اسرائيل وايران: انحسار تهديد الوجود أم هدوء يسبق العاصفة

 

شبكة النبأ: بدا بمقابلة مع احدى الصحف، أكدَ فيها وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك أن ايران المسلحة نووياً لا تستطيع تدمير اسرائيل. وتلا هذا تصريحات علنية مماثلة من الجنرال المسؤول عن جميع العمليات العسكرية. حتى وزير الخارجية افيجدور ليبرمان وهو من الصقور يبدو الان مترددا بشأن رغبة حكومته التي يلمح اليها منذ فترة طويلة في خوض حرب بدلاً من رؤية عدو يحصل على الوسائل اللازمة لتصنيع قنبلة.

وقال للقناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي "لا سمح الله ليست هناك حاجة لمهاجمة اي شيء."

ولكن، يعتقد الكثير من المحللين أن احتمال شن اسرائيل ضربة تستهدف البرنامج النووي الايراني احتمال كبير حتى إذا لم تكن الولايات المتحدة حليفتها الرئيسية توافق على ذلك. فقد عاد ليبرمان بالقول ان منشأة نووية تم الكشف عنها مؤخرا في ايران دليل على أن طهران تسعى لامتلاك أسلحة نووية.

وبالضد من ذلك قلّلَ وزير الدفاع الإيراني، العميد أحمد وحيدي، من مصداقية التقارير الصحفية التي ذكرت أن السعودية ستغض الطرف عن مرور المقاتلات الإسرائيلية في أجوائها إذا قررت تل أبيب ضرب المنشآت النووية الإيرانية. وقال وحيدي إنه يستبعد قيام السعوديين الذي وصفهم بأنهم "أصدقاء" بالسماح لـ"الكيان الصهيوني المعتدي" بمثل هذا الأمر، رداً على سؤال حول موقف طهران من التقارير الذي ذكرت أن إسرائيل "تفاوض السعودية" لتنفيذ هذه الخطة.

اسرائيل تعيد النظر في التحذيرات ضد ايران!

وفي حين يصر المسؤولون الاسرائيليون أن "جميع" الخيارات تظل مطروحة للتعامل مع العدو اللدود لبلادهم لا تشكك الا قلة في أن باراك واضع الاستراتيجيات الاول الى جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد تبنيا أسلوبا جديدا في الخطاب فيما تستعد القوى العالمية الكبرى لاحياء المفاوضات مع طهران يوم الخميس.

وقال مسؤول ان الاسرائيليين الذين لا يملكون القوات اللازمة لالحاق ضرر دائم بالمواقع النووية الايرانية يأملون في أن تنجح المحادثات الجديدة وأن عدم حدوث هذا سيؤدي في نهاية المطاف الى تدخل عسكري بقيادة الولايات المتحدة. بحسب رويترز.

وأضاف المسؤول الاسرائيلي "اخر ما نريد أن نفعله الان هو تحويل الانتباه بعيدا عن دبلوماسية نوع التهديدات الذي تستطيع ايران أن تشير اليه "كدليل" على أن هم وليس نحن الطرف المعرض للخطر." وتنفي ايران السعي لامتلاك أسلحة نووية.

وفي عام 1981 قصفت اسرائيل المفاعل النووي العراقي وفي عام 2007 شنت هجوما مماثلا ضد سوريا. لكن هناك مؤشرات على أنه حين يتعلق الامر بايران فان اعتبارات ما سيحدث تاليا تثير القلق.

ومن الممكن أن يؤدي هجوم اسرائيلي أحادي الى أعمال انتقامية ضد الاصول الامريكية بمنطقة الخليج مما يخضع العلاقات المتوترة بالفعل بين نتنياهو والرئيس الامريكي باراك اوباما لمزيد من التوتر. واذا أوقفت ايران صادرات النفط فقد تجد اسرائيل نفسها ملومة على أزمة عالمية جديدة.

ويقول مساعد لباراك ان مخاطر شن هجوم فردي ضد ايران أوضحها تقرير للامم المتحدة يندد بالحصيلة الضخمة من القتلى المدنيين في الحرب التي شنتها اسرائيل في يناير كانون الثاني على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس وهو الهجوم الذي قالت الدولة اليهودية انها شنته لوقف الهجمات الصاروخية التي ينفذها الفلسطينيون.

