
شبكة النبأ: شكلت الانتخابات
الألمانية فرصة للمراقبين لمتابعة مدى قدرة تنظيم القاعدة على استغلال
الإعلام و"قوة الإيحاء" لتغيير أمزجة الرأي العام في أوروبا، إذ أن
التنظيم ركز كثيراً على بث البيانات التي تهدد ألمانيا، قبل الانتخابات
بهجمات ما لم تنسحب من أفغانستان.
وبالتزامن مع هذه الاحداث وجّهَ زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن،
رسالة صوتية جديدة، خصصها للشعوب الأوروبية التي طلب منها العمل على
سحب قوات دولها المنتشرة في أفغانستان، محذراً إياها من قرب هزيمة
واشنطن في الحرب وبقائهم بمفردهم إلى جانب المناطق التي يسكنها
المسلمون فـ"يقتص المظلوم من الظالم" على حد تعبيره.
وفي جانب تمويل الارهاب ذكرت قناة تلفزيون العربية ان جناح تنظيم
القاعدة في اليمن يستهدف افرادا سعوديين لطلب تبرعات لدعم قتاله ضد
حكومة صنعاء المتحالفة مع الولايات المتحدة.
القاعدة تفشل بالتأثير بانتخابات ألمانيا
ورغم توالي التهديدات من "ألمان القاعدة" وحركة طالبان، وزعيم
القاعدة، أسامة بن لادن نفسه، إلا أن الناخب الألماني لم يتأثر، بل
وكانت النتيجة تسجيل المستشارة أنغيلا ميركل، فوزاً تاريخياً على
خصومها، فهل يدل ذلك على أن السلاح الإعلامي الذي كان أحد أقسى أسلحة
التنظيم قد فقد تأثيره؟
فقد أظهر استطلاع لـCNN بالعربية أن 72 في المائة من القراء
المشاركين جزموا بعدم وجود تأثير لتنظيم القاعدة في الانتخابات، في حين
أشار 28 في المائة إلى أن التأثير وقع بالفعل.
وفي حديث لـCNN بالعربية الأربعاء، قال كريستيان كوخ، مدير الدراسات
الدولية لدى مركز الخليج للأبحاث في إمارة دبي، إن انتخابات ألمانيا لم
تتأثر بالتهديدات التي صدرت عن بن لادن وعناصر أخرى من القاعدة، لعدة
أسباب، يرتبط بعضها بالتنظيم نفسه، في حين تتصل أخرى بالسياسة
الألمانية الداخلية.
وشرح كوخ قائلاً: "لقد حاول التنظيم إرسال رسائل لتحريض الجمهور كي
يصوت لصالح اتجاه دون آخر، مهدداً بهجمات إن نجحت قوى مؤيدة للبقاء في
أفغانستان، لكنه فشل في ذلك لعدة أسباب قد يكون همها ضعف بنيته التحتية
في ألمانيا."
ورأى أن عدم حصول هجمات على الأراضي الألمانية قبل الانتخابات، كما
حصل في مدريد عام 2004 قبل ثلاثة أيام من الانتخابات عبر ضرب شبكات سكك
الحديد وقتل 191 شخصاً ساهم في عدم تأثر الناخبين بالتهديدات
والتلويحات.
بن لادن يهدد أوربا: أمريكا ستغرب من
أفغانستان
ووجّه زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، رسالة صوتية جديدة هي
الثانية له خلال سبتمبر/أيلول الجاري، خصصها للشعوب الأوروبية، التي
طلب منها العمل على سحب قوات دولها المنتشرة في أفغانستان، محذراً
إياها من قرب هزيمة واشنطن في الحرب وبقائهم بمفردهم إلى جانب المناطق
التي يسكنها المسلمون فـ"يقتص المظلوم من الظالم" على حد تعبيره.
وقال بن لادن، في التسجيل الذي لم تتمكن CNN من تأكيد صحته بشكل
مستقل، إن الأوروبيين سيتفهمون ما وصفها بـ"الأحداث الدامية" في لندن
ومدريد، في إشارة إلى الهجمات التي نفذتها خلايا مرتبطة بتنظيمه في
هاتين العاصمتين، لو أنهم عرفوا بـ"الجرائم" التي ترتكبها القوات
الأمريكية بأفغانستان وقتل المدنيين في الغارات الجوية.
