الحوثيون هم من المذهب الزيدي الذي ينسب الى الأمام زيد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ,الذي ثار في الكوفة عام -122- 740م وقضي
على ثورته وقتل من قبل الوالي الأموي في عهد الخليفة هشام بن عبدالملك
,-1-
ولئن قضي على ثورة زيد سياسياً , فأنها استمرت عقائدياً وتشريعياً
ذلك أن الأمام زيد كان فقيهاً ومحدثاً, وعالماً بقراءات القرآن فهو أبن
بيت النبوة ,ورث تراث هذا البيت علما ً وخلقاً, وبعد وفاة زيد دون عنه
كتابين روى فيهما حديثه و فقهه ,ويعرف أحد هذين الكتابين باسم - مجموع
الحديث - والثاني باسم - مجموع الفقه - و يعرفا معاً باسم - المجموع
الكبير-وقد رتب حسب ترتيب كتب الفقه ويلاحظ أن أحاديث المجموع مروية
كلها عن طريق آل البيت.
وقد تسنى للمذهب الزيدي الانتشار في عدد من بقاع العالم الإسلامي
أهمها اليمن الشمالي, وقد نقل المذهب الى اليمن بعض رجال الشيعة
الحسنية , اشتهرت هذه الأسرة العلوية في المدينة المنورة ,ثم انتقل بعض
أفرادها الى اليمن ومن أشهرهم القاسم بن إبراهيم الذي كان عالماً كبيراً
له آراء قيمه في المذهب الزيدي ,كما كان مطلعاً على مذهب أبي حنيفه
النعمان , ثم الهادي الذي يعود له الفضل في نشر المذهب الزيدي في اليمن.
وأمتاز الحوثيين بميولهم في السنوات الأخيرة الى الشيعة الأمامية
الأثني عشر أو الجعفرية نسبه الى جعفر بن محمد الأمام السادس الذي عرف
ب -الصادق- والأئمة قبله هم - علي بن ابي طالب -كرم الله وجهه - و
الحسن بن علي - ثم الحسين بن علي شهيد كربلاء-
ثم علي بن الحسين زين العابدين- ومحمد بن علي الباقر. لقد ذكر
علماء السنة -الأمام جعفر الصادق- وأثنوا عليه, ورأوا في آرائه وفقهه
ما لا يختلف عن آراء وفقه أهل السنة,وقد ولد الصادق سنة ثمانين للهجرة
-699 م – ونشأ في المدينة حيث آثار النبي الكريم و كبار علماء الأسلام
مع تراث آل البيت لذلك كان حظه كبيراً من العلوم الإسلامية مع المكانة
الاجتماعية وصار من أبرز رجالات عصره, وعاش معظم حياته في العصر
الأموي ثم عاصر تأسيس الخلافة العباسية, وقد أخضعه الخليفة المنصور الى
رقابة شديدة وحاول توريطه للتخلص منه لكنه أخفق.
قد نحتاجُ لاختصاصيين محايدين منصفين لتقييم هذه الحرب التي تتشابك
غاياتها وأهدافها , فكل ما نقل عن الأعلام لايمكن اعتباره لب الحقيقة
المطلقة , وتبقى مجموعة الأسباب غامضة.؟ رغم كل ما قيل..فقد أقسم -
يحيى الحوثي- بالله - أن الرئيس اليمني أبلغه بعظمة لسانه... بأن يكف
الحوثيين عن ترديد شعارهم - الموت لأمريكا وأسرائيل -وإلا سيسلط عليهم
من لايرحمهم ؟
وفعلاً نفذَ تهديدهُ , أو السبب هو استبداد السلطة بعد ثلاثين سنه
من استلام كرسي الحكم , واتهامات لهم بعدم تحمل نظام الحكم مسؤؤلياته
الوطنية والابتعاد عن سلطه الدولة الدستورية, والتمادي - الكيل
بمكيالين - بأعمال التفرقة الطائفية والعنصرية خصوصاً مع الحوثيين
الزيديه واتهامهم بأنهم يميلون الى الشيعة الجعفرية ويصنفهم البعض من
المتحجرين بأنهم - صفويين - وينظر اليهم من قبل السلطة على أنهم مواطني
الدرجة الثالثة.؟ و تخوينهم بالولاء لدولة أخرى, و قيام السلطات
العسكرية بترويع السكان المدنيين خاصة في - محافظة صعدا- خلال الحروب
الستة مع الحوثيين منذ عام 2004 عندما خاض - حسين بدرالدين الحوثي-
الحرب الأولى الى يومنا هذا ,حيث تستخدم القوة المفرطة بما يشبه
الأبادة الجماعية وتشريد السكان وأتلاف الممتلكات العامه والخاصة فيها
وحرمان المنطقة من الخدمات والتعليم والصحة وإرهاب وإذلال السكان
بإطلاق تسميات طائفيه عنصرية كونهم شيعه زيديه - بتشجيع من الوهابية -
الذين يعتبرونهم كفاراً يجب قتلهم.
هذا النظام يعيش التناقض العجيب , حيث يجامل الأمريكان ويتملقهم
ويستلم المساعدات المالية منهم,ثم نجده يتحالف مع السلفيين ويستقبل
التكفيريين القادمين من القتال في العراق ويبارك أعمالهم ؟.لذا فأن
محاربة هؤلاء الشيعة تتم بالنيابة عن كل هؤلاء, في مشروع مقبوض الثمن ؟
وهذه من أعظم أخطاء النظام اليمني التي سيدفع ثمنها لاحقاً أسوة بمثله
الأعلى صدام , أن حقوق الإنسان والحريات تكاد تكون معدومة في اليمن ,
رغم توقيع اليمن على معاهدات جنيف لحماية المدنيين , وتبرز هنا تساؤلات
كثيره حول هذا النظام في تكرار المآسي التعسفية والفتنه بين أبناء
الشعب العربي المسلم الواحد.
وأن الدفع باتجاه السلاح والتقاتل عدمي لافائده منه وأن السلام في
ظل الوطنية الخالصة هو الحل المثالي ,الذي يحتاج الى شجاعة من قبل
الدولة,على قاعدة التراضي والتنازلات المتبادلة لإنهاء العوامل غير
واضحة المعالم لهذه الحروب والمشاكل وانعكاساتها المستقبلية على
المجتمع نفسياً واجتماعيا وثقافياً وأخلاقياً و مادياً.
والسلطة التي عملت جاهده من أجل الحروب والصراع السياسي والتحالفات
مع السلفية وطوائف وقبائل أخرى وصداقة المتخلفين , الذين يلعبون
بالكارت الذهبي للتقرب من السلطة بغرض الانتفاع ومصالح النفوذ وزهو
المنتصر؟, لم تعمل خطوه جادة واضحة من أجل عوامل السلام مما جعل ردود
الفعل عكسية لدى الطرف الآخر, وها هي ظروف اليمن , ممزق في الشمال و
مشاكل في الجنوب وأن أثارها سببت شرخاً في استقرار المجتمع ووحدة الوطن
, وأصبح أبعد ما يكون عن التحضر.
* النرويج
sadikalsafy@yahoo.com
.......................................................
* الاستعانة -بالمصدر التأريخي الحضارة العربية
الإسلامية-ص257 - البرفسور سهيل زكار |