وقال مساعد لباراك "قبل العملية كانت الرسالة التي تلقيناها من العديد من اللاعبين الخارجيين بما في ذلك حتى بعض المنظمات غير الحكومية (ادخلوا وافعلوا ما يجب أن تفعلوه للتعامل مع حماس). لكن بالطبع تم نسيان كل هذا بمجرد أن سكن الغبار."واضاف "فكرة أن اسرائيل تستطيع القيام بالاعمال القذرة نيابة عن العالم تخضع لمراجعة جادة. الدعم الكافي المتواصل غير موجود."

وفي التصريحات التي أدلى بها لاكثر الصحف اليومية مبيعا يديعوت احرونوت قال باراك ان اسرائيل التي يفترض على نطاق واسع أنها تملك الترسانة النووية الوحيدة بالشرق الاوسط تستطيع ردع او صد اي هجوم مستقبلي من ايران مسلحة نوويا.

وقال "لا أظن أننا على شفا محارق جديدة" ليناقض علنا ربط نتنياهو المتكرر بين ايران اليوم والمانيا النازية عشية الحرب العالمية الثانية.

ولدى سؤاله عن المقابلة مع يديعوت احرونوت قال نتنياهو انه يتفق مع وجهة نظر باراك. ونفى مكتب رئيس الوزراء اجراء أي تغيير في الاستراتيجية الاسرائيلية بشأن ايران.

غير أن مسألة القلق من ايران التي هون من شأنها باراك الجنرال البارز المتقاعد ورئيس الوزراء السابق الذي يرأس حزب العمل المنتمي لتيار يسار الوسط في ائتلاف يقوده حزب ليكود اليميني بزعامة نتنياهو لابد وأن تجد طريقها الى المناقشات خلف الابواب المغلقة.

وحين كان وزيرا للدفاع في عهد ايهود اولمرت سلف نتنياهو كان باراك حذرا بشأن اشعال حرب. وقال مسؤول بمجلس الوزراء المصغر انذاك ان باراك كان معارضا لهجوم عام 2007 الذي دمر مفاعلا نوويا سوريا مزعوما ووصفه بالمتسرع.

ونفى مساعدو باراك هذا لكن مسألة أن الغارة الجوية نفذت بالفعل تشير على الاقل الى قدرته على اخفاء الخلافات واظهار الدعم.

هل يمكن لاسرائيل أن تضرب إيران بسبب المخاوف النووية؟

وقال وزير الخارجية الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان ان منشأة نووية تم الكشف عنها مؤخرا في ايران دليل على أن الجمهورية الاسلامية تسعى لامتلاك أسلحة نووية. ويعتقد الكثير من المحللين أن احتمال شن اسرائيل ضربة تستهدف البرنامج النووي الايراني احتمال كبير حتى إذا لم تكن الولايات المتحدة حليفتها الرئيسية توافق على ذلك. وفيما يلي ملابسات الموقف، بحسب رويترز:

هل يمكن أن تشن اسرائيل ضربة على ايران؟

انها مقامرة عالية المخاطر وتنطوي على درجة من الخداع. يرفض زعماء اسرائيل استبعاد أي خيار. انهم لا يصدقون تأكيد ايران على أنها تريد طاقة نووية فحسب. وقالت اسرائيل ان توصل ايران لصنع قنبلة نووية يمثل تهديدا على وجودها لدرجة لا يمكنها معها تحملها مع الوضع في الاعتبار تأكيدات الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد المتكررة على أن اسرائيل لا مستقبل لها.

لكن في العام الماضي اتضح أن مسؤولين كانوا يضعون خططا عن كيف يمكن لاسرائيل العيش مع وجود ايران كقوة نووية في حالة من الردع المتبادل. وأظهر استطلاع للرأي نشر في يونيو حزيران أن الاسرائيليين لا يتوقعون أن تشن ايران هجوما اذا أصبحت قوة نووية.

ويقول مساعدون لبنيامين نتنياهو انه منذ أن أصبح رئيسا للوزراء في مارس اذار جعل من انهاء تهديدات ايران عنصرا محددا لما يعتبره دوره الشخصي في التاريخ اليهودي. ومن السوابق في تاريخ الدولة اليهودية ضربة جوية اسرائيلية عام 1981 دمرت المفاعل النووي الوحيد في العراق الى جانب ضربة في سوريا عام 2007 ما زال يكتنفها الغموض. وعلى الرغم من الصمت الرسمي فانه لا يوجد شك يذكر في امتلاك اسرائيل لصواريخ نووية. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك مؤخرا "يمكن لاسرائيل أن تدمر ايران تماما."

