الغذائية.

وقال بكري واصفاً الكارثة: "إنه زلزال قوي. ولذلك من المتوقع أن يضاهي حجم الأضرار ما خلفه زلزال يوغياكرتا"، في إشارة إلى الزلزال الذي ضرب منطقة يوغياكرتا على جزيرة جاوا عام 2006 وأودى بحياة 5,744 شخصاً.

من جهته، أفاد رستم باكايا، مدير مركز الكوارث بوزارة الصحة، أنه تم إرسال فريق طبي إلى بادانج لإنشاء مستشفيات ميدانية للناجين. كما سافر فريق من موظفي منظمات الأمم المتحدة بما فيها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى المناطق المتضررة في غرب سومطرة لتقييم الأضرار وحجم المواد الإغاثية اللازمة للاستجابة لاحتياجات المتضررين.

منظمات الإغاثة تتدخل

وأفادت منظمة "وورلد فيجن" الإنسانية أنها ستقوم بإرسال موظفين في الأول من أكتوبر لتقييم الأضرار. وجاء في تصريح جيمي نادابدب، مدير الشؤون الإنسانية والطوارئ بمكتب إندونيسيا قوله: "من الضروري جداً أن نتمكن من إيصال الموظفين إلى المناطق المنكوبة بأسرع وقت ممكن لنتأكد من حجم الأضرار. فإذا كانت المباني قد انهارت فذلك يعني أن الناس في أمس الحاجة للغذاء والماء وخصوصاً المأوى... ما يحصل عادة هو أن الناس يصابون بالرعب من فكرة العودة إلى ديارهم خصوصاً إذا كانت قد تعرضت للضرر بسبب احتمال حصول العديد من الارتدادات. لذا فإن توفير مراكز إيواء بديلة يعتبر أمراً حيوياً".

من جهتها، أفادت منظمة إنقاذ الطفولة أنها تقوم بتعبئة موظفيها لتقديم الدعم للأطفال والأسر في غرب سومطرة. وتقوم المنظمة بتوفير مواد الإغاثة للناجين من الزلزال الذي ضرب غرب جاوا بقوة 7.0 الشهر الماضي مخلفاً 81 قتيلاً و200,000 نازح.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 7/تشرين الثاني/2009 - 17/شوال/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م