وفي التسجيل الذي برز فيه ظهور نسخ تحمل مترجمة إلى اللغتين
الألمانية والإنجليزية، قال بن لادن: "إلى الشعوب الأوروبية، تعلمون أن
البغي يصرع أهله، ومن أفظع الظلم، قتل النفس بغير حق، وهذا ما تفعله
حكوماتكم وجنودكم تحت مظلة الناتو بأفغانستان، تقتل الأطفال والشيوخ
والنساء، جريمتهم أن (الرئيس الأمريكي السابق جورج) بوش قد غضب عليهم،
مع معرفتكم بأنهم لم يفعلوا شيئاً ضد أوروبا ولا صلة لهم بأحداث أمريكا."
وتابع بن لادن، في الشريط الذي لم تتجاوز مدته أربع دقائق ونصف: "لن
يمضي كثير وقت حتى ينجلي غبار الحرب في أفغانستان ولن تجدوا فيها أثراً
لأمريكي، وسيغربون إلى ما وراء الأطلسي، ونبقى نحن وأنتم فيقتص المظلوم
من ظالمه."
وأضاف: "لكم في حال أختكم جورجيا عبرة، فأهلها قصفوا وذلوا وطلبوا
المساعدة من أمريكا، فلما ألحوا بالطلب جاءتهم الأساطيل الأمريكية، ليس
لاستعادة أوسيتيا بل لتوصيل ما لا يحتاجون إليه من خيم ومنظفات الملابس."
وتابع بالقول: "من العيب على المرء أن يكون في حلف لا يبالي قائده
الأكبر بدماء البشر، يقصف القرويين بالطائرات عن عمد، وأنا على ذلك من
الشاهدين،" متهماً القوات الأمريكية بدفع مائة دولار لكل طفل يقتل عن
طريق الخطأ، وسأل "هل نجد في أوروبا كبشاً بمائة دولار؟"
هل يفتح تنظيم القاعدة جبهة في غزة
وأثار انفجاران بموقعين حساسين في قطاع غزة تكهنات بأنهما من تنفيذ
أصوليين متحالفين مع تنظيم القاعدة ومناهضين لحركة المقاومة الاسلامية
(حماس) التي تحكم القطاع الفلسطيني. وفيما يلي بعض التعليقات على أسئلة
رئيسية عن الواقعتين، بحسب رويترز:
- من وراء التفجيرين؟
لم يصدر اعلان للمسؤولية قابل للتصديق.
ومنذ انتزعت حماس السيطرة على قطاع غزة في يونيو حزيران عام 2007
بعد أن تغلبت على قوات علمانية موالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس
دأبت الحركة الاسلامية على القاء اللوم في تفجيرات تقع من حين لاخر
وهجمات أخرى على أهداف تابعة لها على عاتق حركة فتح التي يتزعمها عباس.
لكن الشكوك هذه المرة حامت حول سلفيين يدعون الى الجهاد ضد الغرب
ويختلفون مع حماس في أهدافها الوطنية.
وهاجمت قوات حماس مسجدا في رفح يوم 14 أغسطس اب بعد أن أعلن زعيم
جماعة تطلق على نفسها اسم جند أنصار الله حكما اسلاميا في البلدة
الواقعة على الحدود مع مصر. وقتل زهاء 28 شخصا منهم زعيم الجماعة.
وأثارت الواقعة تحذيرات من رد فعل محتمل وتكهنات بأن يؤدي صراع مع
السلفيين الى تعقيد وتعزيز اتصال حماس بالغرب.
- من هم هؤلاء السلفيون؟
معظمهم يشتركون في عقائدهم مع تنظيم القاعدة ويعتقدون أن حماس خرجت
على خط الاسلام بالاشتراك في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام
2006 التي فازت فيها وفرضت عليها في أعقاب ذلك عقوبات دولية. ومنذ
انتزعت حماس السيطرة على غزة من الرئيس عباس العلماني عام 2007 انتقد
السلفيون الحركة الاسلامية لعدم فرضها الشريعة الاسلامية.
ورغم عدم وجود صلة واضحة في الهيكل التنظيمي بين هؤلاء السلفيين
وتنظيم القاعدة فهم يكنون الاعجاب لزعيمي التنظيم أسامة بن لادن وأيمن
الظواهري. والبيانات التي يعتد بها قليلة لكن ثمة جماعات مختلفة ربما
تضم مئات المقاتلين بعضهم تدرب وقاتل في صفوف حماس لكن أمله خاب في
الوقت الحالي في زعماء الحركة الحاكمة. وللاطلاع على دراسة كاملة عن
الجماعات السلفية يمكن قراءة تقرير أعده المعهد الدولي لابحاث السلام
في أوسلو.