ما الذي ربما يكبح جماح اسرائيل؟

ليس من الواضح كيف ستضع اسرائيل تعريفا لتحقيق هدفها بمنع ايران من الحصول على الاسلحة النووية. لكن وعدا من ايران بنبذ الاسلحة النووية وأن يدعم ذلك شكل من أشكال الاشراف وبيانات المخابرات ربما يكون الحد الادنى. وسيتوقف الكثير على تصرفات ايران وعلى الرئيس الامريكي باراك أوباما واخرين يضغطون على ايران من خلال العقوبات والدبلوماسية.

وطالب أوباما هذا الاسبوع بأن تعلن ايران ما خفي من برنامجها النووي والا فانها تخاطر بذلك بأن تفرض عليها "عقوبات مؤلمة" بعد الكشف عن محطة جديدة تحت الانشاء الى الجنوب من طهران.

وفي حين أن الكثير من المحللين يشكون في انكار ايران لوجود نوايا عسكرية لديها فان البعض يقول ان ايران ربما تكون راضية عن أن تظهر في صورة الدولة التي لديها الامكانية السريعة لامتلاك أسلحة نووية دون أن تسلح نفسها بالفعل. لكن اسرائيل لا ترغب فيما يبدو في قبول هذا المستوى من التهديد.

وفي الوقت ذاته اذا ما فكرت اسرائيل في شن ضربة من جانب واحد على ايران فانها سوف تبحث عددا من المخاطر الرئيسية وهي:

- الرد الانتقامي ليس فقط من ايران بل من الجماعات المتحالفة معها مثل حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الاسلامية (حماس).

- التداعيات الاقتصادية والدبلوماسية من الولايات المتحدة وحلفائها.

- فشل الهجوم والذي سيسبب ردود الفعل سالفة الذكر أيضا.

ما هي العناصر الاساسية في الجدول الزمني؟

أولا التكنولوجيا الايرانية: قال مستشار الامن القومي الاسرائيلي في يوليو تموز ان ايران تجاوزت "الخط الاحمر" فيما يتعلق بقدرتها على صنع المفجر النووي الخاص بها ولكنها لا يمكن أن تنتج كمية كبيرة أو تضع رؤوسا نووية سليمة على صواريخها.

وقال مئير داجان مدير جهاز الموساد في يونيو حزيران ان ايران ربما تملك رأسا نوويا صالحا في 2014 . وينظر لداجان على أنه شخصية رئيسية في سياسة اسرائيل تجاه ايران وتم تمديد فترة خدمته بشكل غير معتاد حتى عام 2010 .

ثانيا الدبلوماسية: من المقرر أن تجتمع ايران في الاول من أكتوبر تشرين الاول مع ست قوى عالمية كبرى قلقة بشأن خططها النووية. وفي مايو ايار أبلغ أوباما نتنياهو بأنه "بحلول نهاية العام" فانه يتوقع تحديد ما اذا كانت الجهود الدبلوماسية تحقق نجاحا. وفي الشهر الحالي قال مسؤول سابق انه اذا لم يوافق الغرب على فرض عقوبات خانقة بحلول نهاية العام فسيصبح على اسرائيل أن تشن ضربتها.

وتقوم روسيا بدور كبير باعتبارها عضوا دائما في مجلس الامن الدولي متمتعة بحق النقض (الفيتو) وموردا محتملا للاسلحة بالنسبة لايران.

هل ستشن اسرائيل الضربة وحدها دون دعم من الولايات المتحدة؟

قال أوباما الذي ثار بينه وبين نتنياهو خلاف بشأن المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وخطوات السلام مع الفلسطينيين في يوليو تموز انه لم يمنح اسرائيل "على الاطلاق" الضوء الاخضر للهجوم. وكان يرد على نائبه الذي قال ان لاسرائيل الحق في التصرف اذا شعرت أن هناك خطرا يهدد وجودها. ولن تكون اسرائيل راغبة في اغضاب حليفتها الرئيسية. ولن ترغب في ان تشعر واشنطن بأنها فوجئت بالامر بل انها ربما تريد مساعدة من الولايات المتحدة. لكن الكثير من المحللين يعتقدون أن اسرائيل ربما تهاجم وحدها.

كيف يمكن أن تهاجم اسرائيل ايران؟

هل سيكون الهجوم معلنا أم مستترا. تسعى اسرائيل لتنمية قدراتها على الحرب الالكترونية التي يمكن أن تفسد أنظمة التحكم الصناعية والعسكرية في ايران. ولا يوجد شك يذكر في أن الهجوم المستتر عن طريق ضباط من الموساد على الارض له مكانه في الخطط ضد ايران. ومن مميزات القيام بعمل تخريبي بدلا من الضربة الجوية القدرة على نفي مثل هذا العمل.

