منذ سنين عديدة تعتبر المقاهي الشعبية أحد شواخص تراثنا الشعبي، إذ
كان من يرتادها من كبار السن والوجهاء والأدباء لشرب الشاي والتداول
في أمور المجتمع.
أما الآن فنجد أن المقهى قد اختلفت شكلا ومضمونا عما كان سابقا، إذ
أصبحت المقاهي مصدرا لترويج النرجيلة وشرب المعسل بأنواعه، وهنا نتحدث
بالذات عن مدينة كربلاء إذ لوحظ في الآونة الأخيرة ازدياد عدد المقاهي
فيها وتوافد المئات من الشباب عليها بشكل لافت للنظر لشرب المعسل،
وتتراوح أعمارهم بين 15-30 عاما الأمر الذي يشكل انعطافا خطيرا نحو
مستوى هذا الجيل التعليمي والأخلاقي.
إضافة الى تأثير هذه الظاهرة على المجتمع لما لها من سلبيات كبيرة
منها الهاء الشباب عن مزاولة العمل و أصابتهم المبكرة بأمراض الرئة
والقلب، مع العلم أن تلك المقاهي بدأت تفتتح في مجمعات التسويق أيضا
وبدون الحصول على تراخيص المهنة، ويلاحظ أيضا غياب دور الرقابة الصحية
في الحد من هذه الظواهر، وقد ألزمت دوائر الدولة موظفيها والمراجعين
إليها عدم التدخين داخل المؤسسات الحكومية، فهل ينطبق ذلك على الأماكن
العامة ؟
إن السبيل الكفيل لحل هذه الأزمة هو فرض غرامات مالية على أصحاب
المقاهي والمطاعم والكازينوهات الذين يبيعون النرجيلة، للحد من هذه
الظاهرة، واعداد برامج توعية الى الشباب عن مخاطر التدخين وتأثيره على
حياة الإنسان عبر إقامة الندوات التثقيفية والقنوات الفضائية والمدارس،
وتشكيل لجنة مشتركة بين وزارة التربية والصحة والشباب والرياضة والبيئة
لشرح أبعاد هذه القضية اجتماعيا وتربويا وصحيا واقتصاديا ولايجاد حل
جذري لهذه المشكلة الكبيرة التي باتت كابوسا يطفو على صدور شبابنا.
* كاتب وباحث في الشأن العراقي
abbasmajedy@yahoo.com |