- ماهو الهدف المحتمل للتفجيرين؟
ضرب المهاجمون مجمعين أمنيين احيط بهما حراسة مشددة تابعين لحماس
أحدهما معروف بأنه يضم سجنا. أما الثاني الذي يضم مقرا لاقامة الرئيس
عباس فيعتقد أيضا أنه يستخدم حاليا للاحتجاز والاستجواب. واذا كان
السلفيون مسؤولين عن التفجيرين فربما كانوا يسعون لاستعراض قدراتهم
والمطالبة بالافراج عن عشرات الاصوليين.
- هل اسرائيل أيضا هدف للاصوليين؟
كانت اسرائيل دوما هدفا لهم. واشتركت جماعة جيش الاسلام مع حماس في
غارة عبر الحدود عام 2006 أسر خلالها الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط.
وما زال شليط أسيرا وتجري بشأنه محاولات للتوسط في اتفاق لمبادلته
بمئات السجناء المنتمين الى حماس. كما أطلقت نفس الجماعة التي تربطها
صلات وثيقة بعائلة دغمش القوية في غزة صواريخ في اتجاه اسرائيل وأطلقت
النار على جنود اسرائيليين.
كما زعمت جماعة أخرى تسمى جيش الامة المسؤولية عن عدة هجمات صاروخية
على اسرائيل.
وقتل ثلاثة من أعضاء جماعة جند أنصار الله خلال هجوم في يونيو
حزيران على موقع للجيش الاسرائيلي على الحدود. وكان بعض المهاجمين
يركبون الخيل.
مخابرات أمريكا استعانت بشركة أمنية لاغتيال
زعماء القاعدة
وفي نفس السياق قالت صحيفة نيويورك تايمز ان وكالة المخابرات
المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) استأجرت عام 2004 متعاقدين من شركة
بلاكووتر الامنية الخاصة في اطار برنامج سري لملاحقة واغتيال كبار
اعضاء تنظيم القاعدة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين امريكيين حاليين وسابقين قولهم ان
بلاكووتر ساعدت في التخطيط والتدريب والمراقبة في برنامج أنفقت عليه
السي.اي.ايه بضعة ملايين من الدولارات دون ان تعتقل او تقتل أحدا من
المتشددين المستهدفين.
وقالت الصحيفة انه لم يتضح ما اذا كانت المخابرات المركزية
الامريكية اعتزمت استخدام متعاقدي بلاكووتر في اعتقال او قتل اعضاء
القاعدة او انها اعتزمت قصر دورهم على التدريب والمراقبة.
وثار حول شركة بلاكووتر الامنية الخاصة التي تتخذ من نورث كارولاينا
مقرا لها جدل في العراق عام 2007 حين اتهم رجال الامن التابعين لها
المستأجرين لحراسة الدبلوماسيين الامريكيين باللجوء الى القوة المفرطة
في حادث لاطلاق النار في العاصمة العراقية بغداد أدى الى مقتل 17 مدنيا
عراقيا.وغيرت بلاكووتر اسمها الان الى شركة اكس اي سيرفيسيز.
وقالت نيويورك تايمز ان لجوء السي.اي.ايه الى شركة خارجية للمشاركة
في برنامج سري اضطر ليون بانيتا مدير المخابرات المركزية الامريكية الى
ابلاغ الكونجرس في يونيو حزيران بأن الوكالة حجبت تفاصيل هذا البرنامج
طوال سبع سنوات.
تهديدات القاعدة تدفع ألمانيا لرفع مستويات
الخطر
من جانبها رفعت الحكومة الألمانية حالة التأهب إثر تهديدات للقاعدة
بضرب أهداف هناك حال جاءت الانتخابات الألمانية المقررة، في أواخر
الشهر الجاري، بحكومة لا تلتزم بسحب القوات الألمانية من أفغانستان.
وأعلنت وزارة الداخلية الألمانية في بيان: "الانتخابات الفيدرالية
تمثل فرصة خاصة لبروباغاندا الجماعات الإرهابية، وشريط فيديو جديد بث
في 18 سبتمبر/أيلول للقاعدة دليل على ذلك."
وأوضحت الداخلية أن تلك التهديدات أدت لرفع مستويات الخطر، ما يعني
تشديد التدابير الأمنية تحديداً حول المواني الجوية ومحطات القطار.
ولفتت الوزارة إلى تزايد ملحوظ في معدل التهديدات ضد ألمانيا أطلقها
تنظيم القاعدة وتنظيمات متشددة أخرى منذ مطلع هذا العام.
وجاءت أحدث التهديدات على لسان "حراش البكاي" المعروف باسم "أبو
طلحة الألماني" في شريط فيديو مدته 26 دقيقة، توعد فيها ألمانيا
بـ"ضربة استيقاظ عنيفة" حال فاز بالانتخابات المقررة في 27 سبتمبر/أيلول
حكومة لن تتعهد بسحب القوات الألمانية من أفغانستان.