كما أن الجيش الاسرائيلي يمكن أن ينشر القوى التالية:

القوات الجوية - 500 مقاتلة بما في ذلك الطائرات اف 15 واف 16 لقصف غرب ايران وكذلك من خلال اعادة التزود بالوقود في الجو وهو ما تتدرب عليه القوات الجوية. ويمكن للطائرات أن تحلق فوق أراضي دول عربية معادية باستخدام تكنولوجيا التلصص. كما أن القوات الجوية مزودة بقنابل "مدمرة للمخابيء" يمكن اطلاقها بدقة من خارج المجال الجوي الايراني. كما أنه يفترض أن لدى اسرائيل العشرات من صواريخ أريحا المصممة لحمل رؤوس تقليدية أو نووية الى الخليج. ومن المستبعد القيام بضربة نووية اسرائيلية لكن في حالة تصعيد الحرب لا يمكن استبعادها.

القوات البرية - يمكن نشر قوات خاصة على الارض لرصد أهداف ويمكن أيضا تدمير الاهداف من خلال التخريب.

القوات البحرية - وجهت اسرائيل واحدة من ثلاث غواصات دولفين ألمانية الصنع الى البحر الاحمر عبر قناة السويس في يونيو حزيران لتفتح بذلك طريقا الى الخليج. ويعتقد أن الغواصات قادرة على اطلاق صواريخ نووية وصواريخ كروز تقليدية.

الدفاع الصاروخي - تقوم اسرائيل بتحديث نظام ارو الاعتراضي المدعوم من الولايات المتحدة ومن المتوقع أيضا أن تستفيد من السفن المزودة بنظام ايجيس الامريكي المنتشرة في البحر المتوسط. ومن العناصر الاخرى التي ترسخ لهذا التحالف نظام اكس باند وهو رادار أمريكي متمركز في اسرائيل.

سيناريو ضربة إسرائيلية وقائية لإيران والأردن الأكثر تضررا

وثمة سيناريوهان إسرائيليان لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية كضربة وقائية، غير أنهما لا يخلوان من مخاطر، وفقاً لتقرير صدر عن المركز الأمريكي للبحوث الاستراتيجية CSIS.

وكشف التقرير، الذي حصلت CNN بالعربية على نسخة منه، أن إسرائيل، ومن أجل تحقيق هدفها، بحاجة على الأقل إلى ما يزيد على 80 طائرة قاذفة مقاتلة أو 30 صاروخاً باليستياً من طراز "أريحا 3" الذي تبلغ قوة رأسه التفجيرية 750 كيلوغراماً من المواد المتفجرة.

وأشار المحللون في CSIS إلى أن ضربة إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية قد تتطلب العشرات من القنابل الأمريكية الموجهة بالليزر من طرز GBU-27، وGBU-28 وGBU-10، التي يمكنها اختراق طبقة من الخرسانة بسماكة تتراوح بين 1.8 - 6 أمتار.

ويذكر في السيناريو أن تدمير مصنع تخصيب اليورانيوم الواقع على سطح الأرض في منطقة أصفهان يتطلب من إسرائيل توجيه تسع قنابل، ولضرب المفاعل النووي في منطقة أراك أربع قنابل و55 قنبلة لتدمير مصنع تخصيب اليورانيوم الواقع تحت سطح الأرض في ناتانز، على أن تقوم مقاتلات من طراز  F-16I  و F-15E بنقل القنابل.

السيناريو الأول:

للسيناريو الأول 3 مسارات، لتوجيه الضربة الوقائية الإسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية، ولكل مسار مخاطره الخاصة به.

المسار الشمالي:

تحليق طائرات إسرائيلية مقاتلة على طول الساحل الشرقي للبحر المتوسط، ثم العبور فوق البر في أجواء المنطقة الحدودية التركية السورية، ومن ثم الأجواء الكردية وصولاً إلى داخل الأراضي الإيرانية وقصف الأهداف.

ومن غير المتوقع أن يثير هذا المسار مخاطر سياسية مع سوريا لعدم وجود علاقات دبلوماسية بينهما، غير أنه قد يثير مخاطر سياسة متوسطة مع تركيا، والأمر ذاته فيما يتعلق بالمخاطر العسكرية، ذلك أنه لا توجد منشآت عسكرية سورية تذكر في تلك المنطقة.

المسار الأوسط:

تحليق طائرات إسرائيلية مقاتلة عبر الأردن، ومن ثم فوق الحدود السورية الأردنية المشتركة ثم عبور الأجواء العراقية، وصولاً إلى الأراضي الإيرانية، فقصف الأهداف.

على أن لهذا المسار مخاطر سياسية كبيرة، إذ إن على إسرائيل أن تبلغ الأردن في حال عبور الطائرات الإسرائيلية أجواءها، وذلك لأنها ملزمة بذلك نظراً لوجود اتفاقية سلام بين البلدين، وفي حال لم تفعل ذلك، فإنها تعرض الاتفاق إلى الخطر، وبالتالي العلاقات الدبلوماسية بينهما.

الأردن قد يرفض السماح للطائرات بعبور أجوائه، وربما يكشف عن مثل هذا الأمر في حال عبورها دون إذن، ما يعرض العملية كلها للخطر سياسياً وعسكرياً.أضف إلى ذلك أن العراق لن يسمح بعبور الطائرات الإسرائيلية لأجوائه، وكذلك الحال مع القوات الأمريكية التي لن تسمح بمثل هذا الأمر، نظراً لما يمكن أن يتسبب به من مصاعب سياسية وعسكرية عليها وعلى قواتها في العراق.

المسار الجنوبي:

يتمثل في تحليق طائرات إسرائيلية فوق المناطق الشمالية للسعودية، ومن ثم دخول الأراضي العراقية فإيران، حيث سيتم توجيه الضربة، وهذا السيناريو شبيه بسيناريو كانت قد نفذته إسرائيل عام 1981، عندما قصفت المفاعل النووي العراقي "أوزيراك."

المخاطر السياسية التي يثيرها هذا المسار تتلخص في أن الولايات المتحدة لن تسمح بمثل هذه المخاطرة التي قد تعرض علاقتها مع السعودية للخطر، ناهيك عن أن العراق سيحتج وربما لن يسمح بمرور الطائرات الإسرائيلية في أجوائه. 

السيناريو الثاني:

نظراً للمخاطر العديدة التي يثيرها السيناريو الأول، قد تلجأ إسرائيل إلى السيناريو الثاني المتمثل بقصف المنشآت النووية الإيرانية بصواريخ باليستية، وذلك اعتماداً على ضعف قدرات الدفاع الصاروخي الباليستي الإيرانية.ويعتبر معدو التقرير أن نظام الدفاع الجوي الإيراني قديم، ويتألف من منظومة "س-200" الروسية "س-75" و"تور-م1".

غير أن الخطر الذي قد يواجه إسرائيل هو احتمال حيازة إيران على منظومة "س-300" (تريومف) S-300 PMU2، وهي منظومة روسية متطورة للغاية قادرة مع أي تشويش أو نتيجة أي هجوم على تدمير ما بين 20-30 في المائة من القوة المهاجمة، ولهذا السبب تشعر إسرائيل بالقلق من احتمال حصول إيران على منظومات صواريخ "س- 300" من روسيا.

على أن مخاطر هذا السيناريو الأكبر ستكون على الأردن، الذي سيشكل ما يعرف عسكرياً باسم "المنطقة صفر"، أي أنه سيكون في بؤرة الحرب الصاروخية بين إسرائيل وإيران، وسيتلقى الضربة الأكبر.

وفي احتمال آخر يتحدث معدو التقرير عن إمكانية الهجوم بالصواريخ ذات الدقة العالية وفي هذه الحالة تصل حاجة إسرائيل إلى ثلاثين صاروخا من هذا النوع توزع على الشكل التالي: خمسة صواريخ توجه إلى أصفهان وثلاثة إلى أراك و34 صاروخا لتدمير ناتانز، غير أن إسرائيل لا تملك هذا العدد من الصواريخ حالياً، كما أفادت وكالة "نوفوستي"، التي نشرت ملخصاً له.

والسبب الرئيسي للهجوم الإسرائيلي المحتمل على إيران هو إمكانية امتلاك طهران لكمية من اليورانيوم والبلوتونيوم كافية لتصنيع قنبلة نووية. ولا تسمح العقيدة العسكرية لإسرائيل بتوفر سلاح نووي لدى الدول المجاورة لها.