وطالب "أبوطلحة الألماني" في كلمته المسلمين المقيمين في ألمانيا
تفادي الحياة العامة في أول أسبوعين يعقبان الانتخابات.
وكرر "أبوطلحة الألماني" أثناء كلمته انتقاداته للمستشارة الألمانية،
أنجيلا ميركل، لدعمها حربي العراق وأفغانستان.
وأكد أن اختيار الشعب الألماني للسلام سيدفع "المجاهدين" لخيار
السلام مع ألمانيا، مضيفاً: "مع انسحاب آخر جندي ألماني من أفغانستان،
سيغادر آخر مجاهد كذلك ألمانيا."
القاعدة تتكهن بسقوط أوباما في فيديو جديد
للظواهري
من جهة اخرى تكهن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، في
تسجيل مرئي جديد يحمل عنوان "الغرب.. والنفق المظلم"، بسقوط الرئيس
الأمريكي، باراك أوباما.
وتناول الظواهري، وعدد من قادة التنظيم، في التسجيل المطول، مدته
106 دقائق وله طابع وثائقي، بالتعليق على أحداث العام الماضي من
الانتخابات الرئاسية الأمريكية والأزمة المالية العالمية.
وقال الظواهري، في التسجيل الذي بث على مواقع قريبة من التنظيم، "اكتست
أمريكا بوجه زائف جديد.. تضحك بوجهنا وتعالجنا بطعنة في الظهر بنفس
خنجر بوش."
وتوعد الساعد الأيمن لزعيم تنظيم القاعدة في تسجيله الذي أطلقه فيما
يبدو في ذكرى هجمات 11/9 عام 2001 على أمريكا: "بإذن الله نهايتكم
ستكون على يد العالم الإسلامي، ليتحرر العالم والتاريخ من جرائمكم
وأكاذيبكم."
وتناوب في الحديث بالتسجيل المرئي كل من "مصطفى أبو اليزيد" و"الشيخ
عطا الله"، وأبو يحي الليبي" وآدم غادن (عزام الأمريكي).
ويشار إلى أن التسجيل المزعوم للظواهري هو الثاني خلال سبتمبر/أيلول
الجاري، بعد آخر أطلقه في مطلع الشهر هاجم فيه الولايات المتحدة.
وانتقد الظواهري في الشريط، ويحمل عنوان "حصاد سبع سنوات من الحروب
الصليبية"، ما أسماه "التحالف الإيراني-الصليبي، الذي يستهدف الأمة
الإسلامية."
وجاء التسجيل بعد مرور أكثر من أسبوع من ظهور تسجيل صوتي لزعيم
تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، حذر فيه الشعب الأمريكي من مغبة تحالف
إدارته الوثيق مع إسرائيل، داعياً إياه إلى مراجعة هذا الحلف.
جناح القاعدة في اليمن يسعى لجمع تبرعات من
السعودية
وفي جانب تمويل الارهاب ذكرت قناة تلفزيون العربية ان جناح تنظيم
القاعدة في اليمن يستهدف افرادا سعوديين لطلب تبرعات لدعم قتاله ضد
حكومة صنعاء المتحالفة مع الولايات المتحدة.
وتأتي هذه الحملة في وقت يقاتل فيه اليمن متمردين من الشيعة في
الشمال ويواجه اعمال عنف متفرقة في الجنوب حيث تتصاعد مشاعر الانفصال.
وبثت قناة العربية تسجيلا مصورا لسعودي عضو في التنظيم قالت إنه
يسمى سعيد الشهري نائب قائد تنظيم القاعدة في اليمن وهو يدعو مواطنيه
السعوديين الى التبرع بالمال لدعم مقاتلي القاعدة في اليمن. وظهر الى
جواره احد المطلوبين اليمنيين ويدعى محمد عبد الكريم الغزالي.
وقال بعد ذلك إن حامل هذه الرسالة يتمتع بالثقة. ولم يتضح على الفور
ما اذ كان تم القاء القبض على احد او كيفية الحصول على التسجيل.
وقالت القناة إن التسجيل الذي ظهر فيه الشهري يتحدث داخل سيارة
وبجواره المتشدد اليمني عثر عليه في ذاكرة هاتف محمول.
وقتل 16 شخصا في تفجيرين لسيارتين ملغومتين امام السفارة الامريكية
في صنعاء قبل عام. واعلنت القاعدة مسؤوليتها عنهما.
وفي عام 2008 القت السلطات السعودية القبض على مجموعة من الاشخاص
يستخدمون تسجيلا للرجل الثاني في تنظيم القاعدة ايمن الظواهري في جمع
اموال من متبرعين سعوديين. |