وجاء في التقرير أن إيران تملك اليوم ما يكفي لتصنيع رأس نووي واحد على الأقل في العام الواحد. أما إذا تمكنت إيران من تنفيذ مشروعها بوضع 50 ألف وحدة طرد مركزي في منشأة "ناتانز" ومفاعل بلوتونيوم في "أراك" فقد تتمكن إيران من إنتاج 25 أو 30 ذخيرة نووية سنويا.

ويعتقد معدو التقرير أن إيران قد تتوصل إلى ذلك خلال عامي 2013 و2014، في حين يعتقد المحللون الإسرائيليون أن الموعد أقرب  وحددوه في العام2011.

وعلى أي حال، سيؤدي أي تأكيد على تزويد إيران بمنظومات "س-300" إلى إسراع إسرائيل في توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية.

إيران تستبعد سماح السعودية لإسرائيل بضرب مفاعلاتها

من جهة اخرى قلل وزير الدفاع الإيراني، العميد أحمد وحيدي، من مصداقية التقارير الصحفية التي ذكرت أن السعودية "ستغض الطرف" عن مرور المقاتلات الإسرائيلية في أجوائها، إذا قررت تل أبيب ضرب المنشآت النووية الإيرانية.

وقال وحيدي إنه يستبعد قيام السعوديين الذي وصفهم بأنهم "أصدقاء" بالسماح لـ"الكيان الصهيوني المعتدي"، بمثل هذا الأمر، رداً على سؤال حول موقف طهران من التقارير الذي ذكرت أن إسرائيل "تفاوض السعودية" لتنفيذ هذه الخطة. بحسب سي ان ان.

كما تناول وحيدي الربط بين المناورات الصاروخية الإيرانية الأخيرة والتهديدات التي تتعرض لها البلاد بسبب الملف النووي، وقال إن رسالة إيران لدول المنطقة هي "رسالة سلام وصداقة"، وفق وكالة الأنباء الإيرانية.

وأضاف الوزير الإيراني، الذي أثار تعيينه جدلاً واسعاً بسبب مطالبة الأرجنتين بتوقيفه على خلفية الاشتباه بضلوعه في تفجير المركز اليهودي ببيونس أيرس عام 1994، أن "الرد سيكون مدمراً" فيما لو أراد البعض "شن أي اعتداء على إيران."

وكانت صحيفة "صنداي اكسبرس" قد نشرت مقالاً تحدثت فيه عن اجتماع في لندن ضم مسؤولين سعوديين ورئيس جهاز الأمن الخارجي البريطاني، مع رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الاسرائيلية "الموساد."

وذكرت الصحيفة أنه قد اتفق خلال الاجتماع على أن المملكة العربية السعودية ستغض الطرف في حال قيام المقاتلات الإسرائيلية بالتحليق فوق أراضي المملكة في حال قيام إسرائيل بضرب المنشأة النووية الإيرانية الجديدة في قم.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن "مصدر سعودي مسؤول" لم تشر إلى هويته نفياً قاطعاً لصحة هذه الأنباء.

وأكد المصدر أن ما جاء في الصحيفة "أمر عار عن الصحة جملة وتفصيلاً"، مطالباً القائمين عليها بتكذيب الخبر.

ايران تحذر اسرائيل من عاقبة شن هجوم عليها

وفي نفس السياق حذّرَ أحمد وحيدي وزير الدفاع الايراني اسرائيل من شن أي هجوم على الجمهورية الاسلامية قائلا ان ذلك سيعجل بزوال الدولة العبرية.

وقال وحيدي للتلفزيون الايراني "اذا حدث ذلك وهو ما لا نتوقعه بالطبع فستكون نتيجته النهائية هي التعجيل باخر نفس للنظام الصهيوني."

وعبر قادة اسرائيل مرارا عن تخوفهم من طموحات ايران النووية ورفضوا استبعاد القيام بعمل عسكري وقائي لمنع ايران من صنع سلاح ذري. بحسب رويترز.

واستبعدت ايران التي تقول ان أنشطتها النووية هي لتوليد الكهرباء للاغراض السلمية احتمال وقوع مثل هذه الضربة.

وقال وحيدي القائد السابق بالحرس الثوري الايراني انه في حالة شن اسرائيل هجوما فان "عمرها الافتراضي الذي يقترب الان من نهايته سيتم التعجيل بنهايته".وأضاف أن "النظام الصهيوني" وهو التعبير الذي تستخدمه ايران للاشارة الى اسرائيل على "حافة الدمار".وتوقع الرئيس الايراني المحافظ محمود أحمدي نجاد مرارا بسقوط اسرائيل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 4/تشرين الثاني/2009 - 14/شوال/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م